صحيفة الاتحاد:
2025-05-19@12:26:54 GMT

الكِتَاب.. صديق المبدع وبيت الأفكار المُلهمة

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

هزاع أبوالريش (أبوظبي)
«قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت»، هذا القول الحكيم ينطبق على الجميع، لكنه في حالة الكاتب تتضاعف أهميته وتصبح القراءة ضرورة لازمة، إذ إنها تجعله متميّزاً بفكره، وطرحه، وكل ما يقدمه من إنتاج في مختلف الأجناس الأدبية، فلا نستطيع أن نتميز ونبدع دون قراءة وإطلاع دائم ومستمر. هكذا يظل الكتاب أيقونة للإبداع، ومصدر الأفكار الجديدة، والمفردات اللغوية المتنوعة التي تؤهل الكاتب لأن يتناول موضوعه بكل رشاقة وحيوية متنقلاً في بساتين المعرفة، محلقاً في فضاءات المعلومات التي ينهلها من ذلك الزخم الهائل، عبر أفكار الآخرين وكتاباتهم الملهمة.

يقول حسن بن شرفا: للكتب أهميّتها ومكانتها، وقيمتها الفكرية، وتعمل على إنارة العقل والأفكار، وإزاحة الغبار المتراكم في زوايا التفكير، فلا نستطيع أن ننتج ونبدع ونستمر في العطاء الفكري دون قراءة وإطلاع دائم ومستمر. فوجود الكتاب في حياة الفرد يحفز لديه طاقة الجذب للأفكار، والتنوع القرائي حصيلة فكرية معرفية ثقافية تثري الشخص وتجعله أكثر عطاء، ومن ثم يكون لديه كم هائل من المفردات وثراء لغوي كبير، ما يؤهله لأن ينتج ويبدع ويتميز.
ويتابع ابن شرفا: وما يميّز الكتاب أنه هو الصديق الذي إن لم ينفعك فلن يضرك، وهو دائماً يمثل الإضافة الحقيقية للقارئ، ووجوده يعزز من نشاط خلايا العقل والطاقة الإيجابية التي تجعلك أمام حالة من العطاء الفكري، والنشاط الحيوي الذي يشجعك على الكتابة في شتى الفنون الأدبية، ولكن الغريب في الأمر حين نشاهد بعض الكتّاب الذين لا يقتنون الإصدارات والمؤلفات ولا توجد لديهم مكتبة خاصة تحتوي على أمهات الكتب، فكيف يمكن أن يستمر في التألق الإبداعي وهو لا يقرأ أفكار الآخرين ولا يطلع على إبداعاتهم كي يستلهم الأفكار التي قد تميّز كتاباته، فالكتابات الأخرى تحفز قريحة المبدع وتستفز مشاعره لأن ينتج وتكوّن له حصيلة من الأفكار والمفردات والمعاني التي تثري إبداعه وتسهم في صقالة مهاراته اللغوية والفكرية.

أخبار ذات صلة تكريم متحدثي اللغات من الضباط المتميزين في «شرطة أبوظبي» «أبوظبي للغة العربية» يتعاون مع مدينة الشيخ شخبوط الطبية

عملية تكاملية 
من جانبها، تقول الشاعرة والكاتبة برديس فرسان خليفة: وجود الكتاب في حياة المبدع يحفزه لأن يقدم ما هو متميز ومنفرد، حيث يطلع على إبداعات الآخرين ويكون ملماً بمجريات الأفكار المختلفة والمتنوعة التي تجعله يقدم عملاً مختلفاً بعد اطلاعه على الأعمال الأخرى المتنوعة. فلا يستطيع المبدع أن ينتج عملاً ملهماً للآخرين دون الرجوع للأفكار السابقة وما طرح ضمن سياق الفكرة حتى يتمكن من تقديم عمل يعد إضافة حقيقية للقارئ، ملامساً الواقع بتجلياته وفصوله، متناولاً ما يثري مخيلة القارئ، مروراً بأفكار الآخرين، وصولاً إلى الأفكار الجديدة التي يمكنها أن تكوّن أفكاراً تثري الإبداع، وتكون ملهمة للآخرين، فالمسألة تكاملية، والجميع معني باستكمال المسيرة الإبداعية، ولا يأتي هذا التكامل إلا بالقراءة والاطلاع، وأن يكون للكتاب دور مهم في حياة المبدع. وتضيف برديس فرسان خليفة: يجب علينا أن ندرك أهمية الكتاب، ووجوده بيننا، وأن يكون أمامنا دائماً، سواء في مكتبتنا الخاصة أو منزلنا، أو في جهة عملنا، فبمجرد وجودة يعطينا الدافع لأن نستمر ويجعل مشاعرنا دائماً يقظة، وأفكارنا مستنيرة بما هو جديد يلهمنا لأعمال قادمة أكثر تألقاً وإبداعاً وتميزاً.

تنمية المهارات
الكتابة عائشة عبدالجواد الجسمي، توضح أهمية الكتاب العظمى في حياة الفرد بشكل عام، والمبدع بشكلٍ خاص، كونه يعد مصدراً رئيساً في تنمية مهارات الكاتب الإبداعية، سواء كانت لغوية أو فكرية، وفي ظل وجوده في أرفف المكتبات الخاصة وفي منازلنا، فهو يغذي حواسنا، ويجعل بصرنا متشبعاً بجمالية الأغلفة، وتنوع العناوين التي نمر عليها بشكل يومي، مما يعزز في داخلنا جملاً ومفردات وعناوين ترتسم في أذهاننا لأن تشكل في يوم ما عملاً إبداعياً، سواء كان تعقيباً على أفكار الآخرين أو استلهاماً منها، أو عملاً جديداً من خلال هذا الثراء المعرفي. فالفكرة لا تأتي إلا بحافز من فكرة أخرى، فجميع تلك الكتب عبارة عن مجموعة من الأفكار المتناثرة بيننا، ووجودها في الأساس اقتناص لفكرة ما، وقد تتشكل بطبيعة الحال لفكرة جديدة تواكب مرحلة وزمناً معيناً، وموقف قد يترك أثراً في نفسك لأن يكون الكتاب هو المرجع لاستفزازك على إنتاجية عمل جديد في مسيرة حياتك الإبداعية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: القراءة فی حیاة

إقرأ أيضاً:

“أبوظبي للغة العربية”: 31 عملاً إلى القوائم الطويلة لبرنامج المنح البحثية

 

أعلن مركز أبوظبي للغة العربية عن وصول 31 عملاً إلى القائمة الطويلة للدورة الخامسة من برنامج المنح البحثية للعام 2025، بعد إغلاق باب الترشح في 21 مارس الماضي، على أن يتم تشكيل لجنة علمية متخصصة لاختيار القائمة القصيرة والفائزين.
وشهد البرنامج هذا العام إقبالاً غير مسبوق، إذ بلغ عدد الطلبات المقدمة 516 طلباً من 36 دولة ، مقارنة بـ 270 طلباً من 31 دولة في الدورة السابقة، محققاً نمواً بنسبة 91 % في عدد الطلبات، وتوسعاً جغرافياً بنسبة 16% ما يجسد تنامي الثقة بجهود المركز في دعم البحث العلمي باللغة العربية، وترسيخ مكانتها دولياً.
ويأتي هذا الإقبال المتزايد ترجمة لالتزام المركز بإستراتيجيته الرامية إلى تعزيز مكانة اللغة العربية بوصفها لغة قادرة على إنتاج المعرفة ومواكبة التحولات العلمية والثقافية في العالم، كما يعكس حرصه على توفير بيئة محفزة للإبداع الأكاديمي، وتشجيع الباحثين على تطوير مشاريع علمية نوعية وملهمة، تسهم في إثراء اللغة العربية وتعزز مكانة أبوظبي بوصفها منصة حاضنة للإبداع العربي.
وضمت القائمة الطويلة 31 عملاً موزعة على خمسة مجالات معرفية رئيسة، هي: الأدب والنقد (12 مشاركة)، واللسانيات التطبيقية والحاسوبية (مشاركتان)، والمعجم العربي (5 مشاركات)، وتحقيق المخطوطات (9 مشاركات)، وتعليم العربية للناطقين بغيرها (3 مشاركات).
وتنوعت هذه المشاريع من حيث القضايا المطروحة والمنهجيات العلمية المعتمدة، ما يعكس عمق الحراك البحثي المرتبط باللغة العربية وتنوعه.
وتشكل الأعمال المتأهلة إضافة نوعية للمحتوى المعرفي العربي، لما تحمله من رؤى بحثية مبتكرة تواكب التطورات العلمية والمعرفية، وتعزز حضور اللغة العربية في الأوساط الأكاديمية العالمية، بما ينسجم مع رؤية دولة الإمارات لترسيخ مكانتها مركزاً إقليمياً للابتكار والإنتاج المعرفي.وام


مقالات مشابهة

  • الليلة.. باسم عدلي لاعب خفة اليد وقارئ الأفكار في ضيافة عمرو الليثي بـ "واحد من الناس"
  • مواجهة الأفكار الهدامةوتعزيز الأمن الفكرى.. ندوة بإعلام دمياط
  • 24 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية خلال 24 ساعة
  • 18 عملا فنيا في افتتاح معرض "ظلال" بقلعة نخل
  • كل ما تحتاج معرفته عن رسوم كتب الكتاب ومصاريف عقد ‏القران 2025‏
  • كوابيس في الكواليس.. إصدار جديد من هيئة الكتاب لـ سعد الدين وهبة
  • ووكيل أوقاف الفيوم للواعظات: أنتن شركاء مع الأئمة والدعاة فى تحصين العقول من الأفكار المغلوطة
  • أعز صديق وحبيب.. نجيب ساويرس يهنئ عادل إمام بعيد ميلاده
  • ريال مدريد يستهدف صديق رونالدو من باريس سان جيرمان قبل مونديال الأندية
  • “أبوظبي للغة العربية”: 31 عملاً إلى القوائم الطويلة لبرنامج المنح البحثية