لبنان ٢٤:
2025-07-30@01:01:39 GMT
معلومات مُشوقة عن نفق حزب الله الصاروخيّ.. إكتشفوا ما قيلَ بشأنه!
تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT
كشف حزب الله اليوم الجمعة عن جزء من ترسانته العسكرية، وعرض إعلامه الحربي مقطعاً مصوراً بعنوان "جبالنا خزائننا"، يظهر فيه منشأة لإطلاق الصواريخ باسم "عماد 4"، تضم راجمة للصواريخ وتجهيزات عسكرية، وقد شُيدت هذه المنشأة في أنفاق ضخمة تحت الأرض.
ويأتي هذا الكشف في سياق التصعيد العسكري المستمر في جنوب لبنان منذ 8 تشرين الأول الماضي، بالتزامن مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية بزيادة المواجهات العسكرية، وشن حرب شاملة على لبنان والمنطقة.
أما وقت نشر المقطع فيتزامن مع حراك دبلوماسي مكثف إلى لبنان، شمل زيارات كل من الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الأربعاء الماضي، ووزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أمس الخميس، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اليوم الجمعة، إضافة إلى تواصل المفاوضات في الدوحة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) برعاية قطرية وأميركية ومصرية.
تحذير استثنائي وبينما يوحي الحراك الدبلوماسي بمحاولة خفض التصعيد العسكري وتأجيل رد حزب الله على اغتيال القائد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، يعد الفيديو رسالة واضحة بأن الرد قادم رغم تأخيره، وهو ما أكده الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله بقوله "إن بيننا الليالي والأيام والميدان"، مشددًا على قدرة المقاومة على إعادة رسم قواعد الاشتباك، وأن المبادرة ستكون بيدها.
وكشف الفيديو، الذي تبلغ مدته أربع دقائق ونصف الدقيقة، عن منشأة عسكرية تحمل الرقم 4، مما يشير إلى أن المقاومة تمتلك عددًا أكبر من هذه المنشآت، وما عرض في الفيديو يمثل جزءا فقط من إجمالي ما تملكه المقاومة، وهو ما قد تكشفه لاحقا حلقات أخرى من هذه السلسلة التي تُعرض للمرة الأولى بعد "الهدهد 1 و2".
بالإضافة إلى ذلك، يُظهر الفيديو القدرات الصاروخية للمقاومة، ويكشف عن مستوى عالٍ من السرية والمتانة في تحصينات هذه المنشآت، مما يعكس مدى الراحة العملياتية التي توفرها للمقاومين تحت الأرض، في منشأة تمتد على مساحة شاسعة.
ولا يُعرف مكان بدء وانتهاء هذه المنشآت أو اتصالاتها، مما يصعب على إسرائيل تنفيذ ضربات استباقية لتحييد قدرات حزب الله الصاروخية، خصوصا وأن تصريح نصر الله تضمن تأكيدا أن "صواريخ المقاومة تغطي كامل الأراضي الفلسطينية من كريات شمونة إلى إيلات".
في المقابل، صرحت وسائل إعلام إسرائيلية بأن فيديو "عماد 4" الذي نشره حزب الله من داخل الأنفاق يشكل تحذيراً استثنائياً، ويظهر قدرته على إخفاء أسلحته المتطورة وتخزينها في شبكات تحت الأرض، مما يزيد من صعوبة استهدافها ويجعل إطلاقها تحديا أكبر للجيش الإسرائيلي.
يُذكر أن حزب الله نشر يوم 18 حزيران الماضي مقطعاً مصوراً للمرة الأولى عبر طائرة مسيرة "الهدهد"، اخترقت الأجواء الإسرائيلية والتقطت صورا لمواقع إستراتيجية وحساسة في حيفا.
وفي 9 تموز الماضي، عاد الحزب ونشر للمرة الثانية مشاهد تُظهر مواقع عسكرية وأمنية إسرائيلية في الجولان السوري المحتل، وتضمنت مشاهد استطلاع جوي لقواعد استخبارات ومقرات قيادية ومعسكرات حساسة وإستراتيجية.
مدينة تحت الأرض ووصف العميد الركن الدكتور هشام جابر المنشأة العسكرية بأنها "مدينة تحت الأرض" مجهزة بالكامل، لكنه لفت إلى أن موقعها الدقيق يظل مجهولا وكذلك أماكن دخولها وخروجها، بالإضافة إلى الأنفاق السرية التي تمتد إلى أماكن غير معروفة، ولم يتمكن أي شخص من تحديد موقع مدخل واحد منها، بما في ذلك إمكانية امتدادها إلى أراض شمال فلسطين المحتلة.
ورأى جابر، في حديثه للجزيرة نت، أن الفيديو الذي تم عرضه يوضح أن هذه الأنفاق تستخدم لعبور آليات وشاحنات وحتى سيارات رباعية الدفع، كما أنها مجهزة بتقنيات حديثة تشمل الإنارة ووسائل الاتصال، وتتكون من عدة طبقات وليس طبقة واحدة.
وأشار العميد الركن إلى أن توقيت نشر الفيديو كان رسالة واضحة للإسرائيليين، مفادها أن هذه المنشآت جزء من منظومة الصواريخ الخاصة بهم، وتحمل اسم "عماد 4″، ويعتقد أن هناك "عماد 1 و2 و3".
ووفق لتحليله، فإن الفيديو يمثل تحذيرا قويا لإسرائيل، وأن هذه "المدينة تحت الأرض" ستكون في انتظارهم إذا شنوا حربا شاملة على لبنان، قائلا "إذا كان الإسرائيليون لم يتمكنوا من اكتشاف أنفاق غزة خلال العشرة أشهر الماضية، فلن يكون بمقدورهم الكشف عن أنفاق لبنان لسنوات، وهذه الرسالة تهدف إلى ردعهم من اتخاذ أي خطوات متهورة ضد جنوب لبنان".
وذكر جابر أن العدو الإسرائيلي لا يزال يجهل الكثير عن صواريخ حزب الله، خصوصا الصواريخ الدقيقة، فرغم وجود الأقمار الصناعية، فإنه لم يتمكن من الكشف عن مواقع هذه الصواريخ بدقة.
معادلة توازن الردع وعلق المحلل السياسي إبراهيم حيدر على المقطع، موضحا للجزيرة نت أنه حمل دلالتين رئيسيتين:
الأولى: تأكيد قدرة حزب الله على القتال في الميدان وإطلاق الصواريخ، مما يشير إلى جاهزيته للرد. أما الثانية: فهي التأكيد على توازن الردع المتعلق بالضغوط التي تمارس على المفاوضات الجارية في الدوحة لتحقيق إنجاز يتعلق بوقف إطلاق النار. وأشار حيدر إلى أن الفيديو الذي نشره حزب الله ويعرض صواريخ وراجمات ومنشآت بنية تحتية، هو جزء من حملته لاستعراض استعداده للرد على اغتيال فؤاد شكر، كما يسعى من خلال هذا الفيديو إلى تقديم نفسه كقوة جاهزة للرد، مشددًا على أنه لن يتراجع عن موقفه، ويهدف إلى تحقيق توازن رادع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن حزب الله يبدو أنه ينفصل عن المفاوضات الجارية في الدوحة من خلال الموقف الذي يعلنه، ولكنه في الوقت نفسه يظل مرتبطًا بها، وبحسب حيدر، فإن الحزب ورغم إظهار استعداده للضغط، فإنه يبقى منفتحا على وقف حرب المساندة في جنوب لبنان في حال الاتفاق على هدنة.
وأكد حيدر أن حزب الله سيلتزم بما تقرره حركة حماس إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق النار ووافقت عليه الحركة، رغم الشروط التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي، وإذا تحقق هذا الإنجاز، فإن حزب الله سيوقف المواجهات في جبهة الجنوب باعتبار أن الإنجاز يتمثل في وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
المصدر : الجزيرة
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إطلاق النار هذه المنشآت تحت الأرض حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
حزب الله ... والانفتاح المشروط على الحوار
بات مؤكدًا وفق السياسة الاميركية تجاه لبنان أن صدقية الحكومة تعتمد على قدرتها على فرض احتكار الدولة للسلاح، ولا تكفي التصريحات ما دام حزب الله يحتفظ بسلاحه خارج إطار الدولة، ورغم ذلك يعيد حزب الله طرح موقفه من موقع المقاومة في المعادلة الوطنية، عبر تأكيد مزدوج على التمسك بخيارها كقوة دفاع عن لبنان، والانفتاح المشروط على حوار داخلي بشأن الاستراتيجية الدفاعية.ينطلق حزب الله في مقاربته من اعتبار أن ما يهدد لبنان يتجاوز الانقسامات الداخلية إلى مشروع خارجي واسع يستهدف الكيان والصيغة اللبنانية. فبحسب قراءته، يتعرض لبنان لضغوط دولية تهدف إلى إخضاعه أو إعادة دمجه في صراعات إقليمية، وسط دعوات متكررة إلى نزع سلاحه أو فرض وصايات جديدة عليه. في هذا السياق، يطرح الحزب أن التمسك بالسلاح شمال الليطاني ليس مجرد خيار حزبي أو فئوي، بل ضرورة وطنية ووجودية لحماية لبنان من مشاريع التقسيم والتدويل، مع تشديده أيضا على أن طرح ملف السلاح قد يؤدي إلى ترك الشعب مكشوفا أمام أي عدوان، في ظل غياب ضمانات حقيقية لردع إسرائيل التي لم تلتزم بالاتفاقات.
وفي وجه الأصوات المطالبة بحصرية السلاح بيد الدولة، يقدم حزب الله مقاربة تفصيلية، يميز فيها بين سلاحه الذي كان هدفه الاساس مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وصد الاعتداءات، وبين السلاح المتفلت الذي يشكل تهديداً فعلياً للأمن الداخلي. ووفق هذا المنطق، فإن الدعوة إلى ضبط السلاح يجب أن تستهدف أولاً السلاح غير الشرعي الذي ينتشر بين المجموعات الخارجة عن القانون أو يستخدم في النزاعات المناطقية والطائفية أو سلاح المخيمات. أما المقاومة، فيرى الحزب أنها جزء لا يتجزأ من معادلة الأمن القومي.
في المقابل، لا يغلق حزب الله باب الحوار، بل يعرب عن استعداده للدخول في نقاش وطني حول الاستراتيجية الدفاعية الشاملة، شرط أن يتم هذا الحوار انطلاقا من الاعتراف بدوره في حماية لبنان. بهذا، يسعى الحزب إلى تثبيت موقفه كجزء من منظومة الدفاع الوطني، لا كجسم معزول أو خارجي عنها. وهو يرفض في الوقت نفسه أي محاولة لعملها تحت شعار الحصرية، معتبراً أن مثل هذا الطرح يخدم، بشكل مباشر أو غير مباشر، المشاريع التي تستهدف لبنان من الخارج.
وهنا يبرز التباين مع القوات اللبنانية كواحد من أوضح وجوه الانقسام الوطني حول هذا الملف. فالقوات تتبنى موقفا مبدئيا يدعو إلى حصرية السلاح بيد الدولة فقط، وتعتبر سلاح حزب الله تعديا مباشرا على السيادة وتفريغا لمفهوم الدولة من مضمونها. وفي نظرها، لم يعد لسلاح الحزب أي مبرر منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي عام 2000، بل تحول إلى أداة إقليمية استخدم في سياقات تجاوزت لبنان، وخدمت مصالح إيران أكثر مما خدمت الأمن اللبناني.
وتطالب القوات بأن تكون الاستراتيجية الدفاعية مدخلاً لتوحيد القرار العسكري والأمني تحت سلطة الجيش من دون شراكة أو ازدواجية. من هذا المنظور، فإن كل تسوية تبقي على سلاح الحزب، تعد في نظرها تنازلاً عن السيادة الوطنية ومصدراً دائماً للاختلال الداخلي والتدخلات الخارجية.
في خطابه السياسي، يحمل حزب الله مسؤولية تأزيم الواقع اللبناني إلى من يتبنون خطاب التخوين والكراهية، ويرى أن ضرب الوحدة الوطنية هو أكبر خدمة تقدم لإسرائيل وللمشروع الأميركي في المنطقة. ولذلك يدعو إلى العودة إلى مفهوم الوحدة في وجه الخطر، وهي المعادلة التي لطالما أكد عليها منذ ما بعد عام 2006.
من جهة أخرى، يلاحظ مصدر سياسي وسطي أن الحزب يستخدم خطابا سياديا في الشكل، لكنه يخفي خلفه رغبة في إعادة تثبيت المعادلة الثلاثية كصيغة دفاعية دائمة،علما أن هذه المعادلة بالنسبة للبنان الرسمي أصبحت من الماضي ولا يمكن إعادة تبنيها، ولذلك فإن خطاب الحزب، وإن حمل في طياته دعوة إلى الحوار، يبقى منضبطا ضمن حدود لا تسمح بالتخلي عن جوهر السلاح أو استقلالية قراره، ما يعكس حذرا سياسيا من مواقفه.
من هنا، تبدو الحاجة ملحة إلى رؤية سياسية تقوم على التدرج في بناء الثقة، وإعادة تعريف الأدوار ضمن إطار وطني جامع. وهذا لا يتحقق، بحسب مصدر سياسي بارز، إلا من خلال حوار جدي، مسؤول ومحصن عن الاستغلال الإقليمي والدولي، تشارك فيه القوى السياسية الرئيسية، ويقوم على مبادئ ثلاثة وهي: الاعتراف المتبادل بالمخاوف والحقوق، بدلاً من تخوين الخصم أو تسفيه روايته، ربط السلاح بالشرعية الوطنية تدريجياً ضمن آلية واضحة متفق عليها وترتكز على حماية لبنان بعيدا عن محاور الخارج، تحصين الجيش اللبناني سياسياً وتسليحياً ليكون المرجعية النهائية في الدفاع، مع صيغة تفاهم مرحلية تراعي الواقع ولا تتجاهله.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة بو صعب: موضوع سلاح حزب الله على الطاولة وجزء أساسي من الحوار Lebanon 24 بو صعب: موضوع سلاح حزب الله على الطاولة وجزء أساسي من الحوار