بالصور: تطور مسيّرات حزب الله تهديد قوي لم تتوقعه إسرائيل وتستعد لمواجهته
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
تظهر بعض هجمات حزب الله الأخيرة على إسرائيل، باستخدام المسيرات، تطوراً ملحوظاً لذلك السلاح ما يدفع الخبراء للقول أن أنظمة إسرائيل الدفاعية ليست مجهزة بشكل كافٍ لصد تلك الهجمات.
يلاحظ أن قدرات حزب الله اللبناني فيما يخص الطائرات المسيرة في تزايد ومن أبرز الهجمات التي دلت على ذلك هو ما قامت به قواته عندما شنت واحدة من أعمق الضربات داخل إسرائيل في منتصف أيار/مايو الماضي، حيث استخدمت طائرة مسيرة مفخخة أصابت بشكل مباشر أحد أهم أنظمة المراقبة الجوية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.
هذه الهجمات الناجحة بالطائرات المسيرة منحت الحزب المسلح المدعوم من إيران خيارًا قاتلًا آخر للانتقام المتوقع ضد إسرائيل بسبب غارتها الجوية في بيروت الشهر الماضي، التي أدت إلى مقتل القائد العسكري البارز في حزب الله، فؤاد شكر.
وقال فابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، حول قدرة حزب الله على استخدام الطائرات المسيرة: "إنها تهديد يجب أخذه على محمل الجد".
ورغم أن إسرائيل بنت أنظمة دفاع جوي، مثل "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود" من أي هجمات صاروخية، إلا أن التهديد الذي تمثله طائرات حزب الله المسيرة لم يحظ بالاهتمام الكافي.
وأضاف هينز: "ونتيجة لذلك، كان هناك جهد أقل لبناء قدرات دفاعية ضد الطائرات المسيرة".
الطائرات المسيرة، أو الطائرات بدون طيار (UAVS)، هي طائرات يتم التحكم بها عن بعد. ويمكنها الدخول إلى أراضي العدو ومراقبتها ومهاجمتها بشكل أكثر سرية مقارنة بالصواريخ والقذائف.
وقد أعلن حزب الله عن نجاح ضربة الطائرة المسيرة في مايو، التي استهدفت منطادًا يُستخدم كجزء من نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي في قاعدة تبعد حوالي 35 كيلومترًا (22 ميلاً) عن الحدود اللبنانية.
ونشر الحزب لقطات تظهر ما قالوا إنها سرب طائرتهم المسيرة من طراز"أبابيل" وهي تطير مستهدفةً منطاد "Sky Dew"، كما نشروا لاحقًا صورًا للطائرة التي تم إسقاطها, وأكد الجيش الإسرائيلي لاحقاً أن حزب الله أصاب الهدف بشكل مباشر.
وقال تقرير صادر عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، وهو مركز أبحاث مستقل تابع لجامعة تل أبيب: "هذا الهجوم يعكس تحسنًا في الدقة والقدرة على التملص من الدفاعات الجوية الإسرائيلية".
ومنذ بداية التبادل اليومي تقريبًا لإطلاق النار على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية في أوائل أكتوبر، استخدم حزب الله الطائرات المسيرة بشكل أكبر لتجاوز أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية وضرب مواقعها العسكرية على طول الحدود، وفي عمق الأراضي الإسرائيلية أيضاً.
ورغم أن إسرائيل اعترضت مئات الطائرات المسيرة القادمة من لبنان خلال فترة حربها مع حماس، إلا أن أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها ليست محكمة بالكامل، وفقًا لما قاله مسؤول أمني إسرائيلي خاصة عندما تُطلق من قرب الحدود، الأمر الذي يتطلب وقت رد فعل أقصر لاعتراضها، وأضاف المسؤول الذي لم يرغب بالكشف عن هويته لأسباب أمنية، إن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية اضطرت للتعامل مع عدد أكبر من الطائرات المسيرة خلال هذه الحرب مقارنة بأي وقت مضى، وردت إسرائيل بمهاجمة مواقع إطلاقها.
أما يوم الثلاثاء، فقد أسفر هجوم بطائرة مسيرة لحزب الله على قاعدة للجيش الإسرائيلي بالقرب من مدينة نهاريا الشمالية عن إصابة 19 إسرائيليا.
ورغم أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أعلن بأن حزبه قادرٌ الآن على تصنيع طائرات مسيرة خاصة، إلا أن هجماته حتى الآن اعتمدت بشكل رئيسي على الطائرات الإيرانية الصنع من طراز "أبابيل" و"شاهد". كما استخدم الحزب طائرة مسيرة واحدة على الأقل تطلق صواريخ موجهة روسية الصنع من طراز S5.
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هدوء حذر في نهاريا والشمال: السكان يترقبون ردود فعل حزب الله وإيران كيف سيتعامل حزب الله وإيران مع ضربات إسرائيل الأخيرة؟ "مستشار كبير في حزب الله".. من هو فؤاد شكر الذي أعلنت إسرائيل اغتياله في ضاحية بيروت الجنوبية؟ إسرائيل جنوب لبنان طائرة مسيرة عن بعد حزب اللهالمصدر: euronews
كلمات دلالية: اليابان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف دونالد ترامب روسيا إسرائيل اليابان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف دونالد ترامب روسيا إسرائيل إسرائيل جنوب لبنان طائرة مسيرة عن بعد حزب الله اليابان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف دونالد ترامب روسيا إسرائيل فيضانات سيول قطاع غزة غزة السياسة الإسرائيلية زلزال اعتداء جنسي السياسة الأوروبية الطائرات المسیرة یعرض الآن Next طائرة مسیرة حزب الله
إقرأ أيضاً:
الكلمات وحدها لا تكفي.. لماذا تغير الموقف الأوروبي الآن ضد إسرائيل؟
تشهد الساحة الأوروبية تصاعدا غير مسبوق في وتيرة التحولات السياسية والدبلوماسية تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتحولت مواقف القادة الأوروبيين من مجرد الإدانة وتصريحات الشجب إلى تحركات ملموسة تهدد بتغيير ملامح العلاقات مع تل أبيب.
وفي ضوء هذا التحول، برزت في الخطاب الأوروبي دعوات صريحة لفرض حظر على مبيعات الأسلحة لإسرائيل، وتقليص الامتيازات التجارية، بل وتطبيق قرارات المحكمة الجنائية الدولية بحق مسؤولين إسرائيليين متهمين بارتكاب انتهاكات جسيمة.
وفي الوقت ذاته، تصاعد النقاش حول الاعتراف بدولة فلسطين كخطوة رمزية وإستراتيجية للضغط على إسرائيل وإعادة إحياء مسار حل الدولتين.
وفي تقرير تحليلي نشرتها مجموعة الأزمات الدولية بعنوان "أوروبا تندد بحرب غزة: الكلمات وحدها لا توقف الحرب"، أكدت المجموعة أن هذه التطورات تعكس وعيا أوروبيا متناميا بأن الكلمات وحدها لم تعد كافية لوقف نزيف الدم وتردي الأوضاع في غزة، وأن التحول من مربع الإدانة اللفظية إلى اتخاذ إجراءات ملموسة أصبح ضرورة ملحة لاختبار جدية أوروبا وقدرتها على التأثير في ميدان السياسة الدولية.
تحولات الموقف الأوروبي
فبعد أشهر من الاكتفاء بالتحذيرات والقلق اللفظي، بدأت عواصم أوروبية عدة اتخاذ مواقف أكثر وضوحا وحزما ضد عدوان جيش الاحتلال، مدفوعة بتفاقم الكارثة الإنسانية في غزة التي أودت بحياة ما لا يقل عن 54 ألفا، ودفعت أكثر من 2.2 مليون فلسطيني إلى حافة المجاعة.
إعلانوتقول مجموعة الأزمات في تقريرها إن دولا مثل فرنسا وهولندا والسويد والمملكة المتحدة وكندا انضمت مؤخرا إلى دول أخرى كإسبانيا وأيرلندا والنرويج في الدعوة العلنية لوقف الحرب، في حين بدأت ألمانيا -التي طالما اتسم موقفها بدعم قوي لإسرائيل- تعبر عن قلق متزايد.
وامتدت التحولات إلى إيطاليا والنمسا، حيث وجه قادتهما رسائل مباشرة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعكس تغيرا في المزاج الأوروبي العام.
هذه المواقف التصاعدية جاءت إثر تزايد الانتقادات داخل إسرائيل نفسها لطول أمد الحرب، وتزايد القلق الأوروبي إزاء استخدام المساعدات الإنسانية سلاحا لتجويع الفلسطينيين، وصعوبة تبرير استمرار الهجوم في ظل صور الأطفال الجوعى وتدمير البنية التحتية المدنية بشكل ممنهج.
"الكلمات لا تكفي"
وجاء في تقرير المجموعة أن أوروبا لم تعد تكتفي بالإدانة اللفظية، بل بدأت فعليا استخدام أدوات ضغط دبلوماسية واقتصادية.
ففي مايو/أيار الماضي، صوّت وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بالأغلبية على مراجعة مدى التزام إسرائيل ببند حقوق الإنسان في اتفاقية الشراكة التجارية، وهي خطوة قد تفتح الطريق لتعليق بعض الامتيازات التجارية والعلمية التي تتمتع بها إسرائيل، كما تستعد بروكسل أيضا لمناقشة خيارات جديدة خلال اجتماع وزراء الخارجية في 23 يونيو/حزيران الجاري.
وعلى المستوى الثنائي، أوقفت المملكة المتحدة "مؤقتا" مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل، وفرضت عقوبات على مستوطنين متشددين، وذلك في الوقت الذي تفكر فيه إسبانيا جديا في حظر تصدير السلاح لإسرائيل.
أما ألمانيا -التي طالما عرفت بدعمها القوي لإسرائيل- فتواجه ضغوطا من داخل البرلمان لوقف صادرات الأسلحة، بينما علقت بريطانيا بعض التراخيص العسكرية.
ورغم أن بعض قادة الدول الأوروبية (مثل المجر والتشيك) رفضوا تنفيذ مذكرات التوقيف الدولية الصادرة بحق نتنياهو ومسؤولين آخرين، فإن تزايد الأصوات المطالبة بعقوبات شخصية أو اقتصادية ضد القادة الإسرائيليين الذين يتورطون في انتهاك القانون الدولي أصبح ملموسا في الخطاب الأوروبي، وهناك توجه لتطبيق هذه المذكرات على أفراد محددين ليكون أكثر عمليا.
إعلان
رمزية الدولة الفلسطينية
وأشارت مجموعة الأزمات إلى بروز الاعتراف بدولة فلسطين كأداة ضغط سياسي ورمزية متزايدة في الوقت الحالي، مع تلويح دول عدة باتخاذ خطوات عملية في هذا الاتجاه.
فمع إعلان مالطا وسلسلة من الدول الأوروبية عزمها العمل على الاعتراف بدولة فلسطينية، يكتسب حل الدولتين زخما في المحافل الدبلوماسية في هذا الوقت، ولذلك تستعد فرنسا لاستضافة مؤتمر دولي في الأمم المتحدة لتعزيز حل الدولتين، وهذا التحرك يعد تحديا لحكومة نتنياهو التي ترفض هذا الحل.
ورغم أن الاعتراف الأوروبي لا يكفي لتغيير واقع غزة على الأرض، فإنه يحمل رسالة سياسية قوية ويشكل ضغطا معنويا على إسرائيل، وتبقى الفكرة أن الاعتراف يجب أن يترافق مع خطوات واقعية لوقف الحرب وكبح التوسع الاستيطاني، وليس مجرد إعلان رمزي معزول، حسب ما جاء في تقرير مجموعات الأزمات.
وعلى الجهة الأخرى، جاء الرد الإسرائيلي على التحولات الأوروبية "حادا واستفزازيا"؛ فقد اتهم نتنياهو كلا من باريس ولندن "بمساعدة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)"، وهدد بضم رسمي لمناطق بالضفة الغربية إذا استمرت الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين.
وفي الوقت ذاته، أكد مسؤولون إسرائيليون أن حكومتهم ليست معنية كثيرا بمواقف أوروبا، لكن التهديدات بعزل دبلوماسي وفرض عقوبات لم تعد محل تجاهل من قبل القادة الإسرائيليين، حسب تحليل مجموعة الأزمات.
وأشار تقرير المجموعة كذلك إلى أن ردود الفعل الإسرائيلية تعكس قلقا كبيرا من فقدان الامتيازات التجارية والتوجه نحو عزلة دولية أعمق، خاصة مع موافقة الحكومة الإسرائيلية مؤخرا على إقامة 22 مستوطنة جديدة، وهو ما يعد أكبر توسع استيطاني منذ 3 عقود.
ويصل تحليل مجموعة الأزمات الدولية للموقف الأوروبي من الحرب الإسرائيلية على غزة إلى أن أوروبا رغم كونها ليست صاحبة التأثير الحاسم المنفرد على القرار الإسرائيلي، فإن مواقفها الأخيرة تفتح الباب أمام تحولات جوهرية في العلاقات مع إسرائيل، وتمنح المجتمع الدولي خيارات ضغط إضافية قد تسهم في وقف الحرب أو الحد من تداعياتها الإنسانية والسياسية، شريطة أن تقترن الأقوال بالأفعال والإجراءات الملموسة على الأرض.
إعلان