رحلة عبر النجوم: شالت قلبي قول: يا جامع..!
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
الحردلو (17)
رحلة عبر النجوم: شالت قلبي قول: يا جامع..!
سلف القول أن بعض المسادير تصف رحلة الشاعر خلال العام عبر البطانة إلى مساكن المحبوبة..وأن هذه المسادير تعكس وتنبئ عن معرفة عميقة بالطقس المحلي وأحوال الجو والفلك وتكشف عن البصيرة البدوية الحادة للتنبؤ بالمناخ وأحوال المطر والجفاف..إلخ ولساكني البادية وسائلهم الخاصة في رصد أحوال الطقس وتبدلات الفصول.
تبدأ الرحلة في بواكير الصيف مع سطوع (نجم النطح) بما يوازي 21 أبريل من كل عام..(والعين السبع هي: النطح، والبطين، والتريا، والدبران، والهكعة، والهنعة والضراع)..وأكثر تمثيل لهذا النوع من المسادير مسدار النجوم لـ"عبدالله حمد ود شوراني" الذي يتكوّن من 28 مربوعاً...وقد مرّ بنا كيف افتتحه بغياب (نجم النطح) واشتداد موجة الحر..!
**
الملامح المميّزة لهذا المسدار تبدو في مهارة الشاعر في رسم الخطوط المتوازية بين تغيّر
أحوال الطقس وبين أحاسيسه وتصاعد مشاعر الحنين للمحبوبة..! وبعد المربوع الافتتاحي الذي يذكر فيه نجم النَطِح يقدم لنا ود شوراني (نجم البطين) أوعِينته شديدة الحر...ولكنها لا تخلو من بعض القطرات والرذاذ رغم أن سقوط المطر لا يزال بعيداً..!
في هذا الجو الحار تبرز الثعابين والحشرات من مكامنها وجحورها..وبالرغم من ذلك تمور مشاعر الحنين للمحبوبة الفاتنة ذات الخدود االساحرة بعيدة المنال..!
ويميل الشاعر لإطلاق التشبيهات المأخوذة من طبيعة الحياة البدوية...فهو يمثل صعوبة نيل أي دالة وصال من المحبوبة باستحالة استخراج اللبن أو الزبد من الماء...!
فتاة البادية تضع اللبن في السِعن وتربط فوهته برباط وثيق..والسعن معلّق في الشِعبة..وتقوم بـ(خج السعن) أو (خش اللبن) في حركات متتابعة ولفترة من الزمن لاستخراج (الزبدة)..!
هنا يرى الشاعر أن أمله في نيل (شيء) من محبوبته يماثل حالة من يأمل أن يظفر بالزبدة عن طريق (خج الماء).. هذا هو المحال بعينه..!!
شال برق البطين رقصَن دبادبو ورشّو
وين النايره يا خلّاي مراية وشّو..؟
عاشقي العندو حقن المويه ضايق خشّو
سهران فاقدو بي عِليقو ليّا وغشّو..!
وبظهور (نجم التريا) النجم الثالث "العينة الثالثة" من فصل الصيف يصبح الحر لا يطاق..! والشاعر يناجي حبيبته بأن تضع حداً لحالة الفراق الطويل..
لي زنق "التريا" الحرّو أزعج وضيَّق
وين النادي واصفر وسيد وشاماً زيّق
ذوقو اللي أمل دنيا.. وكتير ما فيّق
خرّت مقلة القَلع الرسانه وهيّق
وفي ما ترجمه "عادل بابكر" شرحٌ للغوامض:
Al-Tiraya sending down throttling heat,
I can't wait to catch my sweetheart,
Her tattoo adding glamor to her lustrous complexion
She means the world to me
and to my sturdy steed,
who spares no energy to get us there
**
ثم النجم الرابع (الدبران):
ريدا الجابلها (الدبران) بريقاً لامع
ما فيقني افكر في معاش ومطامع
سيد قافية غُناي الفوقا طارب السامع
قلّت صبري شالت قلبي قول: يا جامع
ثم عينة (الهكعة):
يرق الهكعه رفّ ولاح وفكّ رياحو
ذكرني البفوق دهب البراتي سماحو
الخلّاني اقيم الليل ملاقي صباحو
بعد الشيب..خفيف الروح جرحني سلاحو
ومع حال أن سقوط المطر على بعد نجمين أو عينتين..بدأت السُحب تتجمّع، وأصبحت الزوابع الرعدية تتردد بين آونة وأخرى والنسيم البارد يُنبئ بقدوم المطر...
هذا نجم (الهنعة):
الهنعه ام هبايب قام سحابا مهدِّر
هواها البارد اصبح للسخانه مفدِّر
وين دُر جوهر الحضري الصعوبتو تكدِّر
ممنوع ما سِهل لي تجارتو كل مُسدِّر
ثم النجم الأخير (الضراع):
دعاش برق الضراع الفي السحابه بلاوي
جلب ليّ راحه من اللي أذايا بِداوي
كان ما الحب صعب من الكُبار وبلاوي
ما فيش داعي بعد الشيب اكون لها غاوي
**
نحن الآن على مداخل الخريف بمنازله السبعة: قول يا جامع...!
مرتضى الغالي
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
كلوب: كنت قادرًا على تدريب ألمانيا قبل يورو 2024 لكن قلبي اختار ليفربول
كشف المدرب الألماني يورجن كلوب، المدير الفني السابق لنادي ليفربول الإنجليزي، عن كواليس اتخاذه قرار الاستمرار مع "الريدز" في وقت كان يمكنه خلاله قبول تدريب المنتخب الألماني قبل انطلاق بطولة يورو 2024، لكنه فضّل البقاء حتى نهاية مشروعه مع الفريق الإنجليزي.
وفي تصريحات نشرتها صحيفة "فيلت آم سونتاج" الألمانية، قال كلوب: "موسم 2022/2023 لم يكن جيدًا لليفربول. في صيف ذلك العام، كان منتخب ألمانيا يبحث عن مدرب جديد، وكان بإمكاني أن أقول نعم وقتها. ربما كان من الأفضل القيام بشيء مختلف، لكنني لم أرد ذلك".
وأضاف المدرب الفائز بدوري أبطال أوروبا مع ليفربول: "الأمر لم يكن مرتبطًا بوظيفة مدرب المنتخب الألماني تحديدًا، ولكنني لم أستطع مغادرة ليفربول بهذه الطريقة. كان هناك فريق وأشخاص تربطني بهم علاقات قوية، شعرت أنني بحاجة لإنهاء الأمور بطريقة مختلفة".
وأوضح كلوب أنه أراد "إصلاح" الأوضاع داخل ليفربول بعد موسم صعب، من خلال تجديد دماء الفريق والتعاقد مع لاعبين جدد، قائلًا: "كان من المهم بالنسبة لي أن أكون جزءًا من عملية بناء جديدة، وقد نجحنا في ذلك بالفعل. رغم ذلك، كنت قد اتخذت قرار الرحيل في نهاية الموسم".
وكان كلوب قد أعلن في يناير 2024 رحيله عن ليفربول بنهاية الموسم، الذي أنهاه الفريق في المركز الثالث بالبريميرليج، قبل أن يُعين النادي الهولندي أرني سلوت مديرًا فنيًا جديدًا.
وبعد نهاية مسيرته التدريبية في آنفيلد، اتجه كلوب للعمل الإداري، حيث تولى منذ يناير 2025 منصب رئيس قطاع كرة القدم بمجموعة ريد بول، التي تدير عدة أندية كبرى في أوروبا مثل ريد بول لايبزيج وسالزبورج.
وعن مستقبله التدريبي، قال كلوب بوضوح: "قلبي يقول لي لا. كنت أحب عملي كمدرب، لكنني لا أفتقده الآن"، في إشارة إلى رغبته بالابتعاد عن ضغط الوظيفة التدريبية والتركيز على مهام جديدة في مسيرته.