كامل إدريس.. رئيس «الأمل الزائف» بلا وزراء!

حسن عبد الرضي الشيخ

ها قد جاء الرجل الذي انتظره بعض الحالمين، وهتف باسمه المضلَّلون، وتغنّى به دعاة “العبور” و”التحوّل”، فانتهى بهم الحال إلى جدار الخيبة والخذلان. ها هو كامل إدريس، رئيس الوزراء بلا وزراء، يرفع الراية البيضاء ويعلن ما كنا نعلمه سلفاً، وما تجاهله أولئك الذين علّقوا عليه الآمال: الفشل الذريع في تشكيل “حكومة تكنوقراط”، والحصاد المرّ لوهم “الورود الذابلة” التي زيّن بها أحاديثه عن الأمل.

لقد وعد بـ”لا حزبية”، فإذا به يعود يلهث خلف “لقاء جامع” للقوى السياسية! ولماذا القوى السياسية؟ أليست هي ذاتها التي لم تأتِ بك رئيسًا؟ أليست هي من صمتت طويلاً عن خيبات العسكر، بل وساندتهم في معاركهم ضد المدنيين والثوار؟ أليست هي من شكّلت جزءاً من آلة القمع، حين رفعت شعار “جيش واحد، شعب واحد” لتغطي به على تصدعاتها الأخلاقية والسياسية؟

كامل إدريس لم يكن كاملاً في شيء: لا في الرؤية، ولا في الموقف، ولا حتى في شجاعة المواجهة. لم يأتِ بتكنوقراط، بل أتى بـ”التمنوقراط” — حكومة الأماني والرغبات، لا حكومة الفعل والقرار. فشل ببساطة لأنه لم يفهم طبيعة اللحظة، ولا جوهر هذا الشعب الذي لم يعد يقبل بالحلول الباهتة والتسويات العقيمة.

لقد خذلت جماعتك التي “تيستك” قبل أن “تريسك”، وخاب ظن جمهورك الدولي الذي طبّل لك على أمل تسوية انتقالية سلسة. وها أنت، بتخبّطك، تكشف العجز البنيوي في مقاربة “الهروب إلى الأمام” التي انتهجتها، وتفضح معها ضعف المؤسسة العسكرية التي لم تُحسن حتى إدارة رجلٍ راهنوا عليه ليكون واجهتهم المدنية.

لكن – ومن دون أن تقصد – فقد أسديت خدمة جليلة للوعي السوداني. فقد كشفت زيف الكتائب الإلكترونية، ودعاة “الواقعية السياسية”، الذين ما انفكّوا يصيبوننا بصداع أحلام اليقظة. شكرًا لك، يا كامل تدريس، لأنك علّمت الناس كيف تُفرّغ الشعارات من محتواها، وكيف تتحوّل “اللا حزبية” إلى مهزلة حزبية خلف الستار، وكيف تنكشف خطابات “التحوّل المدني” عندما تصطدم بحائط الحقيقة.

أما أولئك الذين أقاموا حلف “بورتوكيزان”، من حفنة العسكريين والانتهازيين والكيزان القدامى، فقد بدأت جدرانهم تتصدع. صاروا يخشون مواجهة الرأي العام، يتوارون عن الشاشات، وينسحبون من الفضاء الرقمي خجلاً من الوعود الكاذبة التي أغرقوا بها الناس.

لقد اقتربت لحظة الحقيقة. وحلف الكذب والتآمر هذا، مسألة اقتلاعه مسألة وقت لا أكثر. والمستقبل، لا يصنعه كامل إدريس ولا أشباهه، بل تصنعه الشعوب الحيّة التي تؤمن بالحرية، وتطلب العدالة، وتتشبث بالكرامة الإنسانية.

إن حكومة كامل إدريس قد كتبت شهادة وفاتها قبل أن تولد. فقد انتقد الناطق الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان، الصادق علي النور، دعوة رئيس الوزراء للتشاور مع القوى السياسية حول مستقبل الفترة الانتقالية، قائلاً في تغريدة على منصة “إكس”:
“بهذه الخطوة يضع رئيس الوزراء الأغلال في عنق حكومة الأمل، ويقيّد نفسه بالحبال، ويكتب شهادة وفاتها. كان الأولى به أن يستشير بيوت الخبرة والاختصاص، ويباشر فورًا مهامه التنفيذية.”

وخبرٌ آخر لا يخلو من السخرية: (رئيس الوزراء يتسلّم رؤية للعلماء والدعاة داعمة لتوجهات حكومة الأمل للفترة الانتقالية)
فأين حكومة التكنوقراط إذن؟!
وهل رؤية العلماء والدعاة هي التي تُوجّه التكنوقراط؟!

وإن غدًا لناظره قريب.

الوسومالدعاة السودان العلماء بورتسودان حسن عبد الرضي الشيخ حكومة تكنوقراط كامل إدريس مجلس الوزراء

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الدعاة السودان العلماء بورتسودان حكومة تكنوقراط كامل إدريس مجلس الوزراء رئیس الوزراء کامل إدریس رئیس ا

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس الشورى يلتقي رئيس وزراء مملكة كمبوديا

بنوم بنه (واس)
التقى رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، في العاصمة الكمبودية بنوم بنه، معالي رئيس وزراء مملكة كمبوديا سامديتش موها بورفور تيباداي هون مانيت، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها معاليه إلى مملكة كمبوديا على رأس وفد من المجلس. ونوه رئيس وزراء مملكة كمبوديا بالجهود التي تقدمها المملكة العربية السعودية لمملكة كمبوديا في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن المملكة تُعد شريكًا مهمًا لكمبوديا.
وأشار رئيس مجلس الشورى إلى النهضة التي تعيشها المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- وما تحقق من مستهدفات رؤية المملكة 2030 في مختلف المجالات. واستُعرض خلال اللقاء العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية ومملكة كمبوديا، وآفاق التعاون المشترك وسبل تعزيز وتطوير العلاقات بما يحقق المصالح المشتركة، إضافة إلى بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. ‎حضر اللقاء الوفد الرسمي المرافق لرئيس مجلس الشورى أعضاء المجلس الدكتور علي بن إبراهيم الغبان، والدكتور حمد بن حسين بالحارث، والدكتورة نهاد بنت عبدالله العمير، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية فيتنام الاشتراكية غير المقيم في مملكة كمبوديا محمد بن إسماعيل دهلوي. وحضره من الجانب الكمبودي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رئيس مجموعة الصداقة الكمبودية العربية سوس يارا، والوزير الأول المسؤول عن المهام الخاصة للشؤون الإسلامية عثمان حسن، والوزير الملحق برئيس الوزراء نائب رئيس مكتب رئيس الوزراء براك سام عين، ونائب الوزير المكلف بمجلس الوزراء مستشار خاص لرئيس الوزراء هوت بوم، ونائب الوزير المكلف الدائم بمجلس الوزراء رئيس وحدة المتحدث باسم لرئيس الوزراء مياس سوفورن، ونائب الوزير المكلف الدائم بمجلس الوزراء آن سوك خيون، ووكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي تشاي نافود، ووكيل دائم بمجلس الوزراء نائب رئيس مكتب رئيس الوزراء سينغ بيدو.

مقالات مشابهة

  • معز عمر بخيت وزيراً للصحة.. رئيس الوزراء يصدر قراراً بتعيين ثلاثة وزراء ضمن حكومة الأمل
  • السودان: كامل إدريس يُعيّن ثلاثة وزراء جدد في حكومته
  • من “التكنوقراط”.. كامل إدريس يعين ثلاثة وزراء جدد
  • رؤية العلماء والدعاة حول الفترة الانتقالية على طاولة كامل إدريس
  • حركة مناوي تحرر شهادة وفاة مبكرة لحكومة كامل إدريس
  • رئيس مجلس الشورى يلتقي رئيس وزراء مملكة كمبوديا
  • كامل إدريس: لقاء جامع يضم مختلف القوى السياسية والمجتمعية.. قريبا
  • كامل إدريس يعلن عزمه عقد لقاء جامع يضم مختلف القوى السياسية والمجتمعية قريباً
  • حكومة كامل إدريس.. سلطة بطعم “المشاركة المشروطة”