بدأت منذ الحرب العالمية الثانية.. ممرضة أمريكية تواصل العمل حتى سن الـ97
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
عندما تتحدث عن التفاني، الالتزام، وحب العمل، فإن القليل من الأشخاص يستطيعون تجسيد هذه القيم مثل الممرضة جريس كار، امرأة تخطت الحدود التقليدية للعمل، وجعلت من المستشفى بيتها الثاني لأكثر من 8 عقود من الزمن.
الخدمة في زمن الحرب العالمية الثانيةوفي زمنٍ كان العالم يعيش واحدة من أسوأ حروبه، وبينما كان الكثيرون يهربون من الخطر، كانت الأمريكية جريس كار تبدأ عملها كممرضة في مستشفى القلب المقدس في ألينتاون، بنسلفانيا، خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك عندما كانت تبلغ من العمر 17 عامًا فقط، ورغم صعوبة الظروف، فإن «جريس» لم تتراجع، إذ كان حلمها منذ الطفولة أن تصبح ممرضة، واتبعت هذا الحلم بكل ما أوتيت من قوة.
نشأت «جريس» في بلدة فريلاند، حيث كانت تقضي ساعات طفولتها في لف الدمى بالضمادات وقياس درجات حرارتها، وكأنها تستعد منذ البداية لحياتها المهنية، وعندما حان الوقت، لم تتردد في مغادرة منزل عائلتها لتحقيق حلمها، وكانت متأكدة أن مستقبلها سيكون في التمريض، ولم يكن هناك مجال للتراجع، بحسب «واشنطن بوست».
طوال فترة تدريبها في المستشفى، كانت «جريس» تعيش في منزل للممرضات داخل الحرم، حيث كانت تتلقى دروسًا طوال اليوم ثم تنتقل إلى الطوابق لتعلم مهام التمريض المختلفة، وفي السنة الأولى لها كمتدربة، كانت تتقاضى 15 دولارًا شهريًا فقط، وهي مبالغ زهيدة لا تعكس حجم العمل والالتزام الذي كان يتطلبه التدريب في تلك الفترة، ومع ذلك، لم يكن المال هو الدافع الأساسي لجريس، بل كان شغفها بمساعدة الآخرين.
وفي عام 1947، تزوجت «جريس» من صديقها إدوارد كار، بعد أن عاد من الخدمة في الجيش، ومع بداية حياتها الزوجية، بدأت «جريس» العمل في نوبة الليل بمستشفى القلب المقدس لسنوات، وكانت تعمل طوال الليل وتعتني بأطفالها الأربعة خلال النهار، وكان ذلك تحديًا كبيرًا، لكنها تمكنت من التوفيق بين حياتها المهنية والعائلية بإصرار وتفاني.
رغم تقاعدها من العمل الرسمي في سن 62 عامًا، فإن حبها للمستشفى وللناس دفعها للاستمرار كمتطوعة لأكثر من 80 عامًا، وكانت «جريس» تظهر في المستشفى كل يوم أربعاء لمرافقة المرضى وتقديم المساعدة، وتسليم الزهور إلى الغرف، وأخذ العينات إلى المختبر، وسجلت أكثر من 6000 ساعة كمتطوعة، وهو رقم يعكس مدى حبها لهذا المكان وللأشخاص الذين تخدمهم.
«أنا أحب الناس، وصحتي جيدة، لذا أنا سعيدة بفعل ما بوسعي» هكذا حكت «جريس» عن مدى حبها للمهنة، إذ كانت تقدر كل لحظة تقضيها في خدمة الآخرين، معتبرة أن ما تفعله ليس مجرد وظيفة، بل رسالة تعبر من خلالها عن حبها العميق للحياة وللناس من حولها.
«إرث التمريض» العائلة التي سارت على خطى جريسعبر هذه الرحلة الطويلة، لم تكن «جريس» تعمل بمفردها، لقد تبعتها شقيقاتها الأصغر وابنتها في مسيرتها المهنية، حيث عملت ابنتها جريس لورينج في نفس المستشفى لمدة 35 عامًا كممرضة أطفال، حتى أحفاد جريس وأبناء أحفادها، الذين يبلغ عددهم 29، ولدوا في نفس المستشفى.
بالنسبة لجريس، فإن المستشفى ليس مجرد مكان للعمل، إنه المكان الذي رأت فيه أحفادها يولدون، والمكان الذي عرفت فيه الكثير من اللحظات الجميلة التي تلهمها للعودة كل أسبوع، وهي تعترف بأن المستشفى أعطاها الكثير، ولذلك طالما كانت بصحة جيدة وقادرة على العمل، فإنها ستستمر في تقديم ما تستطيع.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ممرضة التمريض الحرب العالمية الحرب العالمية الثانية
إقرأ أيضاً:
التضامن الاجتماعي تشارك في ورشة عمل تحت عنوان "تعزيز إدماج ذوي الإعاقة في مصر.. من الالتزامات العالمية إلى العمل الوطني"
شاركت وزارة التضامن الاجتماعي في ورشة عمل تحت عنوان "تعزيز إدماج ذوي الإعاقة في مصر.. من الالتزامات العالمية إلى العمل الوطني"، التي نظمها مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، ومنظمة العمل الدولية، وفريق الأمم المتحدة المعني بالأشخاص ذوي الإعاقة ومثل الوزارة الاستاذ خليل محمد رئيس الإدارة المركزية لشئون الأشخاص ذوي الإعاقة.
وشهدت الورشة حضور السيدة إيلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، والسيد إيريك أوشلان، مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، والاستاذة زينة توكل، المديرة التنفيذية لصندوق قادرون باختلاف، والأستاذة أميرة الرفاعي، المديرة التنفيذية لصندوق عطاء إلى جانب ممثلين عن وزارة العمل ومنظمات الأمم المتحدة وشركاء التنمية.
وتطرقت جلسات الورشة إلى عرض شامل للوضع الراهن للأشخاص ذوي الإعاقة في مصر، واستعراض الأولويات الوطنية والرؤية المستقبلية للتعاون المشترك، إلى جانب مناقشة الأطر التشريعية والسياسات ذات الصلة، وفي مقدمتها قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الصادر بالقانون رقم 10 لسنة 2018، وقانون العمل رقم 14 لسنة 2025.
كما تناولت الجلسات المجالات التي تتطلب تعزيز التنسيق بين المؤسسات الحكومية ووكالات الأمم المتحدة وشركاء التنمية، إضافة إلى تقديم عروض حول المبادرات المقدمة من المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في مصر لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة.
وخلال الجلسة، استعرض الأستاذ خليل محمد، رئيس الإدارة المركزية لشئون الأشخاص ذوي الإعاقة بوزارة التضامن الاجتماعي، الجهود التي تبذلها الدولة في ملف الإعاقة، مؤكدًا أن هذا الملف يحظى باهتمام واسع ودعم مباشر من القيادة السياسية، وأن سياسات الدولة تستند إلى مرجعيات دستورية وتشريعية راسخة، أبرزها الدستور المصري، والاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وقانون رقم 10 لسنة 2018 ولائحته التنفيذية، باعتباره الإطار المنظم للحقوق والخدمات والدمج المجتمعي.
وأوضح خليل أن برامج الحماية الاجتماعية للوزارة تشمل أكثر من 1.2 مليون شخص من ذوي الإعاقة ضمن برنامج "كرامة"، بإجمالي مخصصات سنوية تتجاوز 11 مليار جنيه، مشيرًا إلى إصدار أكثر من 1.3 مليون بطاقة خدمات متكاملة عبر 225 مكتب تأهيل ووحدات متنقلة على مستوى الجمهورية.
وأضاف أن الوزارة اتخذت عددًا من الإجراءات لتيسير حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على الخدمات، منها عمل لجنة مشتركة مع وزارة الصحة بشأن لاستخراج بطاقة الخدمات المتكاملة، وتهدف إلى سرعة تحديد حالات الأشخاص ذوي الإعاقة، ضمن إجراءات الكشف الطبي لاستخراج بطاقة الخدمات المتكاملة، بالإضافة إلى التوجيه بالتنسيق بين الهيئة العامة للتأمين الصحي، والمجالس الطبية المتخصصة، لتوقيع الكشف الطبي من خلال وجود ممثل من الهيئة العامة للتأمين الصحي في كل لجنة.
كما يتم إرسال رسائل نصية قصيرة للمواطنين عند استكمال الإجراءات للتوجه إلى مكاتب التأهيل.
وفي مجال الرعاية والدعم، تقدم الوزارة خدماتها من خلال 561 هيئة تأهيلية تشمل دور حضانة، مراكز تدريب لغوي، مراكز علاج طبيعي، مؤسسات للإعاقة الذهنية والتوحد، ومؤسسات لمتعددي الإعاقات، كما تم توفير 4،358 جهازًا تعويضيًا ووسيلة مساعدة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية.
وفي ملف الدمج والتعليم، دعمت الوزارة 587 طالبًا من الصم وضعاف السمع في 13 جامعة عبر توفير 83 مترجم لغة إشارة بتكلفة سنوية بلغت 3.196 مليون جنيه، بالإضافة إلى تقديم منح دراسية للطلاب المكفوفين بقيمة 972 ألف جنيه في 24 جامعة، فضلًا عن تقديم منح دراسية كاملة لطلاب الثانوية العامة من ذوي الإعاقة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني.
كما تم تنفيذ أعمال الإتاحة في 15 محطة سكة حديد و35 محطة مترو بالتعاون مع وزارة النقل.
وفي إطار توجيهات السيد رئيس الجمهورية لإنشاء كيان وطني ضخم لصناعة الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية، يجرى العمل على تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع التي تشمل إنشاء 6 مراكز للتجميع والمواءمة بالشراكة مع شركة "أوتوبوك" الألمانية، حيث تم تجهيز المراكز على أعلى مستوى ويجري تدريب العاملين بها لضمان تقديم خدمات متقدمة، بما يمثل خطوة مهمة نحو توطين صناعة الأطراف الصناعية في مصر.
كما أشار رئيس الإدارة المركزية لشئون الأشخاص ذوي الإعاقة إلى مبادرة "أحسن صاحب" التي تهدف إلى تعزيز ثقافة التقبل وإرساء مفاهيم الدمج المجتمعي، مؤكدًا في ختام كلمته أن دعم الأشخاص ذوي الإعاقة يمثل محورًا أساسيًا في مسار التنمية الشاملة في مصر.
1000660348 1000660347 1000660346 1000660345