الثورة نت:
2025-12-12@08:31:18 GMT

الوظيفة العامة وعلاقتها بالولاء والانتماء

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

 

ثلاثي مصادر الولاء والانتماء للوطن التي يتشربها الإنسان في أي مجتمع من المجتمعات تنحصر في ثلاث مصادر أولها الأسرة وهي النواة الأولى لولادة الفرد ونشأته وطفولته، فالأسرة تمثل اللبنة الأولى التي يرضع فيها الإنسان حب الوطن فطريا بحكم الولادة ويربى على الولاء للوطن منذ الصغر، ثم يأتي ثانيا دور المدرسة ومراحلها المختلفة حتى الجامعة، ويلقى على كاهل العملية التعليمية الدور الأكبر والمتمم لدور الأسرة في نضج الإنسان فكريا وتعليميا وانتماء وطنيا، وأخيرا تأتي المرحلة الثالثة وهي مرحلة عطاء الفرد لوطنه ونفسه وهي مرحلة حصاد المرحلتين السابقتين للأسرة والتعليم ( مرحلة العمل )، والعمل أو الوظيفة هو جوهر هذا المقال والغاية منه، ولا أظن أن هناك من يخالف الاتجاه القائل أن العلاقة بين المواطن ووطنه يعمقها ارتباطا أو فتورا مسألة العمل لأنه المصدر الأخير الذي يحدد علاقة الإنسان بوطنه ثم بكل شيء من حوله، كما لا يختلف اثنان أن من حق كل شخص في أي مجتمع من المجتمعات التمتع بعمل لائق يحفظ له كرامته، وان عدم تمكن الإنسان من العمل اللائق يشعره بالظلم بل وبالغربة في وطنه، فمبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع الموظفين والعاملين من الدين بل هو مرتكز أساسي من مرتكزات الدولة العادلة والقوية، فشعور الإنسان بالدونية وبأنه مضطهد ومستغل في العمل وأنه ينزف تعبا من أجل الفتات والذي لا يسد رمق عيشه وأسرته لبضعة أيام فقط من الشهر، بينما غيره أقل منه خبرة وعلما ومجهودا في وضع مالي ووظيفي أحسن منه بكثير نتيجة المحسوبية والوساطة ينعكس ذلك سلبا على الموظف وعلاقته بالعمل والإخلاص له، وهو ما يؤثر بعد ذلك على عدم رغبة الموظف والتواصل بشكل مريح مع محيطه سواء في بيئة العمل أو خارجه.


ومن المهم التوقف عند أهمية العمل في تحديد علاقة الفرد بذاته، فالعمل حينما يتسم بالتمييز والتفرقة يعتبر بيئة عمل غير لائقة ويجعل الموظف في حالة توتر وخصومة مع نفسه وبالتالي مع الآخرين ومحيطه الاجتماعي، مما يجعل من أولئك الذين يشعرون بالغبن والتفرقة قنابل موقوتة قابلة للانفجار أو عرضة لتوظيفهم لصالح أجندات خارجية، ومما يزيد في القلب غصة ترك بعض الموظفين مهمشين بدون عمل (وهو ما يعرف بالبطالة ) وأغلب حالات البطالة المقنعة والتهميش المتعمد تكون من نصيب ذوي الضمائر الحية، والمخلصين في أعمالهم من أصحاب الكفاءات والشهادات العلمية ..
إن الشعور بالمهانة نتيجة التهميش المتعمد له أثره الخطير على الموظف والمجتمع والوظيفة العامة سيما إذا ما طالت فترة البطالة وكثر الظلم على الموظف، وأوصدت أمام تلك الكفاءات أبواب العمل اللائق والمناسب لخبراتهم ومؤهلاتهم .. فإذا كانت من مقتضيات الوطنية القيام بالواجبات والمسئوليات بكل أمانة وصدق، فإن المساواة بين الموظفين من أهم أسس المواطنة في الإسلام، وهي من أهم الدوافع التي تعمق الولاء للوطن ولقيادته، وهي كذلك أحد الأسس الجالبة للأمن المجتمعي والنجاة من الفتن ..
إن تطبيق مبدأ المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات واحترام إنسانية الإنسان، وتقدير ذوي الكفاءات وأصحاب الشهادات والخبرات العلمية والعملية ووضعهم في وظائف تليق بهم وعامل رئيسي لتقدم الوطن ومحبته والافتخار به، وصيانته والدفاع عنه، والحرص على سلامته، واحترام ومحبة أفراد المجتمع بعضهم البعض .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

كلمة رئيس الجهاز بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان

يشهد العالم الاحتفال باليوم العالمى لحقوق الإنسان والذى يأتى هذا العام تحت شعار " حقوق الإنسان ركيزة كرامتنا في الحياة اليومية " وهو مناسبة يجدد فيها المجتمع الدولى التزامه بضمان حقوق كل فرد في المجتمع ، والعمل على جعل هذه الحقوق جزءًا ملموسًا من حياتنا اليومية .
وفى هذا الإطار يسهم الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء ، من موقعه الوطنى الحيوى في تعزيز حقوق الإنسان من خلال توفير بيانات واحصاءات دقيقة وموثوقة تمكن صناع القرار والمجتمع من اتخاذ قرارات مبنية على الحقائق وتعزز الشفافية والمساءلة ، وتدعم العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة . فعلى سبيل المثال لا الحصر مسح صحة الأسرة المصرية ، معدلات البطالة وتوزيع الدخل ومستويات الفقر ، مؤشرات ذوى الإعاقة ، العنف ضد المرأة ، الزواج المبكر وغيرها من الإحصاءات التي تسهم في تقييم مدى تمتع الأفراد بحقوقهم الأساسية وتوفر أساسًا لتحسين السياسات ودعم جهود التنمية .
وفى هذا السياق وقع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في أغسطس 2025 بروتوكول تعاون مع المجلس القومى لحقوق الإنسان بهدف تعزيز أهمية البيانات والمعلومات الاحصائية واستخدامها للاسترشاد بها في وضع وتنفيذ وتقييم السياسات والبرامج الوطنية التي تؤثر على حقوق الانسان وحمايتها وكذا تعزيز التعاون في مجال جمع البيانات وتصنيفها ونشرها وتحليلها بشكل لا يتعارض مع سريتها طبقا للقانون الاحصائى . 
إن المعلومات الدقيقة ليست مجرد أرقام ، بل هي أداة تمكين للمجتمع ، وقاعدة أساسية لصياغة السياسات العامة ، وضمان وصول الحقوق إلى جميع المواطنين على نحو عادل ومتكافئ .
وختامًا أؤكد أن حقوق الإنسان ليست شعارات نحتفل بها بل هي التزام مستمر وأساس لتحقيق حياة كريمة لكل مواطن . كما أؤكد التزامنا الكامل بتوفير البيانات الموثوقة التي تسهم في دعم هذه الجهود واتخاذ القرارات القائمة على البيانات في مجال حقوق الإنسان .

مقالات مشابهة

  • كلمة رئيس الجهاز بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان
  • النائب طلال النسور يدعو لدعم الموظفين والمتقاعدين فوراً
  • وقف ترقية الموظفين في قانون الخدمة المدنية لتلك الحالات
  • سعيد عبد الحافظ: العمل الحقوقي في مصر يشهد مرحلة تعاون غير مسبوق مع مؤسسات الدولة
  • مفوض أممي: يجب ضمان حماية المدنيين في غزة وتقصي الحقائق لما يحدث بها
  • مناشدة لوزير التربية والتعليم من موظف بمديرية الجيزة التعليمية للمطالبة بالعودة إلى العمل
  • في اليوم العالمى لحقوق الإنسان.. وزير الخارجية يزور مستشفى ٥٧٣٥٧
  • محافظ المنوفية: مضاعفة الجهود وانجاز العمل في مشروع رفع كفاءة نفق البساتين
  • الإمارات تحتفي باليوم العالمي لحقوق الإنسان
  • هند عاكف لـ«الوفد»: "فيلم الأسير" مرحلة مهمة في مسيرتي وعودتي للسينما أسعدتني