كيف امتدت الحرب إلى البحر الأسود واقتربت من الناتو؟
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
أصبح البحر الأسود مسرحا خطيرا للتوترات العسكرية والجيوسياسية بعد قرار موسكو، الشهر الماضي، الانسحاب من صفقة الحبوب الأممية، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
وبعد أن كان بعيدا إلى حد ما من القتال الشرس على الخطوط الأمامية، يضع البحر الأسود روسيا ودول حلف شمال الأطلسي "الناتو" في نوع من القرب الذي لا يوجد في مسارح الحرب الأخرى - مثل الدفاع عن كييف أو معركة باخموت - مما يزيد من خطر المواجهة.
وتقوم السفن الحربية الروسية بدوريات في مياه البحر الأسود، وتطلق الصواريخ على البلدات الأوكرانية، بينما تنشئ حصارا فعليا على الموانئ الأوكرانية وتهدد أي سفينة تحاول العبور.
وتستخدم أوكرانيا المسيرات البحرية التي تحمل المتفجرات لضرب الموانئ والسفن الروسية، وهو تهديد متزايد في ترسانة كييف.
في المجال الجوي، تحلق طائرات الاستطلاع والطائرات بدون طيار التابعة للناتو وحلفائه فوق المياه الدولية، لجمع المعلومات الاستخبارية المستخدمة لعرقلة الغزو الروسي، حتى في الوقت الذي تملأ فيه روسيا السماء بطائراتها الخاصة.
وقال إيفو دالدر، السفير الأميركي السابق لدى حلف الناتو الذي يدير مجلس شيكاغو للشؤون العالمية: "أصبح البحر الأسود الآن منطقة نزاع - منطقة حرب وثيقة الصلة بحلف شمال الأطلسي مثل غرب أوكرانيا".
وتزايد عدد الهجمات في البحر الأسود من الطرفين منذ أن رفضت موسكو في منتصف يوليو الماضي، تمديد العمل باتفاق رعته الأمم المتحدة، كان يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، رغم الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا منذ فبراير 2022.
وبعد الانسحاب من صفقة الحبوب، دمرت روسيا موانئ البحر الأسود الأوكرانية لإعاقة شحنات الحبوب الداعمة للاقتصاد الأوكراني، وحتى ضربت مواقع على نهر الدانوب على بعد بضع مئات الأمتار من رومانيا، العضو في الناتو.
وأدى الهجوم إلى تصعيد المخاوف من انجرار الحلف العسكري إلى الصراع في أوكرانيا.
منطقة مهمة للطرفينويثير ذلك تحديات جديدة لحلف الناتو، حيث يسعى لدعم مبدأ مركزي من مبادئ القانون الدولي - حرية الملاحة في البحر - دون دفع الحلف إلى صراع مباشر مع القوات الروسية.
كما تخلف العمليات العسكرية في البحر الأسود، تداعيات على أسواق الطاقة العالمية والإمدادات الغذائية العالمية.
لسنوات، سعى بوتين إلى زيادة نفوذ موسكو حول البحر الأسود وصب الأموال الحكومية في تطوير الموانئ الساحلية ومدن العطلات، وبناء القوة العسكرية الروسية في المنشآت البحرية في أسطول موسكو الجنوبي.
كما أن هذا البحر مهم بذات القدر لحلف شمال الأطلسي، الذي يصر بوتين على أنه يحاول تدمير روسيا. وتحد ثلاث دول أعضاء في الناتو - تركيا ورومانيا وبلغاريا - البحر الأسود مع 4 موانئ مهمة.
وتوجد أيضا 5 دول شريكة في الناتو بالمنطقة - أرمينيا وأذربيجان وجورجيا ومولدوفا وأوكرانيا.
وتمثل السيطرة على البحر الأسود هدف حرب واضحا بالنسبة لروسيا، وأحد أسباب ضم شبه جزيرة القرم عام 2014.
من ناحية ثانية، كانت تركيا العضو في الناتو والمطلة أيضا على البحر الأسود، حازمة في محاولة منع حلفائها في الحلف العسكري من تصعيد التوترات مع روسيا في المنطقة.
وقال سنان أولجن، الدبلوماسي التركي السابق ومدير مركز "إيدام" البحثي في إسطنبول، إن تركيا تحاول أيضا إقناع بوتين بالعودة إلى صفقة الحبوب التي ساعدت في التوسط فيها، حتى لو كانت الآمال تتضاءل، وفق ما ذكرت "نييورك تايمز".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی البحر الأسود فی الناتو
إقرأ أيضاً:
كوبا تنفي المشاركة في حرب أوكرانيا
نفت كوبا مزاعم أميركية بتورطها في الحرب الدائرة في أوكرانيا أو إرسالها قوات عسكرية إلى هناك. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الكوبية أمس السبت "إن كوبا ترفض الاتهامات الزائفة التي تروجها حكومة الولايات المتحدة بشأن تورط كوبا المزعوم في النزاع العسكري في أوكرانيا".
وأضاف البيان أنه منذ سبتمبر/أيلول 2023، حُكم على 26 كوبيا بالسجن لمدد تتراوح من 5 إلى 14 عاما بتهمة العمل كمرتزقة، بعد انتشار تقارير عن إرسال كوبيين إلى جبهة القتال في أوكرانيا.
وأشار بيان الخارجية الكوبية إلى أن "هافانا لا تملك معلومات دقيقة عن المواطنين الكوبيين المشاركين بمفردهم في قوات الطرفين المتنازعين روسيا وأوكرانيا، وأكد أن أيا منهم لم يتلق تشجيعا أو التزاما أو موافقة من الدولة الكوبية على أفعاله".
وصرّح كوبيون لوكالة فرانس برس أن أقارب لهم غادروا إلى روسيا عام 2023 تعرضوا للتضليل من خلال إعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي وقت سابق نقلت الوكالة عن متحدث باسم الخارجية الأميركية قوله إن "بلاده على علم بتقارير تفيد بأن مواطنين كوبيين يقاتلون إلى جانب القوات الروسية في الحرب الروسية الأوكرانية"، أضاف "لقد فشل النظام الكوبي في حماية مواطنيه من استخدامهم كبيادق" في هذه الحرب.
وفي مايو/أيار الماضي أكدت مبادرة حكومية أوكرانية" تشجع المقاتلين الأعداء على الاستسلام، امتلاكها بيانات عن أكثر من ألف مرتزق كوبي جندتهم روسيا منذ أوائل عام 2023″.
وقالت مبادرة "أريد أن أعيش" إنها على دراية بشكل موثوق بالأسماء والتفاصيل الشخصية لـ1028 كوبيا وقعوا عقودا مع القوات المسلحة الروسية بين عامي 2023 و2024″.