مشهد من الجحيم.. هكذا وصلت السياحة في أوروبا إلى ما هي عليه
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- غمرت الاحتجاجات الشوارع، وأصبحت العبارات التي تطلب من السياح العودة إلى موطنهم تجتاح الجدران، كما تضاءل عدد السكان المحليين مع تزايد معدل الإيجارات قصيرة الأجل.
وأفاد رئيس شركة "Sunvil" للرحلات السياحية الأوروبية، نويل جوزيفيدس، أن الفوضى الحالية كانت أمرًا متوقعًا لسنوات، مشيرًا إلى شعوره "بالخجل" مما فعلته الصناعة بالوجهات السياحية.
وقال جوزيفيدس عند حديثه عن الدمار الذي ألحقته السياحة في أوروبا: "لقد فَقَدْت الثقة في ما تتمحور حوله تجارتنا".
ويتفق العديد من نظرائه معه، ويكمن السؤال في ما إذا كان بإمكاننا الخروج من هذا الموقف، وإعادة ضبط السفر ليعود إلى جماله السابق.
قطاع السياحة أهمل أهم شيءوقال مؤسس "Responsible Trave" في عام 2000، جاستن فرانسيس، وهي شركة سياحية تعمل مع عقارات صغيرة مملوكة محليًا: "تحركت السياحة في المسار الصحيح في العديد من الأماكن، ولكن فَقَدت (الصناعة) ثقة السكان المحليين على نطاقٍ واسع".
وأهملت صناعة السياحة أثمن أصولها، على حدّ تعبيره، أي النوايا الطيبة للسكان المحليين.
ويعزو فرانسيس الأمر إلى مجموعة من العوامل، مثل نمو شركات الطيران منخفضة التكلفة، وأماكن الإيجار الخاصة بالعطلات، ووسائل التواصل الاجتماعي التي تُعزز تدفق الأشخاص إلى الوجهات الرائجة.
انعدام التوازنولكن لا يتمتع جميع من يعمل في قطاع السياحة برأي سلبي.
ورأى رئيس رابطة وكلاء السفر في جزر البليار الإسبانية، بيدرو فيول، والتي كانت في قلب الاحتجاجات هذا الصيف، أنّ "الغالبية العظمى من المجتمع" لا تحتج ضد السياح.
ويشهد المطار في مايوركا، وهي أكبر جزيرة في الأرخبيل، ما يصل إلى ألف رحلة جوية يوميًا (سواءً القادمة منها أو المُغادِرة) خلال موسم الصيف، وفقًا لمتحدث رسمي.
ومع ذلك، يعتقد فيول أنّ الكثير من مشاكل البنى التحتية، والافتقار إلى وسائل النقل العام، والإسكان، ناجمة عن القرارات السياسية السيئة بقدر ما هي ناجمة عن السياحة.
وتُعد مخاوف فيول بشأن مكافحة البنى التحتية للجزيرة للتأقلم مع الطلب المتزايد نقطة أساسية بالنسبة للرئيس التنفيذي لمؤسسة "Travel Foundation"، جيريمي سامبسون، إذ قال: "لا أعتقد أن السياحة المفرطة هي السبب الجذري، بل هي واحدة من الأعراض. نحن تفتقر للتوازن".
"مشهد من الجحيم"ولكن هل كان الحال هكذا دائمًا؟ رأت الصحفية لوسي ليثبريدج، وهي مؤلفة كتاب "Tourists"، الذي يتتبع تاريخ السياحة من منظور بريطاني، أنّه لطالما كان هناك نوع من التكبر حول من يحق له السفر.
وشرحت أنّه في أوائل القرن التاسع عشر، قامت شركات مثل "Thomas Cook"- وهي شركة رحلات سياحية أفلست في عام 2019 بعد 178 عامًا من العمل، بفتح الأبواب تجاه "فكرة السفر من أجل المتعة، والتي كانت حصرية على الأرستقراطيين، مقابل الطبقة الوسطى".
وقبل ثلاثة أعوام، ذهبت ليثبريدج إلى جزيرة سانتوريني اليونانية، وقالت إنّها كانت مزدحمة للغاية، حيث التقط الجميع الصورة ذاتها لغروب الشمس.
وأكّدت: "كان الأمر بمثابة مشهد من الجحيم".
هل يمكننا إنقاذ السياحة؟المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
في عيد ميلاده الـ85.. أشهر إفيهات عادل إمام في تاريخ الكوميديا
يصادف في مثل هذا اليوم عيد ميلاد الزعيم عادل إمام الذي في كل عام يحتفل الملايين من محبيه بعيد ميلاده، ليس فقط لكونه أحد عمالقة الفن في العالم العربي، بل لأنه شكّل وجدان أجيال كاملة من خلال أعماله الخالدة التي امتلأت بالمواقف الكوميدية والإفيهات التي تجاوزت حدود الشاشة لتصبح جزءًا من ثقافتنا اليومية.
ومع بلوغه عامه الخامس والثمانين، نسترجع أشهر إفيهاته التي رسخت اسمه في وجدان الناس كرمز للضحك الذكي والسخرية الهادفة.
"مش أنا النهاردة عيد ميلادي".. إفيه يحتفل به الجمهور كل عامفي فيلم السفارة في العمارة، استخدم عادل إمام هذه الجملة بطريقة تلقائية ساخرة، ليعبر بها عن رغبته في لفت الانتباه خلال أحد المواقف الاجتماعية، لكنها تحولت مع مرور الوقت إلى واحدة من أكثر العبارات تداولًا على مواقع التواصل في أعياد الميلاد، خاصة حينما يتعلق الأمر بالزعيم نفسه.
"كل واحد يخلي باله من لغاليغو".. من المسرح إلى الحياة اليوميةفي مسرحية مدرسة المشاغبين، قدم عادل إمام هذا الإفيه في مشهد عفوي تحول لاحقًا إلى مثل شعبي يُقال في المواقف الساخرة، وبات من العلامات المميزة التي تعكس أسلوب الزعيم في توظيف الجسد واللفظ لصناعة الضحك.
"متعودة دايمًا".. جملة صنعت أيقونة السخريةمن مسرحية شاهد ماشفش حاجة، تأتي هذه العبارة لتؤكد براعة عادل إمام في التقاط التفاصيل الاجتماعية وتقديمها في قالب كوميدي جريء.
وقد أصبحت هذه الجملة رمزًا للتكرار والروتين، تُستخدم في مواقف عدة للسخرية من الاعتياد على الخطأ أو السلوكيات المتكررة.
"الجوازة باظت".. فرحة الأب على طريقته الخاصةفي فيلم عريس من جهة أمنية، تفجّر الضحك من جديد حين عبّر الزعيم عن فرحته بفشل زواج ابنته، ليطلق هذا الإفيه الذي يجسد الصراع الكوميدي بين حب الأب وغيرة الرجل، وهو مشهد تكرر استخدامه في مواقف واقعية عديدة.
"الحسّابة بتحسب".. نقد ساخر في قالب شعبيمن فيلم عنتر شايل سيفه، تأتي هذه العبارة كتعليق ساخر على دقة الحسابات والماديات، وتُستخدم اليوم بكثرة في الأوساط الشبابية للدلالة على أن الأمور كلها محسوبة، حتى في العواطف أو العلاقات.
"هو الدين بيقول إيه؟".. سؤال يعكس الحيرة المجتمعيةفي فيلم حسن ومرقص، أطلق عادل إمام هذه الجملة في مشهد يعكس الحيرة التي يشعر بها البعض أمام التفسيرات الدينية المتعددة وبأسلوبه الكوميدي، نجح الزعيم في طرح سؤال عميق يفتح النقاش حول القيم والتدين الشكلي.
"يا أستاذ مدحت شفاك الله وعفاك".. نقد للبيروقراطية المصريةفي واحد من أشهر مشاهد فيلم الإرهاب والكباب، استخدم عادل إمام هذه العبارة ليسخر من تعقيدات الجهاز الإداري في المؤسسات الحكومية وقد أصبحت مثالًا متداولًا للتعليق على الروتين القاتل في الدوائر الرسمية.
من فيلم كراكون في الشارع، عبّر عادل إمام بهذه الجملة عن حالة الانهيار العصبي التي يمر بها البطل نتيجة الظروف المعيشية الصعبة، مقدّمًا إياها في قالب مضحك رغم مأساويته، لتصبح واحدة من أبرز إفيهاته ذات البعد الإنساني والاجتماعي.
ضحكة الزعيم.. إفيهات خالدة صنعت إرثًا فنيًا فريدًاإفيهات عادل إمام لم تكن مجرد جمل عابرة، بل أدوات نقد اجتماعي ولحظات فنية صنعت ذاكرة شعبية كاملة.
فكل جملة أطلقها تحوّلت إلى رمز يعكس موقفًا أو سلوكًا، مما جعل الزعيم ليس فقط ممثلًا كوميديًا، بل مرآة للواقع الاجتماعي والسياسي بأسلوب ساخر وذكي.