نزوح قسري لآلاف الفلسطينيين من شمال قطاع غزة
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
نزح آلاف الفلسطينيين قسراً صباح اليوم من بلدة بيت حانون ومحيطها شمال قطاع غزة بعد أوامر جيش الاحتلال الإسرائيلي للأهالي بإخلائها.
وذكرت وكالة وفا أن الآلاف بدؤوا بالنزوح سيراً على الأقدام هرباً من قصف الاحتلال للمنطقة متجهين نحو مدينة غزة وجباليا شمال القطاع التي تتعرض أيضاً لغارات جوية وقصف مدفعي كثيف .
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أوضحت في تقرير لها الأسبوع الماضي أن أوامر الإخلاء القسري التي يصدرها جيش الاحتلال أصبحت حدثاً يومياً لأهالي القطاع الذين يضطرون إلى المغادرة من أجل النجاة بأرواحهم، مبينة أن العائلات تضطر إلى الانتقال مراراً وتكراراً مع العلم أن الأمان غير موجود في أي مكان بالقطاع.
ويقدر عدد النازحين في القطاع بنحو 2 مليون بينهم 1.7 مليون يعيشون في مخيمات بمنطقة المواصي جنوب غرب القطاع في ظل ظروف معيشية مأساوية جراء الحصار الذي يفرضه الاحتلال ومنعه إدخال المساعدات وتدميره شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي ما أدى إلى انتشار سوء التغذية والأمراض والأوبئة فضلاً عن أنهم ليسوا في مأمن من قصف الاحتلال حيث يرتكب مجازر شبه يومية بقصفه مخيمات النزوح ومراكز الإيواء.
ومنذ بدء حرب الإبادة الجماعية في السابع من تشرين الأول الماضي يواجه الفلسطينيون في القطاع معاناة النزوح المتكرر حيث يأمر جيش الاحتلال أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها لتدميرها والتوغل داخلها، متجاهلاً المطالبات الدولية المستمرة لوقف الحرب وإدخال المساعدات إلى القطاع، ومستهتراً بدعوات مجلس الأمن لوقف إطلاق النار، وبأوامر محكمة العدل الدولية لاتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي في القطاع.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
مفقودو حرب السودان.. مأساة أسر كاملة في كردفان
في ركن منسي بولاية شمال كردفان حيث تتلاشى الحدود بين النزوح والفقد، تجلس نساء سودانيات قهرتهن الحرب مرتين؛ مرة حين سلبتهم الديار، وأخرى حين ابتلعت فلذات أكبادهن وذويهم في طرقات المجهول.
ولا تروي الخيام قصص الجوع والعطش فحسب، بل تضج بصمت ثقيل لأمهات وزوجات ينتظرن غائبين لم يتبقَ منهم سوى "أسماء في الذاكرة" وصور يتيمة.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تجدد القتال غربي كردفان وأزمة نازحي السودان تتفاقمlist 2 of 4تصاعد موجات النزوح في شمال دارفور وغرب كردفانlist 3 of 4مدينة الأبيض.. "عروس الرمال" في شمال كردفانlist 4 of 4تفاقم الوضع الإنساني جنوب كردفان بسبب الجوع والأوبئةend of listتجلس السيدة "خديجة" وهي مثقلة بالهموم أمام خيمتها التي أوتها بعد النزوح القسري، إذ فقدت زوجها وعددا من أفراد أسرتها، لتجد نفسها وحيدة في مواجهة مصير 8 أطفال يعتمدون عليها كليا.
وتروي خديجة للجزيرة فصول مأساتها بصوت يغالبه الانكسار: "عانينا ما لا يوصف؛ هربنا من جحيم المعارك في بابنوسة إلى الفولة، ومنها قذفتنا الأقدار إلى هنا".
لكن النزوح لم يكن نهاية المطاف، فالمأساة تكمن في الغياب؛ إذ تضيف: "نفتقد الوالد، والأخ، وزوج ابنتي الذي يطلب الخاطفون فدية تعجيزية لإطلاق سراحه، بينما لا نملك عن والدنا خبرا ولا أثرا".
صور يتيمة وأسئلة بلا إجاباتخديجة ليست وحدها في هذا العراء؛ ففي كل خيمة غصة، ولكل نازح قصة اختفاء قسري. تحكي السيدة "أم شريم" عن الصورة الفوتوغرافية الوحيدة لابنتها المفقودة وكيف أنها تتمسك بها كطوق نجاة، وتقول إنها لا تحمل سوى أمنية وحيدة وبسيطة استعصت على التحقيق: "أريد فقط أن أعرف أين هي.. هل هي باقية على قيد الحياة؟".
وعلى مقربة منها، تجلس "عزة" تحدق طويلا في ملامح شقيقها عبر صورة صامتة، وإلى جوارها يجلس طفله الصغير، يتقاسم مع عمته مرارة الانتظار.
قالت عزة: "فقدنا أخي منذ يوم الجمعة، وهذا طفله يجلس معنا ينتظر.. لا خبر، لا اتصال، ولا شيء يطمئننا".
أرقام مفزعة
الفاجعة في شمال كردفان تتجاوز القصص الفردية لتتحول إلى ظاهرة جماعية، فبحسب إفادات مسؤولين في وزارة التنمية الاجتماعية، فإن أعداد المفقودين في تزايد مقلق، حيث تجاوزت البلاغات حاجز الـ100 أسرة تبحث عن ذويها في الوقت الراهن.
إعلانوتشير التقارير الرسمية إلى أن الفقد لم يقتصر على الرجال، بل طال النساء والأطفال وأسر كاملة اختفت في محلية "بارا"، وسط عجز عن حصر دقيق لمن تاهوا في دروب الحرب الوعرة.
وبينما تتلقى بعض الأسر أخبارا مفجعة تقطع الشك باليقين، يظل آخرون معلقين بخيط أمل واه، لا يملكون سوى الانتظار في محطات خلت من المسافرين، ولم يبق فيها سوى صدى الأسماء.