بوابة الوفد:
2025-08-12@06:30:25 GMT

3 مراتب للإخلاص في العمل.. أين أنت من بينهم؟

تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT

الإخلاص في العمل والنية مَحَلُّها القلب، فهي عمل من أعمال القلب، والنية لابد فيها من المقصود الحَسَن، وتكون النية بقصدٍ حسن عندما تكون موجَّهة لله رب العالمين، فالإخلاص هو سر الأعمال.
 

علي جمعة: حضارة المسلمين قامت على العلم ومحورها النص الشريف علي جمعة يوضح علاقة القلب الرحيم بأنواع ذكر الله النية لا تقبل العبادات إلا بها 


وفي هذا السياق قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أن الأعمال التي تتم من غير إخلاص أعمال عليها علامة استفهام، وفي الغالب الأعم لا تُقبل عند الله سبحانه وتعالى، أما الأعمال التي تتمُّ وفيها إخلاص فإن عليها كثير من الثواب.



واستشهدا جمعة خلال منشور عبر صفحته الرسمية على الموقع الإلكتروني الفيسبوك بقول الإمام الفُضَيل بن عِيَاض -رحمه الله تعالى-: لا يَقبل الله العمل إلَّا بالإخلاص والصواب. وتكلَّم العلماء على هذين الركنين: الإخلاص والصواب، متى يكون الأمر فيه إخلاص؟ عندما يكون لله وحده.
 


3 أنواع ومراتب الإخلاص في العمل

وضح المفتي السابق أن العلماء تكلَّموا عن أن الإخلاص على ثلاثة أنواع أو مراتب:

إخلاص عموم الناس


وبين جمعة أن أول مرتبة للإخلاص هى (عموم الناس) وإخلاصه أن يكون العمل خاليًا من الرياء، والرياء هو الشِّرك الخفي كما وصفه رسول الله ﷺ ، فينبغي عليك عندما تصلي ألًّا تصلي للناس، وألَّا تُرائي بعملك هذا من أجل أن يُقال عنك إنك مُصَلِّي، وعندما تُجاهد في سبيل الله سبحانه وتعالى لا تفعل هذا من أجل أن يُقال عنك إنك شجاع، وعندما تتعلَّم العِلْم لا تُريد بذلك الشُّهرة والمَجد والفَخَار، وأن يُقال عنك إنك عالم ويُشار إليك بأنك عالم، لا تفعل هذا من أجل هذا، بل لوجه الله وحده، ومن أجل أن يرضى عنك الله؛ لأن الله أمرك بالعبادة، وأمرك بالعلم، وأمرك بكل خير يجب أن تفعله، فلابد عليك أن تفعله وأنت مخلص إخلاصًا لا شَوْبَ فيه ولا رياء فيه، لا الخفي ولا الظاهر، لله رب العالمين،هذا إخلاص عموم الناس.

 إخلاص المحبين

وهناك إخلاص آخر، وهو إخلاص المحبين، وفيه الإنسان يعمل العمل إجلالًا لله، يعني كأنه سوف يفعل هذا حتى لو لم يأمر به الله، يعني الله سبحانه وتعالى لو خيَّرَنا في الصلاة، يعني الصلاة فرض، لكن نفرض أن ربنا جل جلاله قال إن الصلاة ليست فرض، كنا هنصليلُه، لماذا ؟ لإننا بنحبه، يعني الذي وجَّه العمل عند المحبين حبهم لله رب العالمين، وأنه مُستحقٌّ للعبادة، وأنه مستحق لأن يبذلوا نفوسهم في سبيله سبحانه وتعالى، فإخلاص عموم الناس أن يكون خاليًا من الرياء، لكن إخلاص المحبين شيء آخر، وهو تعظيم الله، حب الله، إجلال الله في قلوبهم.

 إخلاص المُقَرَّبين

هناك نوع آخر من الإخلاص، وهو إخلاص المُقَرَّبين، وإخلاص المقربين يأتي مِن مَا يُسمونه بالشهود، المقربون يحدث لهم حالة كأنهم ينفصلون عن الكون، ويشاهدوا ما الذي يحدث في الكون، فيروا فِعل الله سبحانه وتعالى أنه أعطى هذا، وأغنى هذا، ومَنَع هذا، وأفقر هذا، وأمرض هذا، وجعل هذا عالِمًا، وجهل هذا جاهلًا، وجعل هذا متسامحًا، وجعل هذا حقودًا، أَمْر الله في الكون يراه، هذه المشاهدة للكون وكأنه ينظر لشيء ويشاهده تجعله دائمًا يرى فعل الله في الناس، وتجعله دائمًا يُسلم لأمر الله فيهم، ويقول دائمًا: لا حول ولا قوة إلَّا بالله، آمنَّا بالله، ويجعل نفسه هو أحد الأفراد، ولذلك فهو لا يطلب ولا يرفض، هذا حال المقربين، حال المقربين إخلاصهم مبني على الشهود.
 


أحوال ومراتب الإخلاص 


ومن هنا أشار جمعة إلى أنه يمكن أن نقول: إن حال الإخلاص عند عموم الناس هو الخلو من الرياء، وعند المحبين هو إجلال الله وتعظيمه وحبه، وعند المقربين هو الشهود، الشهود هذا هو غاية المراد، لأنها تصل بالإنسان إلى الرضى بقدره وبقضائه وبحكمه ، فلا يستطيع الغضب ولا الاعتراض، ولا التَّبَرُّم ، تسليم مطلق لقضاء الله .

أين أنت من مراتب الإخلاص؟

 

ووجه عضو هيئة كبار العلماء النصح في نهاية حديثه، حيث ينظر كل إنسان إلى نفسه ويتسائل: هل أنا من عموم الناس؟ تُحبُّ دائمًا أن يخلو عملك من الرياء الخفي والجَلِيّ؟ إذًا فكن كذلك، أو أن من المحبين الذين يُحَرّكهم إجلالهم لله من أجل أن يفعلوا أكثر وأكثر؟ فكن كذلك. أو أنا من المقربين الذين تمكَّنوا من فَصْل أنفسهم والمشاهدة حتى يصلوا إلى التوكل والتسليم والرِّضَا، فكن كذلك في إخلاصك فإن الإخلاص هو روح العمل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإخلاص الإخلاص في العمل الله سبحانه وتعالى من أجل أن ی الله فی إخلاص ا دائم ا

إقرأ أيضاً:

العلاقات السامة

ضع الترمومتر… وقس آلام البشر من حولك، ستكتشف أن هناك أرواحًا تعيش بيننا محمّلة بكمّ هائل من الوجع، وكسرة النفس والخاطر من خذلان أقرب الأقربين لهم كانوا يومًا قلوبًا مسالمة، طيبة، نقية من التعقيدات، لكنهم وجدوا أنفسهم محاطين بأشخاص أنانيين جاحدين، لا يرون إلا أنفسهم، يسعون للبروز حتى ولو على حساب إخماد ضوء الطيبين من حولهم.

شاء الله الخبير القدير أن يُظهر الحق وينصر المظلوم ويفضح الظالم، ذاك الذي لم يتعلم إلا أن يأخذ دون أن يعطي، ويعيش على أن يحمل الآخرون أعباءه بينما هو يكتفي بالتفرج والحكم على الناس، شخص تعوّد على نكران الجميل، وعلى أن يكون العطاء بالنسبة له أمرًا انتقائيًا لا يحدث إلا إذا خدم مصالحه الخاصة — مصالح المنظرة، والكِبر، والمظاهر الفارغة.

هؤلاء الأشخاص يتقنون التظاهر، لكن قلوبهم خاوية، وأرواحهم مثقلة بالعنجهية. يسيرون بين الناس وكأنهم أوتوا الحق في أن يُنهكوا من حولهم، حتى إذا انتفض الطيب وأقام حدودًا لينجو بنفسه وبمن هم في عهدته، انقلبت الأدوار فجأة وصُوِّر على أنه المخطئ أو الجاحد.

لكن الحقيقة أن تلك اللحظة — لحظة رسم الحدود — هي بداية التعافي، وهي النقطة التي يتوقف فيها الاستنزاف ويبدأ فيها استرداد النفس.

جاء منظور الشرع والدين، يحثنا على صلة الرحم والإحسان للناس، لكن دون ظلم للنفس أو تمكين للآخرين من أذيتنا. قال النبي ﷺ: «لا ضرر ولا ضرار»، وهذا أصل عظيم في الإسلام يبيّن أن حفظ النفس والروح مقدم على أي علاقة تُهلك صاحبها، كما قال تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، فالمؤمن مأمور بحفظ قلبه وعقله ودينه من كل ما يفسدهم، حتى لو جاء الخطر من أقرب الناس.

صلة الرحم لا تعني أن نسمح بالإساءة المستمرة، بل قد تكون بالسلام، والدعاء، والتواصل، بقدر ما يحفظ السلام النفسي والكرامة. فالرحمة بالنفس من أصل الرحمة التي أمرنا بها الله، وحماية القلب من القسوة والخذلان واجب، لأن القلب هو موضع الإيمان.

نماذج ناجحة لرسم الحدود:

النبي ﷺ حين هاجر من مكة إلى المدينة، ترك قومه الذين آذوه، لكنه لم يقطع رحمهم، بل زارهم وأحسن إليهم يوم فتح مكة، في أروع مثال على الجمع بين الحزم والإحسان.

عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان شديد الحزم في التعامل مع من يتعدى على الحقوق، لكنه عُرف بصلته لأقاربه وإحسانه إليهم دون أن يسمح لهم باستغلال مكانته.

في حياتنا المعاصرة، هناك أشخاص وجدوا أنفسهم مع قرابة تستنزفهم نفسيًا، وضعوا حدودًا واضحة — مثل تقليل الزيارات، أو الاكتفاء بالتواصل الهاتفي — فحافظوا على سلامهم النفسي واستطاعوا الاستمرار في العطاء لمن يستحق.

الخلاصة والنصيحة:

لكل من يعيش وسط أشخاص أنانيين، لا تسمح لأحد أن يستهلكك باسم القرابة أو العِشرة، ضع حدودك بثبات، وكن وفيًّا لنفسك قبل أي أحد.تعلم أن تقول رأيك وتدافع عنه بثبات، وكن جريئًا في حقك، وتذكر أن حياتك أمانة، تقبّل أن الخذلان قد يأتي من أقرب القلوب، وأن سلامك النفسي أمانة بين يديك، وجّه مجهودك لمن يستحق حقًا — علاقتك بالخالق، أبناءك، حياتك، عملك — فهم استثمارك الأجمل والأهم، وإنجازك الحقيقي، وهم الأَولى برعايتك.

وتذكّر دائمًا: من يحافظ على قلبه يحافظ على حياته كلها، ويحميها من الفقد أو المرض النفسي، ويعيش عمره في رضا الله وسلام داخلي.

اقرأ أيضاًلماذا غزة؟

لماذا تريد أمريكا السيطرة على قطاع غزة؟

مقالات مشابهة

  • ماذا نفعل عندما نشعر بثقل في أداء العبادات؟.. على جمعة يجيب
  • مباهاة
  • علي جمعة يرد على الخلط بين التصوف وتصرفات أتباعه
  • هل غسل المال الحرام يحوله إلى حلال؟ .. على جمعة يجيب
  • علي جمعة: التصوف في عصرنا الحاضر تاه بين الأعداء والأدعياء
  • حالات يجوز فيها الغيبة بدون ذنب.. علي جمعة يوضحها
  • داعية إسلامية: نعيش حاليًا زمن الروبيضة.. وهناك 5 مراتب صدق
  • علي جمعة: قصة البقرة تُرشد المسلم للامتثال لأوامر الله دون تشدد أو مغالاة
  • علي جمعة: الخواطر منها ما هو شيطاني ويجب ألا نستجيب له ونقول «اذهب يا لعين»
  • العلاقات السامة