المفاوضات في القاهرة تحت ضغط التصعيد: التحديات التي تواجه إسرائيل وغزة
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
أغسطس 25, 2024آخر تحديث: أغسطس 25, 2024
المستقلة/- في ظل التصعيد المستمر في الشمال، توجه رئيسا جهازي الموساد والشاباك، ديفيد برنياع ورونين بار، إلى القاهرة لاستكمال المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار في غزة. تأتي هذه الزيارة في وقت حساس، حيث تتزايد الضغوط على الجانبين للتوصل إلى اتفاق ينهي التصعيد العسكري المتواصل.
وفقًا لموقع “أكسيوس”، نقل مسؤولون إسرائيليون خريطة محدثة بشأن نشر القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا، وهو محور حساس على الحدود بين قطاع غزة ومصر. هذه المحادثات تهدف إلى إزالة العقبات الأخيرة التي تعترض سبيل التوصل إلى اتفاق شامل يشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
في حين أن “رويترز” نقلت عن مصادر مطلعة أن الخلافات حول وجود عسكري إسرائيلي مستقبلي في غزة تعرقل التوصل إلى اتفاق، يبرز موقف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي نفى التقارير حول دراسة نشر قوات دولية في محور فيلادلفيا. وأكد المكتب أن إسرائيل ملتزمة بالسيطرة الكاملة على هذا المحور لمنع حماس من إعادة تسليحها واستئناف الهجمات.
في الوقت نفسه، أعلنت مصادر لبنانية وإسرائيلية عن تنفيذ الجيش الإسرائيلي أكثر من 40 غارة على مناطق في جنوب لبنان، في ما وصفته بعملية “هجوم استباقي” ضد حزب الله. هذا التصعيد يأتي في سياق إعلان “حزب الله” بدء هجوم على إسرائيل رداً على اغتيال أحد أبرز قيادييه، فؤاد شكر، في هجوم جوي على هدف عسكري إسرائيلي.
هذه التطورات تعكس تعقيدات المشهد الإقليمي وتزيد من الضغط على المفاوضات الجارية في القاهرة. التوترات المستمرة في الشمال وتأثيرها على المسار السياسي والأمني يجعل من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مسألة ملحة ومعقدة. في ظل هذه الظروف، تظل الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كانت المفاوضات ستنجح في تحقيق الاستقرار المطلوب أو ستظل تصطدم بالعقبات التي تهدد السلام المستدام في المنطقة.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: إلى اتفاق
إقرأ أيضاً:
الوسطاء يدعون لاستئناف المفاوضات حول غزة
شعبان بلال، حسن الورفلي (غزة، القاهرة، واشنطن)
وجه الوسطاء في مصر وقطر دعوة إلى وفدي حماس وإسرائيل لاستئناف العملية التفاوضية خلال الأسبوع الجاري، وذلك بعد تسلم الحكومة الإسرائيلية رد حركة حماس حول موقفها من صفقة تبادل الرهائن والأسرى ضمن الإطار العام للهدنة المقترحة لمدة 60 يوماً، بحسب ما أكده مصدر لـ«الاتحاد».
وأوضح المصدر أن رد حركة حماس الذي تقدمت به للجانب الإسرائيلي يمكن البناء عليه في عملية المفاوضات، مشيراً إلى وجود نية لدى الحركة للتشاور بشكل أعمق حول مطالبها بخصوص انسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض المناطق في غزة.
ولفت المصدر إلى أن الجانب الإسرائيلي أخطر الوسطاء بأنه سيسحب وفده المفاوض من الدوحة إلى تل أبيب، وذلك لإجراء المزيد من المشاورات والنقاشات، حيث لا يمتلك الوفد الإسرائيلي المفاوض الصلاحيات الكاملة للاتفاق على الهدنة الإنسانية.
وأكد المصدر أن وزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية رون ديرمر يتابع بشكل دقيق عملية التفاوض بين حماس وإسرائيل من خلال الوفد الفني الإسرائيلي، موضحاً أن ديرمر يسعى للتوصل لاتفاق لا يظهر إسرائيل وكأنها «مهزومة» في المواجهة مع حماس، حيث تتمكن الحكومة الإسرائيلية من بناء منطقة عازلة تحيط كل مناطق غزة.
على جانب آخر، بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جهود مصر المكثفة للوساطة من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الرهائن والمحتجزين، كما تم التأكيد على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ وملائم إلى أهالي القطاع.
وأكد الرئيس الفرنسي في هذا الصدد دعم بلاده الكامل للمساعي المصرية، كما شدد الجانبان على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.
وشدد محللون أميركيون على أن التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة يواجه تحديات معقدة، أبرزها عدم استعداد إسرائيل للانسحاب الكامل من القطاع، وغياب الضمانات الفعلية لالتزام الأطراف بوقف العمليات العسكرية، إضافة إلى انشغال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بملفات دولية أخرى، مثل الأزمة الأوكرانية والملف الإيراني.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الرئيس ترامب لم يمارس ضغطاً كافياً على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لدفعه نحو التوصل إلى اتفاق في غزة، إضافة إلى أن الفصائل الفلسطينية مطالبة بأن تبدي قدراً من المرونة، مؤكدين أن العقبة الحقيقية ليست في التوصل إلى اتفاق، بل في إبرام اتفاق لا ينهار بعد أيام.
وأكد المحلل السياسي الأميركي، توت بيلت، أن التحدي الأكبر يكمن في بناء الثقة بين الطرفين، مشدداً على أن التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يمثل خطوة أولى ضرورية في هذا الاتجاه.
وأوضح بيلت، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإشكالية الأبرز تكمن فيما سيحدث بعد توقف الحرب، منوهاً بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أشار إلى ضرورة أن تتحمل إسرائيل مسؤولية الأمن، لكن لا يزال من غير الواضح ما شكل هذا الترتيب أو مدى قبوله لدى الفلسطينيين، خاصة أنه يمس سيادتهم بشكل مباشر.
من جهته، أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، نبيل ميخائيل، أن هناك عدة تحديات تعرقل وقف إطلاق النار في غزة، أبرزها تعنت نتنياهو الذي زار واشنطن من دون أن يقدم أي التزام باتفاق لوقف إطلاق النار، إلى جانب استمرار رغبة إسرائيل في السيطرة على القطاع وتهجير سكانه.
وذكر ميخائيل، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الرئيس الأميركي لا يزال منشغلاً بملف إيران، ويسعى إلى تهدئة التوتر على الجبهة الإسرائيلية الإيرانية، إضافة إلى تركيزه على الأزمة الأوكرانية، مشيراً إلى أن ترامب لم يمارس ضغطاً كافياً على نتنياهو لدفعه نحو التوصل إلى اتفاق في غزة، وكان من الضروري أن تبدي الفصائل الفلسطينية قدراً من المرونة.
في السياق، شددت الباحثة في العلاقات الدولية في واشنطن، إيرينا تسوكرمان، على أن التحديات التي تواجه الولايات المتحدة والوسطاء الدوليين في مساعيهم لوقف إطلاق النار في غزة، لا تتعلق فقط بصياغة شروط الاتفاق على الورق، بل ترتبط أيضاً بانقسامات هيكلية عميقة تشمل الجوانب الدبلوماسية والشرعية والإرادة السياسية، والتي تنعكس بوضوح في أرض الواقع وكذلك خلف الكواليس في غرف المفاوضات.
وقالت تسوكرمان، في تصريح لـ«الاتحاد»: إن الصراع تجاوز منذ فترة طويلة مجرد فكرة «وقف إطلاق النار مقابل الرهائن»، مشيرة إلى أن إسرائيل تعتبر أن أي اتفاق لا يتضمن تفكيك أو تحييد القدرات العسكرية للفصائل الفلسطينية بشكل دائم يُعد إخفاقاً استراتيجياً.