شبكة انباء العراق:
2025-12-13@15:14:23 GMT

بين “سيّد المقاومة” و “سيد الإبداع”..

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

بقلم: فالح حسون الدراجي ..

استمعت الى عمل أوبرالي مدهش، كتبه ولحنه ووزعه موسيقياً وإنشادياً، الفنان اللبناني الشيوعي الكبير زياد الرحباني..

والعمل الذي حمل عنوان “ هذا السيد” ، يتغنى بالسيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.

وللحق، فإن “ هذا السيد” لم يكن عملاً اوبرالياً إنشادياً موسيقياً رائعاً فحسب، إنما كان آية من آيات الجمال، وسمفونية من سمفونيات الوفاء، ولوحة من لوحات الوطنية، والنضال، والإخلاص للقضية الإنسانية، وهو أيضاً راية من رايات الحرية التي رفعها زياد الرحباني بفخر فوق سطوح الزمان العالية، ليراها كل العالم .

.

إن “هذا السيد”، ليست أنشودة أبكت الحاضرين في لبنان حين قدمها الفنان زياد الرحباني بصورة فنية رائعة، وأدهشت ببهائها ملايين المشاهدين والمستمعين، والمستمتعين العرب وغير العرب فحسب، إنما هي أيضاً عقد حب ووفاء، ووثيقة انتماء لعالم الجمال، والقيم، والفروسية، والتعالي على كل ما يفرق الإنسان عن اخيه الإنسان. “، لقد أبهر العالم هذا الفتى المجنون بهذا العمل “ العاقل”، ولا غرابة في ذلك، فهذا المجنون هو ابن فيروز” ونجل الرَّحَابنة الكبار.

وكي أكون أكثر صدقاً في الموضوع، فإني لم أرغب في أن أتناول هذا العمل الساحر الجميل من بابه الفني المحض، باعتباري شاعراً غنائياً – رغم روعة العمل فنياً -، إنما أردت تناوله من زاوية مختلفة، زاوية حرجة، لكنها مضاءة بسؤال كبير وعلامة استفهام أكبر:- لماذا يكتب ويلحن وينشد هذا الشيوعي- الملحد – بنظر الكثير من اصحاب العمائم البيض والسود، وهو المسيحي النصراني (الكافر)، بنظر الكثير من أصحاب الفتاوى الداعشية والقاعدوية و(الإخوانچية) وغيرهم من شيوخ وزعماء (الرايات البيض والسود)، ولماذا يجازف هذا الفنان الجميل بكل رصيده الفني، ورصيد أمه الفني والمادي الهائل، وبتاريخ العائلة الرحبانية الكبير في لبنان وغير لبنان، فيقدم عملاً منحازاً للحرية في هذا الزمن (الاستعبادي) الخطير، الملغوم بالفتاوى والتحريض والإعلام المناوئ، والمزدحم بالقنوات الفضائية البترودولارية الكثيرة، التي تملكها حكومات النفط والغاز، وزعامات سياسية فاسدة، وشركات وهيئات ومنظمات وبنوك طائفية تعادي السيد حسن نصر الله من الوريد الى الوريد، لا سيما في هذا الزمن الإرتدادي والمرتد؟!

والسؤال: كيف انتفض هذا الفتى الشيوعي لوحده -وهو الذي لايملك غير موهبته الكبيرة- فيقدم عملاً ناصعاً، يكسر به المألوف والتقليدي والسائد في الساحة العربية.. يقدم عملاً – أعتبره – أشجع عمل فني يقدم في هذه المرحلة العربية (الجبانة)، بينما يركض الكثير من الزعماء والشيوخ (والسادة) والمطارنة، والشعراء، والفنانين والإعلاميين نحو آبار النفط والغاز، يستجدون هذا الطاغية الصغير، ويقبلون يد ذلك ( الأمير) ، ويتملقون لتجار الحروب المجرمين، فيمجدونهم ويعظمونهم، وهم يعرفون تماماً أن أفضل هؤلاء الممدوحين والممجَّدين، لا يساوي ( ضر … ط… ة ) في سوق الصفارين ..!

إن “ هذا السيد” عمل فني كبير دون شك، لكنه ايضاً صفعة كبيرة للطائفية ( الإسلامية والمسيحية ) على حد سواء، وهو صفعة للمال الحرام، بل هو أقوى “راشدي “ يوجهه زياد الرحباني لكل من يسوِّق بعد اليوم شعار المعممين الفاشلين (الشيوعية كفر وإلحاد)!

إن من يتغنى بحسن نصر الله بهكذا عمل فني متكامل، وبهذا البهاء والجمال، وفي هذه الظروف اللبنانية والعربية والإقليمية الحرجة جداً، ودون أن ينتظر أجراً، أو كلمة شكر، لا يمكن أن يكون كافراً، فالكافر برأيي هو من يسرق دم أبناء شعبه، سواء أكان بعمامة بيضاء، أو سوداء لا فرق !

تحيةً لفتى الشيوعية الجميل، وسيد الإبداع والجمال زياد رحباني .. وتحية لـ ( سيد المقاومة ) وأسدها حسن نصر الله ..

وتحيةً كبيرةً لعشاق الثورة والحرية والإنسانية والعدل والمساواة أينما كانوا، ومهما كانت هوياتهم ومرجعياتهم.

شكراً زياد رحباني ..

فالح حسون الدراجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات زیاد الرحبانی هذا السید نصر الله

إقرأ أيضاً:

"مسرح الجنوب" يُطلق اسم المخرج عصام السيد على دورته العاشرة

 

أعلنت إدارة المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب عن إطلاق اسم المخرج الكبير عصام السيد على الدورة العاشرة من المهرجان، المقرر إقامتها خلال الفترة من 1 إلى 6 إبريل 2026.

وأكد الناقد الفني هيثم الهواري، رئيس اتحاد المسرحيين الأفارقة ومؤسس ورئيس المهرجان، أن اختيار اسم عصام السيد يأتي تقديرًا لمسيرته باعتباره أحد أبرز أعمدة المسرح المصري، مشيرًا إلى دوره المحوري في تأسيس المهرجان، إذ ترأس شرفيًا الدورات الثلاث الأولى ووضع الأسس التي يسير عليها حتى اليوم.

وأضاف الهواري أن الدورة العاشرة، التي تُقام برعاية وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة وبالتعاون مع مؤسسة إيزيس للاستشارات الهندسية ومؤسسة هاي واي ترافيل بقنا، ستشهد برنامجًا خاصًا للاحتفاء بالمخرج الكبير. ويتضمن البرنامج إصدار كتاب يوثق مسيرته الفنية، إلى جانب إنتاج فيلم يتناول مشواره الإبداعي وحياته.

يُذكر أن الدورة التاسعة للمهرجان، التي أُقيمت في إبريل الماضي واحتفت بالمسرح الفلسطيني، حققت صدى واسعًا داخل مصر وخارجها، بمشاركة دول عدة من بينها: إيطاليا، البرتغال، كولومبيا، تونس، المغرب، العراق، الأردن، فلسطين، سلطنة عُمان، البحرين، والسعودية. كما شهدت صدور 11 إصدارًا جديدًا في المسرح العربي من مصر والعراق والسودان والمغرب.

 

مقالات مشابهة

  • أمين عام حزب الله: سلاح المقاومة لن يُنزع تحقيقاً لهدف “إسرائيل” ولو اجتمعت الدنيا
  • 12 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية خلال الـ24 ساعة الماضية
  • السيد القائد.. حكمةٌ وصمودٌ يوقظ أُمَّـة من غيبوبتها
  • بالفيديو والصورة... هذا ما حصل في مبنى قرب مكان استشهاد السيد نصرالله
  • معلومات فلسطين”: 73 عملاً مقاوماً شعبياً في الضفة والقدس المحتلة خلال أسبوع
  • الجميل: وعدُنا أن نكمل الطريق الذي استشهد لأجله جبران وبيار وباقي شهداء ثورة الأرز
  • أيمن الجميل : أدعو رجال الأعمال للاستثمار فى التصنيع الزراعى والاستفادة من النجاحات التنموية الكبرى وزيادة فرص التصدير
  • الأول من نوعه من "طلبات".. عُمان تتصدر تقرير "رد الجميل"
  • "مسرح الجنوب" يُطلق اسم المخرج عصام السيد على دورته العاشرة
  • السيد شهاب يستعرض التعاون العسكري بين عُمان ولبنان