من كلّ بستان زهرة – 75 – ماجد دودين
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
من كلّ بستان زهرة – 75 –
#ماجد_دودين
**************************
الحسنة حضرت مرارتها وغابت حلاوتها فثقلت فلا يحملنك ثقلها على تركها.
مقالات ذات صلة جهزنا أسراكم لثأر الشهداء 2024/08/15والسيئة حضرت حلاوتها وغابت مرارتها فخفت فلا يحملنك خفتها على ارتكابها.
*********
الحياء خلق يبعث على اجتناب القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.
*********
الجواد إذا همَّ بالصدقة انفسح لها صدره، وطابت نفسه، فتوسعت في الإنفاق.
البخيل إذا حدث نفسه بالصدقة شحت نفسه، فضاق صدره، وانقبضت يداه.
*********
الصدقة تمحو كثيراً من الذنوب التي تدخل النار. واليسير من الصدقة يستر المتصدق من النار.
*********
كان لي أخ هو أعظم الناس في عيني، وكان رأس ما عظّمه في عيني صغر الدنيا في عينه.
كان خارجاً من سلطان بطنه، فلا يشتهي ما لا يجد، ولا يُكثر إذا وجد.
كان خارجاً من سلطان لسانه، فلا يتكلم بما لا يعلم، ولا يُماري فيما علم،.
كان أكثر دهره صامتاً، فإذا قال بذَّ القائلين.
كان يُرى ضعيفاً مستضعفاً، فإذا جد الجد فهو الليث عادياً.
كان لا يشكو وجعه إلا عند من يرجو عنده البرء.
كان لا يستشير صاحباً إلا أن يرجو منه النصيحة.
*********
خير الناس من فرح بالخير للناس.
*********
البشرى للمؤمن في الدنيا والآخرة:
الله وعد أولياءه وهم: المؤمنون المتقون بالبشرى في هذه الحياة وفي الآخرة.
البشارة الخبر السارَّ الذي يعرفُ به العبدُ حسن عاقبته وأنه من أهل السعادة وأن عمله مقبول.
البشرى…في الآخرة، فهي البشارة برضا الله وثوابه، والنجاة من غضبه وعقابه.
وأما البشارة في الدنيا فأعظمها: توفيقه لهم للخير، وعصمتُه لهم من الشِّر
إذا كان العبد يجد أعمال الخير ميسرةً له ومحفوظاً عن الأعمال التي تضُرُّه، كان هذا من البشرى
من البشرى في الحياة الدنيا: محبةُ المؤمنين للعبد.
من ذلك الثناء الحسن فكثرة ثناء المؤمنين على العبد شهادة منهم والمؤمنون شهداء الله في أرضه.
من ذلك الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له، فإن الرؤيا الصالحة من المبشرات
من البشرى أن يقدر الله على العبد تقديراً يحبُّهُ أو يكرهُهُ، ويجعل ذلك وسيلة إلى صلاح دينه.
وأنواع ألطاف الباري لا تُعدُّ ولا تُحصى ولا تخطرُ على البال، ولا تدور في الخيال.
*********
مراتب الدعوة إلى الله:
الدعاء بالحكمة لمن معه فهم وحسن قصد، فيكفي في دعوته أن يبين له الحق.
الدعاء بالموعظة الحسنة يكون لمن معه شهوة وإعراض فإنه يبين له الحق ويرغب ويرهب.
المجادلة بالتي هي أحسن تكون للمعارض فهذا لا ينفع فيه الوعظ ولا التذكير.
*********
التعزية:
يستحب تعزية المصاب بالميت.
التعزية ليست كما يظن بعض العوام أنها مجرد قول: أعظم الله أجرك وأحسن عزاك، وغفر لميتك التعزية أن تأتي لقلب هدّته المصيبة فلا تزال تلقي عليه من الآيات والأحاديث حتى ترده إلى الحق.
ما يفعله بعض الناس اليوم…فليست بتعزيةٍ، وهي لتهييج الأحزان أقرب منها للتعزية.
*********
بركة المال ومحق بركته:
من البركة: التَّهني بالمال، وبذله فيما يقرب إلى الله، وأن يكون زاداً لصاحبه إلى الجنة.
من محق البركة: أن يشغله المال عن طاعة الله، ولا يتهنى فيه، وأن يبذله فيما حرم الله.
*********
من ثمرات الإخلاص:
المخلص لله قد علق قلبه بأكمل ما تعلقت به القلوب من رضوان ربه وطلب ثوابه.
من ثمرات الإخلاص أنه يمنع منعاً باتاً من قصد مراءة الناس وطلب محمدتهم.
من ثمرات الإخلاص أن العمل القليل من المخلص يعادل الأعمال الكثيرة من غيره. أن أسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم من قال: (لا إله إلا الله خالصاً من قلبه)
أنه أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله.
أن المخلص يصرف الله عنه السوء والفحشاء ما لا يصرفه عن غيره،
المخلص إذا عمل مع الناس إحساناً لم يبال بجزائهم ولا شكرهم لأنه عامل الله تعالى.
المخلصون هم خلاصة الخلق وصفوتهم وهل يوجد أكمل ممن خلصت إرادتهم ومقاصدهم لله وحده
*********
فضل العلم:
العلم نور للصدور وحياة للقلوب، به يعرف الله وبه يُعبد وبه يعرف الحلال من الحرام.
العلم يقوّم ما اعوج من الصفات، ويكمل ما نقص من الكمالات، ويسد الخلل،
العلم…به صلاح الدين والدنيا، وبضده فساد ذلك ونقصه.
العلم ميراث الرسول، والعلماء ورثة الأنبياء، فإن الأنبياء لم يورثوا إلا العلم.
لولا العلم لكان الناس كالبهائم والحاجة إلى العلم أعظم من الحاجة إلى الطعام والشراب.
*********
من الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف.
من أسباب دفع القلق الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة، فإنها تلهي القلب.
مما يدفع به الهم والقلق اجتماع الفكر على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر…فيكون العبد ابن يومه.
التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الله به الهم والغم،
من أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته الإكثار من ذكر الله.
من أعظم العلاجات قوة القلب، وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات.
متى اعتمد القلب على الله وتوكل عليه ولم يستسلم للأوهام اندفعت عنه الهموم والغموم.
المتوكل على الله قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام ولا تزعجه الحوادث.
*********
لولا تكرُّرُ الصلاة في اليوم والليلة ليَبسَت شجرة الإيمان ولكنها تنمو وتتجددُ بعبوديات الصلاة.
*********
فوائد الزكاة:
شرعها الله رحمة بعباده، لكثرة منافعها الكلية والجزئية.
سميت زكاة، لأنها تزكى صاحبها فيزداد إيمانه، ويتم إسلامه، ويتخلق بأخلاق الكرماء
الزكاة…تطهره من الذنوب، ويكثره أجره وثوابه وقربه من الله، ويبارك الله في أعماله. الزكاة أصل الإحسان إلى الخلق، وكذلك تزكى المال المخرج منه بحفظه من الآفات. المال…فإنه وإن نقصته الزكاة حساً فإنها زادته معنى، لأنه ذهب خبثه وكدره.
*********
التقوى اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من المحبوبات وترك المنهيات.
*********
ثمرات التوحيد وفضائله:
من فضائله: أنه السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة، ودفع عقوبتهما.
من أجلِّ فوائده أنه يمنع الخلود من النار. إذا كان في القلب منه أدنى مثقال حبة خردل.
إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية.
يحصل لصاحبه الهدى الكامل والأمن التام في الدنيا والآخرة
أنه السبب الوحيد لنيل رضا الله وثوابه.
أن أسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه
جميع الأعمال والأقوال متوقفة في قبولها وفي كمالها وفي ترتب الثواب عليها على التوحيد.
يسهل على العبد فعل الخيرات وترك المنكرات ويسليه عن المصيبات.
إذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان،
يُخفّفُ على العبد المكاره ويهوِّنُ عليه الآلام،.
يحرر العبد من رق المخلوقين والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم.
إذا تم وكمُل في القلب وتحقق تحققاً كاملاً بالإخلاص التام فإنه يصير القليل من عمله كثيراً.
*********
أسماء الله الحسنى:
الأسماء الحسنى معرفة ما احتوت عليه من المعاني الجليلة والمعارف الجميلة والتعبد لله ودعاؤه بها
كل مطلب يطلبه العبد من ربه من أمور دينه ودنياه، فليتوسل إليه باسم مناسب له.
من دعاه لحصول رزق فليسأله باسمه الرزاق، ولحصول رحمة ومغفرة فباسمه الرحمن.
أسماء العظمة والكبرياء والمجد والجلال والهيبة تملأ القلوب تعظيماً لله وإجلالاً له.
أسماء الجمال والبر والإحسان والرحمة والجود تملأ القلب محبة لله وشوقاً له وحمداً له وشكراً.
أسماء العز والحكمة والعلم والقدرة تملأ القلب خضوعاً لله وخشوعاً وانكساراً بين يديه.
أسماء العلم والخبرة والإحاطة والمراقبة والمشاهدة تملأ القلب مراقبة لله في الحركات والسكنات
أسماء الغنى واللطف تملأ القلب افتقاراً واضطراراً إليه والتفاتاً إليه كل وقت في كل حال
*********
من ترك شيئاً لله تهواه نفسه عوضه الله خيراً منه في الدنيا والآخرة،
من ترك معاصي الله ونفسه تشتهيها عوضه الله إيماناً في قلبه وانشراحاً وبركة في رزقه وصحة في بدنه
ما أمر الله بشيء إلا وفيه من المصالح ما لا يحيط به الوصف،
وما نهى[الله] عن شيء إلا وفيه من المفاسد ما لا يحيط به الوصف.
*********
فوائد الإيمان بالقضاء والقدر:
يوجب للعبد سكون القلب…لعلمه أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه
يسلى العبد على المصائب ويوجب له الصبر والتسليم والقناعة بما رزقه الله.
يوجب للعبد شهود منّة الله عليه فيما يمنُّ به عليه من فعل الخيرات وأنواع الطاعات.
سبب لشكر نعم الله…فإنه يعلم أنه ما بالعبد من نعمة إلا من الله وأن الله هو الدافع لكل مكروه
*********
كل من ترك الأمور النافعة ابتلي بالأمور الضارة.
كل من زهد بالحق وقع في الباطل.
*********
التوكل الذي لا يصحبه جد واجتهاد ليس بتوكل، وإنما هو إخلاد إلى
العمل بالأسباب من دون اعتماد وتوكل على مسببها واستعانة به، مآله الخسار الجمع بين التوكل على الله وبين الاجتهاد في فعل الأسباب هو الذي حثَّ عليه الدين
*********
الجهاد نوعان: جهاد يقصد به صلاح المسلمين وإصلاحهم في عقائدهم وأخلاقهم وآدابهم جهاد يقصد به دفع المعتدين على الإسلام والمسلمين، من الكفار والمنافقين.
*********
إذا جالست الناس فاجعل التواضع شعارك وتقوى الله دِثارك، والنصح للعباد طريقك المستمر.
*********
من لطف الله بعبده:
أنه يرحمهم من طاعة أنفسهم الأمارة بالسوء، فيوفقهم لنهي النفس عن الهوى.
أنه يقدر أرزاقهم بحسب علمه بمصلحتهم لا بحسب مراداتهم،.
أنه يُقدرُ عليهم أنواع المصائب وضروب المحن والابتلاء رحمة بهم ولطفاً وسوقاً إلى كمالهم
أن يُقدره له أن يتربى في ولاية أهل الصلاح والعلم ليكتسب من أدبهم وتأديبهم.
إذا نشأ بين أبوين صالحين وأقارب أتقياء أو في بلد صلاح.
إذا وفقه الله لمقارنة أهل الخير وصحبتهم أو لتربية العلماء الربانيين فإن هذا من أعظم لطفه بعبده
ومن ذلك لو نشأ العبد في بلد أهله مذهب أهل السنة والجماعة فإن هذا لطف له. إذا قدر الله أن يكون مشايخه الذين يستفيد منهم الأحياء والأموات أهل سنةٍ وتقى
ومن لطف الله بعبده أن يجعل رزقه حلالاً في راحة وقناعة
ومن لطف الله بعبده إذا قدر له طاعة جليلة لا تُنال إلا بأعوان: أن يقدر له أعواناً عليها
ومن لطف الله بعبده: أن يبتليه ببعض المصائب، فيوفقه للقيام بوظيفة الصبر فيها
من لطف الله بالمؤمنين أن جعل في قلوبهم احتساب الأجر فخفت مصائبهم.
أن يجعل ما يبتليه به من المعاصي سبباً لرحمته، فيفتح له عند وقوع ذلك باب التوبة
ومن لطف الله بعبده: أن ييسره لعبادة يفعلها بحالة اليسر والسهولة، وعدم التعويق.
ومن لطفه بعبده إذا مالت نفسه مع شهوات النفس الضارة أن يُنغصها عليه ويكدرها.
من لطفه بعبده أن يُلذذ له التقربات، ويحلي له الطاعات، ليميل إليها كل الميل.
ومن لطيف لطف الله بعبده: أن يأجره على أعمالٍ لم يعملها بل عزم عليها.
أن يُجري بشيءٍ من ماله شيئاً من المنافع وخيراً لغيره، فيثيبه من حيث لا يحتسب، ومن لطف الله بعبده: أن يفتح له باباً من أبواب الخير لم يكن له على بال.
*********
إياك والتحسر على الأمور الماضية التي لم تقدر لك من فقد صحة أو مال أو عمل دنيوي، ليكن همك في إصلاح عمل يومك،
الإنسان ابن يومه، لا يحزن لما مضى، ولا يتطلع للمستقبل حيث لا ينفعه التطلع.
عليك بالصدق والوفاء بالعهد والوعد والإنصاف في المعاملات كلها
*********
من كان الله معه فهو المنصور وإن كان ضعيفاً قليلاً عدده.
من كان الله مولاه وناصره فلا خوف عليه.
من كان الله عليه، فلا عزّ له، ولا قائمة تقوم له.
الله مع المتقين المحسنين، بعونه، وتوفيقه، وتسديده، وهم الذين اتقوا الكفر والمعاصي
*********
الله يدافع عن الذين آمنوا فإنه بحسب ما مع العبد من الإيمان تحصل له النجاة من المكاره.
*********
أخبر تعالى أنه مع المتقين أي بالعون والتأييد والتوفيق ومن كان الله معه حصل له السعادة الأبدية
المتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية، والآيات الكونية
من لم يلزم التقوى تخلى عنه وليه فوكله إلى نفسه فصار هلاكه أقرب إليه من حبل الوريد.
الزاد الحقيقي المستمر نفعه لصاحبه في دنياه وأخراه زاد التقوى الذي هو زاد إلى دار القرار
من ترك هذا الزاد فهو المنقطع به الذي هو عرضة لكل شر وممنوع من الوصول إلى دار المتقين.
تقوى الله وسيلة إلى حصول العلم.
المتقون في أعلى الدرجات، متمتعين بأنواع النعيم والسرور، والبهجة والحبور.
لباس التقوى يستمر مع العبد، ولا يبلى ولا يبيد، وهو جمال القلب والروح
الطاعات تصلح بها الأخلاق، والأعمال، والأرزاق، وأحوال الدنيا، والآخرة
امتثال العبد لتقوى ربه، عنوان السعادة، وعلامة الفلاح.
المعونة من الله تنزل بحسب التقوى فلازموا على تقوى الله يُعنكُم وينصركم على عدوكم.
*********
لا ينبغي للداعي إلى الله أن يصده اعتراض المعترضين، ولا قدح القادحين
إذا كان أولياء الشيطان يصبرون ويقاتلون وهم على باطل، فأهل الحق أولى بذلك
*********
الله تعالى يملي للظالم، حتى يزداد طغيانه، ويترادف كفرانه، ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر. ليحذر الظالمون من الإمهال، ولا يظنوا أن يفوتوا الكبير المتعال.
*********
من عرف الدنيا وحقيقتها جعلها معبراً، ولم يجعلها مستقراً.
*********
الإنسان بطبعه ظالم جاهل، فلا تأمره نفسه إلا بالشر،
الإنسان…إذا لجأ إلى ربه واعتصم به لطف به ربه ووفقه لكل خير وعصمه من الشيطان الرجيم
الإنسان كفور للنعم إلا من هدى الله فمنَّ عليه بالعقل السليم، واهتدى إلى الصراط المستقيم.
الإنسان…جاهل ظالم…إلا من وفقه الله، وأخرجه من هذا الخلق الذميم إلى ضده.
الإنسان…الله إذا أذاقه منه رحمه ثم نزعها منه فإنه يستسلم لليأس ولا يخطر بباله أن الله سيردها.
الإنسان…الله إذا أذاقه…رحمة بعد ضراء مسته يفرح ويبطر، ويظن أنه سيدوم له ذلك الخير
شر ما في الإنسان أن يكون شحيحاً بماله شحيحاً في بدنه شحيحاً بجاهه شحيحاً بعلمه ورأيه.
الإنسان لجهله وظلمه إذا رأى نفسه غنياً طغى وبغى، وتجبر عن الهدى، ونسي أن لربه الرجعى
*********
من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ومن غض بصره أنار الله بصيرته.
*********
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الدنیا والآخرة من کان الله تملأ القلب فی الدنیا على العبد الله علیه العبد من فی القلب من ترک لله فی
إقرأ أيضاً:
توجه مصري لتدشين ممر تنمية بين شمال سيناء وجنوبها.. ما موقف إسرائيل؟
تعتزم الحكومة المصرية، تدشين خط سكة حديد يربط بين شمال ووسط وجنوب شبه جزيرة سيناء في خطوة تعثرت سابقا بسبب تدخلات إسرائيلية، ما يجعل تنفيذها الآن تحرك له أهميته الاقتصادية وله دلالاته السياسية في مثل هذا التوقيت.
خط السكة الحديد المزمع، يمتد من مدينة بئر العبد شمال شرق بورسعيد إلى مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء، ثم جنوبا إلى رأس النقب ومدينة طابا بمحافظة جنوب سيناء، مرورا بمدينة الحسنة وسط سيناء، بإجمالي طول يبلغ 341 كيلومترا.
يمثل ذلك الخط حلما لأكثر من 600 ألف مصري من أهل سيناء بربط شمالها المعزول أمنيا عن جنوبها عبر وسطها ذو التضاريس الصعبة، وفرصة لتنمية شبه الجزيرة المصرية التي تخضع لاتفاقيات أمنية (كامب ديفيد 1978) مع كيان الاحتلال الإسرائيلي المجاور لها، والذي يقف حجر عثرة أمام خطط تنميتها.
جرت محاولات متعثرة في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك لتنمية الإقليم الاستراتيجي شمال شرق مصر والغني بالكثير من المعادن والخامات والمواد الأولية، اعترضت عليها تل أبيب، فيما أعلنت حكومة الرئيس الراحل محمد مرسي، عن خطة لتطوير سيناء في خطة أولية باعتماد 4.4 مليار جنيه لتنمية شبه الجزيرة.
ويأتي التوجه نحو تدشين خط السكة الحديد الجديد ضمن خطط قديمة لم تكتمل، فيما يثمن الخطوة أهالي سيناء معربين عن آمالهم بأن تكون فرصة لصناعة ممر تنمية من شمال ووسط وجنوب سيناء، وتحويل العريش وطابا إلى مركزين لوجستيين مع ربط الخط بسكة حديد شرق بورسعيد الفردان لإنعاش مينائي العريش طابا وربطهما بالأسواق الإقليمية والدولية.
"عربي21"، تحدثت إلى سياسي وناشط سيناويين حول أهمية تدشين خط سكة حديد العريش طابا والربط بين شمال ووسط وجنوب سيناء، ودوره في صناعة ممر تنموي يعيد وضع سيناء على خارطة التنمية ويضع ميناء العريش بالبحر المتوسط ومنفذ طابا بالبحر الأحمر على خارطة الموانئ وخطوط التجارة.
كما تحدثا عن دلالة توقيت إعادة إحياء وتنفيذ هذا المشروع في الوقت الذي تثار فيه خطط أمريكية إسرائيلية بتهجير فلسطيني قطاع غزة إلى سيناء، وفي توقيت يهاجم فيه مسؤولون إسرائيليون مصر لحضور جيشها القوي في شبه الجزيرة المصرية.
"إضافة كبيرة وعامل قوة"
وقال السياسي المصري والبرلماني السابق يحيى عقيل: "لنتفق أولا أن إنشاء خط سكة حديد إضافة كبيرة للمنطقة يثريها ويساهم في تنميتها، وشخصيا أتمنى أن يكون هذا الكلام جاد، وتتم هذه الخطة، فهي بكل تأكيد تضيف عامل قوة بإعمار وتنمية سيناء، وتسهل الانتقال بين المدن وبعضها وبين سيناء وغرب قناة السويس".
عضو مجلس الشورى المصري سابقا عن شمال سيناء، وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "بالعودة للتاريخ فإن حسني مبارك دشن خط سكة حديد (الفردان- بئر العبد) وكان مفترضا وصوله العريش، لكنه لم يتم وجرت سرقة قضبان السكة الحديد تحت نظر قوات الأمن وتجميعها بمدينة القنطرة شرق وبيعها لمصنع حديد رجل الأعمال أحمد عز، علنا ليعيد تدويرها".
وأوضح أنه "تم نزع أغلب القضبان قبل ثورة يناير 2011، ثم تم نزع ما تبقى منها، ثم أُعيد بناء الخط مرة أخرى حتى منطقة بئر العبد، وبالفعل سار القطار عدة مرات تجريبية ثم توقف عن العمل أيضا، ولا أحد يعرف لماذا؟".
ولفت عقيل، إلى أن "جزء من المشكلة إنشاء خط السكة الحديد بمسار بعيد عن القرى يجعل استخدام الخط مكلفا للأهالي، حيث يجب تدشين محطة عند كل قرية، فليس منطقيا توقف القطار في رمانة ونجيلة وبئر العبد وبينها وبين بقية القرى مسافة ضخمة، فكيف يصل من يستخدم الخط لقريته، مثل الحرار و6 أكتوبر وبالوظا فهي تكلفة ثانية، تجعل الخط على وضعه الحالي غير عملي".
ويرى البرلماني السابق، أن "توصيل الخط للعريش يمثل نقلة كبيرة لأنها نقطة تجمع سكاني وتتجمع المدن والقرى حولها، والانتقال من تلك المدن إلى العريش ومنها للاسماعيلية يصبح سهلا".
ويعتقد أنه "إذا تم ربط الخط بطابا والطور جنوبا فهو أمر جيد ولكن أظنه غير عملي؛ لأنه على أرض الواقع تم الفصل تماما بين الشمال والجنوب، والأعمال والتجارة بينهما شبه معدومة، والناس للانتقال من الشمال للجنوب يذهبون للاسماعيلية ومنها إلى الجنوب عبر نفق الشهيد أحمد حمدي".
ابن قبيلة "البياضية" في شمال سيناء، تابع: "لكن مع وجود خط سكة الحديد قد تتولد التجارة وتتزايد الحركة إذا سُمح بسهولة ويسر الانتقال، لأن الدولة نفسها تعيق مسألة الانتقال من الشمال للجنوب عبر حواجز تفتيش وكمائن صعبة، ولذا فخط سكة حديد أظنه نقلة كبيرة إذا سُمح له أن يعمل".
وعبر عن أمنيته بأن يتم المشروع، مؤكدا أنه "يمثل إضافة كبيرة لسيناء ويدعم العمل الاقتصادي والحركة التجارية وييسرها إذا توفرت النية لأن تكون الحركة سهلة وسلسة والخروج منها طبيعيا كبقية المحافظات؛ لكن سيناء تُعامل معاملة مختلفة والدخول والخروج منها يواجه صعوبة شديدة".
ولفت إلى تقديمه "خطة تنموية فترة حكم الرئيس الراحل محمد مرسي تتضمن تدشين خط سكة حديد بمحاذاة القرى وإنشاء تجمعات سكنية ومناطق صناعية حرفية صغيرة داخل هذه القرى ما يضاعف المنطقة السكنية والمعمورة بالسكان ويضيف أنشطة أكثر".
وأشار إلى أنه "يمكن ربطها كمصانع فرعية تخدم على مصانع أكبر أُنشئت واحدة منها في بئر العبد والثانية بالعريش، وجزء من البنى التحتية تم إنشاؤه، لكن لم يتم استكمال المشروع، ولو أن الهدف إعمار سيناء فالمسألة ستكون مختلفة تماما ونتمنى ذلك".
"عقبة إسرائيل"
وتوقع السياسي المصري، "ألا يتم استكمال ذلك الخط، وأن تعترض إسرائيل، وأن يواجه المشروع عقبات منها مرور المشروع بمنطقة الرمال المتحركة الكثيفة من المثلث حتى السبيل بمسافة حوالي 150 كيلو متر من رمال متحركة فيحتاج صيانة دورية وفرق عمل 24 ساعة وكلفة مرتفعة".
وفي رؤيته لأسباب إحياء هذا المشروع الآن، وهل فيه رسالة إلى إسرائيل، قال: "لا أشعر أنه يلاعب إسرائيل، فالجميع الآن يعمل معها لا ضدها".
وقال: "أتمنى أن تكون بلدي خير البلدان لكن من السذاجة الفرح بالكذب والتزوير، فالشؤون المعنوية أمسكت بتلابيب اللعبة مع الشعب والناس تتداول هذه الأخبار التي يتم تسويقها ولا تحتاج مبررات لإقناع الناس بها لأن الجميع سيرحب بهذا المشهد ثم بعد عامين أو 3 يتم نسيان الأمر وتنتهي القضية".
ولفت إلى أن "السيسي تحدث عن تخصيص نحو 2 ترليون جنيه لإعمار سيناء منذ 2014، وبمرة واحدة خصص 650 مليار جنيه، وخرج رئيس وزرائه مصطفى مدبولي معلنا إنفاق 800 مليار جنيه، وسكان سيناء شمالا وجنوبا نحو 600 ألف نسمة ما يعني أنه وصل كل فرد أكثر من مليون جنيه".
وختم بالقول: "ثم لا شيء على الأرض، الطريق السريع بين العريش وبئر العبد مدمر، والخدمات في العريش لا تكاد تذكر، ورفح ليست موجودة على الخريطة، والشيخ زويد مجموعة قرى الحركة مغلقة بداخلها ومجموعة من الأطلال والكمائن"، متسائلا: "أين مبلغ الـ650 مليار جنيه مثلا؟".
"ضمن خطط سابقة تعثرت"
وحول الأهمية الاقتصادية ودلالة توقيت تدشن خط سكة حديد يربط شمال ووسط وجنوب سيناء سياسيا، قال الناشط السيناوي، أشرف أيوب: "يدخل المشروع في إطار التنمية الشاملة والمستدامة لسيناء، والتي ينظمها القانون 14 لسنة 2012، الذي حول شبه الجزيرة من ملكية عامة لملكية خاصة تديرها القوات المسلحة وتحت ولاية وزير الدفاع والمخابرات العامة، من خلال الجهاز الوطني لتنمية شبه جزيرة سيناء".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أوضح أنه "كان المشروع القومي لتنمية سيناء والذي أطلقه حسني مبارك عام 1997، وينتهي المشروع حسب جدوله الزمني عام 2017، وكانت البداية بترعة السلام عام 1997، وإطلاق مياه نهر النيل لأول مرة بها 25 تشرين الأول/ أكتوبر 1998، لزراعة 400 ألف فدان شرق قناة السويس".
وأضاف: "وبالتوازي إعادة خط السكة الحديد من الإسماعيلية إلى كوبرى الفردان ثم بئر العبد والعريش، وعمل خطين الأول يصل منطقة الصناعات الثقيلة لقرية بغداد مركز الحسنة والثاني إلى مدينة رفح".
"المرحلة الأولى: 6 محطات من الإسماعيلية لبئر العبد وهي: (القنطرة شرق، جلبانة، بالوظة، رمان، نجيلة، بئر العبد)، والثانية: من بئر العبد حتى العريش وتشمل 7 محطات: (التلول، الروضة، الميدان، العريش، الريسة، الشيخ زويد، رفح) بالإضافة إلى وصلة شرق بورسعيد، والمرحلة الثالثة: تمتد من العريش حتى رفح، بالإضافة إلى وصلة للقطار من العريش وحتى المنطقة الصناعية بوسط سيناء لنقل المنتجات الصناعية لميناء العريش".
وتابع: "أيضا إنشاء 2 ميناء بحري: شرق بورسعيد، وبالعريش، ويتبعان الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، و2 مطار: العريش الدولي، والمليز (مطار البردويل)، وذلك بالتزامن مع تدشين مصنع أسمنت سيناء، كأحد مشاريع القطاع الخاص لرجل الأعمال حسن راتب يناير 1997".
"تنمية تعيقها إسرائيل"
وأوضح أن "إسرائيل اعترضت على وصول هذه المشاريع التنموية للمنطقة (ج) حسب الملاحق الأمنية لاتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية (كامب ديفيد)، ومن هنا توقف المشروع القومي لتنمية سيناء وتم تحويل كل استثماراته لصالح مشروع توشكى (جنوب مصر) بهدف نقل المياه من بحيرة ناصر عبر ترعة مرورا بمفيص توشكى إلى واحة الفرافرة بالصحراء الغربية".
وقال إن "المشروع توقف تماما عام 2000، بعد وصول ترعة السلام لبئر العبد، وانتهاء مد خط السكة الحديد عند مرحلته الأولى أيضا ببئر العبد، ولم يعمل إلا لرحلات تجريبية وسرقت قضبانه، لكن استمر مصنع أسمنت سيناء بإنتاج الأسمنت لصالح بناء جدار الفصل العنصري بفلسطين المحتلة بتصديره للسلطة الفلسطينية بتعاقد مع ابن أحمد قريع كبير مفاوضي اتفاقية (أوسلو)".
وحول دور مشروع السكة الحديد الجديد في تحويل العريش وطابا لمركزين لوجستيين، قال إنه "تطوير وتحديث للمشروع القومي لتنمية سيناء، بربط جنوبها بشمالها، فهو المسار الوحيد لهذا الربط حيث يفصل الجنوب عن الشمال تضاريس صعبة، فمنطقة وسط سيناء عبارة عن سلسلة هضاب تتخللها بعض الجبال التي تنحدر تدريجيا نحو الشمال".
وعن أهمية تدشين الخط الآن، أكد أنه "في البداية كان لخدمة مشروع نيوم الاقتصادي الذي اتفق السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان عليه عام 2018، لإنشاء صندوق مشترك بقيمة 10 مليارات دولار، لتطوير أراض على مساحة تزيد عن 1000 كيلومتر مربع جنوب سيناء".
ويرى أن هذا الخط بين العريش طابا يصنع ممرا تنمويا يعيد وضع سيناء على خارطة التنمية ويضع ميناء العريش ومنفذ طابا بخارطة الموانئ وخطوط التجارة، موضحا أن "ما يتم هو البنية التحتية والأساسية لأي تنمية بسيناء وفي أي جغرافية أيا كانت، لجذب السكان وتوفير فرص عمل وتشكيل مجتمعات مستقرة تحافظ على الأمن القومي المصري".
"لصالح من؟"
واستدرك متسائلا: "لكن السؤال هنا: لصالح مَن تلك التنمية ومن المستفيد؟، هل لتوطين 5 مليون مواطن مصري، أم لجذب الاستثمارات الأجنبية التي تأتي بعمالتها التي تستأثر بفوائض التنمية والخروج بها للخارج، ولن نستفيد منها إلا عائد الجباية الرسوم والضرائب؟".
وعن دلالة توقيت تنفيذ هذا المشروع في الوقت الذي تثار فيه خطط التهجير الفلسطيني لسيناء، وفي توقيت تهاجم فيه إسرائيل مصر لحضور جيشها القوي في شبه الجزيرة المصرية، يرى أن "كل هذه المشاريع حسب وجهة نظر نظام السيسي حينها تتوافق مع ما صكه وهو صفقة القرن لحل قضية القرن، القضية الفلسطينية".
ولفت إلى أنها "تستهدف جعل الحدود المصرية مع السعودية والأردن ودولة فلسطين في إطار حل الدولتين (قطاع غزة والسلطة الفلسطينية) والكيان المحتل، حدود مرنة لتدشين منطقة اقتصادية واحدة ودمج تل أبيب في إطار السلام الدافئ والاتفاقات الإبراهيمية".
ويعتقد أن "بداية السير بهذا الاتجاه كان التنازل عن مصرية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، لجعل مضيق تيران مياه دولية وليس ممر داخلي، وتقريب السعودية من الحدود البرية المصرية وتخصيص أراضي بمساحة 1000 كيلومتر جنوب سيناء لها، وتفريغ منطقة ممنوعة داخلها (منطقة محظورة) على طول الحدود مع قطاع غزة".
وأوضح أن "خدعة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو بالاتفاق مع بن سلمان شطب للقضية الفلسطينية، والتي بدأت بإلغاء التفاوض حول مؤجلات أوسلو (القدس وقضية اللاجئين) عند الحديث عن الدولة الفلسطينية التي يتحدث عنها العرب في قممهم وتصريحاتهم، وتهجير الغزاوية لمصر وسكان الضفة للأردن".
وبين أنه "بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، اكتشف نظام السيسي أن رؤيته للسلام مغايرة لرؤية أمريكا والكيان الإسرائيلي، لهذا قرر توجيه البوصلة نحو تنمية تخدم الأمن القومي المصري، في ظل واقع ضاغط ورط فيه الدولة المصرية بالديون يعيق اتجاه تحويل البوصلة للمسار الصحيح".