واشنطن – أكد البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن شدد في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس الأربعاء على الحاجة الملحة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مقابل الإفراج عن الرهائن.

إلا أن إسرائيل وحركة الفصائل الفلسطينية أصدرتا بيانات جددت من خلالها التأكيد على التمسك بمطالبهما بقوة.

وجاء الاتصال، الذي شاركت فيه كاملا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي، بعد أن أعلن مسؤولو صحة فلسطينيون مقتل 50 فلسطينيا على الأقل في غارات جوية إسرائيلية خلال 24 ساعة.

وقال البيت الأبيض في بيان بشأن الاتصال “شدد الرئيس على الحاجة الملحة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن وناقشا المحادثات المقبلة في القاهرة الرامية لإزالة أي عقبات متبقية”.

ويسعى المفاوضون الأمريكيون والمصريون والقطريون جاهدين منذ أشهر لسد الفجوات بين إسرائيل وحماس. ومن المتوقع أن تُعقد محادثات جديدة في القاهرة في غضون أيام.

لكن إسرائيل وحركة الفصائل جددتا امس الأربعاء تمسكهما بمطالبهما.

وقال مكتب نتنياهو في بيان “ستصر إسرائيل على تحقيق جميع أهدافها للحرب، كما حددها مجلس الوزراء الأمني، بما في ذلك ألا تشكل غزة مرة أخرى تهديدا أمنيا لإسرائيل”.

ونفى المكتب صحة تقرير تلفزيوني إسرائيلي، وقال إن إسرائيل لم توافق على إسقاط مطلبها بالإبقاء على قوات في محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر والذي يشكل نقطة خلاف رئيسية.

وقالت حركة الفصائل في بيان إن محمد درويش رئيس مجلس شورى الحركة استقبل وفدا من حركة الجهاد برئاسة أمينها العام زياد النخالة. وأكد البيان على المطالب الرئيسية لحركة الفصائل والتي تتضمن أن “أي اتفاق لابد أن يحقق الوقف الشامل للعدوان والانسحاب الكامل من القطاع وبدء الإعمار وإنهاء الحصار مع صفقة تبادل جادة”.

جاء اتصال بايدن ونتنياهو بعد زيارة سريعة قام بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط وانتهت يوم الثلاثاء دون التوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحركة الفصائل.

في غضون ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته ضربت حوالي 30 هدفا في أنحاء القطاع شملت أنفاقا ومواقع إطلاق ونقطة مراقبة.

وأضاف أن القوات قتلت عشرات من المسلحين وصادرت أسلحة بينها متفجرات وقنابل يدوية وبنادق آلية.

وقال الدفاع المدني الفلسطيني في غزة إن القوات الإسرائيلية قصفت مدرسة ومنزلا مجاورا في مدينة غزة مما أسفر عن مقتل أربعة على الأقل وإصابة 15 من بينهم العديد من الأطفال.

وقال الجيش في بيان إنه وجه ضربة لمسلحين من حركة الفصائل يعملون في مركز قيادة يقع داخل مجمع كان يستخدم في السابق كمدرسة.

واتهم الجيش حركة الفصائل بمواصلة العمل من داخل منشآت ومناطق مدنية، وهو اتهام تنفيه الحركة.

وفي تعليقه على الهجوم على المدرسة التي تديرها الأمم المتحدة، قال فيليب لازاريني المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في منشور على موقع إكس “تقارير أفادت بمقتل وإصابة أطفال. بعضهم احترق حتى الموت”.

وأضاف “غزة لم تعد مكانا للأطفال. إنهم أول ضحايا هذه الحرب التي لا ترحم. لا يمكننا أن نسمح للوضع الذي لا يطاق بأن يصبح الأمر المعتاد. كفى. لقد تأخر وقف إطلاق النار أكثر بكثير من اللازم”.

وقال مسعفون إن سبعة فلسطينيين في مخيم للنازحين قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على بلدة بني سهيلا قرب خان يونس في جنوب قطاع غزة.

كما أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة في منطقة دير البلح المكتظة بالنازحين في وسط غزة، التي لجأ إليها مئات الآلاف من الفلسطينيين بسبب القتال.

وذكر مسعفون وسكان أن الأوامر التي قال الجيش الإسرائيلي إنها ضرورية لإخلاء المدنيين مما أصبحت “منطقة قتال خطيرة”، سرعان ما تبعها إطلاق نيران من الدبابات، مما أسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة عدد آخر بنيران البنادق الآلية.

وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن أكثر من 40 ألفا قتلوا في الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر تشرين الأول.

وشنت إسرائيل الحملة العسكرية بعد هجوم قادته حركة الفصائل في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وذكرت إحصاءات إسرائيلية أن ذلك الهجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 واحتجاز نحو 250 رهينة.

بالنسبة للنازحين في دير البلح، فاقم عدم إحراز تقدم صوب وقف إطلاق النار من بؤسهم وهم يبحثون عن أي مكان آمن من القتال.

وتساءل النازح أبو راكان (55 عاما) من مدينة غزة في شمال القطاع، والذي اضطر إلى النزوح خمس مرات منذ أكتوبر تشرين الأول “وين نروح؟ وين نروح؟”.

وقال لرويترز عبر تطبيق للتراسل “إحنا بنحس إنهم كل شوي بيقربوا أكتر، أنا بسكن على بعد مئات الأمتار من المناطق المهددة ومن الصبح بفتش عن مكان فاضي في غرب دير البلح وخان يونس والنصيرات على الفاضي”.

ويقول مسؤولون فلسطينيون ومن الأمم المتحدة إن معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة نزحوا عن ديارهم بسبب استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية التي أدت أيضا إلى تدمير مساحات واسعة من القطاع. وحتى في المناطق التي تصنف على أنها آمنة، وردت تقارير متكررة عن سقوط قتلى ومصابين هناك في ضربات إسرائيلية.

 

رويترز

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: حرکة الفصائل إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني: عودة الأسرى المعتقلين في إسرائيل تشكل أولوية في المفاوضات

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن عودة الأسرى المعتقلين في إسرائيل تشكل أولوية في المفاوضات التي تجري مع إسرائيل.

وقال عون خلال لقائه وفد "الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين" إن "عودة الأسرى المعتقلين في إسرائيل تشكل أولوية في المفاوضات، وأن الاتصالات مستمرة لإطلاقهم"، آملا الوصول إلى نتائج إيجابية في أسرع وقت ممكن.

وكان دبلوماسيون إسرائيليون ولبنانيون اجتمعوا الأربعاء 3 ديسمبر 2025، في الناقورة على الحدود، برعاية أمريكية، في أول لقاء مباشر وعلني بين البلدين منذ عام 1993.

يواصل لبنان التحضير للاجتماع المقبل للجنة الميكانيزم المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار في 19 ديسمبر. وشدد الرئيس عون سابقا على أن "لغة التفاوض يجب أن تسود بدل لغة الحرب".

يذكر أن لبنان يتهم إسرائيل بارتكاب آلاف الخروقات لوقف إطلاق النار منذ الحرب الأخيرة، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى لبنانيين، واستمرار احتلال خمس تلال لبنانية بالإضافة إلى مناطق أخرى منذ عقود. وتخشى السلطات اللبنانية من أن يؤدي أي تصعيد إلى اندلاع شرارة لحرب جديدة واسعة النطاق في الجنوب.

مقالات مشابهة

  • ترامب يعلن توسطه في اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا
  • الرئيس اللبناني: عودة الأسرى المعتقلين في إسرائيل تشكل أولوية في المفاوضات
  • أردوغان يدعو بوتين لوقف إطلاق النار على المرافئ ومنشآت الطاقة
  • بعد عام من وقف إطلاق النار.. هل الجيش قادر على الدفاع عن الوطن؟
  • أسفرت عن استشهاد 386 فلسطينيًا.. 738 خرقاً لوقف النار من قوات الاحتلال
  • خروقات إسرائيل لوقف إطلاق النار بعد شهرين من سريانه
  • 3 شهداء في جباليا بينهم طفل دهسته دبابة الاحتلال
  • مصر : القاهرة كثفت جهودها لوقف النار في غزة وإيصال المساعدات
  • الاحتلال يواصل خرق وقف إطلاق النار.. قصف وعمليات نسف متواصلة في غزة
  • قصف إسرائيلي وعمليات نسف متواصلة في غزة رغم اتفاق وقف إطلاق النار