اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة، 19 أغسطس من كل عام، اليوم العالمي للعمل الإنساني، ليس للدفاع عن حقوق الإنسان بشكل عام، بل للدفاع عن المتضررين الذين يواجهون صعوبات عديدة تمنعهم من ممارسة الحياة بشكلها الطبيعي، لذا تسعى للدفاع عن بقائهم ورفاهيتهم، وابتعادهم عن الأزمات من أجل سلامتهم.

مصر لعبت دورا كبيرا في العمل الإنساني

وأدانت كتلة الحوار جرائم الإبادة الجماعية التي تقوم بها دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، مطالبة بوقف الحرب فورا، وأداء المنظمات الدولية دورها، ومحاسبة إسرائيل وقادتها مجرمي الحرب.

وأكد حازم الملاح الكاتب الصحفي وعضو مجلس أمناء كتلة الحوار ورئيس لجنة الإعلام، أن مصر لعبت دورا كبيرا على مستوى العمل الإنساني في دعم الأشقاء بغزة والسودان، حيث أطلق التحالف الوطني للعمل الأهلي قوافل، وأرسل مساعدات غذائية وإغاثية إلى غزة.

وتابع: «لا يمكننا أيضا أن نغفل دور مصر ودعم الأشقاء في القارة الأفريقية، من خلال وكالة الشراكة من أجل التنمية، التي  ترسل أطباء ومساعدات لدول كثيرة، وكذلك دورها في دعم الأشقاء في السودان»، متوجها بالشكر والتقدير لكل عمال الإغاثة والإطفاء، والمتطوعين في جميع المجالات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر كتلة الحوار الحرب رفح الحدود

إقرأ أيضاً:

بين خيانة التطبيع وصمت الأشقاء

 

أحمد بن محمد العامري 

 

في كل صباح تستيقظ فيه غزة على صدى القنابل، لا يسمع العالم سوى صراخ الأطفال.

 أصوات هشّة، لكنها أشد مضاءً من صواريخ الحقد، تنفذ إلى أعماق الضمير البشري، تسائل العالم وتعاتب الأشقاء قبل الأعداء. 

في هذا الزمن العربي المائل، لم تعد الخيانة تأتي من خلف الحدود فحسب، بل باتت تلبس وجوهاً مألوفة، وتنطق بلغتنا، وتُبرّر بالسلام ما لا يُبرَّر.

العدو معروف، منذ النكبة الأولى وحتى اللحظة، لم يبدّل جلده، ولم يُخفِ نيّته. اغتصب الأرض، وقتل الأبرياء، وشرّد العائلات، ثم وقف ليحاضر في "أخلاقيات الحرب". ولكن الأكثر مرارة من أفعال العدو، هو خذلان القريب، هو اليد التي لم ترتفع للدفاع، واللسان الذي لم ينطق بالحق، والنظام الذي استبدل البندقية بمصافحة القاتل.

لقد مضت سنوات طويلة، كان فيها الشجب والتنديد أدوات فارغة يتسلّى بها بعض الحكّام، أما اليوم، فقد تخلوا حتى عن هذه الشعارات المستهلكة. ركضوا إلى عواصم القرار، حاملين أوراق السلام، موقّعين بأحرف الخضوع، متناسين الدم الذي لم يجف بعد من جدران الشجاعية وجنين وخان يونس.

في زمن أصبح فيه التطبيع وسامًا تُقلَّده بعض الأنظمة، بات أطفال فلسطين وحدهم يرفعون راية الرفض، يكتبون بالدم ما لم تجرؤ عليه أقلام الساسة. إنهم لا يجهلون مَن عدوهم، لكنهم يعرفون أيضًا مَن باعهم، ومن خانهم، ومن استبدل قدسهم بأبراج من زجاج. هؤلاء الأطفال لا يطالبون بالشفقة، بل بالعدالة، ولا ينتظرون من العرب دموعًا، بل وقفة حقيقية تليق بتضحياتهم.

هل تدرك الأنظمة المطبّعة أنها حين صافحت الاحتلال، لم تكن تبارك "سلامًا"، بل تخون دماء الشهداء؟ هل يدرك الصامتون أن صمتهم لم يكن حيادًا، بل انحيازًا؟ وأن من لا يقف في صف المظلوم، يقف – بالضرورة – في صف الظالم؟

إن أطفال فلسطين لا يكتبون البيانات، لكن أجسادهم النازفة تفضح كل بيان كاذب. لا يملكون منابر إعلام، لكن صرختهم تُدوّي في أذن كل ضمير لم يمت بعد.

فلسطين لا تحتاج إلى عواطف باردة، بل إلى مواقف حارّة كالدم. أطفالها ليسوا ضحايا فقط، بل شهود على زمن مهزوم، فيه الصمت جريمة، والتطبيع خيانة، والخذلان خنجر في الظهر. إنّ من يطبع مع القاتل، لا يمكنه أن يدّعي البراءة، ومن يبرر الصمت، فهو شريك في الجريمة.

سيكبر أطفال فلسطين، ولن ينسوا. سيحفظون وجوه من خذلوهم، كما يحفظون أسماء من ساندوهم. وفي يوم ما، حين تنجلي الغمة، سيُكتب في التاريخ: أن الاحتلال كان عدواً، لكن الخذلان جاء ممن كنّا نحسبهم إخوة.

فلتبقَ صرختهم مدوّية: من يصمت عن القتل، قاتل. ومن يبرّر التطبيع، خائن. ومن باع فلسطين، لا يستحق أن يُحسب على العروبة ولا علا الإنسانية.

 

ahmedalameri@live.com

مقالات مشابهة

  • الدكتور المصطفى: كل المنصات الإعلامية التي تلتزم بالعمل الوطني مرحب بها
  • بلدية الشارقة تشيد بجهود «الخدمات الإنسانية»
  • باقي كتلة
  • الأمم المتحدة تشيد بجهود مصر في عمليات حفظ السلام في إفريقيا
  • خطوات تهيئة الحوار والاتفاق السُوداني لوقف الحرب لصالِح السُودان والسُودانيين «1»
  • بين خيانة التطبيع وصمت الأشقاء
  • مراحل عربات جدعون التي أقرها نتنياهو لتهجير سكان غزة
  • توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل
  • بنعبد الله يلتقي زعماء الأحزاب اليسارية في فنزويلا للدفاع عن القضية الوطنية
  • برلمانية: الحوار الوطني أسهم في خلق توافقات تشريعية تاريخية داخل البرلمان