المشروعات الصناعية بالمنيا ركيزة الإقتصاد في مصر
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
تعد المشروعات الصناعية العملاقة والتي أنشئت بمحافظة المنيا، عروس الصعيد، ركيزة للاقتصاد المصري، والتي تقع في قلب صعيد مصر، وتُعد المنيا واحدة من المحافظات الرائدة، في مجال الصناعات المتنوعة، التي تلعب دورًا حيويًا في دعم الإقتصاد المحلي والوطني على حد سواء ، وتحتضن المنيا العديد من الموارد الطبيعية والبشرية، التي جعلتها مركزًا هامًا للصناعات التقليدية والحديثة على مر العصور.
وتعد مساحة المصانع بالمنطقة الصناعية 2215 فدانا، يوجد بها خلايا صناعات غذائية وخشبية ومعدنية وهندسية، بالإضافة إلى مصانع أنتاج الورق ومواد البناء والكيماوى، إلى جانب المنطقة الحرة والتى سوف تكون انطلاقة صناعية كبيرة وتوفر ألاف من فرص العمل، وأن عدد المصانع التى تعمل بالمنطقة الصناعية 215 مصنعا إلى جانب 250 مصنعا تحت الإنشاء واعداد مستندات ، ونجحت غالبية المصانع فى غزو الأسواق العالمية وتقوم بتصدير منتجاتها إلى دول افريقيا والدول العربية والأوربية.
ومن بين المنتجات التى يتم تصديرها العصائر والمركزات والصلصة، وكذلك الملابس الجاهزة ، ويتم تصديرها لدول أوروبا وافريقيا ، وايضا يتم تصدير الاخشاب للدول العربية ، وكذلك كربونات الكالسيوم والرخام، وهذا يدفع الى جذب الإستثمار والمستثمرين للمحافظة لكون المنيا محافظة واعده فى الإستثمار ، وتوفر المصانع أكثر من 20 ألف فرصة عمل لأبناء المنيا فى مختلف المجالات.
وتعتبر صناعة السكر من أقدم الصناعات التي ارتبطت بمحافظة المنيا، حيث تُزرع كميات كبيرة من قصب السكر على مساحات شاسعة من أراضي المحافظة ، وتعد مصانع السكر في المنيا، مثل شركة القناة للسكر بمنطقة غرب المنيا ، وهى واحدة من أكبر المشروعات الصناعية والزراعية والتجارية والتنموية على مستوى الشرق الأوسط ، تهدف إلى تحقيق الإكتفاء الذاتى من سلعة السكر الأبيض لمصر، مما يشكل دفعة كبيرة للأمن الغذائي القومي المصري، بجانب دعم الإقتصاد المصرى فى الأسواق المحلية والعالمية.
بالإضافة إلى تنمية الصعيد عن طريق استصلاح 181 ألف فدان بصحراء غرب المنيا ، ويعد مصنع القناة للسكر هو أكبرمصنع لتصنيع السكر من بنجر السكر فى العالم ، على مساحة 240 فدان، بطاقة إنتاجية تصل إلى 950 ألف طن سنويًا، ويعتمد على مزارعنا الخاصة فى تلبية حوالى 45% «2 مليون طن بنجر» من احتياجاته من محصول البنجر ، كما يوفر باقى احتياجاته من الزراعة التعاقدية «3 ملايين ونصف» من بين الزراعات التقليدية والزراعات الآلية، لتأمين 5 مليون طن ونصف سنويًا من بنجر السكر، وكذلك مصنع سكر أبو قرقاص ، من أكبر وأهم المصانع في مصر، حيث تسهم بشكل كبير في تلبية احتياجات السوق المحلي من السكر وتوفير فرص عمل لآلاف العمال. وتتميز هذه الصناعة بالاستمرارية والتطور، حيث يتم إدخال تقنيات حديثة لتحسين الإنتاجية والجودة.
كما تشتهر محافظة المنيا ، بتوافر كميات ضخمة من الحجر الجيري، وهو مورد طبيعي استراتيجي يُستخدم في العديد من الصناعات ، وتُعد صناعة المحاجر من الصناعات الثقيلة ، التي تعتمد بشكل أساسي على استخراج الحجر الجيري وتصنيعه ، سواء لإستخدامه في صناعة الأسمنت ، أو الزجاج أو غيرها من الصناعات ، وتنتشر المحاجر في مختلف أنحاء المحافظة ، وتوفر فرص عمل لعدد كبير من السكان المحليين ، وتسهم في دعم الإقتصاد المحلي من خلال التصدير للأسواق المحلية والدولية.
كما تشهد محافظة المنيا ، ازدهارًا كبيرًا في صناعة الطوب الطفلي، التي تعتمد على توافر الطين والصلصال في المنطقة ، ويُستخدم الطوب الطفلي في أعمال البناء على نطاق واسع، سواء داخل المحافظة أو في المحافظات المجاورة ، وتُعد هذه الصناعة من الصناعات التقليدية التي تلبي احتياجات السوق المحلي من مواد البناء، وتوفر فرص عمل للمئات من العمال والحرفيين.
ولكون محافظة المنيا ، تعرف بوفرة الإنتاج الزراعي ، نشأت عدة صناعات غذائية تعتمد على تحويل المحاصيل الزراعية إلى منتجات غذائية مصنعة ، وتُعد صناعة الزيتون وزيت الزيتون من أبرز الصناعات الغذائية في المحافظة ، حيث تُزرع أشجار الزيتون على مساحات واسعة ويتم استخراج الزيت وتعبئته للتسويق المحلي والتصدير ، بالإضافة إلى ذلك، تُسهم صناعات تجفيف الفواكه والخضروات وصناعة العصائر والمربى في تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير منتجات غذائية عالية الجودة.
وتُعد محافظة المنيا ، موطنًا للعديد من الحرف اليدوية التقليدية التي تحمل في طياتها تراثًا ثقافيًا غنيًا ، يعكس هوية المحافظة ، تشمل هذه الحرف صناعة السجاد اليدوي، والخزف، والفخار، والتي تشكل جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي للمنطقة ، وتسهم هذه الحرف في جذب السياح إلى المحافظة، حيث يمكنهم التعرف على التراث التقليدي وشراء منتجات ذات جودة عالية مصنوعة يدويًا. كما توفر هذه الحرف فرص عمل للعديد من الحرفيين والفنانين المحليين، الذين يواصلون الحفاظ على هذه التقاليد ونقلها إلى الأجيال القادمة.
كما شهدت محافظة المنيا نموًا ملحوظًا في إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، التي تعتمد على الموارد المحلية ، وتسعى إلى تقديم منتجات مبتكرة تلبي احتياجات السوق المحلي ، وتشمل هذه المشروعات مجالات متنوعة مثل ، تصنيع المنتجات الغذائية، والحرف اليدوية، وتصنيع الأدوات المنزلية ، تسهم هذه المشروعات في تنويع الإقتصاد المحلي، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، وتعزيز روح الإبتكار والإبداع.
وبرغم النجاحات التي حققتها محافظة المنيا في مجال الصناعة ، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تواجه هذا القطاع ، تشمل هذه التحديات الحاجة إلى تحسين البنية التحتية ، وتطوير المهارات والقدرات البشرية ، وزيادة الإستثمار في التكنولوجيا الحديثة ، ومع ذلك توفر المنيا فرصًا كبيرة للنمو والتوسع ، في مختلف المجالات الصناعية ، خاصة مع الدعم الحكومي المتزايد وتوجهات التنمية المستدامة التي تركز على الاستفادة من الموارد الطبيعية والمحافظة على البيئة.
وتُعد محافظة المنيا ركيزة أساسية في الإقتصاد المصري، بفضل تنوع الصناعات والموارد الطبيعية والبشرية ، التي تتمتع بها ، تلعب هذه الصناعات دورًا محوريًا في دعم الإقتصاد المحلي ، وتوفير فرص العمل، وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة على مستوى المحافظة والوطن. ومع التوجه نحو الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وزيادة الاستثمار في البنية التحتية، يمكن أن تشهد المنيا مستقبلًا واعدًا كأحد أهم مراكز الصناعة في مصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ركيزة للإقتصاد المصري المشروعات الصناعية أخبار محافظة المنيا محافظة المنيا الاقتصاد المحلي الإقتصاد المحلی محافظة المنیا دعم الإقتصاد من الصناعات فرص عمل
إقرأ أيضاً:
وزير قطاع الأعمال: «غزل المحلة» ركيزة أساسية للمشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج
أجرى المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، يرافقه اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية، جولة ميدانية في شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، وذلك في ختام زيارته لمحافظة الغربية، في إطار المتابعة الدورية لتنفيذ مراحل المشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج.
شملت الجولة تفقد مصانع المرحلة الأولى من مشروع التطوير، والتي تقع في مصانع "غزل 1"، "غزل 4"، و"تحضيرات 1"، محطة الكهرباء الجديدة، وتم الانتهاء من تنفيذها وتشغيلها في ديسمبر 2024، حيث تابع الوزير سير العمل ومعدلات الإنتاج والمبيعات المحلية والتصدير.
وتابع الوزير أيضا الموقف التنفيذي في مشروعات المرحلة الثانية والأخيرة من تطوير شركة غزل المحلة، والتي تضم مصانع "غزل 6"، ومجمع "النسيج" و"الصباغة"، و"تحضيرات النسيج 2"، بالإضافة إلى شبكات البنية التحتية والمباني الخدمية، حيث تم متابعة تقدم الأعمال وعمليات تركيب الماكينات الجديدة، واطلع على نسب الإنجاز وخطط التشغيل المرتقبة، بحضور الدكتور أحمد شاكر العضو المنتدب التنفيذي للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، والمهندس أحمد بدر العضو المنتدب التنفيذي لشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى.
كما ناقش المهندس محمد شيمي مع مسؤولي شركات المقاولات المنفذة للمشروعات مواعيد الانتهاء من الأعمال، واستعرض الجداول الزمنية التفصيلية، مشددًا على ضرورة تسريع وتيرة التنفيذ والالتزام بالمواعيد المحددة وفق أعلى معايير الجودة، بما يضمن دخول المصانع الخدمة في أقرب وقت ودفع عجلة الإنتاج في إطار المشروع القومي لتطوير الصناعة.
وأكد المهندس محمد شيمي أن المشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج يحظى باهتمام ومتابعة دورية من القيادة السياسية، نظرًا لأهميته الاستراتيجية في دعم الاقتصاد الوطني والصناعة المحلية، موضحا أن تطوير شركة غزل المحلة - تلك القلعة الصناعية - يُعد ركيزة أساسية في المشروع القومي والذي يهدف لإحياء هذه الصناعة وتحقيق التنمية الصناعية المستدامة واستعادة الريادة التاريخية لمصر في مجال الغزل والنسيج.
وأشار الوزير إلى أن هذا المشروع العملاق يهدف إلى تعظيم القيمة المضافة للقطن المصري، وزيادة زيادة القدرة التنافسية والتصديرية للمنتجات المصرية في الأسواق العالمية القدرة التصديرية، وتحقيق طفرة في جودة وتنوع المنتجات، فضلًا عن إدخال أحدث تكنولوجيا الإنتاج وتعزيز كفاءة التشغيل، بما يحقق التكامل الصناعي ويحول الشركات التابعة إلى كيانات إنتاجية قوية وقادرة على النمو المستدام.
وشدد المهندس محمد شيمي على أهمية الإسراع في تنفيذ الأعمال والالتزام الكامل بالجداول الزمنية المقررة مع ضمان أعلى مستويات الجودة، ووجّه بضرورة إعطاء أولوية قصوى لمنظومة التسويق والترويج للمنتجات، بما يواكب عمليات التحديث الجارية وفتح أسواق جديدة للتصدير. كما أكد على أهمية رفع كفاءة الكوادر البشرية من خلال التدريب المستمر ونقل الخبرات الحديثة.
من جانبه، أعرب اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية عن فخره واعتزازه بما تمثله شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى من قيمة صناعية وتاريخية، مؤكداً أن هذا الصرح العريق يستعيد مكانته الريادية بفضل الدعم غير المسبوق الذي توليه الدولة بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومشيدًا بالمتابعة المستمرة من وزير قطاع الأعمال العام لأعمال التطوير وحرصه على استعادة مجد الشركة وتعزيز قدرتها التنافسية. وأوضح أن المحافظة أولت اهتمامًا خاصًا بالمحاور المؤدية للشركة، بما يسهل حركة الشاحنات ويخفف الضغط على شوارع المدينة، ويسهم في تقليل الازدحام وخفض تكاليف النقل ودعم كفاءة العمليات الإنتاجية، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يأتي ضمن رؤية شاملة لإعادة المحلة الكبرى إلى مكانتها كقلعة للصناعة المصرية وتهيئة بيئة جاذبة للاستثمار.
وتأتي هذه الجولة ضمن جهود وزارة قطاع الأعمال العام لمتابعة تنفيذ أكبر خطة تطوير تشهدها صناعة الغزل والنسيج في مصر، والتي تشمل دمج وتحديث الشركات التابعة، وتحقيق التكامل الصناعي بين المراحل المختلفة، وتعظيم الاستفادة من الأصول.