السودان اليوم.. معارك شرسة بأم ردمان والجيش يعترف بمقتل 6 من ضباط المخابرات
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
أقر الجيش السوداني اليوم الأربعاء بمقتل 6 من ضباط المخابرات في معارك شرسة بأم درمان ضد قوات الدعم السريع، وسط تضارب بيانات الطرفين بشأن حقيقة الوضع الميداني.
وقد أهلنت وزارة الدفاع السودانية أن ٦ من ضباط جهاز المخابرات قتلوا في مدينة أم درمان.
وفي ذات الوقت، قالت قوات العمل الخاص التابعة للجيش السوداني إنها “كبدت قوات الدعم السريع خسائر في الآليات القتالية”، وإنها تمكنت من السيطرة على مقر من وصفتهم بالمليشيا المتمردة في حي الدوحة بأم درمان في معركة دارت منذ صباح أمس الثلاثاء.
وقال بيان للجيش السوداني إن قواته “كبدت قوات الدعم مئات القتلى والجرحى في معارك أم درمان، ومشّطت عدة أحياء في المدينة”، مشيرا إلى أن قواته “أكملت مهامها المخططة بنجاح”.
وفي المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع أنها حققت ما سمته نصرا جديدا على قوات الجيش في عدة محاور بأم درمان.
وذكر بيان للدعم السريع أن قواته قتلت 174 من الجيش وأصابت نحو 300 آخرين. “كما تم أسر 83 في المعارك التي جرت بين الطرفين بعدة أحياء في أم درمان بالخرطوم”.
وأشار البيان إلى إحباط محاولة تسلل للجيش السوداني في مواقع تمركز قواتها في أحياء ود نوباوي والثورات والسوق الشعبي والمهندسين.
مشاهد مرعبة وتحذير أممي
في الأثناء، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن وكالة اللاجئين تحذر من تدهور الأوضاع الصحية في السودان، وخاصة في مخيمات اللاجئين ومراكز العبور.
وأضاف حق أن أكثر من 4 ملايين شخص أجبروا على الفرار داخل السودان والبلدان المجاورة منذ بدء الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقد شهدت الساعات الـ24 الماضية معارك عنيفة بين طرفي القتال في عدة أحياء في مدن العاصمة الخرطوم.
وقال مصدر طبي سوداني للجزيرة إن مستشفى “النو” بضاحية الثورة شمالي أم درمان استقبل أمس الثلاثاء عشرات القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين، جراء المواجهات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأوضح المصدر أن الاشتباكات حالت دون وصول العديد من الإصابات في أحياء أبو روف وود نوباوي والشرفية والقماير إلى المستشفى.
وكانت الطائرات الحربية التابعة للجيش قصفت مواقع الدعم السريع حول المدينة الرياضية جنوبي الخرطوم.
وذكرت مصادر محلية للجزيرة أن الجيش وجه قصفا مدفعيا متتاليا استهدف مواقع الدعم السريع في أحياء بري والمنشية والمعمورة والرياض شرقي الخرطوم.
واستمرت المواجهات بين طرفي الأزمة في منطقة السوق الشعبي وحول مقر قوات “الاحتياط المركزي” التابع للشرطة.
تزامن ذلك مع تحليق مكثف لطائرات الجيش في سماء وسط أم درمان وحي أبو روف والقماير شرقي أم درمان، ردت عليها قوات الدعم السريع بالمضادات الأرضية.
موجة نزوح جديدة
وقد أُجبر سودانيون في منطقة أبو روف السكنية بمدينة أم درمان ضاحية غرب الخرطوم الكبرى على مغادرة منازلهم الاثنين، بسبب احتدام القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأفاد أحد سكان أبو روف في وسط أم درمان بوقوع اشتباكات وصفها بأنها “الأعنف” للسيطرة على المنطقة.
وقال آخر يدعى نادر عبد الله “الوضع مرعب في أم درمان، إطلاق رصاص وأصوات مدفعية وقصف بالطيران… الضرب من كل الاتجاهات”.
وأضاف “الجيش يقصف بالمدفعية والطيران باتجاه جسر شمبات (الذي يربط بين أم درمان وبحري شمال الخرطوم) لوقف الإمداد عن قوات الدعم السريع”.
وفي هذا الصدد، أفادت لجان مقاومة أبو روف بأن المنطقة شهدت “إخلاء عاما لكل المنازل بأمر من القوات المسلحة من ناحية والدعم السريع من ناحية أخرى وإعلانها منطقة عمليات”.
ودعت لجان المقاومة “جميع سكان الأحياء المجاورة إلى مساندة أهالي أبو روف”.
وتحدث آخرون عن تواصل “القصف المدفعي والصاروخي” على مناطق وسط مدينة أم درمان وشمال الخرطوم وجنوبها.
وأكد مواطنون بحي الشهداء وسط أم درمان “سقوط قذائف على المنازل”.
ويشهد السودان منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي صراعا بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتتركز المعارك في العاصمة وضواحيها وفي إقليم دارفور غرب البلاد وبعض المناطق الجنوبية.
وأسفرت هذه الحرب عن مقتل 3900 شخص على الأقل، كما أجبرت نحو 4 ملايين آخرين على مغادرة بلداتهم ومنازلهم سواء، إلى ولايات أخرى لم تشهد أعمال العنف أو إلى خارج البلاد.
الجزيرة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: بین الجیش وقوات الدعم السریع قوات الدعم السریع أم درمان أبو روف
إقرأ أيضاً:
قتلى وجرحى بقصف لقوات الدعم السريع على الأبيض والدبيبات
قال مصدر عسكري سوداني إن قوات الدعم السريع قصفت مستشفى الضمان الاجتماعي في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، حيث أفاد مصدر طبي للجزيرة بأن قصف المستشفى أدى إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 10 آخرين.
وقالت هيئة محامي الطوارئ في بيان إن طائرة مسيّرة قصفت المستشفى، مما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 15 آخرين، بينهم مرضى ومرافقون وكوادر طبية.
وأشار البيان إلى أن القصف تسبب في أضرار واسعة بالمستشفى وتوقفه عن تقديم الخدمات، مما يفاقم الوضع الصحي في المدينة.
في غضون ذلك، قال مصدر عسكري للجزيرة إن الجيش قصف بالمدفعية مواقع الدعم السريع شمال مدينة الأبيض ردا على قصفها عددا من الأحياء السكنية بالمدينة.
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية السودانية مقتل 28 شخصا بنيران الدعم السريع في مدن الأبيض والدبيبات والخوي خلال الساعات الماضية، وقالت إن قوات الدعم السريع قصفت مستودعات برنامج الأغذية العالمي في مدينة الفاشر.
في هذه الأثناء، قالت قوات الدعم السريع إنها بسطت سيطرتها على مدينة الحمادي ومنطقة كازقيل جنوب مدينة الأبيض ذات الأهمية الإستراتيجية، وأشارت في بيان إلى أنها ألحقت خسائر فادحة بالجيش واستولت على كميات كبيرة من الأسلحة.
إعلانوكان الجيش قد سيطر قبل أسبوعين على مدينة الحمادي التي تبعد عن مدينة الدبيبات نحو 50 كيلومترا.
كما بثت عناصر من قوات الدعم السريع مقاطع فيديو قالوا إنها من داخل مدينة الخوي، وقالت مصادر محلية إن الجيش السوداني انسحب أمس من الخوي، لكن لم يصدر أي بيان بشأن التطورات الميدانية في ولاية كردفان، في حين قالت مصادر عسكرية إن الجيش ما زال يسيطر على المدينة.
وكان الجيش السوداني والقوات المساندة له قد أعلنا استعدادهما للسيطرة يوم الجمعة الماضي على منطقة الدبيبات الإستراتيجية الواقعة على مفترق طرق يربط بين ولايات إقليم كردفان الثلاث.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من إعلان السلطات السودانية السيطرة بالكامل على ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض، وخلوهما من قوات الدعم السريع.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة بدأت تتناقص مساحات سيطرة قوات الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش الذي تمددت انتصاراته لتشمل الخرطوم وولاية النيل الأبيض.
وفي خطوة مفاجئة لجأت قوات الدعم السريع إلى تعبئة عامة، مستنفرة جميع الفئات المجتمعية في مناطق سيطرتها (ولايتا جنوب وشرق دارفور)، في مؤشر على التحديات الأمنية المتزايدة التي باتت تهدد مواقعها.
ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 حربا مستمرة بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وأسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح 13 مليونا، وتسبب بما تصفها الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث.