قضت نحو 10 أعوام في انتظار طفل ينمو في أحشائها، تتطلع على ملابس الأطفال في المحال التجارية، تشتري ما تقع عيناها عليه ويخطف نظرها من الوهلة الأولى، ترسم صورة في خيالها لفلذة كبدها، فالأمل لم ينقطع طيلة تلك السنوات العجاف، حتى قبل 9 أشهر، لتأتي المفاجأة الكبرى التي قرَّت عين السيدة اللبنانية نهاية فاضل، صاحبة الـ51 عاما، لتكتشف حملها في طفلتها المنتظرة.

حدثت «المعجزة الربانية» كما وصفتها الأم الخمسينية، فلم تصدق تلك اللحظة التي أخبرها الطبيب بحملها، فما كان منها إلا أن رفعت يديها متضرعة إلى ربها تشكره على النعمة التي أنعم عليها بها، وعلى استجابة دعوات الـ 10 أعوام الماضية، التي قضت كل ليلة بها تطلب فيها تلك الابنة من ربها.

«الوطن» تواصلت مع الأم الخمسينية نهاية فاضل، التي لم تقتصر فرحتها عليها وعلى أسرتها وحسب، بل تقاسمها معها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في شتى بقاع الدول العربية، كأنها واحدة منهم.

عبَّرت الأم الخمسينية عن فرحتها بمولودتها الأولى «رقية» خلال أول حديث لها مع صحيفة مصرية، قائلةً: «كنت متأكدة أن الله هيجبر خاطري، ويرزقني بطفل تقر به عيني، لجأت أخيرا لأطفال الأنابيب، وقام بها الدكتور حسن عجمي، داخل مستشفى حيرام اللبنانية».

حقن مجهري وإبر مقوية للمبيض

لم تكن تلك المرة الأولى من نوعها التي تخضع فيها الأم لإجراء عملية الحقن المجهري وأطفال الأنابيب، إذ كشفت خلال حديثها: «أجريت تلقيح أكثر من مرة وما زبطت، ورجعت عملت من جديد، وأخدت إبر تقوية للمبيض، وبعد ما نجحت الحمد لله طلعت حامل بتوأم، لكن فقدت واحد منهم، وتبقى لي رقية».

اكتئاب ما بعد الولادة

دخلت الأم في حالة من الاكتئاب بعد خسارة أحد أبنائها، مضيفة: «صرت فكر ليش جبت ولد في هذا العمر، بس لما رأيت رقية بعد الولادة، نسيت كل شيء».

تبلغ الطفلة «رقية» من العمر شهر ونصف، إذ أقر عين والدتها بها في بداية شهر يوليو الماضي، لتضيء حياة الأبوين سعادة، لتستقبلها الأم بطريقة مختلفة، متابعةً: «هيأت غرفتها وزينتها باللون الوردي، خزانتها مليئة بالملابس والألعاب، ما نقصها شيء، لحتى تكبر وتصير تلعب فيها، الله يخلي لي ياها حبيبة قلبي».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ولادة طفل معجزة طبية نهاية فاضل

إقرأ أيضاً:

الإعلام الغربي والإبادة: مسألة فيها نظر

 رغم تكاثر الأدلة الدامغة التي تدين إسرائيل بارتكاب جرائم حرب الإبادة، بالتدمير والتقتيل والتجويع، فإن كثيرا من وسائل الإعلام الغربية لا تزال تشير إلى هذه الحقيقة بعبارات ملطّفة من قبيل «مسألة الإبادة» أو «جدل الإبادة» أو «سجال الإبادة»، إيحاء بأن واقعة الإبادة (المستمرة والموثقة والمصورة يوميا) لا تنتمي لمجال الوقائع بل إنها مسألة من مسائل الرأي، أي أن الموقف منها هو مجرد وجهة نظر.

ولعل أكثر مواقف وسائل الإعلام الغربي حيادا، أي تنصلا بيروقراطيا من تبعات الانحياز للحق الصُّراح في مواجهة القوة الغاشمة، هو ما ذهبت إليه إحدى الصحف عندما نشرت تحقيقا مطولا بعنوان: «الإبادة في غزة»: لماذا تثير المسألة انقساما بين أهل القانون؟

وحتى بعدما نشر الأكاديمي الإسرائيلي أومر بارتوف (الذي سبق أن خدم في جيش الاحتلال) مقالا مُزلزلا في النيويورك تايمز يدين دولته، بعنوان: «أنا أستاذ حقوق متخصص في مجال الإبادة. أعرف الإبادة عندما أراها»، فإن السي. إن. إن. لم تعدم حيلة في مجال استخدام العبارات الملطفة، حيث قالت: «منذ أن بدأت الحملة الإسرائيلية في غزة تجرّ تكاليفها البشرية الثقيلة (هكذا!)، أخذ يحتدم سجال مشحون: هل تكون الدولة العبرية، التي ولدت هي ذاتها من رحم الهولوكوست، بصدد ارتكاب إبادة؟».

ثم أشارت إلى أن «مقال أومر بارتوف جدد هذا السجال». هذا كل ما في الأمر. القضية المحورية إذن ليست الإبادة، وإنما هي السجال الذي ما إن يخفت حينا حتى يأتي من يجدده أو يحييه. وهكذا دواليك. ليس هناك وقائع تشهد ولا أدلة تعتبر ولا حجج تقنع. بحيث لو مضت وسائل الإعلام الغربي في اتباع هذا المنطق المتستر خلف دخان الحياد السمج لبقيت قرنا كاملا لا تفعل سوى جمع المزيد من وجهات النظر التي تؤجج السجال أو تُغْني النقاش، كما يقولون، ولكن دون التوصل إلى نتيجة. ذلك أن قتل امرئ في شارع، خصوصا إذا كان غربيا أو إسرائيليا، جريمة لا تغتفر، أما إبادة شعب كامل فمسألة فيها نظر!

والحال أن بارتوف قال بكل وضوح إن الإبادة الإسرائيلية واقعة حاصلة ومستمرة: «أعتقد أن الغاية كانت ولا تزال تتمثل في حمل السكان على مغادرة القطاع أصلا، أو، بما أنه ليس لهم مكان يذهبون إليه، في إضعاف الجيب المحاصر بالقصف المستمر والحرمان الشديد من الغذاء والماء الطاهر والمرافق الصحية والخدمات الطبية إلى حد يصير من المستحيل معه على الفلسطينيين في غزة أن يحافظوا على وجودهم الجماعي أو يعيدوا بناءه (..) إن هذا استنتاج من المؤلم أني توصلت إليه (منذ مايو 2024)، مع أني صددته وقاومته طويلا ما استطعت. ولكن منذ ربع قرن وأنا ألقي محاضرات حول الإبادة، بحيث إن في وسعي معرفة الإبادة عندما أراها».

ولكن رغم كل هذا الوضوح فإن السي. إن. إن. لا تزال تحرص على لعب لعبة التوازن، قائلة إن البروفسور بارتوف يؤكد أن «الحصار الذي تضربه إسرائيل على غزة ينطبق عليه التعريف القانوني للإبادة، (بينما) يتخذ أساتذة قانون ومعلقون آخرون موقفا مخالفا». والعجيب أن من هؤلاء المعلقين الذين تستشهد بهم السي. إن. إن. المعلق الصهيوني بريت ستيفنز الذي سبق أن تولى رئاسة تحرير مجلة «جيروزالم بوست»!

وبالتزامن مع مقال خبير الهولوكوست الإسرائيلي، كتب الحقوقي البريطاني جوناثان سامبشن في مقال جريء: «ليس لي أي موقف إيديولوجي من هذا النزاع. وإنما أتناوله باعتباري من أهل القانون والبحث التاريخي. على أني أتساءل أحيانا ما هو غير المقبول في عرف المدافعين عن إسرائيل؟ أفلم يتجاوز القدر الحالي من العنف الإسرائيلي في غزة المدى؟ إذ ليس هذا من قبيل الدفاع عن الذات، ولا حتى من جنس الأضرار الجانبية التي لا يمكن تجنبها في الحروب. إنه عقاب جماعي، وبعبارة أخرى انتقام يُثأر به لا من حماس وحدها بل من شعب بأكمله. إنه باختصار جريمة حرب».

ومعروف أن المنظمتين الإسرائيليتين، بتسليم وأطباء من أجل حقوق الإنسان، أصدرتا أخيرا تقريرين لا لبس فيهما يؤكد كل منهما وجوب «تسمية الإبادة باسمها الحقيقي»، قطعا بذلك مع تمارين البهلوانيات اللفظية التي يتعاطاها الإعلام الغربي. ولكن رغم هذا كله، فإن لك أن تراهن أن معظم الإعلام الغربي سيستمر في لعب لعبة الحياد البيروقراطي ورمي كرة تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية في ملعب أساتذة القانون والمعلقين المتخالفين.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • بقيادة فريق متخصص.. الخانكة التخصصي ينقذ حياة مولودة توقّف قلبها عند الولادة
  • «ستظلين مرحلتي الأولى».. أول تعليق لـ نانسي عجرم بعد حفلها في لبنان
  • حلول مناسبة لمشاكل الرضاعة الطبيعية بعد الولادة
  • الإعلام الغربي والإبادة: مسألة فيها نظر
  • غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
  • غزة.. مقتل 1373 فلسطينياً أثناء انتظار المساعدات في غزة منذ أواخر أيار
  • أول تعليق لـ محمد العدل على تجربة نجله «كريم» في «220 يوم»
  • أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء لـ تأدية الصلاة.. ويوجه نصيحة
  • متوسط العمر المتوقع عند الولادة في تركيا أقل من متوسط الاتحاد الأوروبي
  • أم كادت تتسبب في بتر إصبع رضيعتها بسبب نصيحة على الانترنت