فعاليات ثقافية وفنية متنوعة ضمن الملتقى الثقافي السادس بدرعا
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
درعا-سانا
احتضنت قرية خبب بريف درعا الشمالي الشرقي فعاليات الملتقى الثقافي السادس في كنيسة القديسة ريتا، حيث اجتمعت مختلف ألوان الفن والأدب في تظاهرة ثقافية متميزة ومنوعة.
وتضمنت فعاليات الملتقى المعارض الفنية والأنشطة الأدبية والفقرات الفنية التراثية بمشاركة واسعة من أبناء البلدة وطيف من الأدباء والفنانين.
وافتتح الملتقى بمعرض تشكيلي للفنان والأديب نهاد عيسى، الذي قدم أعمالاً استثنائية من فن الخيوط الوترية، مستوحاة من سيدة الغناء العربي فيروز بعنوان “عندما تغني فيروز” معبراً من خلاله عن قوة صوت فيروز وتأثيره السحري عبر تداخل الخيوط والألوان التي تجسد روح الموسيقى في أعماله.
كما تخلل الملتقى فقرة موسيقية غنائية بعنوان (إبداعات واعدة)، قدمها كورال خبب وهو نتاج مشروع تنمية مهارات الحياة (نماء) للأطفال واليافعين من تدريب سيلفا الشداد وعماد عوفان.
كما قدم عدد من الأدباء والشعراء قراءات في الشعر والقصة والخاطرة حيث ألقت الشاعرة أمل مناور قصيدتين الأولى وطنية عن دمشق وأخرى وجدانية عن الحب بينما قدمت القاصة هالة محاميد قصة قصيرة.
وأضاف الشاعر إبراهيم منصور لمسة خاصة بمجموعة من القصائد الوطنية والغزلية، فيما قدم أيمن الحسين قصائد وجدانية متنوعة وشارك كل من الشاعر محمد القلق والقاصة فاتن ديركي بقراءات متنوعة.
وجسد أطفال خبب بقيادة نسرين الحاتم جمال التراث الشعبي السوري بأهازيجه وأغانيه وملابسه التقليدية.
الفنان نهاد عيسى قال في تصريح لمراسلة سانا إن الملتقى الثقافي في خبب هو فرصة فريدة له كفنان تطبيقي، حيث استطاع من خلاله تقديمه رؤية جديدة تربط بين التراث الفني والموسيقى العربية الأصيلة.
بدوره لفت رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بدرعا إبراهيم ياسين إلى أن الملتقى الثقافي في خبب يمثل نموذجاً حياً على التفاعل بين الأجيال، حيث يتيح للأدباء والفنانين فرصة تقديم إبداعاتهم جنباً إلى جنب مع المواهب الناشئة.
وأكد القاص والروائي أيمن الحسين أمين سر فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب أن الملتقى الثقافي في خبب ليس مجرد حدث سنوي، بل هو جسر يربط بين الماضي والحاضر، ويوفر للأدباء والفنانين منصة للتعبير عن إبداعاتهم في بيئة غنية بالتاريخ والثقافة.
من جانبها قالت القاصة هالة محاميد إن المشاركة في ملتقى خبب هي تجربة غنية تمنح الفرصة للتواصل مع جمهور محب للأدب والفن مبينة أن قصتها التي ألقتها تعكس نبض الحياة في سورية.
وتخلل الملتقى تكريم نخبة من الأطفال المبدعين في مجال القصة القصيرة، تقديراً لمواهبهم وتشجيعاً لهم على الاستمرار في تطوير إبداعاتهم.
ليلى حسين
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الملتقى الثقافی
إقرأ أيضاً:
"من ريستارت إلى الانبساط.. أيمن بهجت قمر الشاعر والمؤلف الذي لا يعرف المستحيل
في زمنٍ يتغيّر فيه الذوق بسرعة البرق، ويبقى النجاح رهين اللحظة، يطل علينا اسم لا يعرف الغياب ولا يخشى التجديد.. أيمن بهجت قمر، الشاعر الذي لا يكتب كلمات، بل يرسم مشاعر، ويحوّل الأغاني إلى علامات، والأفلام إلى محطات راسخة في الوجدان العربي. وبين نجاحٍ ساحق لفيلم "ريستارت" لتامر حسني، وتحوّل أغنية "الانبساط والدلع" لدنيا سمير غانم إلى ترند عالمي تُرجم لعدة لغات، يؤكد أيمن أنه ليس مجرد مؤلف، بل مدرسة فنية تُدرّس.
حين نتحدث عن أيمن بهجت قمر، فنحن لا نحكي فقط عن شاعر غنائي مبدع، بل عن حالة استثنائية في عالم الفن العربي. مسيرة تمتد لأكثر من سنوات، قدّم خلالها العديد من الأعمال الفنية المتنوعة التي شكّلت وجدان جيل كامل، وجعلته أحد أهم أعمدة صناعة الترفيه في الوطن العربي.
"ريستارت".. بداية جديدة للسينما الجماهيرية
أحدث أعماله السينمائية، فيلم "ريستارت" بطولة النجم تامر حسني، لم يكن مجرد فيلم ناجح، بل أشبه بانطلاقة جديدة للسينما التجارية الذكية التي تجمع بين الكوميديا، الدراما، والرسائل الاجتماعية الملفوفة بخفة ظل. العمل الذي كُتب بحِرفية عالية، يحمل بصمات أيمن بهجت قمر الواضحة، من حيث المزج بين الواقع والفانتازيا، وإضفاء عمق إنساني حتى في أكثر اللحظات عبثية.
الفيلم تصدّر شباك التذاكر في عدة دول عربية، وحقق نسب مشاهدة قياسية، ما جعله حديث النقاد والجمهور على حد سواء. وقد أشاد كثيرون بذكاء النص وبالقدرة على مخاطبة الشباب والعائلة معًا، وهو أمر نادر في السينما الحديثة.
"الانبساط والدلع".. من المسرح إلى العالمية
أما المفاجأة الأكبر، فكانت مع دنيا سمير غانم، من خلال أغنية "الانبساط والدلع" ضمن أحداث مسرحيتها الناجحة "مكسّرة الدنيا". الأغنية التي كتبها أيمن بهجت قمر بروح خفيفة ومبهجة، أثبتت أن البهجة يمكن أن تُصدّر مثلها مثل الدراما، بل وأن تترجم!
الأغنية تحوّلت إلى ترند على تيك توك ويوتيوب، ليس فقط في العالم العربي، بل أيضًا في أوروبا وأمريكا اللاتينية، بفضل نسخ مترجمة إلى الإسبانية، الفرنسية، الإنجليزية، وحتى اليابانية. مشهد غير مسبوق لأغنية مسرحية تُغنى بلغات متعددة، مما يعكس عبقرية الكلمة التي كتبها قمر بلغة عامية بسيطة، لكنها تصل للقلب، أيًّا كانت اللغة.
نجاح لا يأتي بالصدفة
أيمن بهجت قمر لا يُراهن على ضربة حظ، بل على رؤية ممتدة وصنعة متقنة. يعرف كيف يخاطب الأذن العربية، ويصيغ الجملة التي تُغنّى وتُردد وتتحوّل إلى "لازمة" في حياة الناس.
الموهبة التي ورثها وطوّرها
ورغم كونه ابن الكاتب الكبير بهجت قمر، لم يعتمد أيمن على اسم والده، بل صنع مجده الخاص. شقّ طريقه بالكلمة الحلوة، واللحن القريب من القلب، والدراما التي تعيش. ترك بصمته في السينما، الأغنية، الدراما والمسرح، وفي كل مرة، يثبت أنه لا يكرر نفسه، بل يتطور، ويسبق زمنه بخطوة.
أن تُضحك الناس وتُبكيهم، أن تُرقصهم وتُفكرهم، أن تكتب أغنية تُغنّى في الشارع، وأخرى تُدرّس في الأكاديمية.. تلك هي موهبة لا يملكها إلا القليل. وأيمن بهجت قمر واحد من هؤلاء القلائل، الذين كلما ظننا أننا رأينا أفضل ما لديهم، فاجأونا بما هو أجمل.
ومع كل "ريستارت" جديدة في مشواره، يعيد لنا الأمل في أن الفن الحقيقي لا يزال موجودًا، بل ويُترجم بكل لغات العالم.