صحيفة أمريكية: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ترفع أسعار القهوة في أوروبا
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
الجديد برس:
أبرزت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية في تقرير لها الارتفاع الملحوظ في أسعار القهوة في أوروبا، والذي جاء نتيجة لتأثيرات الاضطرابات الجيوسياسية، بما في ذلك الهجمات التي تشنها قوات حكومة صنعاء على السفن المرتبطة بـ”إسرائيل” أو المتجهة إليها في البحر الأحمر، إسناداً لغزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الهجمات التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر أجبرت السفن التجارية على استخدام طرق شحن أطول وأكثر تكلفة، مما زاد من أعباء التكلفة على منتجي القهوة في ظل الظروف الجوية السيئة واللوائح الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي.
ونتيجة لذلك، وفقاً لما أوردته “بوليتيكو”، شهد المستهلكون في أوروبا ارتفاعاً في أسعار القهوة، مع تجاوز سعر فنجان الإسبريسو النموذجي في إيطاليا الآن حاجز 1.20 يورو.
ونقلت الصحيفة عن محلل السلع في شركة “رابوبانك” الهولندية، أوران فان دورت، أن الحوثيين في اليمن أظهروا قدرات متطورة في شن هجماتهم، بما في ذلك استخدام الزوارق المسيرة، مما تسبب في اضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد العالمية للقهوة، مؤكداً أن الحوثيين “أظهروا أكثر فأكثر أنهم قادرون على إحداث أضرار فعلية”.
وأفاد دورت أن تأثير هذه الاضطرابات كان عميقاً، فقد اضطرت طرق الشحن إلى الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح، مما أدى إلى زيادة كبيرة في أوقات النقل والتكاليف، وقد أدى تغيير المسار إلى زيادة كبيرة في تكلفة الشحن، حيث ارتفعت بنسبة 150% على طريق آسيا – أوروبا، مما أثر بشكل مباشر على توريد حبوب البن من منتجين رئيسيين مثل فيتنام وإندونيسيا.
وأضافت الصحيفة أن الحرب المستمرة في أوكرانيا وتغير المناخ زادا من تعقيد الوضع، حيث تسببت الحرب في تعطيل إمدادات الأسمدة وارتفاع تكاليف الطاقة، في حين أدت الظروف المناخية المعاكسة إلى تقليص المحاصيل في بلدان رئيسية مثل البرازيل وفيتنام.
واختتمت صحيفة “بوليتيكو” تقريرها بالإشارة إلى أن هذه العوامل مجتمعة أدت إلى خلق “عاصفة مثالية” ضربت سوق القهوة بشدة، مع توقعات بأن يستمر الضغط على الأسعار في الفترة القادمة.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
واشنطن تقر : لا سفن أميركية في البحر
مشيرًا إلى أن واشنطن لم تعد تحتفظ بأي وجود عسكري مباشر في البحر الأحمر منذ الأسبوع الماضي، في تطور يعكس تراجعًا واضحًا في القدرة الأميركية على الردع.
وبحسب الموقع، فقد أعلنت القوات اليمنية رسميًا ما أسمته "المرحلة الرابعة من التصعيد"، وهي مرحلة يُتوقع أن تشمل توسيع دائرة الاستهداف لتشمل كل سفينة ارتبطت بإسرائيل، حتى لو لم تكن إسرائيلية، في ما وصفه محللون عسكريون أميركيون بأنه "رسالة قوة لا لبس فيها".
التقرير لفت إلى أن العمليات السابقة، ومنها إغراق سفينتي إيترنيتي سي وماجيك سيز، كانت مؤشرًا واضحًا على هذا التحول النوعي في الأداء العسكري والعملياتي لدى البحرية اليمنية.
وأكد التقرير أن سفينة "إيترنيتي سي"، التي تم استهدافها وإغراقها من قبل اليمنيين، لم تتلقّ أي مساعدة عسكرية من القوات الأميركية أو حلفائها رغم معركة استمرت 16 ساعة، وأن عملية الإنقاذ تمت من قبل سفينة تجارية أخرى، ما اعتُبر فشلًا ذريعًا لتحالف "حارس الازدهار" الذي كانت واشنطن قد أعلنته سابقًا لحماية الملاحة.
ونقل الموقع عن محللين بارزين، من بينهم الأستاذ أفشون أوستوفار، أن غياب السفن الأميركية من البحر الأحمر يمنح انصار الله بيئة أكثر تساهلاً للتحرك، ويعزز من قدرتهم على تنفيذ هجمات موجعة دون خشية من الردع المباشر، في حين أشار خبراء آخرون إلى أن اليمنيين أصبحوا أكثر جرأة، ويتصرفون بوعي استراتيجي كامل لما يترتب على عملياتهم من رسائل دولية.
كما أورد الموقع تفاصيل جديدة عن مقطع الفيديو الذي نشرته القوات المسلحة اليمنية ويُظهر رهائن سفينة إيترنيتي سي، حيث تحدثوا عن سبب مرورهم عبر البحر الأحمر، بينما أظهر الفيديو أيضًا رعاية صنعاء للجرحى، واتصالات أُجريت بين البحارة المحتجزين وعائلاتهم، في خطوة وصفها الخبراء الأميركيون بأنها "رسالة ذكية تجمع بين الرسالة السياسية والتأثير الإنساني".
وحذّر التقرير من أن الهجمات اليمنية لم تعد مجرد إرباك لحركة الشحن، بل تحوّلت إلى نموذج تدريبي متقدم يرفع من كفاءة الحرب البحرية اليمنية في ميدان فعلي، ويختبر حدود رد الفعل الدولي. واعتبر التقرير أن اليمنيين لا يسعون بالضرورة لمهاجمة كل سفينة، بل فقط العدد الكافي لحفظ مصداقية الردع، مؤكدًا أن صنعاء مستعدة لتحمّل التبعات، كما أثبتت ذلك في وجه حملات القصف الأميركية والإسرائيلية السابقة.
واختتم الموقع بالإشارة إلى أن البحرية اليمنية باتت اليوم تمتلك زمام المبادرة في البحر الأحمر، في ظل غياب فاعل للأسطول الأميركي، وتفكك الرد الدولي، وأن صنعاء تُعيد رسم خرائط الملاحة والسيادة من بوابة غزة، فيما يقف العالم مشلولًا أمام هذا التحول الجيوسياسي الذي بات يفرض نفسه على الممرات البحرية الدولية.