قالت صحيفة فرنسية إن الجزائر ترفض بشكل منهجي استقبال الأشخاص الجزائريين الخاضعين لالتزام مغادرة الأراضي الفرنسية في مطاراتها، وذلك منذ إعلان باريس دعمها لمقترح المغرب في قضية الصحراء الغربية.

ووفق "لوكنار أونشيني"  فإن هؤلاء الجزائريين الذين يتم ترحيلهم بالطائرات من قبل فرنسا يتم إرجاعهم بشكل منهجي إلى فرنسا، مؤكدة أن الوضع تدهور منذ رسالة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إلى العاهل المغربي، محمد السادس، بشأن دعم باريس لمقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء.

ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع أن عشرات المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين والذين يخضعون لقرار مغادرة الأراضي" يقومون برحلات ذهابا وإيابا بالطائرة"، وعند عودتهم إلى فرنسا، "يتم إطلاق سراحهم"، واتهم الجزائر بتكرار استخدام الهجرة غير الشرعية كسلاح ضد باريس، وفق ما تنقل عنه الصحيفة. 

Depuis les prises de position de Macron en faveur du Maroc sur le Sahara occidental, l’Algérie renvoie systématiquement vers la France ses ressortissants expulsés de l’Hexagone. Des dizaines de clandestins algériens font de "simples allers-retours " constate un…

— Le Canard enchaîné (@canardenchaine) August 7, 2024

 وفي 5 أغسطس ، طلب مكتب وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، "من المحافظين تقريرا دقيقا حول العراقيل" التي تواجه عمليات الترحيل، وفق الصحيفة. 

ودخلت علاقات البلدين مرحلة توتر كبير، بعد أن أعلنت فرنسا الأسبوع الماضي تأكيد دعمها لمخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب  كحل لقضية الصحراء الغربية معتبرة أنه "الأساس الوحيد" للتوصل إلى تسوية للنزاع المستمر منذ نحو خمسين عاما مع جبهة بوليساريو.

وبعدما نددت الجزائر الداعمة للناشطين الصحراويين بالموقف الفرنسي منذ الأسبوع الماضي، أعلنت "سحب سفيرها لدى الجمهورية الفرنسية بأثر فوري، على أن يتولى مسؤولية التمثيل الدبلوماسي الجزائري في فرنسا من الآن فصاعدا قائم بالأعمال"، وفق ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية.

كما أعلن وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف أن بلاده ستتخذ إجراءات إضافية ضد فرنسا.

وقال عطاف خلال مؤتمر صحفي في الجزائر العاصمة "سنقوم بالخطوات اللازمة التي سنعبّر من خلالها عن رفضنا لإقدام فرنسا على خطوة خطيرة على المنطقة والجهود التي تبذل خصيصاً في هذا الظرف لإيجاد حلّ سلمي وسياسي لقضية الصحراء الغربية".

وأضاف أنّ قرار الجزائر استدعاء سفيرها من باريس للتشاور ليس سوى خطوة أولى ستليها خطوات احتجاجية أخرى.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

تصعيد جديد..ماذا يحدث بين فرنسا والجزائر؟

 


دخلت العلاقات المتوترة بين فرنسا والجزائر منعطفًا جديدًا بعد أن أعلنت السلطات الجزائرية طرد 15 مسؤولًا فرنسيًا، ما دفع باريس إلى التهديد برد قوي ومتناسب، وسط مخاوف من انعكاسات أمنية واقتصادية واجتماعية على كلا البلدين.

طرد مفاجئ وتأزم دبلوماسي

أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية أن وزارة الشؤون الخارجية استدعت القائم بالأعمال في السفارة الفرنسية وأبلغته بضرورة "الترحيل الفوري لجميع الموظفين الفرنسيين الذين تم تعيينهم في ظروف مخالفة للإجراءات المعمول بها". وأوضحت أن عددهم لا يقل عن 15 موظفًا باشروا مهام دبلوماسية أو قنصلية دون استيفاء الشروط القانونية.

في المقابل، وصف وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، القرار الجزائري بأنه "غير مبرر"، مضيفًا أن باريس سترد بشكل فوري و"بطريقة قوية ومتناسبة"، كما فعلت سابقًا عندما طردت 12 دبلوماسيًا جزائريًا في أبريل/نيسان الماضي.

جذور الأزمة: ملفات معقدة وصحراء مغربية

رغم العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، إلا أن التوتر بين الجزائر وفرنسا بلغ ذروته العام الماضي بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعمه لموقف المغرب في نزاع الصحراء، ما أثار غضب الجزائر، الخصم الإقليمي للرباط.

وعلى الرغم من محاولة التهدئة عبر زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى الجزائر الشهر الماضي، إلا أن الطرد المتبادل للدبلوماسيين أعاد الأوضاع إلى المربع الأول.

تداعيات محتملة على المصالح المشتركة

تدهور العلاقات بين البلدين له آثار محتملة على أكثر من صعيد. فعلى المستوى الاقتصادي، تعتبر الجزائر أحد أهم شركاء فرنسا في شمال إفريقيا، وتبلغ نسبة الجزائريين أو من أصول جزائرية في فرنسا نحو 10% من السكان، أي قرابة 6.8 مليون نسمة، ما يجعل الملف الاجتماعي والإنساني حاضرًا بقوة في حسابات الطرفين.

كما أن التوتر يهدد التعاون الأمني في منطقة الساحل والصحراء، حيث تشترك فرنسا والجزائر في مواجهة التحديات المرتبطة بالإرهاب والهجرة غير الشرعية.

بارو: القرار لا يخدم مصالح أحد

قال وزير الخارجية الفرنسي من نورماندي: "رحيل الموظفين الذين يقومون بمهام مؤقتة أمر غير مبرر... هذا قرار أشعر بالأسف عليه، لأنه لا يخدم لا مصلحة الجزائر ولا مصلحة فرنسا"، رافضًا الخوض في تفاصيل إضافية حول طبيعة الرد الفرنسي المنتظر.

في النهاية التصعيد الدبلوماسي الأخير يعكس عمق الأزمة بين باريس والجزائر، والتي تتجاوز حدود الخلافات السياسية إلى ملفات تاريخية وجيوسياسية حساسة. وبينما تتوعد باريس برد "قوي ومتناسب"، تبقى العلاقات بين البلدين رهينة لمسار تصعيدي قد تكون له كلفة باهظة على الطرفين، في وقت يشهد فيه شمال إفريقيا تغيرات استراتيجية متسارعة.

مقالات مشابهة

  • فرنسا تستثمر 150 مليون يورو في الصحراء المغربية دعماً لسيادة المملكة
  • بن صالح أول امرأة جزائرية ضمن طاقم التحكيم في البطولة الإفريقية للدراجات
  • تصعيد جديد..ماذا يحدث بين فرنسا والجزائر؟
  • فرنسا تعتزم تمويل "استثمارات مهمة" في الصحراء المغربية
  • تصعيد دبلوماسي بين فرنسا والجزائر.. اتهامات متبادلة وتدهور خطير في العلاقات
  • بعد قرار الترحيل.. فرنسا تتوعد الجزائر بـ"رد قوي"
  • الجزائر تقرر طرد المزيد من الموظفين الفرنسيين
  • العلاقات الجزائرية- الفرنسية على صفيح ساخن
  • باريس تقول إن العلاقات مع الجزائر مجمدة تماما
  • فرنسا تعلن نيتها تمويل مشاريع بقيمة 150 مليون يورو في الصحراء المغربية