أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم والتدريب
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
أسماء بنت علي الحارثية **
في عالم يشهد تحولات شاملة بفعل الذكاء الاصطناعي، لم يعد تطبيق واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم والتدريب خيارًا؛ بل أصبح ضرورة مُلحّة لمواكبة الثورة التقنية الهائلة.
وتجاهل أهمية التعليم والتدريب على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي هو بمثابة تفويت لفرصة لتحسين جودة التعليم وتوجيه الطلاب نحو مستقبل رقمي أكثر إشراقًا.
وتكتسب أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم أهمية كبرى، ليس فقط من خلال تسهيل عملية التعليم، ولكن أيضًا عبر تخصيصها وجعلها أكثر ملاءمة لاحتياجات الطلاب. فالذكاء الاصطناعي يمكّن من تحليل البيانات الضخمة الخاصة بالطلاب، مما يسمح بتحديد نقاط القوة والضعف، وتخصيص الموارد التعليمية وفقًا لذلك. بدون تدريب مناسب، تظل هذه الإمكانيات مجرد أفكار غير مستغلة، مما يحرم التعليم من فرصته في التطور والابتكار. ومع كل الفوائد المحتملة من استخدام وتطبيق أدوات الاصطناعي، تأتي التحديات التي لا يمكن التغاضي عنها.
ومن أبرز تلك التحديات هي مقاومة التغيير التي قد تبديها بعض المؤسسات التعليمية. إنّ هذا التردد غالبًا ما ينبع من عدم الفهم الكامل لإمكانيات الذكاء الاصطناعي أو من الخوف من فقدان السيطرة على العملية التعليمية. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب تدريب المعلمين على استخدام هذه الأدوات استثمارات كبيرة في الوقت والموارد، وهو ما قد يشكل عبئًا على المؤسسات التعليمية التي تعاني من محدودية في الميزانيات.
وتتمثل الخطوة الأولى في تبنٍ فعّال لأدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم في تصميم برامج تدريبية تدمج بين الجانب النظري والتطبيقي. ويجب أن تكون هذه البرامج مرنة، بحيث تراعي الاختلافات في الخلفيات التقنية للمعلمين. علاوة على ذلك، يجب تعزيز الشراكات بين المؤسسات التعليمية والشركات المتخصصة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لضمان حصول المعلمين على أحدث الأدوات والتقنيات.
وعليه.. فإنّ تدريب المعلمين على أدوات الذكاء الاصطناعي ضرورة مُلحّة لا يمكن التغافل عنها إذا ما أردنا مواكبة التطور التقني الهائل في هذا المضمار. إنّ التحديات التي تواجه هذا التوجه يمكن تجاوزها من خلال تخطيط محكم واستثمار مدروس في برامج التدريب والتأهيل.
وعلى المؤسسات التعليمية أن تُدرك أنّ مستقبل التعليم يعتمد بشكل كبير على قدرتها على الاستفادة من هذه الأدوات التقنية المتسارعة، وإلا فإنها ستبقى عالقة في الماضي بينما يمضي العالم قُدمًا نحو مستقبل رقمي لا مكان فيه للجمود.
ختامًا.. إن الذكاء الاصطناعي في التعليم ليس مجرد ترف تكنولوجي؛ بل ضرورة مُلحّة لبناء بيئة تعليمية تواكب التطور التكنولوجي والمتغيرات المحيطة في بيئة التعليم وتعد الطلاب لمستقبل أكثر إشراقًا.
** معلمة تقنية معلومات ومدربة
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أبل تدرس الاستحواذ على Perplexity AI لتعويض تأخرها في سباق الذكاء الاصطناعي
أفادت تقارير جديدة بأن شركة أبل تدرس الاستحواذ على شركة Perplexity AI الناشئة، في خطوة تهدف إلى تعويض تأخرها في مجال الذكاء الاصطناعي، والذي أصبحت فيه المنافسة شرسة مع شركات مثل جوجل وسامسونج.
ذطرت مصادر مطلعة أن المحادثات داخل أبل تناولت خيارين: الاستحواذ الكامل على الشركة أو إقامة شراكة استراتيجية معها.
Perplexity AI لم تكن على علم بخطط أبلالغريب أن Perplexity AI نفسها لم تكن على علم بأي نوايا للاستحواذ من طرف أبل، لكن مسؤوليها لم يعربوا عن اندهاشهم من الخبر، نظرًا للمكانة التي باتت تتمتع بها الشركة الناشئة في سوق الذكاء الاصطناعي.
وتُعد Perplexity AI من أبرز الشركات التي تقدم حلولًا ذكية في البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وقدرتها على تقديم نموذج قوي ومبتكر يجعلها خيارًا مغريًا لأبل.
رغم جدية المحادثات، فإن إتمام صفقة الاستحواذ على Perplexity AI مرتبط بعقد أبل الحالي مع جوجل، والذي بموجبه تدفع جوجل حوالي 20 مليار دولار سنويًا لتبقى محرك البحث الافتراضي على متصفح سفاري.
يخضع هذا العقد حاليًا لتحقيقات في قضية احتكار قد تؤدي إلى إلغائه.
في حال فسخ الاتفاق، ستفقد جوجل موطئ قدم مهم على أجهزة أبل، مما يفتح الباب أمام Perplexity AI لتكون البديل المحتمل، عبر محرك بحث مدعوم بالذكاء الاصطناعي يُدمج مباشرة في متصفح سفاري. ولا عجب أن سهم جوجل شهد انخفاضًا بمجرد تسريب هذه الأنباء عن خطط أبل.
فرصة ذهبية لتعزيز قدرات أبل في الذكاء الاصطناعيتشير التحليلات إلى أن استحواذ أبل على Perplexity AI سيمثل دفعة قوية لجهودها المتعثرة في الذكاء الاصطناعي، خاصة وأن المزايا التي أعلنت عنها في مؤتمر المطورين WWDC 2024 مثل "Apple Intelligence" لا تزال غير مكتملة. والمساعد الرقمي Siri، الذي يُفترض أن يتحول إلى مساعد ذكي بالذكاء الاصطناعي، لم يظهر بالقدرات الموعودة حتى الآن.
من خلال الاستفادة من الخبرات التقنية والعقول وراء Perplexity AI، ستتمكن أبل من تسريع وتيرة تطوير تقنياتها وعدم ترك المجال مفتوحًا أمام منافسيها.
خسارة أبل في سباق الذكاء الاصطناعي تعزز مكانة المنافسينتأخر أبل في الذكاء الاصطناعي منح منافسيها فرصة ثمينة. فالمستخدمون الذين يهتمون بالميزات الذكية يفضلون الآن أجهزة مثل Galaxy S25 من سامسونج أو Pixel 9 من جوجل على حساب iPhone 16.
وهذا ما دفع أبل مؤخرًا إلى التفاوض مع جوجل لتوفير نموذج Gemini الخاص بها على أجهزة الآيفون، وهو تحوّل استراتيجي غير مسبوق.
لكن استحواذ أبل على Perplexity AI قد يقلب الطاولة مجددًا. فذلك سيسمح لها بإحياء مشاريع مثل مركز التحكم الذكي المنزلي أو نظارات الواقع المعزز الذكية التي طال انتظارها.
ورغم أن الصفقة ستكون مكلفة، إلا أنها تمثل استثمارًا طويل الأمد قد يعيد لأبل تفوقها في السوق التكنولوجي العالمي.