الاتحاد الأوروبي: مادورو يفشل في تقديم "الأدلة القاطعة" لتأكيد فوزه بالانتخابات الفنزويلية
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
قال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي يوم السبت، إن الرئيس نيكولاس مادورو لم يقدّم حتى الآن "الأدلة العلنية اللازمة" لإثبات فوزه في انتخابات يوليو. يأتي هذا التصريح بعد أيام من تأييد المحكمة العليا لمزاعم الحكومة بالفوز، مما ألقى بظلال من الشك على نزاهة العملية الانتخابية وشرعيتها.
انضمت الكتلة الأوروبية إلى أصوات أميركا اللاتينية والولايات المتحدة في رفض التصديق على قرار المحكمة العليا الفنزويلية.
وأشار جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي، في بيان: "لن تُقبل النتائج إلا إذا كانت كاملة ويمكن التحقق منها بشكل مستقل".
جاءت تصريحات بوريل متزامنة مع مطالبات قادة البرازيل وكولومبيا بنشر النتائج، مؤكدين أن "استعادة مصداقية العملية الانتخابية تعتمد على النشر الشفاف للبيانات القابلة للتحقق".
ورغم عدم رفض الرئيسين البرازيلي لولا دا سيلفا والكولومبي غوستافو بيترو بشكل مباشر لشهادة المحكمة، إلا أن تعليقاتهم جاءت في وقت حساس، إذ ينتظر الكثيرون كيف سيتعامل الزعيمان، وكلاهما حليفان مقربان من مادورو، مع هذا الموقف نظرًا لدورهما في تسهيل المحادثات بين الأطراف.
في الوقت الذي يدّعي فيه مادورو فوزه في الانتخابات، يواصل رفضه الكشف عن النتائج، بينما تتهمه المعارضة بمحاولة تزوير النتائج. وقد جمع متطوعون من المعارضة نسخًا من كشوف فرز الأصوات من 80% من 30,000 مقصورة اقتراع في البلاد، والتي أظهرت تقدم مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس بفارق يزيد عن 2 إلى 1. ومع ذلك، زعمت المحكمة العليا وكيانات حكومية أخرى أن هذه الإحصاءات مزورة.
ورفضت الحكومة الفنزويلية تصريحات بوريل ووصفتها بأنها "تدخل سافر"، محذرة من أن "عدم احترام سيادة فنزويلا" من قبل الاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى تأثيرات خطيرة على العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية.
في المقابل، أشار لولا وبيترو إلى أنهما "أخذا علما" بحكم المحكمة، لكنهما أضافا أنهما ما زالا ينتظران النتائج النهائية. ودعوا جميع الأطراف في فنزويلا إلى "تجنب العنف والقمع"، في وقت شهدت فيه البلاد اعتقال أكثر من ألفي شخص إثر احتجاجات شعبية على النتائج.
مع تزايد حملة القمع، اختبأت الشخصية المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، في حين أعلنت الحكومة أنها ستستدعي غونزاليس للإدلاء بشهادته تحت القسم، مدعية أنه كان جزءًا من محاولة لنشر الذعر عبر التشكيك في نتائج الانتخابات.
رغم تعرض لولا وبيترو لانتقادات سابقة بسبب سياساتهما المتساهلة تجاه مادورو، إلا أن موقفهما أصبح أكثر حزمًا في الأشهر الأخيرة، خاصة بعد تداعيات الانتخابات. وأكد الزعيمان استعدادهما لتسهيل الحوار بين الحكومة والمعارضة، مشددين على أن "التطبيع السياسي في فنزويلا يتطلب الاعتراف بأنه لا يوجد بديل دائم للحوار السلمي والتعايش الديمقراطي".
المصادر الإضافية • أب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية في خضم الأزمة مع فنزويلا.. بريطانيا ترسل سفينة حربية إلى غويانا فيديو: مقتل 16 شخصاً على الأقلّ في حادث مروري مروّع بفنزويلا قبل أسبوع من عملية مخطط لها.. فرار زعماء عصابة من سجن بفنزويلا الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل نيكولاس مادورو الانتخابات في فنزويلا كرستينا فيرنانديز كيرشنرالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب الله روسيا إسرائيل فيضانات سيول السياسة الإسرائيلية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب الله روسيا إسرائيل فيضانات سيول السياسة الإسرائيلية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل نيكولاس مادورو الانتخابات في فنزويلا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب الله روسيا إسرائيل فيضانات سيول السياسة الإسرائيلية لبنان غرائب المسلمون محكمة حكم السجن تهديد إرهابي السياسة الأوروبية الاتحاد الأوروبی یعرض الآن Next فی فنزویلا
إقرأ أيضاً:
ما حدود خيارات ترامب في فنزويلا؟
يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إرسال إشارات متباينة بشأن فنزويلا، وسط تصاعد التوتر بعد مصادرة ناقلة نفط قبالة سواحل هذا البلد، أمس الأربعاء، في خطوة تزيد الضغط على كاراكاس وتثير تساؤلات حيال إستراتيجية واشنطن.
وتساءل عدد من المراقبين عن إستراتيجية الولايات المتحدة بين محاربة تهريب المخدرات والسعي إلى تغيير النظام في كاراكاس، على خلفية انتشار عسكري أميركي واسع في المنطقة وشنّ ضربات على قوارب تشتبه واشنطن بتورطها في الاتجار بالمخدرات.
نحو عملية بريةوقال ترامب في مقابلة مع موقع بوليتيكو، الثلاثاء، إن "أيامه باتت معدودة"، في إشارة إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، من دون أن يكشف كيف ينوي تحقيق ذلك.
ولدى سؤاله عما إذا كان يستبعد إرسال قوات أميركية برية، تجنب ترامب الرد بشكل حاسم، مدركا أن أي عملية كبيرة، على غرار غزو واسع النطاق، لا تحظى بأي دعم سياسي في الولايات المتحدة.
ورغم ذلك، أكد ترامب علنا أنه منح الضوء الأخضر لعمليات سرية في فنزويلا، وأشار قبل أسابيع إلى احتمال حصول عمليات برية "قريبا جدا".
ويرى ويل فريمان من مجلس العلاقات الخارجية، أن التعزيزات العسكرية الأميركية في البحر الكاريبي قد تكون "عملية ذات طابع نفسي أكثر منها عسكرية، هدفها التخويف وإثارة الذعر".
ما الأهداف المحتملة؟يشير الخبير في الشؤون الفنزويلية لدى مجموعة الأزمات الدولية فيل غونسون إلى أن الإدارة الأميركية قد تعتبر أنه "من المعيب للغاية وستفقد الكثير من مصداقيتها إذا اكتفت بإعطاء الأمر للأسطول بالمغادرة" من دون القيام بأي خطوة.
فقد نشرت الولايات المتحدة في الكاريبي قوة بحرية هائلة تضم 11 سفينة بينها حاملة الطائرات "جيرالد فورد"، الأكبر في العالم.
ويقول فريمان "ربما سنشهد نوعا من التدخل العسكري البري، على الأغلب في فنزويلا وربما في كولومبيا. لكنني لا أعتقد أن ذلك سيكون كافيا لإسقاط مادورو".
إعلانويُرجّح خبراء أن تستهدف الولايات المتحدة "منشآت عسكرية" قد تقول إنها متورطة في تهريب المخدرات، أو "أحد معسكرات جيش التحرير الوطني قرب الحدود الكولومبية"، كما يوضح فريمان.
وقد تستهدف واشنطن أيضا مختبرات تصنيع المخدرات، رغم أن عدد هذه المواقع محدود في فنزويلا، وفق غونسون.
ويتفق كثيرون على أن الفنتانيل، المسؤول الرئيس عن وفيات الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة، يأتي أساسا من المكسيك.
لكن واشنطن صنفت عددا من عصابات المخدرات في المنطقة "منظمات إرهابية أجنبية"، بما فيها "كارتيل الشمس" في فنزويلا، مما قد يشكل مبررا لأي هجوم.
ما الهدف النهائي؟عندما سُئل ترامب من بوليتيكو عن هدفه النهائي، أجاب "أن يُعامل شعب فنزويلا بشكل جيد".
وخلال ولايته الأولى (2017-2021)، قاد سياسة "الضغوط القصوى" ضد فنزويلا، من دون أن تحقق نتيجة تُذكر.
وليس الرئيس الأميركي من مؤيدي سياسات تغيير الأنظمة، بل يميل إلى مقاربة في الدبلوماسية تقوم على "الصفقات"، حاول تطبيقها مع مادورو عبر إرسال مبعوثه ريتشارد غرينيل.
لكن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ذا الأصول الكوبية والمعروف بمعاداته لسلطتي كاراكاس وهافانا، دفع خلال أشهر قليلة نحو سياسة أكثر تشددا.
ورغم كل ذلك، يشكك الخبراء في فعالية هذه الإستراتيجية.
ويقول فريمان "أتوقع أن يبقى مادورو في السلطة"، من دون أن يستبعد توصّل واشنطن وكاراكاس إلى اتفاق يمكن لترامب أن يقدّمه كإنجاز، "اتفاق حول المهاجرين، أو المخدرات، أو أي ملف آخر".
أما غونسون فيرى أنه إذا أسقطت الولايات المتحدة مادورو، فستكون هناك "بيانات غاضبة كثيرة منددة باستخدام القوة"، لكن "كثيرين سيتنفسون الصعداء في الخفاء".
ويخلص الخبير إلى القول إن السؤال الحقيقي الآن هو لـ"معرفة إذا ما كان ذلك سينجح أم لا".