دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- غمرت الاحتجاجات الشوارع، وأصبحت العبارات التي تطلب من السياح العودة إلى موطنهم تجتاح الجدران، كما تضاءل عدد السكان المحليين مع تزايد معدل الإيجارات قصيرة الأجل.

وأفاد رئيس شركة "Sunvil" للرحلات السياحية الأوروبية، نويل جوزيفيدس، أن الفوضى الحالية كانت أمرًا متوقعًا لسنوات، مشيرًا إلى شعوره "بالخجل" مما فعلته الصناعة بالوجهات السياحية.

وقال جوزيفيدس عند حديثه عن الدمار الذي ألحقته السياحة في أوروبا: "لقد فَقَدْت الثقة في ما تتمحور حوله تجارتنا". 

ويتفق العديد من نظرائه معه، ويكمن السؤال في ما إذا كان بإمكاننا الخروج من هذا الموقف، وإعادة ضبط السفر ليعود إلى جماله السابق.

قطاع السياحة أهمل أهم شيء في عام 2024، بدأ العديد من المحليين في وجهات مثل برشلونة بالاحتجاج ضد السياحة المفرطة.Credit: Paco Freire/SOPA Images/Shutterstock

وقال مؤسس "Responsible Trave" في عام 2000، جاستن فرانسيس، وهي شركة سياحية تعمل مع عقارات صغيرة مملوكة محليًا: "تحركت السياحة في المسار الصحيح في العديد من الأماكن، ولكن فَقَدت (الصناعة) ثقة السكان المحليين على نطاقٍ واسع".

وأهملت صناعة السياحة أثمن أصولها، على حدّ تعبيره، أي النوايا الطيبة للسكان المحليين.

ويعزو فرانسيس الأمر إلى مجموعة من العوامل، مثل نمو شركات الطيران منخفضة التكلفة، وأماكن الإيجار الخاصة بالعطلات، ووسائل التواصل الاجتماعي التي تُعزز تدفق الأشخاص إلى الوجهات الرائجة.

انعدام التوازن سياح يصطفون لركوب قارب سياحي شمال غرب إيطاليا في عام 2024.Credit: MARCO BERTORELLO / Contributor

ولكن لا يتمتع جميع من يعمل في قطاع السياحة برأي سلبي.

ورأى رئيس رابطة وكلاء السفر في جزر البليار الإسبانية، بيدرو فيول، والتي كانت في قلب الاحتجاجات هذا الصيف، أنّ "الغالبية العظمى من المجتمع" لا تحتج ضد السياح.

ويشهد المطار في مايوركا، وهي أكبر جزيرة في الأرخبيل، ما يصل إلى ألف رحلة جوية يوميًا (سواءً القادمة منها أو المُغادِرة) خلال موسم الصيف، وفقًا لمتحدث رسمي.

ومع ذلك، يعتقد فيول أنّ الكثير من مشاكل البنى التحتية، والافتقار إلى وسائل النقل العام، والإسكان، ناجمة عن القرارات السياسية السيئة بقدر ما هي ناجمة عن السياحة.

وتُعد مخاوف فيول بشأن مكافحة البنى التحتية للجزيرة للتأقلم مع الطلب المتزايد نقطة أساسية بالنسبة للرئيس التنفيذي لمؤسسة "Travel Foundation"، جيريمي سامبسون، إذ قال: "لا أعتقد أن السياحة المفرطة هي السبب الجذري، بل هي واحدة من الأعراض. نحن تفتقر للتوازن".

"مشهد من الجحيم" حولت أعداد السياح الهائلة مناطق مثل جزيرة "سانتوريني" في اليونان" إلى "جحيم".Credit: Aris Oikonomou/AFP/Getty Images

ولكن هل كان الحال هكذا دائمًا؟ رأت الصحفية لوسي ليثبريدج، وهي مؤلفة كتاب "Tourists"، الذي يتتبع تاريخ السياحة من منظور بريطاني، أنّه لطالما كان هناك نوع من التكبر حول من يحق له السفر.

وشرحت أنّه في أوائل القرن التاسع عشر، قامت شركات مثل "Thomas Cook"- وهي شركة رحلات سياحية أفلست في عام 2019 بعد 178 عامًا من العمل، بفتح الأبواب تجاه "فكرة السفر من أجل المتعة، والتي كانت حصرية على الأرستقراطيين، مقابل الطبقة الوسطى".

وقبل ثلاثة أعوام، ذهبت ليثبريدج إلى جزيرة سانتوريني اليونانية، وقالت إنّها كانت مزدحمة للغاية، حيث التقط الجميع الصورة ذاتها لغروب الشمس.

وأكّدت: "كان الأمر بمثابة مشهد من الجحيم".

هل يمكننا إنقاذ السياحة؟

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أوروبا فی عام

إقرأ أيضاً:

مشهد آسر بالسعودية يعكس حركة الإبل الانسيابية وسط الصحراء

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تحت وهج غروب الشمس الذهبي، جسّدت مجموعة من الإبل مشاهد آسرة، جعلت مصورًا فوتوغرافيًا يتتبع خطواتها، لتوثيق جماليتها بعدسة كاميرته. (شاهد مقطع الفيديو أعلاه)

بينما كان ماجد العتيق في رحلة استكشافية في صحراء السعودية، وتحديدًا في "نفود الثويرات" بالزلفي، صادف قافلة طويلة من الإبل، وهي تسير عبر الكثبان الرملية الممتدة لما لا نهاية.

من دون أي تخطيط أو مُقدّمات، قرر تصوير هذا المشهد الآسر من السماء.

تتخذّ الإبل عادة مسارات جميلة للغاية، حيث تتبّع أسهل الطرق بين الكثبان الرملية المرتفعة، ما يعكس حركتها الانسيابية الساحرة.

وأوضح المصور السعودي في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "كان التوقيت مناسبًا لإبراز ظلال الإبل من زاوية غير معتادة".

نشر العتيق هذه المشاهد عبر حسابه على منصة "إنستغرام"، وأرفقها بتعليق: "الإبل.. رفيقة الإنسان منذ فجر التاريخ، تحمل بين ضلوعها أسرار الرمال وهمس الرياح.. شاهدة على حكايات الزمن وعظمة الصبر.. إنها رمز العزة والكرامة، ومرآة التراث الذي يمتد بجذوره عميقاً في قلوب العرب".

View this post on Instagram

A post shared by ماجد العتيق (@m_alateeq_)

رغم التحديات التي واجهها أثناء رصد مسيرة الإبل، أبرزها صعوبة الوصول إلى المكان، إلّا أنها حازت على إعجاب العديد من متابعيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تُعد هذه الكائنات جزءًا أساسيًا من التراث والتّاريخ السعودي بفضل ارتباطها الوثيق بالإنسان في شبه الجزيرة العربيّة، إذ ساهمت بتوفير سبل معيشته، ومساندته في التكيّف مع ظروف البيئة الصعبة، بحسب ما ذكره الموقع الرسمي الحكومي لنادي الإبل السعودي.

السعوديةنشر الخميس، 03 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • أردوغان: المرحلة التي وصلت إليها سوريا بارقة أمل للمنطقة
  • المغرب يعزز حضوره السياحي في أوروبا بشراكة استراتيجية مع كبرى وكالات السفر
  • في مشهد بديع.. اقتران القمر الأحدب المتزايد ونجم السماك الأعزل
  • إلى أين وصلت حرائق تركيا؟ وماذا بعد موجة الإجلاء؟
  • "نصيحة طبية" غيرت طريق ديوغو جوتا.. ثم كانت نهايته
  • مشهد من غزة.. كيس الطحين أغلى من الروح
  • مشهد آسر بالسعودية يعكس حركة الإبل الانسيابية وسط الصحراء
  • إسرائيل تقصف مدرسة كانت تؤوي نازحين في غزة
  • حماس: نناقش مقترحات لوقف النار في غزة وصلت من الوسطاء
  • حماس: نناقش مقترحات وقف إطلاق النار في غزة التي وصلت من الوسطاء