يمانيون – متابعات
بينما تتجه أنظار الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والعرب، نحو التصعيد في المنطقة، أعلنت حركة حماس تعيين القيادي يحيى السنوار رئيسا لها.

يرى سياسيون أن هذا الاختيار شكل، نقطة هامة في استراتيجية الحركة ضمن حربها ضد العدو الإسرائيلي، إذ يحمل رسائل ودلالات جوهرية متعلقة بملفات عدة، منها المفاوضات وآلية إدارة الحرب مع العدو الإسرائيلي الذي وصفه بأنه الرجل الأكثر خطرا على كيانه.

وفي هذا الشأن وعلى الرغم من تحديات هذه الخطوة، فإن اختيار رئيس جديد لحركة حماس من داخل القطاع المحاصر ومن الخطوط الأمامية يدل على أن الحركة عازمة على المضي قدماً في خيار المواجهة المباشرة مع العدو، والاستمرار في الحرب معها، حسبما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الثلاثاء الماضي.

و اعتبر السيد حسن ذلك تأكيدا على أنّ ‏الأهداف التي يتوخّاها العدو من قتل القادة والمسؤولين ‏فشلت في تحقيق مبتغاها وأنّ الراية تنتقل من ‏يد إلى يد، مضرجة بدماء الشهداء”، وهي رسالة قوية للعدو الصهيوني، ومن خلفه الولايات المتحدة ‏وحلفائها بأنّ حركة ‏حماس موحّدة في قرارها، صلبة في مبادئها، ثابتة في خياراتها الكبرى عازمة ‌‏على المضي ومعها سائر الفصائل الفلسطينية في طريق المقاومة والجهاد مهما ‏بلغت التضحيات.

رسائل حماس لإسرائيل:

وحول رسائل حماس من وراء اختيار السنوار، يقول القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، إن هناك ثلاث رسائل وراء اختيار السنوار، أولها أن حماس “أثبتت أنها لا تزال قادرة على أن تتخذ قرارات مناسبة في ظل هذه الظروف، إذ نجحت في اختيار الشخص المناسب بالإجماع الكامل، وهذا يعني أن الحركة تقف موحدة، والرسالة الثانية هي أن الحركة ستمضي قدماً للأمام، وأن هناك قيادات قادرة على أن تكمل المسيرة، وثالثاً “جميع الضغوط لا يمكن أن تُثني حماس عن مبادئها وثوابتها الراسخة”، وفق حمدان.

وفي صدد تصعيد عسكري وميداني وسياسي أوسع بعد اختيار قائد ميداني وعسكري، يرى سياسيون أن حماس اختارت موقفاً أكثر تصلباً وتشدداً في إطار المواجهة مع العدو الإسرائيلي، من خلال اختيار السنوار الذي شكل ذلك الاختيار، رسالة تصعيدية وتحديا للعدو الإسرائيلي، اذ على الحكومة الإسرائيلية التعامل الآن مع مهندس هجوم أكتوبر، والعقل المدبر له وفق تعبيرها، مشيرين إلى أن اختيار قيادي عسكري ميداني معروف بتشدده حيال العدو الإسرائيلي سواء على المستوى السياسي أو العسكري، يعني أن حماس مصرة على المقاومة العسكرية، ولن تتراجع تحت وطأة أي ضغوط خارجية.

واعتبرت هيئة البث الإسرائيلية اختيار السنوار، رسالة لإسرائيل بأن قيادة حماس بغزة قوية وقائمة وستبقى، مؤكدة أن السنوار رجل ذكي جدا وصلب جدا والأهم من ذلك رجل يمتلك قدرات تنظيمية كبيرة جدا ويفهم الإسرائيليين، وتعرف إسرائيل أن السنوار يعرفها أكثر مما تعرفه هي، وهو يحمل رمزية كبيرة في الوعي الإسرائيلي صنعته هي بنفسها، وفقا لخبراء في الشأن الإسرائيلي.

القيادة من داخل غزة:

ليست هذه المرة الأولى التي يجري فيها اختيار رئيسا لحماس يقيم داخل القطاع، فالشهيد إسماعيل هنية تم تعيينه رئيساً للحركة وقضى قرابة عامين من ولايته داخل القطاع قبل أن يغادره متوجهاً إلى قطر.

ولهذا فان إدارة حركة حماس لم تتعثر في أي وقت من الأوقات، سواء كان رئيسها يقيم داخل أو خارج قطاع غزة، لكن السنوار يختلف عن إسماعيل هنية، إذ هددت إسرائيل بـ”اصطياده”، محمّلة إياه المسؤولية عن هجوم السابع من أكتوبر، ورصد الجيش الإسرائيلي مبلغ 400 ألف دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تساعد في القبض عليه.

ووفق خبراء فان اختيار السنوار من قلب المعركة يؤكد أن حماس تقود المقاومة من غزة ومن النفق الذي يوجد به السنوار ويدير عملياته من خلاله، وأن قيادة المقاومة بيد غزة، وأن السنوار المعروف بصلابته وفهمه العميق للعدو و نقاط ضعفه وكثيرًا من التفاصيل عنه منذ أن كان في السجن لديه هو الأقدر على قيادة الحركة في أكبر معارك تاريخ الشعب الفلسطيني، وأن وجود رئيس الحركة في غزة يعطي إشارة بأن الميدان هو من يوجّه السياسة والسياسة تستفيد وتستند على الميدان وهذا يعطي رسالة للاحتلال إذا كنتم تضغطون في السنوات الماضية على قيادة حركة حماس وما زلتم بارتكاب المجازر واغتيال قيادتها لكي تتنازل هذه القيادة فنحن اليوم ذهبنا إلى مكان لنؤكد لكم بأن القيادة لم تتنازل سابقًا وما زالت مصرة على شروطها في موضوع المفاوضات حتى وقف العدوان بشكل كامل.

ويؤكد المحللون أن السنوار يمتلك رؤية وعزيمة وإصرارا لتنفيذ عملية استثنائية تقلب الموقف الاستراتيجي على المستوى الفلسطيني والإقليمي والعالمي، وهي أكبر من معركة طوفان الأقصى، مشيرين الى أن السنوار بشدة ذكائه قادر على شق مسارات استراتيجية كبرى لم يعهدها المجتمع الغزي أو المجتمع الفلسطيني، حيث استطاع نقل الصراع إلى مربع مختلف تماما، وكذلك استطاع توظيف القوة في لحظة فارقة في مكمن ضعف عند العدو، واستطاع الوصول إلى معركة طوفان الأقصى.

والاختيار له دلالات هامة تؤكد على وحدة الحركة وقوتها وتماسكها، والتسلسل القيادي والقدرة التنظيمية تم استعادتها وبسرعة لافتة رغم الضرر الذي سببه اغتيال هنية، ويأتي كرسالة صريحة بأن الحركة متماسكة، وأنها قادرة على اختيار رئيس لمكتبها السياسي.

كما يعتبر رسالة أساسية للعدو الذي أراد من خلال اغتيال هنية الذي كان رئيسا للحركة أن يضرب وحدة الحركة ويؤثر على مؤسسيتها ظنًا منه أنها ستهتزّ، غير آبه أن تاريخ حماس طويل بالاستهداف لقياداتها منذ المؤسس الأول الشيخ أحمد ياسين رحمه الله ثم من تلاه من القادة الشهداء.

ـ المسيرة نت: عباس القاعدي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی اختیار السنوار أن السنوار حرکة حماس أن الحرکة أن حماس على أن

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي: السنوار قد يهزم إسرائيل حتى من قبره ويجرنا للهزيمة

حذر الكاتب الإسرائيلي أري شافيت من أن إسرائيل تقف على "حافة انهيار سياسي وأخلاقي"، رغم ما يبدو أنه انتصار عسكري على حركة حماس.

وقال شافيت في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن "يحيى السنوار الذي يعتقد أنه قتل، قد يحقق انتصارا بعد موته، ليس عسكريا بل استراتيجيا، من خلال جر إسرائيل إلى مستنقع".

وكتب شافيت: "مات يحيى السنوار لكنه قد ينتصر من قبره، يمد يده ليجر إسرائيل إلى قلب الشرق الأوسط إلى واقع لا يشبه إسرائيل".

وأضاف أن "الخطر الحقيقي لا يكمن في المعركة العسكرية، بل في خسارة الهوية الإسرائيلية التي تميزت بها الدولة لعقود".



واعتبر الكاتب، أن هجوم 7 أكتوبر 2023 لم يكن هجوما تقليديا بل محاولة لضرب ما زعم أنه "الصيغة السحرية للنجاح الإسرائيلي".

وأفاد في مقاله "سعى السنوار إلى زعزعة نوعية الحياة الإسرائيلية، وإغراق المجتمع الإسرائيلي في ظلمات غزة، من خلال الفظائع التي فرضت علينا أعمال انتقام أفقدتنا توازننا"، على حد وصفه.

كما أشار إلى أن "قرر السنوار أن يهاجم روحنا أن يكسرنا من الداخل.. لم تعد الحرب وجودية بل أصبحت حربا على من نحن: هل ما زلنا دولة مستنيرة؟ هل نقاتل كدولة ديمقراطية؟ أم أننا ننزلق إلى وحل الشرق الأوسط؟".

ومن أبرز ما جاء في المقال هو تشديد الكاتب على الأثر المدمر لصورة الأطفال الجائعين في غزة، ليس على حركة حماس، بل على إسرائيل نفسها.

فبحسب شافيت "هؤلاء الأطفال لا يشكلون خطرا على حماس بل على إسرائيل.. إنهم يمنحون أعداءنا انتصارا سياسيا، ويكبدوننا هزيمة أخلاقية".

وبين أن "إسرائيل نجحت في الماضي في صد إيران وحزب الله، لكنها اليوم تواجه تحديا أخلاقيا لا سابق له".

وختم شافيت قائلا "كفى.. يجب أن نتوقف عن الانحدار.. لا يمكن أن نسمح ليحيى السنوار بأن يحطم إسرائيل من قبره، ولا أن يحولها إلى دولة شرق أوسطية تنجرف في الفوضى والظلام.. هذه ليست حربا على حماس فحسب بل على روحنا كدولة يهودية ديمقراطية".

مقالات مشابهة

  • صنعاء لحماس: معركة التفاوض لا تقلّ أهمية عن السلاح… والمرحلة الرابعة من الحصار بدأت
  • قيادي في “حماس”: تقريرا “بتسيلم” و”أطباء من أجل حقوق الإنسان” يؤكدان وقوع إبادة جماعية ويسقطان رواية العدو
  • الرضيع “يحيى النجار”.. قتلته إسرائيل بالتجويع في “حرب العالم المتحضّر ضد الوحشية”
  • رئيس حركة حماس: نقف باعتزاز أمام الإسناد العسكري والشعبي اليمني
  • قيادي في “حماس” يدين أنكار ترامب المجاعة في غزة
  • قراءة في الواقع الإسرائيلي
  • كاتب إسرائيلي يحذّر: السنوار قد ينتصر من قبره ويجرنا إلى الهزيمة!
  • “حماس”:إنزال العدو الصهيوني المساعدات جوا خطوة مخادعة لتبييض صورته أمام العالم
  • جيش العدو الإسرائيلي يقتحم سفينة “حنظلة” المتوجهه لكسر الحصار عن غزة
  • كاتب إسرائيلي: السنوار قد يهزم إسرائيل حتى من قبره ويجرنا للهزيمة