السومرية نيوز – علم وعالم

توفي المصور بريان راندال، شريك الممثلة الأمريكية ساندرا بولوك لفترة طويلة، بعد معركة استمرت ثلاث سنوات مع مرض التصلب الجانبي الضموري المعروف بـ ALS عن عمر ناهز 57 عاماً. ووفقاً لما ذكرته صحيفة People الأمريكية المتخصصة بأخبار المشاهير، فإنَّ راندال توفي خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن خبر وفاته أعلن الإثنين 7 أغسطس/آب 2023.



ما هو مرض التصلب الجانبي الضموري، ما أسبابه وأعراضه، وهل فعلاً ليس له علاج؟

ما هو التصلب الجانبي الضموري؟
التصلب الجانبي الضموري هو مرض تنكسي عصبي تدريجي يؤثر على الخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، ويسبب فقدان التحكّم في العضلات، ويزداد المرض سوءاً مع مرور الوقت، وفقاً لما ذكرته جمعية مرضى التصلب الجانبي الضموري ALS.

ويُسمى التصلب الجانبي الضموري عادةً داء "لو غيريغ" نسبةً إلى لاعب البيسبول الأمريكي الذي شُخِّص به وتوفي عن عمر يناهز 37 عاماً فقط.

وما زال سبب الإصابة بالمرض على وجه التحديد غير معروف، وينتقل المرض إلى عدد قليل من الحالات بشكل وراثي.

ويبدأ التصلب الجانبي الضموري غالباً بارتعاش العضلات وضعف في ذراع أو ساق وصعوبة في البلع أو التلعثم في الكلام، وفي النهاية يؤثر التصلب الجانبي الضموري في التحكم في العضلات اللازمة للحركة والكلام والأكل والتنفس، ولا يوجد علاج لهذا المرض المسبب للوفاة.

سبب مرض التصلب الجانبي الضموري
ترث أقلية صغيرة من الناس مرض التصلب الجانبي الضموري، ولكن بالنسبة للأغلبية، السبب غير واضح، ولذلك غالباً ما تركز الأبحاث على العوامل الوراثية والبيئية كأسباب محتملة لمرض التصلب الجانبي الضموري.

ووفقاً لما ذكرته مجلة Medical News Today الطبية الأمريكية، فإنَّ الإصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري الناجم عن الحالات الوراثية، تأتي من خلال اختلاف في جين C9ORF72، الذي يصنع بروتيناً في الخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، وأيضاً من خلال طفرات في جين SOD1 الذي يعتبر مفتاح عمل الخلايا العصبية الحركية والخلايا الأخرى.

في غضون ذلك، ربطت الطفرات في الجين SPTLC1 شكلاً نادراً من التصلب الجانبي الضموري الجيني الذي يصيب الأطفال حتى سن 4 سنوات.

فيما تشمل الأسباب المحتملة الأخرى لمرض التصلب الجانبي الضموري:

استجابة مناعية غير منظمة: قد يهاجم الجهاز المناعي بعض خلايا الجسم، وربما يقتل الخلايا العصبية.

اختلال التوازن الكيميائي: غالباً ما يكون لدى الأشخاص المصابين بمرض التصلب الجانبي الضموري مستويات أعلى من الجلوتامات، وهو ناقل كيميائي في الدماغ، بالقرب من الخلايا العصبية الحركية، يمكن أن تكون الكميات الكبيرة من الغلوتامات سامة للخلايا العصبية.

سوء التعامل مع البروتينات: إذا لم تعالج الخلايا العصبية البروتينات بشكل صحيح، فقد تتراكم البروتينات غير النمطية الناتجة وتتسبب في موت الخلايا العصبية.

العساكر الذين شاركوا في حرب الخليج كانوا أكثر عرضة للمرض!
وفقاً لدراسة نشرتها المكتبة الوطنية الأمريكية للطب، أجريت في عام 2008، فإنّ الأفراد العسكريين الذين تمّ نشرهم في منطقة الخليج خلال حرب عام 1991 كانوا أكثر عرضة لتطوير مرض التصلب الجانبي الضموري من أولئك الذين تم نشرهم في أماكن أخرى.

واستخدمت الدراسة التحليل الثانوي لبيانات تمّ جمعها ما بين عامي 1991

و2001 لنحو 2.5 مليون فرد عسكري كانوا في الخدمة الفعلية في حرب الخليج 1991، وتم حساب نسب الوقوع المعيارية السنوية (SIR) لجميع الحالات ولمن بدأ المرض لديه قبل سن 45 عاماً.

فيما أشارت الدراسة إلى أنَّ 48 حالة حدثت من أصل 124 شخصاً كانوا في منطقة الخليج العربي خلال الحرب.

فيما يشير البحث أيضاً لروابط محتملة مع مرض التصلب الجانبي الضموري:
صدمة ميكانيكية أو كهربائية.
الخدمة العسكرية.
مستويات عالية من التمارين.
التعرض لكميات عالية من الكيماويات الزراعية.
التعرض لمستويات عالية من مجموعة متنوعة من المعادن الثقيلة.

أعراض التصلب الجانبي الضموري
يحدث ضعف العضلات التدريجي في جميع حالات التصلب الجانبي الضموري، ولكن هذا قد لا يكون المؤشر الأول للحالة.

وفي المراحل المبكرة، قد تكون العلامات والأعراض بالكاد ملحوظة، تصبح أكثر وضوحاً بمرور الوقت، لكن التقدم يختلف من شخص لآخر.

تشمل الأعراض الشائعة وفقاً لما ذكره موقع Mayo Clinic ما يلي:

صعوبة في الأنشطة اليومية قد يكون لديك ضعف في اليد، قد يكون فك زر القميص أو الكتابة أمراً صعباً، أو قد تلاحظ أعراضاً في الساق، قد تواجه صعوبة في المشي أو تتنقل بشكل متكرر.
سلس البول.
ضعف في القدمين واليدين والساقين والكاحلين.
تشنجات عضلية وارتعاش في الذراعين أو الكتفين أو اللسان.
صعوبة في استخدام ذراعيك وساقيك.
كلام غليظ وصعوبة في إسماع صوتك.
ضعف وتعب.


عندما تزداد شدة التصلب الجانبي الضموري، يمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:
ضيق في التنفس.
صعوبة التنفس والمضغ والبلع.
عدم القدرة على الوقوف أو المشي بشكل مستقل.
فقدان الوزن، لأن الأشخاص المصابين بمرض التصلب الجانبي الضموري يحرقون السعرات الحرارية بمعدل أسرع.
الاكتئاب والقلق، إذ يصبح الناس على دراية بما يحدث لهم.

عوامل الخطر
وتشمل عوامل الخطر المحتملة لمرض التصلب الجانبي الضموري ما يلي:
الخصائص الوراثية: يُصاب حوالي 10% من مرضى التصلب الجانبي الضموري عند انتقال جين محتمل الخطورة من أحد أفراد العائلة، ويُعرف ذلك باسم التصلب الجانبي الضموري الوراثي، ويكون احتمال وراثة الجين 50% عند أطفال معظم الأشخاص المصابين بمرض التصلب الجانبي الضموري الوراثي.

السن: يزداد خطر الإصابة مع التقدم في العمر حتى سن 75 عاماً. ويزداد التصلب الجانبي الضموري شيوعاً بين سن الستين ومنتصف الثمانينيات.

جنس الشخص: يُصاب الرجال، قبل عمر 65 عاماً بمرض التصلب الجانبي الضموري بنسبة أكثر قليلاً عن النساء. في حين يتلاشى هذا الاختلاف القائم على الجنس بعد عمر 70 عاماً.

التدخين: تدعم الأدلة فرضية تأثير التدخين كأحد عوامل الخطورة البيئية المرتبطة بمرض التصلب الجانبي الضموري. ويبدو أن النساء المدخنات أكثر عرضةً لخطر الإصابة، خاصةً بعد انقطاع الطمث.

التعرض للسموم البيئية: تشير بعض الأدلة إلى أن التعرض للرصاص أو مواد أخرى في بيئة العمل أو المنزل قد يكون له صلة بمرض التصلب الجانبي الضموري. وقد أُجريت العديد من الدراسات، ولكن لم يكن هناك ارتباط دائم بين عامل بعينه أو مادة كيميائية بعينها وبين الإصابة بالتصلب الجانبي الضموري.

الخدمة العسكرية: تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين خدموا في الجيش معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري، لكن لم يتضح العامل المحفز في الخدمة العسكرية الذي قد يؤدي إلى الإصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري، ولكنه قد يشمل التعرض لمعادن أو مواد كيميائية معينة أو الإصابات الجسدية أو العدوى الفيروسية أو المجهود الشديد.

علاج التصلب الجانبي الضموري
على الرغم من عدم وجود علاج لمرض التصلب الجانبي الضموري، فإن العلاجات تتحسن باستمرار، يمكن أن يؤدي المزيج الصحيح من العلاجات إلى إبطاء تطور المرض ومساعدة الأشخاص المصابين بمرض التصلب الجانبي الضموري على عيش حياة جيدة.

تشمل العلاجات ما يلي:
أدوية لتسكين تقلصات العضلات واللعاب الزائد وأعراض أخرى.

العلاج الطبيعي لمساعدة المرضى على البقاء متحركين، يمكن أن يخفف الانزعاج من تيبس العضلات والتشنجات واحتباس السوائل.

وتضمن الاستشارات الغذائية تناول نظام غذائي صحي ومتوازن، يمكن لأخصائي التغذية أيضاً أن يوصي بخيارات طعام أخرى عندما يصبح البلع صعباً.

ويوفر علاج النطق استراتيجيات أكثر أماناً للبلع ويساعد التدريب على التواصل في الحفاظ على التواصل اللفظي لأطول فترة ممكنة، يمكن أيضاً تعلم تقنيات الاتصال غير اللفظي.

ومعدات خاصة مثل الكراسي المتحركة والأسرّة الكهربائية لمساعدة المرضى على العمل بشكل مستقل.

كم يعيش مرضى التصلب الجانبي الضموري؟
يعتمد تشخيص الشخص على مدى سرعة تقدم الأعراض، عادةً ما يعيش الأشخاص المصابون بمرض التصلب الجانبي الضموري حوالي ثلاث إلى خمس سنوات بعد التشخيص، لكن يمكن للآخرين العيش لمدة 10 سنوات أو أكثر.


المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: الخلایا العصبیة أکثر عرضة صعوبة فی یمکن أن

إقرأ أيضاً:

النخيل في الخليج.. بين الأصالة والتراث وتحديات التخطيط الحضري الحديث

في الخليج العربي، النخلة ليست مجرد شجرة، بل هي ذاكرة الأرض وملهمة القصص الشعبية ومصدر الحياة عبر الأجيال، فقد ارتبطت حياة الإنسان الخليجي بالنخلة منذ العصور القديمة، إذ كانت سندًا في المعيشة، توفر الغذاء والظل والمواد الخام لبناء البيوت وصناعة الأدوات، حتى غدت رمزًا للأصالة والصمود. واليوم، مع تسارع التوسع العمراني وتغير معايير التخطيط الحضري في مدن الخليج، أصبح سؤال “أين نزرع النخيل؟” أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.ومن خلال هذا التحقيق، نبحث عن الطريق الأمثل لجعل النخيل جزءًا متناسقًا مع روح المدن الخليجية الحديثة دون فقدان رمزيته التراثية.

أكّدت الدكتورة أفنان بنت عبد اللطيف الملحم، أستاذ المناخ المساعد في جامعة الملك فيصل، على أهمية إعادة تقييم استخدام النخيل في المشهد الحضري العام، مشيرة إلى أن هذا التقييم يستند إلى عدة محاور علمية وعملية يجب أخذها بعين الاعتبار.وقالت الملحم، النخيل ليس مظلًا فعّالًا في الأماكن العامة، فبحسب دراسة صادرة من جامعة أريزونا (2020)، فإن النخيل لا يوفر ظلًا صيفيًا حقيقيًا مقارنة بالأشجار الورقية العريضة، التي تخلق بيئة مشاة أكثر راحة من خلال تخفيف حرارة الأسطح والهواء المحيط.”

وأضافت، من ناحية أخرى، فإن زراعة النخيل تحتاج إلى حفريات عميقة ونظام ري منتظم، وهو ما يعد مكلفًا وصعبًا في المناطق الحضرية غير الزراعية. إضافة إلى ذلك، فإن تقليم النخيل وإزالة الثمار المتساقطة قد يسبب تشوهًا بصريًا أو حوادث انزلاق، لذا يُعد خيارًا غير عملي في كثير من المدن، مقارنة بالأشجار البديلة ذات الظل الكثيف.”

وأوضحت الملحم، أن النخيل يظل خيارًا مناسبًا في بيئته الطبيعية أو في أماكن محددة، موضحة، لا يُنكر ما يتمتع به النخيل من مزايا في بيئته الطبيعية أو في أماكن محددة، مثل تحمله الشديد للجفاف ودرجات الحرارة العالية، ومقاومته العالية للملوحة، إضافة إلى جماليته التراثية في بعض المشاهد السياحية أو الحدائق التراثية.

واختتمت الملحم قائلة، النخيل جزء مهم من الهوية الزراعية، لكنه ليس الخيار الأمثل للمشاهد الحضرية العامة التخطيط الحضري الحديث يتطلب ظلًا فعّالًا وبيئة مستدامة للمشاة، وهو ما توفره أشجار مثل اللبخ، السدر، والطلح.حدد المستشار الاقتصادي الدكتور علي بوخمسين، الرئيس التنفيذي لمركز التنمية والتطوير للاستشارات الاقتصادية، عدة عوامل أساسية يجب مراعاتها عند اختيار الأشجار في المشهد الحضري، قائلاً، المناخ، وحجم المساحة، والإضاءة، ونوع التربة، والميزانية المتاحة، بالإضافة إلى عوامل جمالية ووظيفية، كلها عناصر مؤثرة في تحديد نوع الأشجار. يجب أن تكون الأشجار المختارة متوافقة مع البيئة المحلية وقادرة على تحمل الظروف المناخية من حرارة وجفاف وملوحة، كما يجب أن تكون مقاومة للأمراض والآفات.

وأضاف بوخمسين، تعتبر زراعة أشجار النخيل مناسبة لتزيين الشوارع نظرًا لتكيفها مع البيئة والمنظر الجمالي لها والرمزية الثقافية ومطابقتها للعديد من المعايير، إلا أنها لا تعتبر الأنسب لتزيين الشوارع، فهي تتناسب أكثر مع تزيين أماكن أخرى مثل واجهات المباني والحدائق.

وأشار إلى السلبيات الناتجة عن زراعة النخيل في الشوارع، ومن أبرز هذه السلبيات تسببها في الكثير من الآفات التي يمكن أن تنتقل لتصيب الحقول، واحتياج شجرة النخيل إلى الرعاية والعناية الخاصةـ كما أن خطورتها تتزايد عند إصابة جذوعها بالتسوس، مما يجعلها آيلة للسقوط وعدم تحملها لشدة الرياح، وهو ما قد يتسبب في الحوادث المرورية.

وتابع، هنالك العديد من الأشجار الأخرى التي تصلح لتزيين الشوارع وتكون الأنسب من حيث ملاءمتها لطبيعة المملكة وتحقيقها للمعايير المطلوبة من قبل البلديات لتزيين الشوارع. ومن هذه الأشجار، على سبيل المثال لا الحصر، الأشجار القابلة للقص مثل الفايكس، والتي لها العديد من الفوائد بجانب الزينة مثل المساهمة في التقليل من حوادث السيارات الناتجة من استعمال النور العالي، وذلك بزراعتها في وسط الطريق للفصل بين الاتجاهين. كما تساعد على كسر حدة الضوضاء عن الطريق لقدرتها على امتصاص الصوت، فضلاً عن أنها كثيفة وسريعة النمو.وأضاف بوخمسين، أيضًا، تعتبر أشجار الكازوارينا والكافور من الأشجار المناسبة لزراعة الشوارع، حيث تسهم في منع الأتربة وسفي الرمال وصد وكسر حدة الرياح، فضلاً عن مقاومتها العالية للإصابة بالآفات الحشرية والمرضية.

قال عبدالله فقيهي، إنه وسط تنامي الاهتمام بتجميل المدن وتعزيز هويتها البصرية، برز سؤال جوهري في أوساط المختصين والمهتمين بالبيئة الحضرية، هل زراعة النخيل في الشوارع والحدائق العامة خيار حضري مناسب؟ أم أن مكانه الطبيعي يجب أن يبقى محصورًا في المزارع فقط؟.

وأوضح فقيهي أن بعض المهندسين في مجال التخطيط العمراني يرون أن النخلة تمثل عنصرًا مهمًا في الهوية البصرية الخليجية، وخصوصًا في كثير من المدن.

وأضاف، زراعة النخيل في الشوارع تعزز الشعور بالانتماء وتعكس الأصالة، خاصة إذا تمت زراعتها بتناسق مع تصميم المكان.”

وفي المقابل، بيّن فقيهي أن هناك آراء أخرى من بعض المختصين ترى أن النخيل، رغم رمزيته، ليس الشجرة المثلى للبيئة الحضرية، إذ يقول بعض المختصين في البيئة النباتية: “النخلة لا توفر الظل الكافي في الشوارع، وهذا يتعارض مع مبدأ تصميم مدن مستجيبة للمناخ، خاصة في بيئات حارة.

وأضاف فقيهي، الحل قد لا يكون بإلغاء النخيل من الشوارع ولا بزراعته عشوائيًا، بل في إعادة توزيع أدواره في المشهد الحضري.

واقترح، تخصيص زراعة النخيل في الميادين العامة والساحات التراثية والمواقع الرمزية، حيث يخدم البُعد الثقافي والجمالي، مع الحفاظ على الأشجار الظليلة والمفيدة بيئيًا في الشوارع والحدائق.قال الدكتور عبدالباسط عودة إبراهيم، الخبير الاستشاري، نخلة التمر شجرة مباركة وهي شجرة العرب، عروس الواحات، تنتشر زراعتها في جميع أرجاء الوطن العربي وتتركز في منطقة الخليج العربي.

وأضاف، النخلة شجرة نظيفة وصديقة للبيئة، فهي تحافظ على التوازن البيئي وتوفر الحماية لما يزرع تحتها، إضافة إلى كونها تعمل على تنقية الهواء وتقليل التلوث شأنها شأن أي شجرة أخرى. وأنا مع زراعتها في الحدائق والمتنزهات ضمن التنسيق الهندسي وكذلك زراعتها في الشوارع.

وتابع قائلاً، النخلة هي الأم والعمة والأرض والهوية والكنز الوفير، تقاسمنا مقومات الحياة، لنا ذكريات مع هذه المخلوقة الباسقة، الممشوقة النخلة التي التصقنا بها والتصقت بنا، كانت النخلة وما زالت مؤشر عافية وثقافة وتراثًا ومحبة ومودة ورحمة وخيرًا كثيرًا.

كما أن التمر منجم غذاء وصحة ودواء، هو كنز الدنيا، والنخلة هي ملكة الشجر وأميرة الحقول، بل هي أم وسيدة الشجر وأشرفه، هي شجرة العرب وعروس الواحات وطعام الفقير وحلوى الغني، ولله در المعري القائل، شربنا ماء دجلة خير ماء، وزرنا أشرف الشجر النخيلا.

كما أشار الدكتور عبد الرحمن الحبيب، خبير النخيل، أن الأشجار هي العنصر الأساسي في الحديقة حيث تعطيها منظرها الطبيعي، كما أنها تُشكّل خلفيةً جميلة للحديقة، إضافة لاستخدامها لتحديد الحدائق الواسعة وتقسيم المنتزهات إلى أجزاء.”

وأضاف، النخيل بأنواعها المختلفة تعد من أهم الأشجار سواء كمحصول اقتصادي (التمر، جوز الهند، الزيت) أو كأشجار زينة، حيث تتميز عن الأشجار الأخرى بجذعها الطويل المستقيم غير المتفرع والذي ينتهي بتاج من الأوراق التي تأخذ شكلاً ريشياً أو راحيَّاً مما يضفي على الحديقة فخامة جمالية، إضافة لزراعتها في صفوف منتظمة في أرصفة الشوارع أو الممرات الطويلة. كما تتميز النخيل عن الأشجار الأخرى، بأنه يمكن نقلها وهي كبيرة السن والحجم.واستطرد موضحًا، ففي الحدائق والمنتزهات العامة يمكن زراعة النخيل إما بشكل فردي، حيث تقف كل نخلة بمفردها ولها طابعها الذاتي المميز، أو في مجموعات متقاربة (3-4 أمتار)، وتوفر الظل والجمال بجذوعها المستقيمة العالية دون مزاحمة عناصر الحديقة الأخرى. كما تزرع في صفوف خلف النباتات لتعطي الحديقة حدود كإطار جمالي طبيعي.”

واختتم الدكتور عبد الرحمن الحبيب بقوله، إما في الشوارع، فأهم ميزة في زراعتها في وسط أرصفة الشوارع، أن النخيل جذوعها مستقيمة عمودية غير متفرعة فلا تحجب المشهد للسائقين ولا تعطل المرور ولا تتداخل مع أسلاك وأعمدة الكهرباء وغيرها من الأجهزة الخدمية.

ويشير المهندس وليد خالد الشويرد، من أن شجرة النخيل هى من الرموز الزراعية والثقافية في الخليج، حيث ترتبط بالهوية البيئية والتاريخية والاجتماعية. لكن يعتبر النخيل خيارًا شائعًا في المشهد الحضري، وخصوصًا في الشوارع والحدائق والساحات العامة.

وأضاف الشويرد، النخلة لها عدة مزايا، فهي تعزز من الهوية الوطنية والتراث الزراعي، وتعطي طابعًا محليًا مميزًا، وتتحمل الظروف المناخية، حيث تتحمل الحرارة العالية وقلة المياه، مما يجعلها مناسبة للبيئة الصحراوية. كما أن صيانتها سهلة نسبيًا ولا تحتاج إلى تقليم كثيف أو عناية متكررة مثل بعض الأشجار الظليلة، بالإضافة إلى أنها تعطي مظهرًا أنيقًا ومستقيمًا، مما يضفي على الشوارع طابعًا منظّمًا.

وتابع موضحًا، عدم التناسق في بعض التصاميم العمرانية الحديثة قد يجعل النخيل لا ينسجم مع الطابع العصري أو المعماري لبعض المناطق الحضرية الجديدة. كما أن عدم مكافحة الآفات، وبخاصة سوسة النخيل الحمراء، قد يجعل النخيل وكرًا لتكاثرها.وأكد الشويرد، العودة إلى الجذور الإنتاجية في المزارع تجعل النخيل يُستخدم أساسًا لغرض الإنتاج الزراعي (التمور)، مما يتيح استثمار الأرض بشكل اقتصادي وفعّال، ولهذا الرأي عدة مبررات، منها زيادة العائد الاقتصادي في المزارع حيث يُعتنى بالنخيل من أجل التمر، مما يحقق دخلًا ماديًا مستدامًا، وكذلك القدرة على إدارة مياه الري في بيئة زراعية، إذ يمكن التحكم بري النخيل بشكل أفضل مقارنة بالمرافق العامة.قال المهندس جعفر علي الجبران، من اعتقادي واختصاصي في مجال الزراعة أن منع زراعة النخيل في الشوارع والحدائق ليس من باب التجميل أو لوجود عيوب في جمال النخلة، بل جاء بسبب أن النخيل تحتاج رعاية وممارسات زراعية مختلفة عن بقية الأشجار، كما أن هناك أسباب وقائية، فقد تكون نخيل الشوارع والحدائق حاضنة للحشرات والأوبئة لعدم وجود عمالة أو مختصين يكشفون ذلك، وقد تتسبب في انتشار أمراض النخيل، وقد يكون سبب آخر هو وجود تكلفة عالية في سعر النخلة وعمليات الرعاية والصيانة والاحتياجات المائية، حيث إن النخلة تحتاج كمية كبيرة من المياه.”

وأضاف، هناك سبب آخر يكمن في نمط نمو النخلة وما تمتاز به، حيث إنه لا يمكن تقزيمها ولا يمكن أن تكون مناسبة في بعض الأماكن.”

وتابع الجبران، من حيث وجهة نظري، النخلة لا شك حضارة زراعية مرتبطة بالإنسان، ولا يمكن أن نتعامل معها كبقية الأشجار، وهي شعار لدولتنا الحبيبة، وبقاء الزراعة من بقاء النخلة، حيث تمثل الرافد الأول في الاقتصاد الزراعي.”

وأوضح، تعتبر النخلة الشجرة الوحيدة المرتبطة بممارسات زراعية لا تستغني عن يد المزارع، ولابد من أخذ ذلك بعين الاعتبار، حيث إن النخلة شجرة حقلية، وهذا قد يكون أحد الدوافع، وكذلك مقارنتها مع بقية الأشجار من حيث المجموع الخضري.”

وفي الختام، ستظل النخلة رمزًا خالدًا للهوية الخليجية وركيزة أساسية في تاريخ المنطقة، فهي شجرة العطاء التي ألهمت الشعراء والرحالة، ولا تزال تحتفظ بمكانتها في وجدان الإنسان العربي. ومع ذلك، فإن التخطيط الحضري الحديث يتطلب موازنة دقيقة بين القيمة الرمزية للنخيل والوظائف العملية التي تحتاجها المدن من أشجار توفر الظل وتحد من الحرارة وتحسن جودة الهواء.

جريدة المدينة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الأحمر الشاب يترقب غدا قرعة كأس الخليج
  • نجم مانشستر سيتي يرحب بالانتقال إلى الخليج
  • يحمي من أمراض القلب.. احرص على تناول هذه الفاكهة
  • النخيل في الخليج.. بين الأصالة والتراث وتحديات التخطيط الحضري الحديث
  • دراسة: غذاء رخيص ومتوفر يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بألزهايمر
  • الذكاء الاصطناعي يسلّح جهاز المناعة بـصواريخ لمهاجمة الخلايا السرطانية
  • بشرى لـ مرضى الزهايمر.. بيضة واحدة أسبوعيا تقي خطر الإصابة
  • انطلاق كرفان عسير من الرياض بمشاركة مشاهير الخليج.. فيديو
  • دراسة مثيرة عن فوائد تناول الفستق الحلبي ليلا على صحة الأمعاء
  • بعد تداول سفرها للخارج للعلاج.. صورة جديدة لـ أنغام في المستشفى