قدمت شركات عالمية مثل غوغل ومايكروسوفت وأمازون خدمات الذكاء الاصطناعي لصالح "رفع القدرات التشغيلية" الخاصة بجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؛ وتم تخزين معلومات استخباراتية "لا نهائية" على خدمات أمازون لاستخدامها في الهجمات على غزة.
 
وكشف تحقيق لموقع "سيحا ميكوميت" حمل عنوان: "طلبية من أمازون.. هكذا تساعد شركات خدمات التخزين السحابي الجيش في غزة"، عن العلاقة العميقة بين هذه الشركات وجيش الاحتلال.



وأكد التحقيق أنه منذ بداية الحرب، قدمت الشركات السحابية "غوغل كلاود - Google Cloud"، و"مايكروسوفت أزور - Microsoft Azure"، وأمازون أيه دبلو إس - Amazon AWS"، خدمات التخزين وخدمات الذكاء الاصطناعي لوحدات الجيش.

وذكر أن هذا يظهر مما قالته قائدة وحدة الاستخبارات العسكرية المسؤولة عن البنى التحتية السحابية والحوسبة في الجيش راشيلي ديمبينسكي، في محاضرة لها، وهذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها ممثلو الجيش علنا أن الجيش يستخدم الخدمات السحابية لجوجل وأمازون ومايكروسوفت لتلبية الاحتياجات العسكرية في الحرب في غزة. 


وجاء هذا الاعتراف على خلفية احتجاج موظفي الشركات العملاقة في الولايات المتحدة ضد بيع الخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي لـ "إسرائيل"، بدعوى أن النظام الإسرائيلي يستخدمها لشن هجمات مميتة على الفلسطينيين وانتهاك حقوق الإنسان.

وتتوافق تصريحات دمبينسكي مع التحقيق الذي أجرته كل من "تاشا لوكال" و"مجلة 972+"، بناءً على محادثات مع كبار المسؤولين في وزارة الحرب وصناعة الأسلحة الإسرائيلية والشركات السحابية ووكالات الاستخبارات. 



وقالت دمبينسكي وفي محاضرة ألقتها خلال مؤتمر "تكنولوجيا المعلومات للجيش الإسرائيلي - IT FOR IDF" في 10 تموز/ يوليو الماضي: إنه "مع بداية المناورة البرية في غزة في 27 تشرين الأول/ أكتوبر، كان هناك حمولة على ما وصفته بالسحابة العملياتية للجيش بسبب الكم الهائل من المستخدمين المضافين إليها، يتم تشغيل السحابة التشغيلية بواسطة وحدة MMARM، ووفقًا لمصادر أمنية والمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، لا يتم تخزينها على خوادم الشركات المدنية، ولكن على خوادم مستقلة تابعة لشركة الجيش".

وتشمل "السحابة التشغيلية"، بحسب ديمبينسكي، من بين أمور أخرى، تطبيقات تسمح بتحديد الأهداف للقصف، وبوابة لعرض الطائرات بدون طيار الحية في سماء غزة، وأنظمة إطلاق النار والقيادة والسيطرة في السحابة التشغيلية تم تعريفها من قبلها بأنها "منصة وسيلة للحرب".

وكشفت أنه مع بداية الاجتياج البري "نفدت الموارد"، ولم يكن لدى الجيش مساحة تخزين كافية وقوة المعالجة الخاصة به، قائلة: "أدركنا أنه إذا لم نهتم بالأمر بسرعة، فسيظهر الازدحام والبطء، وفي الأسابيع الأولى من الحرب، حاولت شعبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حل المشكلة بنفسها: فقد تم إخراج جميع الخوادم المجانية من المستودعات ووضعها قيد الاستخدام، وتم إنشاء مركز بيانات آخر داخل الجيش، لكن ذلك لم يكن كافيا، وفي مواجهة هذا أدركنا أننا بحاجة إلى القيام بشيء آخر".

واعتبرت أن الحل الرئيسي للمشكلة، هو "الخروج إلى العالم المدني"، بحسب قولها، وسمحت الشركات السحابية بذلك وقام الجيش بشراء خوادم تخزين وقوة معالجة أثناء الحرب، بضغطة زر وحسب الحاجة، دون الالتزام بتخزين الخوادم فعليًا في مراكز الحوسبة التابعة للجيش الشركات السحابية.

איך אמזון, גוגל ומייקרוסופט עלו על מדים והתגייסו לשירות המלחמה בעזהhttps://t.co/q6SUaXCWoK — Haggai Matar (@Ha_Matar) August 4, 2024
والميزة الأهم التي قدمتها الشركات السحابية، كما شهدت ديمبينسكي، كانت قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي وفرها مقدمو الخدمات السحابية الثلاثة للجيش، مشيرة إلى أنه "بالثروة الهائلة من الخدمات والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، قد وصلنا بالفعل إلى نقطة تحتاج فيها أنظمتنا حقًا إلى ذلك". 

واعتبرت أن العمل مع جوجل وأمازون ومايكروسوفت هو "عالم رائع من مقدمي الخدمات السحابية مكّن الجيش من تحقيق فعالية عملياتية كبيرة جدا في قطاع غزة".

ولم تحدد دمبينسكي ما هي الخدمات التي تم شراؤها من الشركات السحابية، وكيف ساعدت الجيش، بينما أكدت مصادر دفاعية لـ "لوكال توك" أن الأنظمة السرية ومنظومات النيران، بما فيها بنك الأهداف، لم تنتقل إلى السحابة العامة، وبقيت في السحابة الداخلية للجيش. 

ومع ذلك، يكشف التحقيق أن الأنظمة التي ساعدت في القتال تم نقلها إلى السحابة العامة، بما في ذلك نظام استخبارات "AMN" واحد على الأقل، وأن خدمات الذكاء الاصطناعي لعمالقة السحابة تم بيعها إلى وحدات عسكرية، بما في ذلك وحدات سرية، بكميات غير مسبوقة منذ تشرين الأول، أكتوبر الماضي.

وصرح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه "في مؤتمر "IT FOR IDF، لم يُذكر في أي مرحلة يتم نقل المعلومات من السحابة التشغيلية إلى السحابة العامة، بينما يعمل الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع جميع مقدمي الخدمات السحابية، وخاصة في إطار اتفاقية "نيمبوس"، ولا يتم نقل المعلومات السرية للجيش إلى مقدمي الخدمة المدنيين، وتبقى في شبكات الجيش المنفصلة".

#Hyperscale cloud services are directly being used by the #IDF in its ongoing war in Palestine.

It is primarily using #Amazon’s cloud service to store surveillance information on Gaza’s population, and also procuring AI tools from #Google and #Microsoft for military purposes. pic.twitter.com/W6BFj2ITzq — TruthGateOfficial (@TruthGateOff) August 8, 2024
وقال سبعة من مسؤولي المخابرات الذين خدموا في غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر إن التعاون بين الجيش وشركة أمازون وثيق بشكل خاص، وبدأ حتى قبل الحرب، إذ توفر شركة السحابة العملاقة للجيش الإسرائيلي مزرعة خوادم، حيث يتم تخزين المعلومات التي تساعد الجيش في الحرب.

وذكرت مصادر دفاعية إن نطاق المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها من مراقبة جميع سكان قطاع غزة كبير جدا بحيث لا يمكن تخزينها على خوادم الجيش، وشهدوا أن المعلومات المخزنة في السحابة "ساعدت في تأكيد عدد هجمات الاغتيال الجوية التي نُفذت في غزة خلال الحرب".

مشروع "نيمبوس"
يوفر مشروع "نيمبوس - Nimbus"، وهو عقد بقيمة 1.2 مليار دولار، الخدمات السحابية لجيش وحكومة الاحتلال، ما يسمح من خلال هذه التكنولوجيا بمزيد من المراقبة وجمع البيانات غير القانونية عن الفلسطينيين، وتسهيل توسيع المستوطنات غير القانونية على الأراضي الفلسطينية.

ويتكون المشروع من أربع مراحل مخطط لها: الأولى هي شراء وبناء البنية التحتية السحابية، والثانية هي صياغة سياسة حكومية لنقل العمليات إلى السحابة، والثالثة نقل العمليات إلى السحابة، والرابعة هي تنفيذ العمليات السحابية وتحسينها.

Joint statement from Amazon, Google, and Microsoft workers organizing with the No Tech For Apartheid and No Azure For Apartheid campaigns: pic.twitter.com/LWXANCz7yb — No Tech For Apartheid (@NoTechApartheid) August 6, 2024

وبموجب العقد الضخم، تم اختيار شركتي التكنولوجيا غوغل (Google Cloud Platform) وأمازون (Amazon Web Services) لتزويد وكالات الاحتلال الحكومية بخدمات الحوسبة السحابية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، بحسب ما جاء في صحيفة "جيروساليم بوست" الإسرائيلية.

بهذا، يمكن استخدام خدمات الشركتين السحابية لتوسيع المستوطنات غير القانونية من خلال دعم بيانات ما يُسمى إدارة الأراضي الإسرائيلية "ILA"، إضافة لمراقبة الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة بما يعزز انتهاكاتها لحقوق الإنسان وتهجير الفلسطينيين.


ويعتمد جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية بالفعل على نظام متطور للمراقبة الحاسوبية، وتطويره من قبل غوغل سيؤدي إلى تفاقم الاحتلال العسكري الذي يعتمد على البيانات بشكل متزايد، بحسب موقع "ذا انترسيبت".

وقال أحد مهندسي البرمجيات في غوغل إنهم "قلقون من أن الموظفين لا يعرفون شيئًا عن المشروع مثلهم مثل عامة الناس، ويخشون من استخدام تكنولوجيا الشركة لقمع الفلسطينيين".

وأضاف في حديثه إلى الموقع دون الكشف عن اسمه "لقد أصبح الأمر بمثابة نقطة عار، نحن نعلم أن أحد مشاريع الجيش الإسرائيلي هو المراقبة الجماعية المستمرة لمناطق مختلفة من الأراضي المحتلة، ولا أعتقد أن هناك أي قيود على الخدمات السحابية التي تريد الحكومة الإسرائيلية شراءها مع تحليل البيانات الضخمة والتعلم الآلي ومجموعات أدوات الذكاء الاصطناعي من خلال السحابة؛ ولا أعتقد أن هناك أي سبب لافتراض أنهم لا يستهلكون كل هذه المنتجات لمساعدتهم على العمل على هذا الأمر".

تحليل المشاعر
بحسب وثائق تدريب ومقاطع فيديو مسربة من خلال بوابة تعليمية متاحة للعامة ومخصصة لمستخدمي مشورع نيمبوس، تقدم غوغل لحكومة الاحتلال مجموعة كاملة من أدوات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي المتاحة من خلال منصة غوغل كلاود. 

وتشير الوثائق إلى أن الخدمات الجديدة ستمنح الاحتلال قدرات للكشف عن الوجه، وتصنيف الصور الآلي، وتتبع الكائنات، وحتى تحليل المشاعر مع تقييم المحتوى العاطفي للصور والكلام، ويعد الأخير شكلا من أشكال التعلم الآلي المثير للجدل بشكل متزايد وفاقد للمصداقية. 

وتدعي غوغل أن أنظمتها يمكنها تمييز المشاعر الداخلية من وجه الشخص وأقواله، وهي تقنية مرفوضة عادة باعتبارها زائفة، ويُنظر إليها على أنها أفضل قليلا من علم فراسة الدماغ. 

وفشلت تقنية غوغل عند اختبارها في تصنيف ابتسامة الرجل الضاحك الشهير على مدخل "لونا بارك" في سيدني الأسترالية على أنها تعكس مشاعر إنسانية، كما قامت بتحليل الموقع كمعبد ديني بنسبة يقين 83 بالمئة مقابل 64 بالمئة فقط لمدينة ملاهي ترفيهية. 




عقب ذلك، كشف موظفون في غوغل، دون الكشف عن أسمائهم، عن "ذعرهم" من تحويل تقنية الذكاء الصناعي الخطيرة، إلى أداة عسكرية بيد جيش الاحتلال، رغم ضعف نتائجها وهامش الخطأ الكبير فيها، الذي سيتسبب بنتائج مرعبة على الأرض.

كما حذر تقرير "ذا انترسيبت" من أن غوغل الواثقة بقدرة الحوسبة على تطوير نظامها الجديد، تسعى لإقناع حكومة الاحتلال باختباره ميدانيا، وهو ما يعني أن الشركة تريد تطوير تقنياتها ومعالجة أخطائها على أرواح الفلسطينيين ودمائهم.

وأظهرت مجموعة واسعة من الأبحاث أن فكرة "جهاز كشف الكذب"، سواء كان جهاز كشف الكذب البسيط أو التحليل القائم على الذكاء الاصطناعي للتغيرات الصوتية أو إشارات الوجه، هي "علم تافه". 

في ظل ذلك، بدأ ممثلو غوغل واثقين من أن الشركة يمكن أن تجعل مثل هذا الشيء ممكنا من خلال القوة الحاسوبية المطلقة، بينما يقول الخبراء في هذا المجال إن أي محاولات لاستخدام أجهزة الكمبيوتر لتقييم أشياء عميقة وغير ملموسة مثل الحقيقة والعاطفة هي محاولات خاطئة إلى حد الخطر.

مشروع "سيريوس"
وكشف العقيد الاحتياطي آفي دادون، الذي كان حتى عام 2023 رئيسا لإدارة المشتريات في وزارة الحرب الإسرائيلية، وكان مسؤولا عن مشتريات الجيش بمبالغ تزيد عن عشرة مليارات شيكل سنويا، أنه جرى الحفاظ على الاتصال مع عمالقة الشركات السحابية.

وقال دادون لـ "Chaseh Local": "بالنسبة لهم (يقصد الشركات السحابية)، يعد هذا أقوى تسويق، ما يستخدمه الجيش الإسرائيلي كان وسيظل من أكثر المنتجات والخدمات مبيعا في العالم، بالنسبة لهم هو مختبر، بالطبع هم يريدون ذلك".

 وكشف أنه عقد العديد من الاجتماعات مع ممثلي الشركات السحابية مثل أمازون ومايكروسوفت وجوجل، في "إسرائيل" وفي رحلات إلى الولايات المتحدة، وأنه كان على اتصال معها بشأن مشروع سري وأكثر حساسية بكثير من نيمبوس، المعروف بمشروع "سيريوس - Sirius"، وهو الذي يتحقق بعد.




وأوضح أن الهدف من المشروع الذي نشرته صحيفة "غلوبز" الإسرائيلية عام 2021 هو إنشاء سحابة أمنية للنظام الأمني على خوادم الشركات المدنية، وهو عبارة عن "سحابة أمنية خاصة ومتميزة ومخصصة فقط للجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع".


 واستمرت المناقشات بشأن المشروع لأكثر من عقد من الزمن حول الشكل الذي ستبدو عليه، ومن المفترض أن تكون هذه السحابة، وفقًا لثلاثة مصادر أمنية، منفصلة عن الإنترنت، حيث سيتم بناؤها على البنية التحتية لمقدمي الخدمات الرئيسيين، مع السماح لجميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية باستخدامه للأنظمة السرية.

وبحسب تحقيق "سيحا ميكوميت" تظهر الأدلة على تحول الجيش إلى الشركات السحابية أيضا من إعلان وظائف نُشر في شهر أيار/ مايو الماضي، على موقع جيش الاحتلال لوظيفة تعتمد على "العمل والتدريب مع كبار مقدمي الخدمات السحابية".

وجاءت هذه الوظيفة لصالح "التعامل مع ترحيل الأنظمة إلى السحابة العامة "نيمبوس"، ومن ثم "تدريب الأنظمة الأساسية التشغيلية للسحابة الأمنية"، كجزء من مشروع سيريوس، كما تم مؤخرًا نشر إعلانات وظائف مماثلة على موقعي الشاباك والموساد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية غوغل الإسرائيلي غزة أمازون مايكروسوفت إسرائيل غزة غوغل مايكروسوفت أمازون المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخدمات السحابیة الجیش الإسرائیلی الذکاء الاصطناعی الشرکات السحابیة مقدمی الخدمات على خوادم من خلال بما فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

مقاهي بركة الموز .. تجارب ضيافة ملهمة تعكس الهُوية العُمانية

عند زيارة بركة الموز، يشعر الزائر بامتزاج الطبيعة الخلابة مع عبق التاريخ، حيث تشهد المنطقة تحولًا سياحيًا ملحوظًا يقوده تنوع المقاهي وأشكالها المتعددة. من البيوت الطينية القديمة التي تم تجديدها بروح الضيافة العُمانية، إلى المساحات الحديثة التي تطل على مزارع النخيل وسفوح الجبل الأخضر، أصبحت المقاهي هنا تجارب متكاملة تروي حكاية المكان بروح عصرية. هذا التنوع في التصاميم والهُوية أضفى طابعًا فريدًا على بركة الموز، ما جعلها وجهة متجددة للزوار من مختلف الفئات.

وقد أسهمت هذه المقاهي بشكل محوري في تعزيز الجذب السياحي وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي، حيث تبرز نكهات القهوة وتفاصيل العمارة روح الإبداع والتكامل بين التراث والحداثة، ما يجعل المقاهي عنصرًا بارزًا في تشكيل المشهد السياحي الجديد للمنطقة.

أحمد بن زايد البوسعيدي، عضو المجلس البلدي بولاية نزوى، يوضح أن بركة الموز تقع على سفح الجبل الأخضر وتتميز بوفرة المياه وخصوبة التربة، ما جعلها موطنًا لزراعة أشجار النخيل والموز والحمضيات. بالإضافة إلى ذلك، تحتضن المنطقة العديد من المعالم التاريخية مثل حصن بيت الرديدة وفلج الخطمين، ما يعكس العمارة العمانية التقليدية. وقد أسهمت المقاهي في تعزيز الجذب السياحي من خلال تقديم تجارب فريدة تجمع بين الضيافة العمانية الأصيلة والأجواء التراثية المميزة. تم استثمار المباني التراثية وتحويلها إلى مقاهٍ ونُزل بطابع عُماني تقليدي، ما أوجد فرص عمل للشباب ودعم المنتجات المحلية عبر تقديم حلويات ومشروبات مصنوعة بأيادٍ عُمانية.

زمان اللواتيا، صاحب مقهى «بنانا كافيه»، يبرز أن المقاهي أسهمت في تحويل بركة الموز من مجرد نقطة عبور إلى وجهة سياحية متكاملة. يتميز موقعهم عند بوابة الجبل الأخضر وإطلالتهم الساحرة على أحد الأفلاج العمانية المسجلة في اليونسكو، مما يمنح الزوار تجربة استثنائية تجمع بين التراث والطبيعة. كما أن وجودهم وسط مزارع النخيل والموز يخلق أجواءً فريدة.

وأشار زمان إلى أن بركة الموز شهدت تحولًا كبيرًا، حيث أصبحت وجهة نابضة بالحياة، يرتبط فيها الجمال الطبيعي بالحداثة والأصالة. وقد لعبت المقاهي دورًا مهمًا في تحسين تجربة السائح وتعزيز الاقتصاد المحلي، حيث كان «بنانا كافيه» في طليعة هذا التغيير من خلال الجودة العالية والرؤية السياحية الواضحة. كما أكد على أهمية التعاون بين المقاهي للترويج المشترك للمنطقة، مما يسهم في إبراز بركة الموز كوجهة متكاملة.

عبدالله بن ناصر الصقري، صاحب مقهى «بيت الصباح»، أشار إلى أن المقاهي أصبحت نقاط جذب سياحية، حيث يمتلك مشروعين: الأول في حارة السيباني وأطلقنا عليه مسمى «بيت الصباح» وافتتح عام ٢٠٢١م، والثاني يقع على مدخل بركة الموز مقابل جامعة نزوى واسمه «علم» وافتتح عام ٢٠٢٣، ومن ضمن أهداف المشروعين جذب السياح للمنطقة.

وأكد الصقري أن مقهى «بيت الصباح» يعتبر أول مقهى في سلطنة عُمان داخل بيت قديم، ويتميز بأسطحه المطلة على مزارع النخيل وحارة السيباني ومقهى «علم» يعتبر المشروع الأول في محافظة الداخلية الذي يقدم إفطار بطريقة حديثة، نُراعي فيه الجانب الاحترافي والجميل في التقديم.

وأوضح عبدالله الصقري، أن عدد الزوار في ارتفاع للمقهيين وبالأخص في بعض المواسم التي تختص بها ولاية الجبل الأخضر مثل موسم فاكهة الرمان وقطف الورد، فمقهى «بيت الصباح» يرتاده وبنسبة متعادلة بين الزوار المحليين مقابل السياح الأجانب، بسبب أن السياح الأجانب ينشطون في موسم السياحة وهي من شهر أكتوبر إلى شهر أبريل فقط، أما في مقهى «علم» فنسبة الزوار المحليين هي الأعلى، فهنا تتأثر المبيعات بالمواسم السياحية.

والتقينا بصاحب مقهى «صَدف» وبادرناه بالسؤال كيف تؤثر المواسم السياحية على استراتيجيتكم التشغيلية؟ فقال: إن موسم الصيف هو الموسم الأفضل لنا في بركة الموز وذلك لتوافد الناس على ولاية الجبل الأخضر مرورا ببركة الموز، وقد عملنا على تزويد العابرين للجبل بما يتناسب مع طبيعة الأجواء الصيفية بمشروبات باردة وهي مشروبات فريدة تناسب ذائقة أغلب الناس وتتسم بالاتزان والرقي في الطعم..

وأضاف صاحب «مقهى صَدف» بقوله: توجد لدينا رؤية لتطوير تجربة الزوار في «صدف كافيه» وذلك من خلال عمل مخطط لزيادة مكان الجلسات داخل الكافيه والذي يتميز بطابع يحاكي تجربة رمال الشاطئ وكذلك عمل جلسات خارجية تناسب الأجواء الشتوية التي تتمتع بطقس معتدل وجميل للجلوس في الهواء الطلق.

وأكد صاحب مقهى «صَدف» أن بركة الموز لها مستقبل كبير وواعد في السياحة، لما تتسم به من وجود معالم سياحية تجذب الزوار «كبيت الرديدة» الذي يعد من أعرق وأجمل الحصون وبجانبه «فلج الخطمين» الذي يمتاز بمائه الوفير وطريقته الفريدة في توزيع الماء بين جنبات ومزارع بركة الموز.. وكذلك وجود خدمات سياحية ممتازة من مقاهٍ وكافيهات ومطاعم تخدم زوار محافظة الداخلية بشكل عام وكذلك زوار بركة الموز وولاية الجبل الأخضر بشكل خاص.

واختتم صاحب «صَدف كافيه» حديثه بقوله: إننا نفتخر بالتعامل مع مزودين محليين خصوصا فيما يخص «السويتات» والتي تمتاز بجودة عالية ومذاق لذيذ بحسب آراء الزبائن ومنها «كيكة السانسباستيان» الشهيرة وكذلك «كيكة البركان» وندعو الزبائن الكرام لتذوق هذه السويتات.

ويقول علوي بن عبدالله المعمري وهو من مرتادي مقاهي بركة الموز: «سمعت كثيرا عن بركة الموز، حيث كانت لنا زيارات عابرة فيها وسمعت عنها من خلال حديث الأصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد لفت انتباهي كثرة المقاهي الجميلة والمميزة فيها، فأنا أحب زيارة الأماكن التي تحتوي على مقاهٍ ذات طابع خاص، فهي تضيف لمسة ممتعة للرحلة وتكون فرصة للاسترخاء والتصوير. ومن ضمن المقاهي المميزة في بركة الموز مقهى «بيت الصباح»، و«بنانا كافيه». وأكد علوي في حديثه أنه شجع أصدقاءه على زيارة بركة الموز وما تضمه من مقاه وخاصة لمن يبحث عن مكان هادئ وجميل، والموقع المميز وسط مزارع النخيل، فأنا راضٍ جدًا عما أجده من تنوع في المقاهي في بركة الموز، فهناك تنوع واضح في التصاميم والقوائم، ما يجعل كل زيارة مختلفة وممتعة.

ويصف الوليد بن محمد السالمي تجربة المقاهي في بركة الموز بقوله: تقدم المقاهي في بركة الموز جلسات خارجية تطل على المناظر الطبيعية، وأحيانًا تتكامل مع التراث المحلي في التصميم وتقديم الضيافة، مما يجعل الجلوس في المقاهي هناك تجربة مريحة ومناسبة للباحثين عن الاسترخاء بعيدا عن صخب المدينة. فالمقاهي في بركة الموز تبرز الثقافة والهُوية العُمانية بطريقة ملهمة من خلال تصميم المكان. حيث إن الكثير من المقاهي تستخدم الطراز المعماري التقليدي العُماني، مثل الجدران الطينية أو الأثاث الخشبي البسيط، كما أن موقع المقاهي وسط الطبيعة والجبال والمزارع يمنح الزائر إحساسًا عميقًا بالترابط مع البيئة العُمانية الريفية. وفي الجانب المقابل قد تتجه بعض المقاهي نحو الطابع التجاري أو النمط العصري العام.

أوضح السالمي أن تنوع المقاهي في بركة الموز يعزز التنافس في تقديم الخدمة وكذلك يحقق تفاوتا في الأسعار، مما يجعل التكلفة في متناول الجميع، مشيرا إلى أن تنوع المقاهي في موقعها له دور في استقطاب الزائرين، فأنا أفضل أن تكون المقاهي مطلة على الطبيعة أو الجبل، لأن ذلك يعزز من تجربة الزائر ويمنحه إحساسًا بالاسترخاء والتواصل مع جمال البيئة المحيطة، وهو ما يميز بركة الموز أساسًا عن المدن والمناطق المركزية. الإطلالة الطبيعية تضيف بعدًا سياحيًا وروحيًا للتجربة، وتجعل المقهى مكانًا للراحة والتأمل.

ويرى جمعة بن حمود المشرفي أن المقاهي في بركة الموز أضافت لها طابعًا اجتماعيًا وجعلتها أكثر حيوية، فأود مستقبلا رؤية المزيد من الجلسات الخارجية المطلة على الطبيعة، بالإضافة إلى تقديم مشروبات محلية مميزة، فالمقاهي أصبحت محطة أساسية للزوار، فهي توفر مكانًا للاسترخاء والالتقاء بالسكان المحليين، وبعض المقاهي أصبحت بنفسها مكانا سياحيا يقصده السياح من مختلف محافظات سلطنة عُمان كـ«بنانا كافيه» و«بيت الصباح»، متمنيا أن تكون هناك خيارات طعام أكثر تناسب مختلف الأذواق. وتتميز بطابع محلي، فتجربتي السابقة كانت رائعة وأرغب في استكشاف أماكن أخرى ذات طابع مشابه.

مقالات مشابهة

  • مقاومة الجدار: 1691 اعتداءً نفذها الجيش ومستوطنوه في أيار
  • مقاهي بركة الموز .. تجارب ضيافة ملهمة تعكس الهُوية العُمانية
  • هيئة البث الإسرائيلية: الجيش يوسع عملياته بغزة ويعمل على تطويق خان يونس بالكامل
  • لفتيت يؤكد أن أسعار خدمات الشركات الجهوية لم ترتفع والفواتير بناء على الاستهلاك الحقيقي
  • وزير الداخلية : تعميم الشركات الجهوية قبل نهاية السنة ولا زيادة في فواتير الماء والكهرباء
  • الحوثي يحذر الشركات المستثمرة لدى الاحتلال الإسرائيلي.. بعضها استجاب
  • مدير الإسعاف بغزة : مراكز المساعدات في القطاع أصبحت مصائد موت
  • من سقوط نوكيا إلى صعود الشركات الناشئة .. كيف أصبحت فنلندا رائدة في قطاع التكنولوجيا؟
  • تجارب عُمانية تصنع التميز في معرض العطور
  • بالفيديو: الجيش الإسرائيلي يستهدف بشكل ممنهج الأبراج السكنية في مدينة غزة