3 مراتب للإخلاص في العمل.. أين أنت من بينهم؟
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
الإخلاص في العمل والنية مَحَلُّها القلب، فهي عمل من أعمال القلب، والنية لابد فيها من المقصود الحَسَن، وتكون النية بقصدٍ حسن عندما تكون موجَّهة لله رب العالمين، فالإخلاص هو سر الأعمال.
وفي هذا السياق قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أن الأعمال التي تتم من غير إخلاص أعمال عليها علامة استفهام، وفي الغالب الأعم لا تُقبل عند الله سبحانه وتعالى، أما الأعمال التي تتمُّ وفيها إخلاص فإن عليها كثير من الثواب.
واستشهدا جمعة خلال منشور عبر صفحته الرسمية على الموقع الإلكتروني الفيسبوك بقول الإمام الفُضَيل بن عِيَاض -رحمه الله تعالى-: لا يَقبل الله العمل إلَّا بالإخلاص والصواب. وتكلَّم العلماء على هذين الركنين: الإخلاص والصواب، متى يكون الأمر فيه إخلاص؟ عندما يكون لله وحده.
3 أنواع ومراتب الإخلاص في العمل
وضح المفتي السابق أن العلماء تكلَّموا عن أن الإخلاص على ثلاثة أنواع أو مراتب:
إخلاص عموم الناس
وبين جمعة أن أول مرتبة للإخلاص هى (عموم الناس) وإخلاصه أن يكون العمل خاليًا من الرياء، والرياء هو الشِّرك الخفي كما وصفه رسول الله ﷺ ، فينبغي عليك عندما تصلي ألًّا تصلي للناس، وألَّا تُرائي بعملك هذا من أجل أن يُقال عنك إنك مُصَلِّي، وعندما تُجاهد في سبيل الله سبحانه وتعالى لا تفعل هذا من أجل أن يُقال عنك إنك شجاع، وعندما تتعلَّم العِلْم لا تُريد بذلك الشُّهرة والمَجد والفَخَار، وأن يُقال عنك إنك عالم ويُشار إليك بأنك عالم، لا تفعل هذا من أجل هذا، بل لوجه الله وحده، ومن أجل أن يرضى عنك الله؛ لأن الله أمرك بالعبادة، وأمرك بالعلم، وأمرك بكل خير يجب أن تفعله، فلابد عليك أن تفعله وأنت مخلص إخلاصًا لا شَوْبَ فيه ولا رياء فيه، لا الخفي ولا الظاهر، لله رب العالمين،هذا إخلاص عموم الناس.
وهناك إخلاص آخر، وهو إخلاص المحبين، وفيه الإنسان يعمل العمل إجلالًا لله، يعني كأنه سوف يفعل هذا حتى لو لم يأمر به الله، يعني الله سبحانه وتعالى لو خيَّرَنا في الصلاة، يعني الصلاة فرض، لكن نفرض أن ربنا جل جلاله قال إن الصلاة ليست فرض، كنا هنصليلُه، لماذا ؟ لإننا بنحبه، يعني الذي وجَّه العمل عند المحبين حبهم لله رب العالمين، وأنه مُستحقٌّ للعبادة، وأنه مستحق لأن يبذلوا نفوسهم في سبيله سبحانه وتعالى، فإخلاص عموم الناس أن يكون خاليًا من الرياء، لكن إخلاص المحبين شيء آخر، وهو تعظيم الله، حب الله، إجلال الله في قلوبهم.
إخلاص المُقَرَّبينهناك نوع آخر من الإخلاص، وهو إخلاص المُقَرَّبين، وإخلاص المقربين يأتي مِن مَا يُسمونه بالشهود، المقربون يحدث لهم حالة كأنهم ينفصلون عن الكون، ويشاهدوا ما الذي يحدث في الكون، فيروا فِعل الله سبحانه وتعالى أنه أعطى هذا، وأغنى هذا، ومَنَع هذا، وأفقر هذا، وأمرض هذا، وجعل هذا عالِمًا، وجهل هذا جاهلًا، وجعل هذا متسامحًا، وجعل هذا حقودًا، أَمْر الله في الكون يراه، هذه المشاهدة للكون وكأنه ينظر لشيء ويشاهده تجعله دائمًا يرى فعل الله في الناس، وتجعله دائمًا يُسلم لأمر الله فيهم، ويقول دائمًا: لا حول ولا قوة إلَّا بالله، آمنَّا بالله، ويجعل نفسه هو أحد الأفراد، ولذلك فهو لا يطلب ولا يرفض، هذا حال المقربين، حال المقربين إخلاصهم مبني على الشهود.
أحوال ومراتب الإخلاص
ومن هنا أشار جمعة إلى أنه يمكن أن نقول: إن حال الإخلاص عند عموم الناس هو الخلو من الرياء، وعند المحبين هو إجلال الله وتعظيمه وحبه، وعند المقربين هو الشهود، الشهود هذا هو غاية المراد، لأنها تصل بالإنسان إلى الرضى بقدره وبقضائه وبحكمه ، فلا يستطيع الغضب ولا الاعتراض، ولا التَّبَرُّم ، تسليم مطلق لقضاء الله .
ووجه عضو هيئة كبار العلماء النصح في نهاية حديثه، حيث ينظر كل إنسان إلى نفسه ويتسائل: هل أنا من عموم الناس؟ تُحبُّ دائمًا أن يخلو عملك من الرياء الخفي والجَلِيّ؟ إذًا فكن كذلك، أو أن من المحبين الذين يُحَرّكهم إجلالهم لله من أجل أن يفعلوا أكثر وأكثر؟ فكن كذلك. أو أنا من المقربين الذين تمكَّنوا من فَصْل أنفسهم والمشاهدة حتى يصلوا إلى التوكل والتسليم والرِّضَا، فكن كذلك في إخلاصك فإن الإخلاص هو روح العمل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإخلاص الإخلاص في العمل الله سبحانه وتعالى من أجل أن ی الله فی إخلاص ا دائم ا
إقرأ أيضاً:
هل تأخير الصلاة عن وقتها بسبب العمل عليه إثم؟.. الإفتاء تجيب
تأخير الصلاة عن وقتها بسبب العمل .. يرغب كثيرون في معرفة حكم الشرع حول تلك المسألة التي تشغل بال الجميع فقد يتعرض البعض منا لظروف عمل طارئة تجعله يؤخر الصلاة فهل يكون الشخص آثما في هذه الحالة؟.
من جانبه، قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، حول كيفية أداء الصلاة على وقتها رغم ظروف العمل، إذ يتعرض البعض ممن لديهم أعمال في أوقات الصلاة إلى تأخير الفروض، والبعض قد تفوته منها.
وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، في فيديو منشور عبر قناة دار الإفتاء المصرية على منصة يوتيوب، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حينما فرضت الصلاة، نزل عليه سيدنا جبريل عليه السلام، وقال له «الوقت من هذا إلى هذا»، فعلى سبيل المثال صلاة الظهر تكون 12:10 مساء، والعصر 3:30 مساء، يجوز صلاة الظهر في أي وقت من أول وقته 12:10 وحتى 3:30، وكذلك الأمر في باق الفروض.
حكم تأخير الصلاة عن وقتها بسبب العملوأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن التبكير في وقت الصلاة أمر جيد ويثاب العبد عليه، بينما إذا حال العمل بينه وبين التبكير في أداء الصلاة فلا إثم عليه.
مبطلات الصلاةمن مبطلات الصلاة القهقهة ومعناها الضحكة بصوت عال، وهذا أمر متفق عليه عند جمهور الفقهاء الأحناف والمالكية والحنابلة، لكن الابتسامة لا شيء فيها، وأيضا من مبطلات الصلاة الحركة الكثيرة، خاصة وأن أغلب الفقهاء اتفقوا على أن الحركة الكثيرة في الصلاة تبطلها مثل الحركة الكثيرة أو المشي خطوات كثيرة في الصلاة لكن لو كانت الحركة بسيطة مثلا التنقل من صف لاستكمال فجوة في الصف الأمامي لا شيء فيها.
دعاء المساء لطلب الرزق.. ردده بعد صلاة العصر
ما حكم ذكر اسم الشخص في الدعاء بالصلاة؟ دار الإفتاء تجيب
هل يجوز تلقين المصلي التشهد أثناء الصلاة لأنه لا يحفظه؟.. المفتي السابق
ماذا يفعل المسبوق في صلاة الجنازة؟ الإفتاء توضح
تعرف على توقيتات الصلاة فى أسوان اليوم
هل الحج يُسقط الصلاة الفائتة؟.. دار الإفتاء تحذر من خطر عظيم
ومن الأمور التي تبطل الصلاة أيضا ترك ركن أو شرط، مثال ترك الوضوء فهو شيء يبطل الصلاة أو الصلاة في اتجاه قبلة خاطيء عامدًا متعمدا ذلك، وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: إنَّ رَجُلًا دَخَلَ المَسْجِدَ فَصَلَّى، ورَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في نَاحِيَةِ المَسْجِدِ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ عليه، فَقَالَ له: ارْجِعْ فَصَلِّ فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَرَجَعَ فَصَلَّى ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَالَ: وعَلَيْكَ، ارْجِعْ فَصَلِّ فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ.. وورد عن الإمام النووي: "إنّ الفعل الذي ليس من جنس الصلاة إن كان كثيرا أبطلها بلا خلاف، وإن كان قليلاً لم يبطلها بلا خلاف.
مبطلات الصلاة عند الفقهاءمبطلات الصلاة عند الفقهاء حيث اتفق الفقهاء الأربعة على أن الأكل والشرب من مبطلات الصلاة ، أي إذا أكل المصلي أو شرب وهو يصلي فهي صلاة باطلة وعليها إعادة الصلاة، والحديث أي إذا أخرج المسلم شيء من القبل أو الدبر فهي باطلة لأن الحدث يبطل الوضوء وبناء عليها يبطل الصلاة فما دام الوضوء غير صحيح فالصلاة غير صحيحة.
وورد عن ابن المنذر أنه قال: "أجمع كلّ من نحفظ عنه من أهل العلم أنَّ على من أَكل أو شرب في الصلاة عامداً الإِعادة.
واستند الفقهاء في مبطلات الصلاة لحديث أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه عن عبد الله بن زيد -رضي الله عنه-: أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرَّجُلُ الذي يُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّه يَجِدُ الشَّيْءَ في الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: لا يَنْفَتِلْ -أوْ لا يَنْصَرِفْ- حتَّى يَسْمع صَوْتًا أوْ يَجِدَ رِيحًا.. التأفف أثناء الصلاة يبطلها أيضًا، عدم ستر العورة فهي من المبطلات لأن ظهور أي جزء من عورة الإنسان.
مكروهات الصلاةمعنى مكروهات الصلاة، أي التي تجعل صلاة المسلم مكروهة مع أنها قد تكون مقبولة، كما نشير إلى أن مكروهات الصلاة لم ينه عنها الشرع نهيا أكيدا ولكن لها حكم بين المباح والحرام، ولا يوجد إثم أو ذنب فيها، منها على سبيل المثال الصلاة بدافع الأخبثين، بمعنى أن المسلم يدخل الصلاة وهو يدافع خروج الريح أو البول، والأفضل له أن يريح جسده ونفسه ويدخل الخلاء ثم يتوضأ ويهيئ نفسه للصلاة.
ومن مكروهات الصلاة اختلاس النظرات أثناء الصلاة، أخرج الإمام البخاري -رحمه الله- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: سَأَلْتُ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَنِ الِالْتِفَاتِ في الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: هو اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِن صَلَاةِ العَبْدِ.
كما يكره للمسلم أن يعبث بين حين وآخر بملابسه أو يشير بيده أو بعينه في الصلاة وتحريك الرأس أو أن يتمايل أو ينظر إلى السماء، كما أنه من المكروهات إغماض العينين في الصلاة دون وجود سبب، أخرج ابن حبان -رحمه الله- في صحيحه: (أُمِرْتُ أنْ أسجُدَ على سبعةٍ ولا أكُفَّ شعَرًا ولا ثوبًا)، وما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- ما بالُ أقوامٍ يرفعونَ أبصارَهم إلى السَّماءِ حتَّى اشتدَّ قولُهُ في ذلِكَ، لَينتَهنَّ عن ذلِكَ أو ليخطفَنَّ اللَّهُ أبصارَهم، رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ رسولَ اللهِ نهى عن السَّدْلِ في الصَّلاةِ) كل هذه الأمور هي من مكروهات الصلاة.
ويكره أثناء الصلاة فرقعة الأصابع أو تشبيك الأصابع ، وأيضا مسح الجبهة قبل الخروج من الصلاة فهي علامة من علامات الرحمة، أخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله- عن أبي ذر الغفّاري -رضي الله عنه- قال: (إذا قامَ أحدُكم إلى الصلاةِ فلا يَمسحِ الحَصَى فإنَّ الرحمةَ تُواجهُه، كما ان هناك حديث آخر أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال له: يا كعبُ بنَ عُجْرةَ إذا توضَّأْتَ فأحسَنْتَ الوضوءَ ثمَّ خرَجْتَ إلى المسجدِ فلا تُشَبِّكْ بينَ أصابعِك فإنَّك في صلاةٍ.
ومن مكروهات الصلاة التكاسل والتثاؤب الكثير، لأن كثرة التثاؤب هو أمر من أمور الشيطان، والدليل على ذلك الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (إنَّ التَّثاؤبُ في الصَّلاةِ منَ الشَّيطانِ، فإذا تثاءبَ أحدُكم فليَكظِم ما استطاعَ، وفي روايةٍ فليضَعْ يدَه على فيهِ، وأيضا وضع اليدين في الخصر دون سبب لذلك.