انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي العربية والغربية ظاهرة ترفيهية جديدة عرفت بـ"تحدي الماء"، وتهدف إلى تقديم محتوى مرح ومثير للجمهور، حيث يقوم المتفاعلون بثقب زجاجة المياه وتصويرهم أثناء رشها على رؤوسهم وهم يرقصون بحركة دائرية، مع إضافة موسيقى معينة.
وسرعان ما أثار التحدي موجة من الغضب والسخط بين أهالي غزة والداعمين للقضية الفلسطينية، بسبب اهتمام بعض الناشطين والمشاهير العرب على مواقع التواصل بتطبيق التحدي في الوقت الذي يحلم فيه الأطفال بغزة بالحصول على نقطة مياه يروون فيها عطشهم بسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 10 أشهر.
كما أثار التحدي بعض التساؤلات عن سبب هدر المياه دون الاستفادة منها، خصوصا في ظل معاناة العديد من الناس حول العالم من آثار الحروب التي تسبب نقصا حادا في المياه.
وشارك نشطاء عرب وصحفيون ومدونون من غزة في هذا الترند على طريقتهم، منتقدين هدر المياه بهذا الشكل في وقت يحتاج شعب غزة إلى كل نقطة مياه ولا يستطيع أي أحد إدخال المياه لهم أو توفيرها للصغار هناك.
#ترند_الماء pic.twitter.com/2jptKYVlOL
— Mahmoud Abbas (@Mahmoud3bbas) August 7, 2024
ونشر الصحفي عبد الله العطار مقطع فيديو عبر حساباته على منصات التواصل لطفلة غزية صغيرة تشارك في تحدي الماء بطريقتها قائلة "في الوقت الذي ينشغل فيه البعض بالترندات نحن نكافح من أجل الحصول على الماء ونسير مسافات للحصول عليه".
In terms of trends, it is not time for it now.
In terms of the water, I will not spill it.
We have traveled long distances just to fill our water bottles
When it comes to rain, its been 10 months of bombs dropping on us. pic.twitter.com/SKL9UbBLvm
— عبدالله العطار (@abdallahatar) August 6, 2024
وشارك أيضا المدون والممثل الكوميدي الأردني أيمن عبلي في التحدي، ولكن على طريقته، ووجّه رسالة انتقاد إلى كل من شارك فيه.
ويقول عبلي معاتبا "هذا كبيرنا نلعب فيها ونعمل ترند، أما أنه ندخل لأهلنا في غزة المياه ما بنقدر وكبيرة علينا".
وعلق أحد المدونين على انتشار التحدي بين العرب قائلا "في الوقت الذي ينتشر فيه ترند الماء بين العائلات والأصدقاء هناك من يصطف في طوابير طويلة لساعات للحصول على قطرة، هناك على الجهة الأخرى في مكان اسمه غزة".
وأشار مغردون إلى أنه ليس أهالي غزة وحدهم فقط من يعانون من نقص المياه، فالنازحون واللاجئون السودانيون يشاركونهم أيضا المعاناة نفسها نتيجة القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية ومصادر المياه في البلاد وجعل الحصول على مياه نظيفة أمرا شبه مستحيل في العديد من المناطق السودانية.
ولهذا السبب أصبح الوصول إلى مياه نقية حلما بعيد المنال لكثير من العائلات في كل من غزة والسودان، والتي تكافح يوميا لتأمين احتياجاتها الأساسية من الماء، في ظل تعقيدات سياسية وتحديات بيئية واقتصادية متزايدة.
لاجئـون سودانيون في إثيوبيا يعودون إلى السودان لعدم توفر الأمن والغذاء#طيبة #السودان pic.twitter.com/dy7XErRgNf
— قناة طيبة الفضائية (@TaybaSD) August 8, 2024
من جانبه، علق الكاتب خالد فلاح العازمي على منصة "إكس" قائلا "نحتاج إلى تأمل عميق في تصرفاتنا، فالإسراف في الماء لا يعبر فقط عن تبذير غير مبرر، بل يشكل تجاهلا صارخا لمعاناة الفقراء الذين يعتبرون الحصول على الماء النظيف حلما بعيد المنال.
ودعا العازمي إلى أن نكون أكثر وعيا بمسؤولياتنا تجاه استخدام الموارد الطبيعية، وأن نعمل على بناء عالم يكون فيه العدل والإنصاف في متناول الجميع بدلا من الركض خلف الترندات وتطبيقها بشكل سطحي.
نحن بحاجة للتفكير بعمق في تصرفاتنا
الإسراف في الماء ليس فقط تبذيرًا، بل هو تجاهل لمعاناة الفقراء الذين يعتبرون الماء النظيف حلمًا بعيد المنال
دعونا نكون أكثر وعيًا ومسؤولية في استخدامنا للماء، لنبني عالمًا أكثر إنصافًا للجميع
مو اي ترند تركضون وراه وتطبقونه !!!#ترند_الماء pic.twitter.com/j55xyL6Evd
— خالد فلاح العازمي (@KhaledFAlazmi) August 8, 2024
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات pic twitter com
إقرأ أيضاً:
الطالبي العلمي: المغرب وموريتانيا شريكان استراتيجيان لبناء إفريقيا موصولة بالمحيط والعالم
أكد رئيس مجلس النواب المغربي، راشيد الطالبي العلمي، اليوم الجمعة في نواكشوط، أن العمق الإفريقي المشترك يشكل رافعة استراتيجية وفرصة فريدة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين المغرب وموريتانيا، وذلك خلال افتتاح الدورة الأولى للمنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي، الذي تحتضنه العاصمة الموريتانية على مدى يومين.
وأشار الطالبي العلمي، في كلمته أمام برلمانيين ووزراء ومسؤولين اقتصاديين من البلدين، إلى أن الموقع الجغرافي للمغرب وموريتانيا يجعلهما حلقة وصل محورية بين إفريقيا، وأوروبا، والعالم العربي، وآسيا، ما يمنحهما دوراً مركزياً في بناء شراكات تنموية قائمة على مبدأ “رابح-رابح”.
وسلط الضوء على المبادرات الإفريقية الكبرى التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لاسيما مبادرة الدول الإفريقية الأطلسية، ومبادرة تمكين بلدان الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، مؤكداً أن هذه المشاريع تمثل روافد مهيكلة للاندماج القاري وتكامل اقتصادي حقيقي.
وشدد رئيس مجلس النواب على أن المغرب وموريتانيا مؤهلان للعب أدوار محورية في إنجاح هذه المبادرات الاستراتيجية، لما يتوفران عليه من بنية تحتية متطورة وموقع جيو-اقتصادي متميز، يخدم مصالح شعوب المنطقة والقارة الإفريقية بأسرها.