قدم طبيب عسكري إسرائيلي شهادة مروعة عن أوضاع المعتقلين الفلسطينيين المرضى في معتقل "سدي تيمان" الصحراوي، أوضح فيها ما يجري داخل المعتقل بحق المعتقلين من غزة.

 

 

ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، شهادة طبيب عسكري (لم تسمه) خدم سابقا في "سدي تيمان" وقال الطبيب: "وصلت إلى المرفق الطبي في سدي تيمان خلال فصل الشتاء (الماضي).

وفي إحدى خيام الاستشفاء كان هناك نحو 20 مريضا، كانوا جميعا مقيدين بأسرّة فولاذية قديمة، مثل تلك المستخدمة في مستشفياتنا منذ سنوات. وكان الجميع في وعيهم ومعصوبي الأعين طوال الوقت".

 

وزراء خارجية فرنسا و بريطانيا في إسرائيل لبحث وقف حرب غزة أمين سر فتح: مصر تسعى دائما لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

 

وأضاف: "كان هناك مرضى في ظروف مختلفة. وصل بعضهم بعد وقت قصير جدا من إجراء عملية جراحية كبرى. والعديد منهم كانوا مصابين بطلقات نارية، منهم معتقل أصيب برصاصة في منزله في غزة قبل ساعات قليلة فقط".

 

وتابع: "يعرف كل طبيب أن ما يحتاجه مثل هذا الشخص هو يوم أو يومين في العناية المركزة ثم نقله إلى جناح؛ هناك فقط يبدأ التعافي فعليًا. لكن الشخص أرسل إلى حظيرة في سدي تيمان بعد ساعتين من الجراحة في المستشفى، كانوا يقولون إنه يمكن إطلاق سراحه. أنا أعارض ذلك. مرضى مثل هؤلاء في المستشفيات هم في العناية المركزة. الأمر واضح تمامًا".

 

المحكمة العليا الإسرائيلية

وسبق أن تحدثت تقارير عدة عن قتل وتعذيب واعتداءات جنسية وغيرها من الانتهاكات ضد المعتقلين في "سدي تيمان" الذي تنظر "المحكمة العليا الإسرائيلية" بالتماس تقدمت به 5 مؤسسات حقوقية إسرائيلية تطالب بإغلاقه فورا.

 

وتابع الطبيب: "كان هناك مريض آخر يعاني عدوى جهازية – تعفن الدم. كان في حالة حرجة، وحتى وفقًا للبروتوكول، لم يكن من المفترض أن يكون هناك. من المفترض أن يتم إدخال المرضى المستقرين تمامًا إلى المستشفى في سدي تيمان. لكنه كان هناك وقالوا إنه لا يوجد بديل".

 

وأشار إلى أن "احتجاز شخص دون السماح له بتحريك أي من أطرافه، معصوب العينين، عاريًا، تحت العلاج، وسط الصحراء ... في النهاية لا يقل عن التعذيب".

 

وقال: "هناك طرق لإدارة معاملة سيئة، أو حتى تعذيب شخص، دون سحق السجائر عليه. واحتجازهم على هذا النحو، غير قادرين على الرؤية أو الحركة أو التحدث، لمدة أسبوع، أو 10 أيام، أو شهر ... لا يقل عن التعذيب. خاصة عندما يكون من الواضح أنه لا يوجد سبب طبي. لماذا تكبل أرجل شخص مصاب بجرح في المعدة منذ يومين؟ أليست الأيدي كافية؟".

 

وعما إذا كان هناك تفاعل مع المرضى، أجاب: "لا. بالتأكيد لا. لا يُسمح لهم بالتحدث، والمترجمون موجودون فقط للمساعدة عندما يتعلق الأمر بموضوعات طبية بحتة. إنهم [المرضى] لا يعرفون حتى من أنا، سواء كنت جنديًا، أو... لم يروني. ربما سمعوا وشعروا فقط أن شخصًا ما وصل لفحصهم، أو شيء من هذا القبيل".

 

وأضاف: "لقد أصابني الإحباط الشديد لأنني لم أستطع النظر في أعينهم. هذه ليست الطريقة التي تعلمت بها علاج المرضى، بغض النظر عما فعلوه. والأمر الأكثر إثارة للصدمة هو أنه عندما كنت هناك، يجب أن أعترف... لم أكن حزينًا حتى. بدا الأمر كله سرياليًا لي، على بعد ربع ساعة بالسيارة من بئر السبع".

 

وتابع: "كل ما تعلمته، طوال السنوات في الجامعة والمستشفيات، كيفية علاج الناس - كل هذا موجود، ولكن في بيئة حيث يتم احتجاز 20 شخصًا عراة في خيمة. إنه شيء لا يمكنك تخيله".

 

وأردف: "بالنظر إلى الوراء، فإن الأمر الأكثر صعوبة لي هو ما شعرت به، أو في الواقع ما لم أشعر به، عندما كنت هناك. يزعجني أن الأمر لم يزعجني، وأنني بطريقة ما نظرت إلى الأشياء ولكن لم أرها، أو بطريقة ما ... شعرت بالارتياح تجاهها".

 

وأكمل: "كيف لم أسأل عن التفاصيل الصغيرة؟ لماذا يغطون أنفسهم بالبطانيات؟ لماذا هم مجهولون؟ لماذا نحن مجهولون؟ كيف يمكن أن يتبولوا ويتبرزوا في حفاضات يمكن التخلص منها؟ لماذا يعطونهم قشة لتناول الطعام ... مثلا، لماذا؟".

 

وزاد: "أعتقد أنه كان من الواضح لي بالفعل هناك أن ما كان يحدث ليس صحيحًا، ولكن ليس إلى أي مدى. ربما هناك عملية اعتياد. أنت بين محترفين، تتحدث العبرية، وكنا معتادين بالفعل على رؤية السجناء المقيدين في المستشفيات. لذا بطريقة ما تصبح العملية طبيعية هناك وفي مرحلة ما تتوقف ببساطة عن إزعاجك".

 

وصدر مؤخرا، تقرير عن مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، يتضمن شهادات أدلى بها 55 معتقلا فلسطينيا بعد الإفراج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي، تؤكد تعرضهم للتعذيب والاعتداء الجنسي والإهانة والتجويع.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طبيب عسكري إسرائيلي يكشف شهادة شهادة مروعة معتقل سدي تيمان سدي تيمان غزة سدی تیمان کان هناک

إقرأ أيضاً:

داخل منشآت إيران.. اختراق استخباراتي إسرائيلي يكشف مفاجآت

ذكر تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تمكنت من التسلل إلى قلب برامج إيران الصاروخية والنووية، في إطار سنوات من جمع المعلومات السرية، وتوصلت إلى أن بنية إيران التحتية لبناء الأسلحة كانت أوسع بكثير مما كان يُعتقد سابقًا.

وكشفت وثائق استخباراتية مسرّبة، تمّت مشاركتها مع حلفاء غربيين من بينهم الولايات المتحدة وبريطانيا واطلعت عليها الصحيفة البريطانية عن الحجم الكامل لطموحات إيران النووية والصاروخية.

وخلص جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، إلى جانب أجهزة استخبارات عسكرية أخرى، إلى أن قدرة النظام ومعرفته ومكوناته التقنية كانت تتقدم بسرعة، وأن شبكة التطوير كانت أوسع بكثير من المواقع الرئيسية المعروفة في فوردو ونطنز وأصفهان.

وصرّح مصدر استخباراتي للصحيفة أن إسرائيل كانت تراقب مواقع عدة عبر عملاء استخبارات على الأرض منذ سنوات، حيث كان لكل موقع "وجود ميداني مسبق"، وبدأت إسرائيل في التحضير لهجومها على إيران منذ عام 2010 بناءً على معلومات تشير إلى تسارع برنامجها التسليحي.

وجاء تسريب الوثائق في ظل تقارير متضاربة بشأن حجم الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا.

وفي وقت سابق، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن موقع فوردو دُمّر بالكامل بواسطة قنابل خارقة للتحصينات، لكن بعض الخبراء يشيرون إلى أن مخزونات اليورانيوم المخصب وأجهزة الطرد المركزي المصنّعة قد تظل قادرة على إنتاج سلاح نووي مستقبلاً، كما شنت الولايات المتحدة هجمات على موقعي نطنز وأصفهان.

المواقع النووية

واستندت العملية العسكرية الإسرائيلية إلى معلومات استخباراتية كشفت إنتاج أجهزة الطرد المركزي، وهي الأدوات التي تُستخدم لتخصيب اليورانيوم، في 3 مواقع في طهران وأصفهان، وجميعها تعرضت للهجوم والتدمير من قِبل إسرائيل خلال الصراع.

وركزت الضربات كذلك على 7 مكونات منفصلة داخل منشأة نطنز، وهي الموقع الرئيسي لتخصيب اليورانيوم في إيران، وقد استعان الضباط الاستخباراتيون بجواسيس لرسم خرائط تفصيلية للموقع، شملت المباني السطحية وتحت الأرض، بما فيها الأنابيب وأنظمة التغذية وتصلب اليورانيوم، كما استهدفت إسرائيل بنى تحتية للكهرباء، ومبنى بحث وتطوير، ومحطة محولات، وهيكل توليد احتياطي لشبكة الكهرباء، بالإضافة إلى قنوات التهوية والتبريد.

وتسلل الاستطلاع الإسرائيلي إلى منشآت أخرى في أصفهان، وموقعي "نور" و"مقده" المخصصين للحسابات والمختبرات، والموقع العسكري "شريعتی"، والحظيرة الضخمة في "شهيد ميسمي" التي كانت تصنّع المتفجرات البلاستيكية المستخدمة في اختبار الأسلحة النووية، إلى جانب مواد وكيماويات متطورة أخرى.

وقد أُنشئت العديد من هذه المواقع على يد منظمة "سبند" وهي كيان مظلّي يقوده العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، الذي اغتيل عام 2020 بواسطة رشاش آلي يتم التحكم فيه عبر الأقمار الاصطناعية، في عملية يُعتقد أن إسرائيل نفذتها.

مقرات الحرس الثوري الإيراني

كما أشارت الوثائق إلى تسلل مقرات الحرس الثوري الإيراني، والتي استُهدفت خلال الأيام الأخيرة من الحرب، إضافة إلى مواقع نووية مثل "سنجريان"، التي عملت على تطوير مكونات تدخل في صناعة الأسلحة النووية بحسب الادعاء الإسرائيلي.

ووفقًا للتقرير، فإن إيران بحلول نهاية عام 2024، كانت قد تجاوزت مرحلة البحث، وانتقلت إلى تطوير نظام متقدم للانفجار والإشعاع، وأجرت تجارب قادت إلى قدرة نووية "خلال أسابيع".

ويشير حجم وتفاصيل هذا التقييم إلى سنوات من جمع المعلومات الاستخباراتية، التي قد لا تزال جارية، وقال ترامب في قمة الناتو في لاهاي: "أنتم تعلمون أن لديهم رجالاً يدخلون بعد الضربة، وقالوا إنه تم القضاء على كل شيء بالكامل"، ما يشير إلى احتمال وجود جواسيس إسرائيليين لا يزالون داخل إيران.

وقد انكشف عمق التسلل الإسرائيلي منذ عام 2010 عندما تم اغتيال عالم نووي إيراني في وضح النهار، وتبع ذلك اغتيال 4 علماء آخرين، إلا أن هذه الأنشطة عادت للواجهة مؤخرًا مع اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، في يوليو من العام الماضي، حيث استعان الموساد بعناصر أمنية إيرانية لزرع عبوات ناسفة في عدة غرف داخل دار ضيافة بطهران.

صواريخ إيران

وتُظهر الوثائق الاستخباراتية، التي اطلعت عليها التايمز، أن إيران كانت تهدف لإنتاج عشرات الصواريخ الباليستية طويلة المدى شهريًا، بما يصل إلى ألف صاروخ سنويًا، بهدف الوصول إلى مخزون يبلغ 8 آلاف صاروخ، وقدّر الخبراء أن إيران بدأت الحرب وهي تملك ما بين 2000 إلى 2500 صاروخ باليستي.

وقام العملاء بزيارة جميع الورش والمصانع التي تعرضت لاحقًا للهجوم، ما مكن إسرائيل من استهداف "كامل البنية الصناعية الداعمة لتصنيع كميات ضخمة من الصواريخ"، بحسب مصدر استخباراتي مشار إليه في الوثائق، مضيفًا أن المواقع كانت عسكرية ومدنية على حد سواء.

ومن بين تلك المواقع، منشأة "معاد تركيبي نوياد" في مدينة رشت، الواقعة على ساحل بحر قزوين، والتي كانت تعمل تحت إشراف منظمة الصناعات الجوية الإيرانية، ووفقًا للاستخبارات الإسرائيلية، كانت تنتج جميع ألياف الكربون اللازمة لتصنيع الصواريخ، وقد دُمرت أيضًا بغارات إسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • شهداء بينهم طبيب وأبناؤه بقصف إسرائيلي وأزمة وقود بمستشفيات غزة
  • طبيب جوتا يكشف كواليس الساعات الأخيرة من حياة نجم ليفربول
  • تقرير إسرائيلي يكشف "العقبة الرئيسية" أمام اتفاق غزة
  • طبيب ديوجو جوتا يكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل الحادث المأساوي
  • بعد ساعات فقط مما قاله ترامب عن مكالمة بوتين.. عمل عسكري روسي ضخم وليلة مروعة في كييف
  • 5 جنود يخدمون بغزة يكشفون ما لا يريد أي إسرائيلي سماعه
  • داخل منشآت إيران.. اختراق استخباراتي إسرائيلي يكشف مفاجآت
  • انتهى الأمر .. أستاذ قلب يكشف سبب وفاة المطرب أحمد عامر
  • جمال شعبان يكشف سبب وفاة المطرب أحمد عامر.. ويحذر من هذا الأمر
  • ضابط إسرائيلي يكشف: هذا ما نقوم به في غزة حتى الإعلان عن صفقة