الإمارات تؤكد مكانتها وسيطاً دولياً موثوقاً به في تحقيق التفاهمات الإنسانية
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
عبدالله أبوضيف (القاهرة)
أخبار ذات صلةنجحت الإمارات في التوسط للمرة السابعة هذا العام في صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، حيث تم الإفراج عن 230 أسيراً من الجانبين. هذا الإنجاز يعكس استمرار دور الإمارات وسيطاً محايداً وفعّالاً في الصراعات الدولية، ما يعزز مكانتها دولةً قادرةً على التوسط في النزاعات الصعبة.
وفي تدوينة على منصة «إكس»، وجَّه الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي الشكر للإمارات على دورها في عملية تبادل الأسرى.
وتأتي عملية التبادل الناجحة التي توسطت فيها الإمارات في سياق معقد، خاصة بعد الهجمات الأوكرانية على مدينة كورسك الروسية، والتي زادت من حدة التوترات بين الطرفين. ومع ذلك، تمكنت الإمارات من إتمام هذه الصفقة بنجاح، ما يعكس قدرتها على الحفاظ على قنوات الاتصال المفتوحة بين الدول المتنازعة.
وفقاً للخبراء الذين تحدثوا إلى صحيفة «الاتحاد»، يعتبر نجاح الوساطة الإماراتية في هذه الصفقة تأكيداً على الدور البارز الذي تلعبه الدولة في المشهد الدولي، حيث تمكنت من كسب ثقة الأطراف المتنازعة، الأمر الذي يُعدّ إنجازاً دبلوماسياً مهماً في سياق الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا. هذا الدور لا يقتصر على تحقيق المصالح الإنسانية فقط، بل يمتد ليشمل تعزيز الاستقرار في المنطقة والعالم.
يشير الخبراء إلى أن الإمارات نجحت في الحفاظ على حيادها ومصداقيتها كوسيط، وهو ما مكّنها من التوسط بفعالية بين روسيا وأوكرانيا. وقد أشاد المحللون السياسيون بهذا الدور، مؤكدين أن الإمارات باتت تلعب دوراً محورياً في تعزيز الحلول السلمية للنزاعات، ما يضيف إلى سمعتها كدولة تسعى دائماً لتحقيق السلام والاستقرار. ووصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في هذه الوساطات إلى 1788.
وفي تصريح خاص لصحيفة «الاتحاد»، أكد الخبير السياسي الأوكراني فديم ألكسندر أن الإمارات أثبتت جدارتها كطرف محايد وفعّال في دعم المفاوضات الإنسانية المتعلقة بتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا. وأوضح ألكسندر أن الدور الإماراتي في هذا المجال يُعد نجاحاً ملموساً للدبلوماسية الإماراتية التي تعمل بجدية نحو تعزيز السلام على المستويين الإقليمي والدولي.
وأضاف أن كلا الجانبين، الأوكراني والروسي، أظهرا احتراماً وتقديراً كبيرين للجهود الدبلوماسية الإماراتية، التي ساهمت بشكل مباشر في إيجاد حلول دبلوماسية وتقديم المساعدات الإنسانية للأطراف المتضررة، ما أدى إلى إطلاق سراح الأسرى من الجانبين، وجمع شمل الأسر على مدار العامين الماضيين.
من جهته، أشاد المحلل السياسي الروسي، أندري أونتكوف، في تصريح لصحيفة «الاتحاد»، بالدور الدبلوماسي البارز الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في الأزمة الروسية الأوكرانية، واصفاً إياها بالوسيط الأكثر نجاحاً على المستوى العالمي. وأوضح أونتكوف أن الإمارات تمكنت من إبرام صفقة تبادل أسرى جديدة بين روسيا وأوكرانيا، على الرغم من التصعيد الكبير بين الطرفين، ما يمثل نجاحاً دبلوماسياً هائلاً للإمارات في دفع الجانبين للتوصل إلى تفاهمات إنسانية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات روسيا أوكرانيا موسكو كييف بین روسیا وأوکرانیا أن الإمارات
إقرأ أيضاً:
الكرملين يُعلّق على مهلة ترامب.. وأوكرانيا تعلن مقتل 16 شخصا بقصف على منشأة إصلاحية في زابوريجيا
أعلن الكرملين أنه لا يزال "ملتزما" في تسوية النزاع في أوكرانيا، غداة مهلة جديدة حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنظيره الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب. اعلان
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف ردا على صحافيين "أخذنا علما بتصريح الرئيس ترامب بالأمس" مضيفا "العملية الخاصة تتواصل"، في إشارة إلى استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا المستمر منذ نحو 3 سنوات.
وتابع بيسكوف: "نواصل أيضا التزامنا بعملية سلام لحل النزاع بشأن أوكرانيا والمحافظة على مصالحنا".
تطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن
وأسف الكرملين لـ"تباطؤ" تطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن الذي شجعه ترامب بعد عودته إلى السلطة لكنه عاد وشدد من لهجته حيال روسيا مع تعطل المفاوضات حول النزاع في أوكرانيا.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية "حصل تباطؤ بالفعل" مؤكدا أن موسكو "مهتمة بدينامية" أفضل في عملية تطبيع العلاقات.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الأوكراني وحاكم زابوريجيا أن غارات روسية على منشأة إصلاحية في منطقة زابوريجيا الحدودية جنوب غرب أوكرانيا، ليل أمس، أسفرت عن مقتل 16 شخصًا وإصابة 35 آخرين على الأقل.
وكتب حاكم زابوريجيا، إيفان فيدوروف، عبر تطبيق تلغرام، أن مباني المنشأة قد دُمرت، كما تضررت منازل خاصة مجاورة.
"جريمة حرب"
وقال فيدوروف إن القوات الروسية شنت ثماني ضربات على مقاطعة زابوريجيا مستخدمةً، بحسب التقارير، قنابل جوية شديدة الانفجار.
وأدان أندريه يرماك، رئيس ديوان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغارات ووصفها بأنها "جريمة حرب أخرى" ارتكبتها روسيا.
قال يرماك على حسابه على "إكس" (تويتر سابقاً): "يجب على نظام بوتين، الذي يُصدر أيضًا تهديدات ضد الولايات المتحدة عبر بعض أبواقه، أن يواجه ضربات اقتصادية وعسكرية تُجرّده من قدرته على شن حرب".
ولم تصدر روسيا أي تعليق على هجماتها على زابوريجيا يوم الثلاثاء.
قتلى في هجمات متبادلة
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجمات الروسية على بلاده أسفرت عن مقتل 22 شخصا وإصابة 85 آخرين على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وكتب زيلينسكي على "إكس" (تويتر سابقاً): "بالنسبة للوضع الآن، من المعروف أنه في يوم واحد فقط في اليوم الماضي، عندما شعر الجميع مرة أخرى بالأمل في أن القتل قد يتوقف، قتل الجيش الروسي 22 شخصا في أوكرانيا".
كما أدت ثلاث هجمات على منطقة دنيبروبتروفسك إلى سقوط ما لا يقل عن أربعة قتلى وثمانية جرحى، بحسب ما ذكر رئيس الإدارة المحلية سيرغي ليساك على تلغرام.
وأشار إلى أن هذه الهجمات بواسطة مسيرات متفجرة وقنابل مسيرة استهدفت بلدات ميجييفسكا ودوبوفيكيفسكا وسلوفيانسكا.
Related روسيا: غارات المسيرات الأوكرانية على محطات الطاقة في زابوريجيا تركت 600 ألف مدني دون كهرباء لا مؤشرات على استعدادات روسية لإعادة تشغيل محطة زابوريجيا النووية بأوكرانياغارات روسية على أوديسا وزابوريجيا بعد 24 ساعة من انتهاء هدنة عيد الفصحوفي روسيا، قتل شخص ليل الإثنين الثلاثاء في منطقة روستوف الجنوبية إثر هجوم أوكراني بمسيرات، على ما أعلن حاكم المنطقة يوري سليوسار.
وكتب سليوسار على تلغرام أن الهجوم استهدف مناطق سالسك وكامنسك شاختينسكي وفولغودونسك وبوكوفسكي وتاراسوفسكي.
وفي سالسك "تضرّرت سيارة في شارع أوترافسكي وقتل السائق الذي كان فيها للأسف"، بحسب الحاكم.
كما أفادت السكك الحديد الروسية أن حطام مسيرات سقط على محطة سالسك ملحقًا اضرارًا بقطار ركاب وقطار بضائع، بدون التسبب بإصابات.
وقال القائم بأعمال حاكم منطقة روستوف في جنوب روسيا يوري سليوسار يوم الثلاثاء، إن هجمات متعددة بطائرات أوكرانية مسيرة في المنطقة أسفرت عن مقتل شخص واندلاع حريق في محطة للسكك الحديدية.
وقال سليوسار عبر تلغرام إن سيارة في بلدة سالسك تضرّرت نتيجة للهجوم، مما أسفر عن مقتل السائق. وأضاف أن حريقًا اندلع أيضًا في محطة القطار بسالسك، وأنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات هناك.
مهلة من ترامب ومفاوضات متعثرة
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين إنه يعتزم تقصير الموعد النهائي الذي كان قد حدده لمدة 50 يوما للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في أوكرانيا، وذلك بعدما واصلت روسيا قصف المدن الأوكرانية.
وأشاد زيلينسكي بترامب على "عزمه الواضح" في الدعوة إلى تقصير الموعد النهائي لإنهاء الحرب وشكره "على تركيزه على إنقاذ الأرواح ووقف هذه الحرب الفظيعة".
ولم تغير جولة المفاوضات الثالثة بين روسيا وأوكرانيا التي عقدت في اسطنبول الأسبوع الماضي كثيراً في مجريات الحرب رغم الاتفاق على تبادل ما لا يقل عن 1200 أسير حرب.
وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن روسيا وأوكرانيا ستجلسان إلى طاولة السلام في تركيا "خلال وقت غير بعيد"، لبدء الجولة الرابعة من المفاوضات.
شنّت روسيا هجمات منتظمة على زابوريجيا باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ وقنابل جوية، منذ بداية الحرب التي بدأتها روسيا بغزو شامل لأوكرانيا عام 2022.
وأعلنت روسيا من جانب واحد في بداية الحرب ضمها لأجزاء من زابوريجيا ومناطق داخل وحول ثلاث مناطق أوكرانية أخرى. ووصفت كييف وحلفاؤها الغربيون هذه الخطوة بأنها استيلاء غير قانوني على الأراضي.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة