أبوظبي – الوطن:

صدر عن المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة بأبوظبي العدد 37 من مجلة اتجاهات الأحداث.تناولت افتتاحية العدد حالة التوتر والتصعيد العسكري التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على خلفية الحرب المستمرة في غزة والصراع المفتوح بين إسرائيل من ناحية، وإيران وحلفائها في المنطقة من ناحية أخرى. أما ملف العدد فقد حمل عنوان “عالم جديد شجاع 2.

0” المستوحى من الرواية المستقبلية الشهيرة للكاتب البريطاني ألدوس هاكسلي، ويتناول التناقض بين تطور التقنيات والابتكارات واستمرار الأزمات البشرية التي قد تعمقها التقنيات المبتكرة حديثاً، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي. تناولت مقالات الملف عدة قضايا متعلقة بمستقبل العمل البشري في ظل اتساع الجدل حول إمكانية حرمان البشر من الوظائف لصالح الآلة؛ وكذلك الإمكانية الحقيقية للوصول إلى مفردة تكنولوجية يندمج فيها الذكاء البشري بالذكاء الآلي، وما سيترتب على ذلك من تحديات اجتماعية وأخرى متعلقة بتحديد هوية الجنس البشري. ومن بين القضايا أيضاً المتعلقة بتطبيقات التكنولوجيا دور التحيزات الإدراكية لدى نظم الذكاء الاصطناعي في تكريس اللامساواة وعدم العدالة الاجتماعية. وتناولت بقية مقالات الملف دور الذكاء الاصطناعي في الحرب الحديثة، وإمكانية إحلال الروبوتات محل البشر، والدور المدمر للخوارزميات، وليس متخذي القرار، في تحديد الأهداف البشرية التي يمكن تدميرها.

وأجرت اتجاهات الأحداث في هذا العدد حواراً مع المفكر الاستراتيجي شون ماكفيت، أستاذ الاستراتيجية العسكرية بكلية الدفاع الأمريكية والزميل بمعهد “أتلانتيك كاونسيل”. تناول الحوار تحولات الحرب في ظل حالة الضمور الاستراتيجي لدى القوى الغربية، وفي ظل حالة “الفوضى المستدامة” التي أصبح العالم يشهدها في الفترة الأخيرة. كما تناول الحوار كذلك، تبدل معايير الانتصار والهزيمة في الحروب الجارية في أوروبا والشرق الأوسط، وإمكانية حدوث “ثورة في الشؤون العسكرية” في ظل صعود الذكاء الاصطناعي، والدور المستقبلي للمرتزقة والمتعاقدين في الحروب الجارية والقادمة.

عكست التحليلات القضايا المتعددة التي تهيمن على المشهد الإقليمي والدولي؛ فتناولت تحول القانون الدولي إلى ساحة للصراع السياسي في حرب غزة، والعيوب الهيكلية في النظم القانونية الدولية وعجزها عن منع الحرب. وطرحت التحليلات أيضاً قضايا مثل: إعادة تعريف “الانتصار العسكري” على خلفية تطورات الحربين في أوكرانيا وغزة، والسيناريوهات البديلة لمستقبل النظام الإيراني الحاكم على خلفية ظهور أجيال جديدة أصغر واحتدام الصراع بين القوى الغربية وإيران. ومع احتدام ظاهرة الاستقطاب في المشهد السياسي الأمريكي، كان من الضروري تناول حركة وظاهرة “الووكيزم” أو “الصحوة” وتأثيرها المحتمل في السياسة والمجتمع الأمريكي. وارتباطاً بذلك، ركز القسم أيضاً على أزمة التجنيد التي تشهدها الجيوش الغربية. وألقى القسم أيضاً الضوء على الدور الصاعد لدولة جنوب إفريقيا باعتبارها معبرة عن رؤية الجنوب العالمي. كذلك، تناولت بقية القسم أثر النزاعات المسلحة على سوق العمل الدولية، وملامح اقتصاد الصناعات الرقمية حول العالم؛ فضلاً عن تاريخ الحروب التكنولوجية بين القوى الصاعدة، والاستراتيجيات المحتملة لها في الصراع على الرقائق وأشباه الموصلات.

وتناول قسم المكتبة بالنقد كتاب الفيلسوف الفرنسي إيمانويل تود، الصادر مطلع هذا العام عن “هزيمة الغرب”، الذي يرى فيه أن سلوك القوى الغربية في حرب أوكرانيا في مواجهة روسيا يعكس أزمة أعمق داخل المجتمعات الغربية من الناحية السكانية والأخلاقية والحضارية. كذلك، ركز القسم على الكتابات الصادرة حديثاً عن سياسة العقوبات باعتبارها أداة أساسية لدى القوى الكبرى في تنفيذ سياساتها، وما يترتب على ذلك من ارتدادات عكسية. وأخيراً، رسم تقرير العدد عدة خرائط للموارد والثروات غير المستغلة حول العالم، وما قدر يترتب عليها من صراعات ومنافسات دولية.

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

حسب أبحاث آبل.. الذكاء الاصطناعي غير قادر على التفكير العميق

أثار البحث الذي طرحته "آبل" حول تقنيات التفكير العميق في نماذج الذكاء الاصطناعي ضجة عالمية واسعة، إذ يشير البحث إلى أن نماذج الاستدلال الكبيرة للذكاء الاصطناعي غير قادرة على التفكير العميق بشكل جيد رغم ما تحاول الشركات الترويج له، وذلك حسب ما نقله موقع "ماشابل" (Mashable).

طرحت "آبل" البحث قبل مؤتمر المطورين السنوي التابع لها بعدة أيام، وأشارت فيه إلى أن النماذج مثل "أوبن إيه آي أو 1″ و"أو 3″ و"ديب سييك آر 1″  تفشل بشكل كامل في حل المشكلات المعقدة مع ازدياد درجة الفشل كلما ازداد تعقيد المشكلة، ويأتي هذا البحث من الفريق الذي نشر ورقة بحثية سابقة أظهرت قصور نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية الكبيرة في العام الماضي.

ويوضح بحث "آبل" بالتجربة أن أداء نماذج التفكير العميق أفضل قليلا من النماذج اللغوية المعتادة للذكاء الاصطناعي في مواجهة المشكلات البسيطة، لكن مع ازدياد معدل التعقيد ووصول المشكلة إلى مرحلة متوسطة من التعقيد.

أي أن النموذج يفشل في حل التحديات والوصول إلى النتائج المرغوبة، ويصف البحث هذا الفشل بكون نماذج التفكير العميق تمتع بأداء جيد عند مواجهة المشكلات البرمجية أو الحسابية، لكنها تفشل في مواجهة المشكلات المنطقية.

ومن أجل تنفيذ هذه الاختبارات، اعتمدت "آبل" بشكل كامل على المشكلات المنطقية التقليدية، مثل برج هانوي أو مشكلة عبور النهر التي تتضمن في العادة مجموعة من الحيوانات الأليفة وحيوانا مفترسا وبعض النباتات وتكديس الكتل في تكوين محدد.

وبينما وجد المشككون في قدرات الذكاء الاصطناعي غايتهم بهذا البحث، فإن خبراء الذكاء الاصطناعي يجدون أن البحث لا يعني بالضرورة أن نماذج التفكير العميق سيئة ولا تؤدي عملها بشكل جيد، لكنها تشير إلى أن هذه النماذج في الوقت الحالي أضعف في التفكير المنطقي من البشر.

إعلان

كما قال خبير الذكاء الاصطناعي غاري ماركوس على مدونته "يعاني البشر في الواقع من مجموعة من القيود المعروفة التي تتطابق مع ما اكتشفه فريق آبل"، إذ يفشل العديد من البشر في حل بعض الألغاز مثلما وجدها بحث "آبل" مع نماذج الذكاء الاصطناعي، ومن جانبه قال كارل فرانزمان خبير الذكاء الاصطناعي أن بحث "آبل" مبهر بحق، لكنه لا يقارن نتائج نماذج الذكاء الاصطناعي مع البشر أثناء محاولة حل هذه الألغاز المنطقية.

مقالات مشابهة

  • حسب أبحاث آبل.. الذكاء الاصطناعي غير قادر على التفكير العميق
  • الذكاء الاصطناعي في التحكيم الرياضي بين الدقة والتحديات
  • محتوى بلا بشر… الذكاء الاصطناعي يغزو تيك توك والارباح تتضاعف
  • غوغل تطور البحث الصوتي.. تفاعل ذكي مدعوم بـ«الذكاء الاصطناعي»
  • وضع الذكاء الاصطناعي.. رهان غوغل الجديد لمواجهة منافسي البحث
  • مش خطر على شغلك| الذكاء الاصطناعي يزيد راتبك بنسبة 56%
  • ميتا تستقطب علماء الذكاء الاصطناعي من المنافسين
  • مشروع بحثي يرصد مخالفات مسار الطوارئ على الطرق السريعة باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي ولصوصية الإبداع
  • منتدى عُمان للموارد البشرية يستشرف مستقبل تمكين الكفاءات وزيادة الإنتاجية في عصر الذكاء الاصطناعي