تحليل: انسحاب مؤجل و هجمات محتملة
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
22 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة: في الفترة الأخيرة، شهدت الساحة العراقية توتراً متزايداً مع تصاعد الخلافات حول وجود التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على الأراضي العراقية.
فصائل مسلحة، والمعروفة ضمن “المقاومة الإسلامية في العراق”، أعربت عن استيائها من تأجيل إعلان انسحاب القوات الأجنبية من العراق، مما دفعها إلى التهديد بتجديد الهجمات ضد هذه القوات.
يُشير هذا التطور إلى فشل الدبلوماسية في تحقيق تقدم ملموس في مفاوضات الانسحاب، ما أدى إلى تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة.
منذ الإعلان عن تمديد موعد الانسحاب، اعتبرت الفصائل المسلحة هذا التأجيل بمثابة مماطلة أمريكية تهدف إلى إطالة أمد وجودها في العراق، مما أفقدها الثقة في العملية الدبلوماسية.
وتصريحات المتحدثين باسم فصائل مثل “كتائب سيد الشهداء” وحركة “النجباء” تعكس إحباطاً عميقاً تجاه المفاوضات، حيث يعتبرون أن الحكومة العراقية لم تتخذ موقفاً حازماً ضد ما يرونه تسويفاً أمريكياً.
هذا الموقف دفع هذه الفصائل إلى إعلان انتهاء الهدنة التي رعتها الحكومة، مؤكدة استعدادها لاستئناف العمليات العسكرية ضد القواعد الأمريكية في العراق.
هذا التصعيد يعكس انعدام الثقة بين الفصائل المسلحة والولايات المتحدة، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في وتيرة الهجمات ضد القوات الأجنبية.
في ظل هذا السياق، تعكس التحركات العراقية لتعزيز العلاقات مع حلف “الناتو” محاولة من الحكومة لإيجاد توازن استراتيجي في علاقاتها الدولية، قد يكون بمثابة رد فعل للتوترات المتصاعدة مع الفصائل المسلحة.
من جهة أخرى، فإن تجديد الهجمات ضد القوات الأمريكية يحمل في طياته مخاطر كبيرة، ليس فقط على أمن واستقرار العراق، بل أيضاً على عملية المفاوضات السياسية الأوسع مع الولايات المتحدة وحلفائها.
وتأخير إعلان الانسحاب سوف يؤدي إلى تداعيات عسكرية ودبلوماسية خطيرة، إذ إن الفصائل المسلحة تعتبر هذا التأخير خرقاً للاتفاقيات وتبريراً لمواصلة عملياتها، وبالتالي، قد يجد العراق نفسه أمام تصعيد غير مسبوق إذا لم يتم التوصل إلى حلول مرضية لجميع الأطراف المعنية.
في هذا السياق، تبدو الحكومة العراقية في موقف صعب، حيث تحاول الموازنة بين الضغوط الداخلية من الفصائل المسلحة وبين الحاجة للحفاظ على علاقات إيجابية مع الولايات المتحدة وحلف “الناتو”.
وهذا الوضع الحساس يتطلب حلولاً دبلوماسية عاجلة لتجنب تفاقم الأزمة، وضمان عدم انزلاق البلاد إلى دوامة جديدة من العنف وعدم الاستقرار.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الفصائل المسلحة
إقرأ أيضاً:
هجمات جوية متبادلة بين موسكو وكييف.. وتحرّك دبلوماسي تقوده واشنطن وطهران
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، أن قوات الدفاع الجوي أسقطت 102 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليلة الماضية، في واحدة من أكبر الهجمات الجوية التي تستهدف العمق الروسي منذ بدء الحرب.
ووفق البيان، توزعت المسيّرات بين مقاطعات بيلغورود (20)، بريانسك (46)، كورسك (2)، فورونيج (9)، القرم (9)، كالوغا (4)، تتارستان (4)، موسكو (3)، لينينغراد (2)، أوريول (2)، وسمولينسك (1).
وتواصل القوات الأوكرانية استهداف مناطق جنوب غربي روسيا باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ، بينما شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة توسيع نطاق العملية العسكرية لإبعاد القوات الأوكرانية عن المناطق الروسية، بما في ذلك الأقاليم الجديدة، عن مدى الأسلحة الغربية.
في المقابل، شنت القوات الروسية سلسلة من الهجمات الجوية المكثفة على مدن أوكرانية، من بينها العاصمة كييف وأوديسا، تسببت في أضرار بالغة.
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن أربعة أحياء في المدينة تعرضت للقصف، ما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة في مستودعات ومبانٍ سكنية.
وأفادت مصادر محلية بأن الضربة الجوية على كييف كانت من بين الأعنف منذ بدء الحرب، فيما أشار شهود من “رويترز” إلى سماع سلسلة انفجارات قوية هزّت المدينة منذ منتصف الليل.
وفي أوديسا، أكد حاكم المنطقة أوليه كيبر أن هجومًا جويًا “هائلًا” استهدف مستشفى طبياً للطوارئ وقسماً للولادة، وأسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين على الأقل، كما استهدفت الضربات الروسية مصنع “آرتيوم” في وسط كييف ومرفأ أوديسا على البحر الأسود.
بموازاة ذلك، أعلن السفير الإسرائيلي في كييف ميخائيل برودسكي أن بلاده زوّدت أوكرانيا رسميًا بمنظومات دفاع جوي من طراز “باتريوت”، كانت قد حصلت عليها سابقًا من الولايات المتحدة.
وأوضح أن المنظومات باتت في الخدمة لدى القوات الأوكرانية، مشيرًا إلى أن “إسرائيل قدّمت الدعم العسكري رغم التكتم الإعلامي”.
من جهتها، اعتبرت موسكو أن تزويد أوكرانيا بالأسلحة من قبل الغرب، بما فيها منظومات “باتريوت”، يعقّد تسوية النزاع ويُعدّ انخراطًا مباشرًا من قبل دول الناتو، وأكد الكرملين أن شحنات السلاح ستكون أهدافًا مشروعة للقوات الروسية.
وفي سياق سياسي موازٍ، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إيران تشارك في مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حماس” في قطاع غزة، ضمن مساعٍ للإفراج عن الرهائن.
وقال ترامب من البيت الأبيض: “هناك مفاوضات مكثفة تُجرى حالياً بيننا وبين حماس وإسرائيل، وتشارك فيها إيران أيضاً”، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول الدور الإيراني.
هذا وتقود الولايات المتحدة مبادرة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، تتضمن إطلاق سراح 28 رهينة إسرائيلياً مقابل الإفراج عن 1236 أسيرًا فلسطينيًا ورفات 180 آخرين، كما تتواصل المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران بالتوازي مع جهود التهدئة في غزة، وسط وساطة فاعلة من مصر وقطر، ومشاركة محدودة للمخابرات التركية.