في غياب الكبير والشكري.. المانع يعدد أولويات مجلس إدارة المركزي المكلف من الرئاسي
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
ليبيا – نشر موقع “بيزنس نيوز واير” الإخباري البريطاني مقال رأي بقلم مصطفى المانع عضو جماعة الاخوان المسلمين والعضو في لجنة إدارة المصرف الليبي الخارجي تضمن تحليلات مالية مهمة.
المقال الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد تمحور حول الأولويات الاستراتيجية للمصرف المركزي.. وفيما يلي نص المقال:
مع المناقشات الدائرة حول تعيين مجلس إدارة جديد للمصرف المركزي يتجه التركيز لأولويات استراتيجية يجب على المجلس تحديدها لضمان الاستقرار المالي والاقتصادي فالمرحلة حاسمة في ظل تحديات اقتصادية فالتضخم وتقلب أسعار الصرف وإدارة الاحتياطيات الأجنبية ووضع سياسي لا مستقر.
ما يعني بلغة مبسطة قدر الإمكان حتى يفهمها الجميع مع الأخذ في الاعتبار أن المصرف المركزي وإدارته تجاوزا مستوى السلطة والنخبة ليصبحا شأنا وطنيا استحوذ على اهتمام الجميع ألخص أولويات الإدارة الجديدة على النحو التالي:
استعادة الثقة في النظام المالي:
من أبرز الأولويات لمجلس الإدارة الجديد استعادة الثقة في النظام المالي والمصرفي الليبي وهذا أمر ضروري لإعادة بناء الاقتصاد وجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية.
توحيد السياسة النقدية:
بعد سنوات من الانقسام السياسي والاقتصادي في ليبيا من الأهمية بمكان توحيد السياسة النقدية على مستوى الدولة ويتعين على مجلس الإدارة الجديد التنسيق بين الفروع المختلفة للمصرف المركزي في طرابلس وبنغازي لضمان تماسك السياسة النقدية وتناسقها وتوحيد النظام المصرفي وستكون هذه الخطوة حيوية في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتعزيز ثقة المستثمرين.
معالجة التضخم وأسعار الصرف:
التضخم وارتفاع أسعار الصرف من بين أكبر التحديات التي تواجه الاقتصاد وينبغي للمجلس الجديد أن يعمل على تطوير سياسات تهدف إلى استقرار الأسعار وتعزيز قيمة الدينار ويمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية مثل تحديد أسعار الفائدة مع مراعاة الطبيعة الخاصة للحالة الليبية.
ومعالجة الضريبة المفروضة على النقد الأجنبي واحترام الأحكام القضائية في هذا الصدد وتعزيز احتياطيات النقد الأجنبي وتحسين إدارة تدفقات النقد الأجنبي في السوق ومعالجة القيود غير الموضوعية المفروضة على وصول المواطنين والشركات لهذه العملات الأجنبية.
إدارة الأصول والاحتياطيات الأجنبية بشكل فعال:
الاحتياطيات الأجنبية هي حجر الزاوية للاستقرار الاقتصادي ويجب على المجلس الجديد وضع استراتيجيات مدروسة جيدا لإدارة هذه الاحتياطيات باحترافية وشفافية وضمان تلبية الاحتياجات المستقبلية للاقتصاد وتحقيق الاستدامة المالية وينبغي أن تشمل هذه الاستراتيجيات تنويع الأصول والحفاظ على مستويات السيولة الكافية.
وضمان الاستثمارات الآمنة والمربحة والنظر في مخاطر الاستثمار والالتزام بالتصنيف الائتماني للبنوك التي يتم التعامل معها.
تحسين الوصول إلى الخدمات المصرفية:
يشكل زيادة الوصول إلى الخدمات المصرفية في جميع أنحاء ليبيا تحديا مهما وينبغي للمجلس الجديد التركيز على تعزيز البنية التحتية المصرفية في المناطق المحرومة فضلا عن تعزيز الشمول المالي من خلال قنوات مبتكرة مثل الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول.
هذا بالإضافة إلى الخدمات المصرفية الأساسية التي يكافح المواطنون للوصول إليها مثل السيولة وفتح الحسابات وإصدار دفاتر الشيكات والتحويلات الدولية وغيرها.
تعزيز الرقابة وسلامة النظام المالي:
إن تعزيز الأنظمة التنظيمية على البنوك والمؤسسات المالية الأخرى أمر حيوي لضمان الاستقرار المالي وينبغي للمجلس الجديد أن يعمل على تحديث الأنظمة التنظيمية وتطبيق المعايير الدولية لضمان سلامة النظام المصرفي والمالي والحد من المخاطر وضمان وفاء البنوك والمؤسسات الدولية بالتزاماتها الوطنية والدولية فيما يتعلق بمكافحة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب.
دعم التنوع الاقتصادي:
على الرغم من أن المصرف المركزي ليس الكيان الوحيد المسؤول عن التنوع الاقتصادي إلا أن دوره في دعم هذا الهدف محوري وينبغي للمجلس الجديد أن يتعاون مع الحكومة والمؤسسات الأخرى لتوفير بيئة مواتية لتنمية القطاعات غير النفطية من خلال تقديم التسهيلات المالية والدعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وينبغي للقطاع المصرفي أن يستأنف دوره في التمويل والإقراض.
تعزيز العلاقات المالية الدولية:
ونظرا للتحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجه ليبيا فإن مجلس الإدارة الجديد يجب أن يعمل على تعزيز العلاقات مع المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وخاصة من خلال مواصلة إجراء مشاورات المادة الـ4 مع صندوق النقد الدولي وتنفيذ توصيات المشاورات السابقة فضلا عن تعزيز التعاون مع الدول الصديقة لدعم الاستقرار الاقتصادي وجذب الاستثمارات وتحسين السمعة الدولية والثقة في القطاع المصرفي والمالي الليبي.
فرض نهج الحوكمة والإفصاح والنزاهة:
على مستوى المصرف المركزي والمصارف التجارية تبرز أهمية فرض نهج الحوكمة الذي كان غائبا في السنوات الأخيرة وتتضمن الأولويات القصوى للحوكمة اتخاذ القرارات ضمن مجلس إدارة كامل يجتمع بانتظام ويعمل من خلال لجان مثل لجنة الاستثمار والمخاطر والمراجعة والتعيينات والالتزام بإعداد القوائم المالية السنوية الموحدة وفقا للمعايير المحاسبية الدولية.
ومراجعة القوائم المالية من قبل جهة محايدة والإفصاح عن تقرير الأداء السنوي والإفصاح الدوري عن الإيرادات والنفقات العامة وإنشاء نظام يمنع تضارب المصالح وتبني سياسات متقدمة للاستثمار والمخاطر والمراجعة والتعيينات وتطوير الهيكل التنظيمي، وإنشاء نظام للمساءلة والإبلاغ عن المخالفات وهذه أولويات يجب الالتزام بها على مستوى المصرف المركزي والمصارف التجارية.
ضمان استقلال المصرف المركزي وإبعاده عن الاستقطاب السياسي:
لقد حان الوقت لعودة المصرف المركزي إلى دوره المنوط به كسلطة نقدية مستقلة تركز على دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الدينار والاستفادة من موارده لضمان تقديم الخدمات المناسبة للمواطنين والشركات كما يجب على المصرف أن يعمل كشريك أساسي في دعم قطاع النفط والغاز المصدر الوحيد للاقتصاد الوطني لزيادة معدلات الإنتاج والتصدير.
علاوة على ذلك يجب أن يعمل كمستشار اقتصادي أعلى للسلطة التنفيذية من خلال تقديم المشورة العلمية القائمة على الأرقام والجداول ومؤشرات الأداء بعيدا عن الأجندات السياسية والاستقطاب الإقليمي.
وفي الختام …إن نجاح مجلس إدارة المصرف المركزي الجديد يظل رهينا بقدرته على التعامل بفعالية مع هذه الأولويات الاستراتيجية ولا شك أن التحديات كبيرة بما في ذلك إرث السنوات السابقة والهشاشة المتأصلة لاقتصادنا الوطني الذي يعتمد فقط على النفط. ومع ذلك هناك أيضا فرص لتحقيق الاستقرار المالي المستدام ودعم التنمية الاقتصادية في ليبيا.
ومن خلال الإدارة الفعّالة والقرارات المدروسة والتواصل والتنسيق مع جميع الأطراف الوطنية دون استثناء، يمكن لمجلس الإدارة الجديد أن يلعب دورا محوريا وتاريخيا في صياغة مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا للبلاد وحياة أكثر كرامة وأمانا للمواطنين.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: مجلس الإدارة الجدید الخدمات المصرفیة السیاسة النقدیة المصرف المرکزی مجلس إدارة الجدید أن من خلال أن یعمل
إقرأ أيضاً:
الشيخ حميد الأحمر يضع رئيس مجلس القيادة الرئاسي أمام خيانة قيادات في الشرعية تماهت مع مليشيا الحوثي وتنازلت لهم جزءًا من اسطول الخطوط الجوية اليمنية.. عاجل
جدد عضو مجلس النواب الشيخ حميد الأحمر من رئيس مجلس القيادة الرئاسي فتح التحقيق مجددا حول عملية الاستيلاء على عدد من اسطول الخطوط الجوية اليمنية.
واتهم حميد الأحمر جهات نافذة في الشرعية في التماهي مع رغبات مليشيا الحوثي.
وفي رد توضيحي على تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي قال الشيخ حميد الأحمر " استمعت إلى توضيح الأخ رئيس مجلس القيادة حول ملابسات قرار استئناف رحلات اليمنية إلى مطار صنعاء، وبغض النظر عن اتفاقي مع القرار من عدمه، فإنّي أشكر له توضيحه وشفافيته، وأثق في أن اجتهاده نابع من حرصه على الصالح العام، إلا أن هذا التوضيح لا يُغني عن التوجيه بفتح تحقيق شفاف حول كيفية تمكين عصابة الحوثي العام الماضي من الاستيلاء على ثلاث من طائرات الخطوط الجوية اليمنية،وكذا تمكينهم من تشغيلها، وبهذا الصدد أوضح ما يلي:
بلغني من شخصية وطنية موثوقة أنه تواصل العام الماضي بالمدير التجاري في اليمنية محسن حيدرة، وأبلغه بأن عصابة الحوثي تنوي الاستيلاء على طائرات اليمنية، وحذّره من أن يتم تسيير أكثر من رحلة في نفس الوقت إلى مطار صنعاء، وعدم السماح بهبوط أي طائرة إلا بعد أن تغادر الطائرة التي قبلها، ومع ذلك قام حيدرة بإرسال ثلاث طائرات متجاهلًا التحذير الصريح، وللأسف لم يُتخذ أي إجراء ضد هذا الشخص، ومثل هذه الفضيحة لو كنا في دولة تحترم نفسها كافٍ أن يبادر الوزير ورئيس اليمنية إلى تقديم استقالاتهم دون الانتظار لقرار الإقالة المتوجب اتخاذه بعدما حدث.
وأضاف الأحمر في منشورة "بعد الاستيلاء على الطائرات الثلاث، كان بإمكان الوزارة ورئاسة اليمنية مخاطبة اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) وإبلاغهم بما تم من استيلاء الحوثيين على الطائرات، ومطالبتهم بعدم إصدار أي تراخيص لرحلات بهذه الطائرات المنهوبة، وهو ما لم يتم.
وحول التحركات المطلوبة من وزارة النقل علق الأحمر قائلا" كان بإمكان الوزارة واليمنية مخاطبة الأشقاء في الأردن وغيرها من الدول بعدم السماح باستقبال رحلات بهذه الطائرات، وهذا أيضًا لم يتم.
وكان بإمكان الوزارة واليمنية أيضًا مخاطبة شركتي بوينغ وإيرباص بعدم تزويد هذه الطائرات بأي قطع غيار أو صيانة، وهذا لم يتم.
واختتم عضو مجلس النواب رده على رئيس مجلس القيادة الرئاسي قائلا"أوليس كل ما سبق يؤكد أن تمكين عصابة الحوثي من الطائرات كان مسرحية تستوجب التحقيق والمسائلة؟
كما جدد مطالبته بالتحقيق والإقالة وأختم رده بالقول "إن وزارة النقل التي لم تقم بواجبها إزاء فضيحة نهب وتدمير طائرات الخطوط اليمنية، هي ذات الوزارة التي لم تقم حتى الآن بمخاطبة خطوط الملاحة البحرية وتحذيرها من التعامل مع عصابة الحوثي، وتحذيرها من إرسال سفنها إلى ميناء الحديدة إلا بتصريح من الوزارة الشرعية، حتى يتم تمكين الشرعية من استئناف تصدير النفط الذي يوقفه الحوثي بالقوة، وتقف الشرعية عاجزة أمام بلطجته حتى بمثل هذه الإجراءات البسيطة.
•واضاف اطلعت على مراسلات رسمية بين اليمنية ووزارة النقل وبين السلطات الأعلى، تؤكد أن الطائرة الرابعة التي تم تدميرها مؤخرًا كان قد تم الاستيلاء عليها من قبل جماعة الحوثي، ولم تعد تحت سيطرة اليمنية، فمن بادر بإهدائها لهم؟ وسأقدّم هذه الوثائق للجنة التحقيق التي من المفترض تشكيلها.
وأضاف "لو كان قد تم تمكين مجلس النواب من عمله، ما كنا بحاجة لاستخدام الفضاء الإعلامي العام للمطالبة بمثل هذه الأمور.
واكد ان الحل إزاء كل ما سبق يكمن في أهمية تحرير البلاد من هذه العصابة الكهنوتية، وهذا لن يتم إلا بحل عسكري ناجز، وعجز مجلس القيادة عن القيام بذلك يعني فشله في القيام بمهمته الأساسية المتمثلة في إنهاء الانقلاب.