قياديون في حركة فتح: اعتداءات المستوطنين على قرى الضفة خطة ممنهجة لتهجير الفلسطينيين
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على المدنيية في قطاع غزة، والتي بدأت منذ السادس من أكتوبر العام الماضي وتصعدت في اليوم السابع من أكتوبر نفسه، تتصاعد حدة الهجمات الإسرائيلية في الضفة والقدس، وجاء ذلك في ضوء خطة شاملة لتوسيع وتعزيز العمليات الاستيطانية.
هجمات بحماية إسرائيليةوأكد القياديون في حركة فتح لـ "سبوتنيك": أن هجمات المستوطنين التي خلفت الكثير من الدمار، يتم تنفيذها تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وعلى مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، وضمن خطة استراتيجية يمينية متطرفة تهدف إلى تهجير وطرد المواطنين الفلسطينيين من الضفة الغربية والقدس.
ويقول قياديان في حركة "فتح"، إن الهجمات الاستيطانية المتصاعدة التي ينفذها المستوطنون تحت حماية الجيش، تصاعدت مع انشغال العالم بالحرب على قطاع غزة، فيما بعض المواقف الدولية التي يتم اتخاذها ضد المستوطنين غير رادعة.
باحث: الصراع بين إسرائيل وحزب الله يتصاعد.. والمدنيين في خط المواجهة "واشنطن بوست": إسرائيل "تعيد رسم الضفة الغربية" بالمستوطنات إطلاق النار على المواطنينوهاجم أكثر من 100 مستوطن إسرائيلي، في وقت سابق، قرية جيت في الضفة الغربية، ليلة الخميس، ما أسفر عن مقتل شخص على الأقل من السكان، وإصابة العديد أيضا، وأطلقوا النار باتجاه المواطنين، وأشعلوا النار في المنازل والسيارات في القرية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل فلسطيني وإصابة آخر بجروح حرجة برصاص المستوطنين الإسرائيليين، مساء الخميس، خلال هجومهم على قرية جيت شرق قلقيلية، شمالي الضفة الغربية.
خطط منظمة
قال الدكتور تيسير نصرالله، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إن المستوطنين في الضفة الغربية لديهم خطط للاعتداء على المواطنين الفلسطينيين في القرى المحاذية والمحيطة بالمستوطنات.
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أنهم "قوة منظمة ومسلحة وذات تدريب عال، بالإضافة إلى أنهم يحظون برعاية مطلقة من جيش وحكومة إسرائيل، ويتبادلون أدوار الاعتداء ومهاجمة القرى الفلسطينية، فكل مستوطن هو جندي في جيش الاحتلال، وكل جندي هو مستوطن، عدا عن وجود أعضاء في الحكومة الإسرائيلية وأعضاء في الكنيست هم من المستوطنين المتطرفين".
حزب الله يعلن قصف شمال اسرائيل "بصليات من صواريخ الكاتيوشا" ردًا على مقتل مدنيين حملة تحريض شديدة اللهجة ضد الفلسطينيينوأكد أن هناك حملة تحريض ممنهجة على مواقع المستوطنين ضد الفلسطينيين، ودعوتهم لهم بمغادرة قراهم، وإلاّ فإنهم سيتعرضون لهجمات تستهدف بيوتهم وممتلكاتهم كما جرى أخيرا في قرية جيت قضاء قلقيلية، أو كما جرى في قرى حوارة وقصرة بنابلس، أو قرية ترمسعيا والمغيّر في رام الله، وغيرها من الاعتداءات التي راح ضحيتها العديد من القتلى والجرحى، عدا عن الخسائر المادية الهائلة.
وتابع: "تزداد تهديداتهم خطورة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وانشغال العالم بذلك دون أي رد فعل لوقف هذه الاعتداءات، بل يتم اتخاذ مواقف ضد بعض المستوطنين ولا تشكّل رادعًا لهم، مما يستوجب اتخاذ مواقف أكثر حدّة ضدهم كي لا يستفحل إجرامهم أكثر أمام هذا الصمت المريب للمنظومة الدولية".
استراتيجية يمينية
في السياق، اعتبرت كفاح حرب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن "الاعتداء السافر للمستعمرين المستوطنين على بلدة جيت قضاء قلقيلية، يأتي ضمن اعتداءات منظمة تقوم بها مجموعات استيطانية بحماية جيش إسرائيل".
وبحسب حديثها لـ "سبوتنيك"، "تأتي هذه الهجمات تنفيذا لسياسة متصاعدة وتشبه ما قامت به العصابات الصهيونية قبل نكبة 1948م، من مجازر وسرقة واستيلاء على الأراضي والمنازل والممتلكات الفلسطينية".
وأكدت أن الاعتداءات تقع ضمن الاستراتيجية اليمينية المتطرفة التي تقودها حكومة بنيامين نتنياهو، التي لا تؤمن بحل الدولتين، وتملك مشروعا كبيرًا لتهجير وطرد الشعب الفلسطيني من أرضه.
وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير - سبوتنيك عربي، 1920، 16.08.2024
تقرير: الجيش الإسرائيلي يكذب مزاعم بن غفير بشأن راشقي الحجارة الفلسطينيين في الضفة الغربية
أمس
وصفت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، هجوم المستوطنين الدامي على قرية في الضفة الغربية المحتلة بأنه مروع وسط إفلات من العقاب للحالات المماثلة.
وقالت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رافينا شامداساني: "كان مروّعا، الأمر اللافت والذي يتعيّن تذكره هو أن عملية القتل في جيت أمس لم تكن عبارة عن هجوم منعزل، وهي نتيجة مباشرة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية".
وأدان الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، هجوم المستوطنين الإسرائيليين على قرية جيت في الضفة الغربية، مشيرا إلى أنه يعتزم تقديم اقتراح لفرض عقوبات على عدد من الوزراء الإسرائيليين.
عاجل|إسرائيل في حماية أمريكية.. تحذيرات شديدة اللهجة من الولايات المتحدة لإيران بسبب مهاجمة الاحتلال عاجل - هجوم إيران وحزب الله على إسرائيل.. كيف ترى حكومة "نتنياهو" الأمر؟
وقال بوريل على منصة "إكس": "نحن في الاتحاد الأوروبي ندين هجوم المستوطنين على قرية جيت (في الضفة الغربية)، من أجل تخويف المدنيين الفلسطينيين".
وتابع: "يوما بعد يوم، ومع الإفلات التام من العقاب، يقوم المستوطنون الإسرائيليون بتأجيج أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة، ما يعرض للخطر أي فرصة للسلام. يجب على إسرائيل أن توقف هذه الأعمال غير المقبولة".
وأكد بوريل عزمه على "تقديم اقتراح بفرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على المتعاونين مع المستوطنين الإسرائيليين، بمن فيهم عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية".
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن "عشرات المدنيين الإسرائيليين، بعضهم ملثمون، دخلوا إلى جيت وأشعلوا النار في مركبات وأبنية في المنطقة، ورموا الحجارة وقنابل المولوتوف".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الحرب الإسرائيلية اسرائيل حركة فتح قطاع غزة هجمات إسرائيلية إسرائيل وحماس الحرب الأراضي الفلسطينية الفجر بوابة الفجر فی الضفة الغربیة على قریة قریة جیت
إقرأ أيضاً:
الضفة الغربية: أسعار الأضاحي ترتفع وسط أزمة اقتصادية خانقة
مع اقتراب عيد الأضحى، ارتفعت أسعار المواشي في الضفة الغربية المحتلة بشكل كبير، في وقت تراجعت فيه قدرة العديد من الفلسطينيين على شراء الأضاحي، ما يعكس أزمة اقتصادية متفاقمة في ظل استمرار الحرب على غزة. اعلان
وأوضح إبراهيم القاضي، مدير دائرة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الفلسطينية، أن العديد من المزارع الإسرائيلية توقفت عن العمل بسبب نقص الأيدي العاملة بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهو ما أدى إلى ارتفاع كبير في الطلب على المواشي داخل إسرائيل.
وقد استغل بعض المهربين الفلسطينيين هذه الفجوة، فقاموا ببيع المواشي في السوق الإسرائيلي بأسعار مرتفعة، ما تسبب في نقص حاد في المعروض داخل السوق الفلسطيني.
ولتطويق الأزمة، اتخذت وزارة الاقتصاد الفلسطينية، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، إجراءات متعددة للحد من عمليات التهريب، شملت توقيف عدد من المهربين وتحديد أسعار رسمية للحوم والمواشي في محاولة لضبط السوق، بحسب القاضي.
من جانب آخر، لا تزال مجتمعات الرعي الفلسطينية تواجه اعتداءات المستوطنين، ومصادرة الأراضي، والقيود المفروضة على الوصول إلى مناطق الرعي، ما أجبر العديد من مربي الماشية على التوقف عن هذا النشاط والتحول إلى أعمال أخرى. وقد اضطر كثيرون منهم إلى بيع قطعانهم خوفًا من الخسارة أو بدافع الحاجة المالية.
وتشهد الضفة الغربية تصاعدًا ملحوظًا في عنف المستوطنين منذ بداية الحرب على غزة. وقد أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن اعتداءات المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين خلال موسم قطف الزيتون الأخير تضاعفت ثلاث مرات على الأقل في عام 2024 مقارنة بالسنوات الثلاث السابقة.
في الوقت ذاته، يسارع المستوطنون إلى إنشاء بؤر استيطانية زراعية جديدة، تُعد من أبرز أسباب تصاعد العنف بحسب منظمات حقوقية.
وفي تصعيد لافت، أعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي أنها ستقيم 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، بما في ذلك شرعنة بؤر استيطانية تم بناؤها دون موافقة رسمية.
ويُجمع معظم المجتمع الدولي على اعتبار هذه المستوطنات غير قانونية وتشكل عقبة أساسية أمام حل الصراع المستمر منذ عقود.
يقول محمد مليحات، وهو مربي ماشية من تجمع العوجا البدوي: "نعيش تحت ضغط المستوطنين وهجماتهم. لا يُسمح لنا حتى بإخراج مواشينا من المنزل… كل هذه ممارسات تهدف إلى تهجيرنا من المنطقة".
وأضاف: "ستون في المئة من الناس باعوا قطعانهم بسبب سرقات المستوطنين. أحدهم كان يملك 300 رأس من الغنم وباعها، وقال: "قبل أن تُسرق، أبيعها وأستثمر في شيء آخر".
وبحسب القاضي، فإن الصعوبات الاقتصادية انعكست بوضوح على سلوك المستهلك الفلسطيني. فقد تراجع استهلاك لحوم الضأن والماعز إلى نحو 20% فقط من مستوياته المعتادة.
ومع وجود عشرات الآلاف من العاطلين عن العمل، واستمرار تقاضي موظفي القطاع العام لرواتبهم بشكل جزئي، أصبحت الكثير من العائلات غير قادرة على الوفاء بتقاليد الأضحية في العيد.
Relatedمحمد السادس للمغاربة: "لا تشتروا الخراف في عيد الأضحى" فما هي الأسباب؟مئات المصلين يتوافدون إلى المسجد الأقصى لأداء أول صلاة جمعة بعد عيد الأضحى وسط استمرار الحرب على غزةشاهد: دول آسيوية تحتفل بعيد الأضحى وسط دعوات لنهاية الحرب في غزةوأوضح القاضي قائلًا: "لدينا حوالي 160 ألف عاطل من العمل، ومع اقتطاعات إيرادات المقاصة، أصبح الموظفون العموميون يتقاضون فقط نحو 70% من رواتبهم. وهذا انعكس على الاقتصاد الفلسطيني ككل، الذي تقلص بنسبة 28% تقريبًا وفق الأرقام الرسمية".
ويقول شاكر التميمي، أحد سكان مدينة الخليل: "أسعار السوق الحالية مرتفعة جدًا ولا تتناسب مع مستوى دخل الفقراء الذين يعيشون في المدينة".
وتجدر الإشارة إلى أن الضفة الغربية، التي تخضع للحكم العسكري الإسرائيلي، تضم نحو 3 ملايين فلسطيني، وتُعد موطنًا لحوالي 500 ألف مستوطن يعيشون في 130 مستوطنة ونحو 60 بؤرة استيطانية أقيمت لتكريس السيطرة الإسرائيلية على الأراضي التي يعتبرها الفلسطينيون قلب دولتهم المستقبلية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة