وجدي كامل
نحن امام ثلة عسكرية لصوصية حاكمة دون غطاء شرعي، ونحن امام تنظيم مهيمن على مقدرات وثروات عبر، وفيما تبقى من مؤسسات دولة من المتأسلمين الاشرار، والمليشيات المتفلتة في نزوع شرس لحرق الارض ومن فيها من بشر واشياء.
نحن ازاء كارثة انسانية باكثر من وجه وذيل تتطلب عملا ضخما من اعادة التأهيل لفكر حل الازمات ومواجهة الحقائق الطاحنة بما سببته الحرب من معاناة وكدر لغالبية اهل السودان دونما ذنب جنوه سوى انهم ثاروا في وجه الظلم والكيد لهم باسم الدين لقرابة الثلاثين عاما.
تمضي الى العامين هذه الحرب، واوارها يشتد وخرابها يتراكم بآليات لا ترحم. كل ذلك يحتم عملا نوعيا من القوى المدنية المنظمة وغير المنظمة تتجاوز فيه نفسها ومحاولاتها المحدودة للحيلولة دون استمرار الحرب. فما عادت حلول وافكار المقاومة السياسية التقليدية المبذولة، القائمة بقادرة على احراز اي نتائج فورية فعالة لحل المعادلة اللئيمة، والواقع المائل الماثل على الارض.
السودانيون ذوي التخصص والكفاءة في علم فض النزاعات وحل الازمات كثر، ونشهد لهم في اروقة الهيئات والمنظات الدولية ادوارا لا تخطئها العين ولكنهم وللاسف لا يمثلون في تنظيمات القوى المدنية السياسية النشطة في معارضة الحرب والعمل لاجل ايقافها.
عدم تمثيل هذه الشريحة الهامة المتخصصة في العمل الذهني الدقيق لمثل هذه المشكلات يعكس تراثا من النقائص والعيوب في عمل القوى السياسية المدنية عبر التاريخ لحل معضلات السياسات العامة بالسودان. فهؤلاء هم الاقدر بصفة تتفوق على السياسيين العاديين، المنظمين المنخرطين في المنظمات والاحزاب، وعلى هاتين الاخيرتين وعى الدرس التاريخي والانفتاح على هذه الشريحة التى نطالع مقالاتها واوراقها ونتعرف على مشاركاتها في الفضاءات الاسفيرية بالندوات والسمنارات المقامة اثناء الحرب وعلى هذه الايام.
بدون اشراك هؤلاء لابتكار مقاومة بأفكار جريئة جديدة يشارك في انتاجها كذلك كل الناس المكتويين بنار الفقد والخسارات الفادحة ستبقى الاشياء على تداع مستمر اكثر مما هى عليه الآن، وستتسع دوائر الفاقة، والعوز، والمرض، والجوع، وسيطول النزوح من الديار والبقاء في انتظار مفتوح لقادم لن يأتي ابدا. فالقادم الاقرب هو الشبح المقسم للبلاد والمفتت لوجودها.
تعميق الاحساس بالمسؤولية، واتحادنا وتكافلنا كضحايا لهذه الحرب وتحسين المحتوى الاعلامي، وترقيته اخلاقيا في منصات التواصل ياتي في مقدمة اسباب العثور على الافكار المحررة بعد ان صارت المنصات دار حرب اخرى ومكبا لسائر الافكار المضادة لايقافها.
المجتمع الدولي والاقليمي بدوله،وحكوماته، ومنظماته لن يتمكن من ابتكار طوق او طرق لنجاتنا، وان اتصفت مبادراته بحسن النوايا، هذا ان لم نقل انه لا يخلو من لاعبين مشاركين منه في الحرب الدائرة واصحاب مصلحة في استمرارها بشكل او آخر. نحن من نصنع الحلول, وان صعبت ولكن بوضع التفكير لضخامة الدور الخارجي الدولي والاقليمي.
آفة هذه الفتنة يمكن تلخيصها في ان كل منا، افرادا وجماعات ، وتنظيمات سياسية، ومنظمات، ومهما جمعتها من روابط الا انها تتحدث الى حائط مبكاها الخاص، وتضع القصاصات الورقية لشكاويها بين شقوقه لعناية مجهول.
wagdik@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
خطوات إقامة الدعوى المدنية عن بعد
أتاحت وزارة العدل خدمة إقامة الدعوى المدنية عن بعد من خلال موقع مصر الرقمي، والتى يمكن المحامى رفع الدعوى المدنية إلكترونيا على مرحلتين.
المرحلة الأولى تبدأ من خلال تسجيل المحامي على منظومة إدارة ملفات القضايا المدنية.
فيما تتضمن المرحلة الثانية، قيامه بقيد الدعوى عن بعد، وفيها يتمكن المحامي من إقامة الدعوى المدنية عبر صفحة خدمات المحاكم ببوابة مصر الرقمية وفق الخطوات التالية:
1-اختيار اسم المحكمة، ونوع الجدول من القوائم المتاحة، وتسجيل اسم الدعوى، ثم تسجيل بيانات أطراف الدعوى، وموضوعها، وطلبات المدعين، والتوكيلات الصادرة له.
2-تتولى المنظومة تكوين صحيفة الدعوى بناء على ما سجل من بيانات، وتضيف لها QR Code يتضمن بيانات الصحيفة بغرض تأمينها.
3-بعد معاينة المحامي للصحيفة يقوم بطباعتها، وتوقيعها بمداد مميز بلونه، ويقوم بمسحها ضوئيا.
4-يرسل صور الصحيفة والتوكيلات ومستندات الدعوى للمنظومة.
5-يراجع الموظف المختص بالمحكمة ما أرسله المحامي، وبعد التأكد من استيفاء البيانات والمستندات يُرسَل إشعار للمحامي بالمبالغ المستحقة عن إقامة الدعوى.
6-يتلقى المحامي إشعارًا بالمبالغ المستحقة، فيسددها إلكترونيا من خلال منظومة المدفوعات الحكومية.
7-يتلقى الموظف إشعاراً يفيد سداد الرسوم، فيتخذ إجراءات قيد الدعوى على منظومة إدارة ملفات القضايا التي تنشئ رقم الدعوى، وتاريخ القيد، ورقم الدائرة، وتاريخ الجلسة آليًا.
8-يرسل النظام تنبيها للمحامي بقيد الدعوى وبياناتها.
9-يلتزم المحامى بتسليم أصل صحيفة الدعوى إلى قلم الكتاب أو أمام المحكمة بجلسة نظر الموضوع.