تنبأ بالزلازل بدقة غير مسبوقة.. الذكاء الاصطناعي يفاجئ العلماء
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
فقد طور باحثون في جامعة تكساس في أوستن خوارزمية الذكاء الاصطناعي، التي تنبأت بشكل صحيح بنسبة 70 بالمئة من الزلازل قبل أسبوع من حدوثها، خلال تجربة استمرت سبعة أشهر في الصين.
وتم تدريب الذكاء الاصطناعي على اكتشاف المطبات الإحصائية في البيانات الزلزالية في الوقت الفعلي التي ربطها الباحثون بالزلازل السابقة.
وكانت النتيجة عبارة عن توقعات أسبوعية تنبأ فيها الذكاء الاصطناعي بنجاح بـ 14 زلزالا في مجال حوالي 200 ميل من المكان الذي قدر حدوثها فيه، وبقوة محسوبة تقريبا، كما أنه أخطأ زلزالا واحدا، وأعطى ثمانية تحذيرات كاذبة.
لم يُعرف بعد ما إذا كان النهج ذاته سينجح في مواقع أخرى، لكن الجهد يمثل علامة فارقة في البحث في التنبؤ بالزلازل الذي يقوده الذكاء الاصطناعي.
وقال سيرغي فوميل، أستاذ في مكتب الجيولوجيا الاقتصادية بجامعة تكساس وعضو فريق البحث: "إن التنبؤ بالزلازل هو الكأس المقدسة.
لم نقترب بعد من تقديم تنبؤات لأي مكان في العالم، لكن ما حققناه يخبرنا أن ما اعتقدنا أنه مشكلة مستحيلة يمكن حلها من حيث المبدأ".
وكانت التجربة جزءا من مسابقة دولية أقيمت في الصين، حيث جاء الذكاء الاصطناعي الذي طورته جامعة تكساس في المرتبة الأولى من بين 600 تصميم آخر. وقد قاد مشاركة جامعة تكساس في المسابقة عالم الزلازل في المكتب والمطور الرئيسي للذكاء الاصطناعي، يانغكانغ تشين.
وقد نُشرت النتائج من التجربة في مجلة Bulletin of the Seismological Society of America.
كما قال ألكسندروس سافايديس، وهو عالم أبحاث كبير يقود برنامج شبكة الزلازل في تكساس (TexNet) التابع للمكتب - شبكة الزلازل في الولاية: "لا ترى الزلازل قادمة. إنها مسألة مللي ثانية، والشيء الوحيد الذي يمكنك التحكم فيه هو مدى استعدادك. حتى مع 70 بالمئة، فهذه نتيجة ضخمة، ويمكن أن تساعد في تقليل الخسائر الاقتصادية والبشرية، ولديها القدرة على تحسين الاستعداد للزلازل بشكل كبير في جميع أنحاء العالم".
وقال الباحثون إن طريقتهم نجحت باتباع نهج التعلم الآلي البسيط نسبيا، حيث تم منح الذكاء الاصطناعي مجموعة من الميزات الإحصائية بناء على معرفة الفريق بفيزياء الزلازل، ثم طلب منه أن يدرب نفسه على قاعدة بيانات مدتها خمس سنوات من التسجيلات الزلزالية.
وبمجرد تدريبه، أعطى الذكاء الاصطناعي توقعاته من خلال الاستماع إلى علامات الزلازل القادمة بين هدير الخلفية في الأرض.
وقال سكوت تينكر، مدير المكتب: "نحن فخورون جدا بهذا الفريق وحصوله على المركز الأول في هذه المسابقة المرموقة. بالطبع، ليس الموقع والحجم فقط هو المهم، بل التوقيت أيضا. التنبؤ بالزلزال مشكلة مستعصية، ولا يمكننا المبالغة في مدى صعوبتها".
ويثق الباحثون أنه في الأماكن التي تمتاز بشبكات تتبع الزلازل القوية، مثل كاليفورنيا وإيطاليا واليابان واليونان وتركيا وتكساس، يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين معدل نجاحه وتضييق توقعاته إلى بضع عشرات من الأميال.
وتتمثل إحدى الخطوات التالية في اختبار الذكاء الاصطناعي في تكساس، حيث تشهد الولاية معدلا مرتفعا من الزلازل الطفيفة وبعض الزلازل المتوسطة.
وتستضيف شبكة TexNet التابعة للمكتب 300 محطة زلزالية، وأكثر من ست سنوات من السجلات المستمرة، ما يجعلها موقعا مثاليا للتحقق من الطريقة.
اقرأ أيضا: لهذه الأسباب تدرس وزارة العدل الأمريكية تفكيك عملاق التكنولوجيا غوغل وفي نهاية المطاف، يريد الباحثون دمج النظام مع النماذج القائمة على الفيزياء، التي قد تكون مهمة، حيث تكون البيانات ضعيفة، أو في أماكن مثل كاسكاديا، حيث حدث آخر زلزال كبير قبل مئات السنين من تطوير أجهزة قياس الزلازل.
وقال تشين: "هدفنا المستقبلي هو الجمع بين الفيزياء والأساليب القائمة على البيانات، ليقدم لنا شيئا عاما، مثل chatGPT، يمكننا تطبيقه في أي مكان في العالم". ويعد البحث الجديد خطوة مهمة لتحقيق هذا الهدف. وذكر تينكر: "قد يكون هذا بعيدا، لكن العديد من التطورات مثل هذا التقدم، إذا ما أخذناها معا، هي ما يحرك العلم إلى الأمام
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
العلماء يفقدون الثقة بالذكاء الاصطناعي رغم تزايد استخدامه
أظهر تقرير أولي لعام 2025 تراجع ثقة العلماء بالذكاء الاصطناعي رغم تزايد استخدامه، كما سجل انخفاضًا في التوقعات بشأن قدرته على التفوق على البشر في معظم مجالات الاستخدام مقارنة بعام 2024. اعلان
تشير بيانات أولية من تقرير دار النشر الأكاديمية "وايلي" لعام 2025 إلى أن العلماء بدأوا يفقدون الثقة في قدرات الذكاء الاصطناعي، على الرغم من زيادة استخدامه في البحث العلمي.
ووفقًا للتقرير، ارتفعت نسبة العلماء القلقين من مشكلة ''الهلاوس''، وهي قيام نماذج اللغة الكبيرة بتقديم معلومات مختلقة على أنها حقائق، من 51% عام 2024 إلى 64% في 2025، بينما زاد استخدام الذكاء الاصطناعي بين الباحثين من 45% إلى 62%.
كما ارتفعت المخاوف بشأن الأمن والخصوصية بنسبة 11%، بالإضافة إلى تصاعد القلق بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والشفافية.
ويشير التقرير أيضًا إلى تراجع الضجة الإعلامية حول الذكاء الاصطناعي مقارنة بعام 2024، عندما كانت شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة تتصدر العناوين باستمرار.
ففي استطلاع 2024، كان نصف العلماء تقريبًا يعتقد أن الذكاء الاصطناعي قد تجاوز قدرات البشر في أكثر من نصف حالات الاستخدام، لكن هذه النسبة انخفضت إلى أقل من ثلث في 2025.
وتؤكد نتائج التقرير على استنتاجات أبحاث سابقةتقول إن زيادة فهم الأشخاص لطبيعة عمل الذكاء الاصطناعي تقلل من ثقتهم به، بينما يكون الأكثر تفاؤلًا عادة من يفهمون التقنية أقل.
وتوضح الأحداث العملية خطورة هذه المخاوف، فقد أدت الهلاوس التي تصيب نماذج الذكاء الاصطناعي إلى مشكلات كبيرة في المحاكم والمجالات الطبية وحتى في السفر.
ورغم تطور النماذج، أظهرت الاختبارات الأخيرة في مايو أنها ما زالت تنتج هلاوس بشكل متزايد.
ويشير المتخصصون إلى أن شركات التكنولوجيا تواجه معضلة في هذا المجال، إذ يفضل المستخدمون نماذج واثقة من نفسها حتى لو كانت تقدم معلومات غير دقيقة، بينما قد يؤدي القضاء الكامل على الهلاوس إلى فقدان المستخدمين.
وبحسب التقرير، يبدو أن العلماء سيكونون على الأرجح أكثر حرصًا في التعامل مع مساعديهم الذكاء الاصطناعي.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة