الجمهوريون قلقون.. مخاوف من فشل حملة ترامب أمام هاريس
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
يواجه الرئيس الأمريكي السابق، والمرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب شكوكاً من الجمهوريين، بما في ذلك الاستراتيجيين والمانحين، حول استراتيجيته لاستعادة البيت الأبيض، حيث إنهم قلقون من أنه لن يتمكن من استعادة الزخم الذي فقده أمام منافسته الديمقراطية كامالا هاريس في الأسابيع الأخيرة.
وتقول صحيفة "فايننشال تايمز" إن الجمهوريون لا يشعرون بالذعر من فرص ترامب، لكنهم قلقون بشأن فشله في شن هجمات مضادة فعالة على نائبة الرئيس جو بايدن واحتضانه للسياسيين المهمشين مثل روبرت إف كينيدي جونيور وتولسي غابارد.
وقال إريك ليفين، المانح الجمهوري البارز للصحيفة: "إذا استمر ترامب في هذا الطريق.. سوف يخسر. الطريقة الوحيدة التي سيحصل بها على هؤلاء الناخبين الذين يميلون إلى هاريس هي تغيير الاستراتيجية".
مخاوف الجمهوريين
وتمثل المخاوف بين الحلفاء تحولاً ملحوظاً عن الشهر الماضي، عندما كان ترامب متقدماً بشكل مريح على الرئيس جو بايدن ونجاته بأعجوبة من محاولة الاغتيال ما جعل مؤيديه مقتنعين بأنه سينتصر في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني).
لكن هاريس حشدت قاعدة حزبها الديمقراطي منذ أن حلت محل بايدن، حيث تجاوزت ترامب في استطلاعات الرأي واستفادت من زيادة التبرعات، وضعته في مأزق مع بقاء أكثر من شهرين بقليل على انتهاء وقت الحملة والبدء بالتصويت.
ووصف جون فيهري، وهو استراتيجي جمهوري، أعضاء حزبه بأنهم "متوترون" بشأن ترامب، قائلاً: "هناك قلق من أن الجمهوريين سيواجهون سباقاً صعباً للغاية.. وقريب جداً".
900 pages that would hand Donald Trump unprecedented power to:
Ban abortion nationwide.
Rip away affordable health care.
Cancel student loan relief.
And much more.
We will defeat his dangerous Project 2025 agenda at the ballot box in November. pic.twitter.com/pOdBlKaDVA
وقال فيهري إن المخاوف داخل الحزب امتدت إلى قدرة ترامب على إيصال رسالة منضبطة وفعالة للجمهوريين حتى يوضح لهم واقع الحزب والمال والجهد الذي ستحتاج الحملة لقلب النتيجة أمام هاريس.
استراتيجية ترامبسعى ترامب إلى تصوير هاريس على أنها اشتراكية راديكالية، ووصفها بأنها "الرفيق كامالا"، وكذلك "كامالا المضحكة"، و"كحرباء سياسية تستمر في تغيير مواقفها السياسية".
وقال فيهري: "أعتقد أن ترامب يرمي الكثير من الكلمات بارتجال على الحائط، وهو ما يفعله دائماً أثناء الحملات، ليرى ما يلتصق فيعتمده".
كما لم يساعد ترامب نفسه في الهجمات الشخصية بما في ذلك التشكيك في عرق هاريس، وكذلك التشدق والمنشورات الغريبة على وسائل التواصل الاجتماعي.. فقد أعاد يوم الخميس نشر منشور جنسي عن هاريس وهيلاري كلينتون.
These pro-Harris Republicans are determined to get ex-Haley voters 'across that last line' https://t.co/HqZIBRzFhi
— AlterNet (@AlterNet) August 20, 2024وأثار اتهامات بمعاداة السامية عندما انتقد حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، واصفاً إياه بأنه "الحاكم اليهودي المبالغ فيه للغاية". كما هاجم حاكم جورجيا الجمهوري بريان كيمب، الذي قاوم جهود ترامب لإلغاء انتخابات 2020، قبل أن يشيد به.
وأعاد ترامب بعض المستشارين من الحملات السابقة في وقت سابق من هذا الشهر، بما في ذلك مدير حملته لعام 2016 كوري ليفاندوفسكي، الذي سعى لاستعادة بعض الزخم.
وبحسب الصحيفة، تقف هاريس الآن عند 3.7 نقاط مئوية قبل ترامب في استطلاعات الرأي الوطنية، كما أنها متقدمة في العديد من ولايات ساحة المعركة.
الاستراتيجي الجمهوري كيفن مادن، يقول للصحيفة: "كان المزاج السائد بين الجمهوريين، استناداً إلى الشهر الماضي، هو الإحباط.. فقد أشار ترامب إلى أنه سيعود إلى الهجوم ويحاول بذل المزيد من الجهد لتعريف هاريس، لذلك سنرى ما إذا كان الجمهوريون يبدأون في تنفيذ حملة أكثر تنسيقاً واستعادة بعض الزخم".
Donald Trump's former White House press secretary, Stephanie Grisham, speaks at the DNC and says she will vote for Kamala Harris.
"I saw him when the cameras were off," she says about Trump. "Behind closed doors, Trump mocks his supporters. He calls them 'basement dwellers.'… pic.twitter.com/a4fOaDArn4
ولا يزال بعض المانحين الجمهوريين والنشطاء المقربين من ترامب متفائلين، قائلين إن السباق سيتحول إليه مرة أخرى مع فحص سياسات هاريس بشأن الاقتصاد والهجرة قبل مناقشتهم في 10 سبتمبر (أيلول).
وقالت مذكرة الأسبوع الماضي من توني فابريزيو، خبير استطلاعات الرأي الجمهوري، إن زخم هاريس بعد المؤتمر الديمقراطي سيثبت أنه لم يدم طويلاً.
وأضاف "معظم استطلاعات الرأي جعلت جون ماكين يصل من 2 إلى 4 نقاط أمام باراك أوباما في عام 2008 بعد أسبوع من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري. ففي عام 2016، حصلت هيلاري كلينتون على 7 نقاط متقدمة على الرئيس ترامب بعد مؤتمرها.. نعلم جميعاً كيف انتهى الأمر".
An evangelical group has come out in support of Vice President Kamala Harris, and its ads are aggressively looking to peel more members of the conservative Christian sect away from Donald Trump.https://t.co/n4ncXtIW3q
— The New Republic (@newrepublic) August 20, 2024 تفاؤل حذروقالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية الوطنية لحملة ترامب: "شهر عسل هاريس يقترب من نهايته حيث يدرك المزيد والمزيد من الأمريكيين مدى خطورة الليبرالية كامالا هاريس حقاً".
وأضافت أن ترامب لديه "الرسالة والحماس الضروريين للفوز في 5 نوفمبر (تشرين الثاني)".
Opinion | The Democrats sound less lofty, more earthy – and it’s working - The Guardian https://t.co/faK7HY1OvU
— DL Hughley (@RealDLHughley) August 29, 2024من جهته، قال بريان لانزا، مساعد ترامب السابق في شركة ميركوري لوبي واشنطن، إن الحملة في "وضع جيد بالنظر إلى سبعة أسابيع من التغطية الإعلامية الاستثنائية لهاريس".
وتابع "لم نجر حقاً محادثة حول اتجاه البلاد. لقد أجرينا محادثة حول إعادة تعيين الحزب الديمقراطي. ودعم هاريس ليس قريباً من مستوى دعم بايدن في عام 2020".
Trump is more focused on winning a hot or not contest against Harris than winning the presidency pic.twitter.com/9WYQEZ0grr
— The Daily Show (@TheDailyShow) August 20, 2024كما قال أوميد مالك، المستثمر في ميديا فنتشرز من الحزب الجمهوري، إن هاريس يجب أن تتقدم بفارق 5-7 نقاط بعد المؤتمر الديمقراطي، وهذا ليس ما يحدث الآن على الإطلاق".
وساعد مالك في تنظيم تأييد كينيدي الأسبوع الماضي، وعقد اجتماعاً في منتجع مار لاغو الخاص بترامب، وقال إن "دعم سياسي من سليل الأسرة الديمقراطية أضعف أي زخم لهاريس".
لكن مانحين واستراتيجيين جمهوريين آخرين حذروا من أن الدعم من كينيدي وغابارد، المعروفين بتبني نظريات المؤامرة والمستبدين، وإضافتهم إلى فريق ترامب الانتقالي قد يأتي بنتائج عكسية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الجمهوريون ترامب هاريس محاولة الاغتيال انتخابات نوفمبر الديمقراطي انسحاب بايدن من الانتخابات الانتخابات الرئاسية الأمريكية الانتخابات الأمريكية الحزب الجمهوري الحزب الديمقراطي ترامب هاريس محاولة اغتيال ترامب استطلاعات الرأی
إقرأ أيضاً:
مونيكا وليم تكتب: انسحاب ترامب ..هل يعيد تشكيل قواعد اللعبة بمفاوضات غزة؟
في تطورٍ مفاجئٍ وغير محسوب النتائج، جاء انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من مفاوضات التهدئة في غزة، ليفرض إشكالية سياسية جديدة على المشهد الإقليمي والدولي، خاصة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، وتزايد التوترات بين مختلف الأطراف الفاعلة. ورغم التوقعات التي ذهبت إلى أن هذا الانسحاب سيترجم على الأرض بمزيد من التضييق الإسرائيلي على غزة، وبتشدد في المواقف العسكرية تجاه أي مسعى للهدنة، إلا أن الواقع جاء مغايراً بشكل لافت.
خلافاً لما كان متوقعاً، لم تقرن إسرائيل الانسحاب الأمريكي بخنق إضافي للقطاع، بل اتخذت خطوات اعتُبرت من قِبل العديد من المحللين “ليونة غير معتادة”، تمثلت في فتح المعابر الحدودية مع مصر، والسماح بمرور شاحنات المساعدات الإنسانية وذلك بعد أشهر من الضغوط الدولية وتحذيرات وكالات الإغاثة من انتشار المجاعة في القطاع، بل والتنسيق مع مؤسسات دولية للسماح بدخول مساعدات عبر الجو ولإنشاء "ممرات إنسانية" لضمان حركة آمنة لقوافل الأمم المتحدة التي تقدم المساعدات لأهالي غزة. هذا التحوّل المفاجئ في سلوك تل أبيب يثير تساؤلات عميقة حول التحولات التكتيكية وربما الاستراتيجية في مقاربتها للملف الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة
ومع قراءة في معطيات اللحظة وبالنظر إلي ان انسحاب ترامب لا يمكن قراءته في معزل عن تغيرات أوسع في البيئة الإقليمية والدولية. إذ يبدو أن المرحلة الراهنة تفرض نوعًا جديدًا من التوازنات وتبديل لقواعد اللعبة ، أولا، لم يعد فيها نتنياهو قادر على تجاهل الضغوط الدولية المتصاعدة، في ضوء تنامي الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب سياسات التجويع التي مارستها في غزة للضغط على أهالي القطاع في محاولة لدفعهم للهجرة الطوعية، إلي جانب محاولة التخفيف من الزخم المتوقع بعد إعلان فرنسا اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطينية في شهر سبتمبر, وهو ما مثّل رسالة مباشرة إلى إسرائيل بأنها تخسر أوراق دعمها التقليدي في أوروبا، وأن سياسة التعنت لم تعد مقبولة حتى من الحلفاء الكلاسيكيين وبالتالي استمرار سياسات التجويع قد يدفع دولاً أخرى إلى الاعتراف بدولة فلسطينية للضغط على إسرائيل
وفي هذا السياق، يصبح فتح المعابر وتسهيل دخول المساعدات جزءاً من سياسة احتواء الضغوط أكثر منها تحولاً إنسانياً صرفاً. فتل أبيب، التي تجد نفسها بين فكيّ كماشة: ضغط الجبهة الداخلية، والانتقادات الخارجية، لم تعد تملك رفاهية الاستمرار في سياسة "الصدام المستمر" أو سياسة الردع القصوي.
ثانياً، من المفارقات اللافتة أيضاً، أن عطلة الكنيست الإسرائيلي، والتي كان يُفترض أن تمثل “انفراجة نسبياً” لرئيس الوزراء الاسرائيلي للتخفف من ضغط حلفائه في اليمين المتطرف، الذين يعارضون بشدة أي اتفاق هدنة، حتى لو مؤقت، لم تؤتِ ثمارها السياسية. فبدلاً من استثمار هذه الفرصة لعقد صفقة تهدئة تحفظ ماء وجه الحكومة وتقدم إنجازاً في ملف الرهائن، بدا نتنياهو وكأنه محاصرٌ أكثر من أي وقت مضى بخطوط حمراء يفرضها حلفاؤه، وبضغوط أمريكية ودولية مستترة تتطلب تحركاً ملموساً في المسار الإنساني.
ثالثأً، تصريحات نتنياهو الأخيرة عن السعي لحل أزمة الرهائن، بالتوازي مع فتح المجال أمام إدخال المساعدات للفلسطينيين، تعكس محاولة للتوفيق بين متناقضات داخلية وخارجية. فمن جهة، يسعى لإظهار حرصه على ملف الأسرى والرهائن، بما يحافظ على صورته أمام الشارع الإسرائيلي، ومن جهة أخرى، يراعي الموقف الدولي المتعاطف مع الوضع الإنساني الكارثي في غزة، دون الظهور بمظهر المتراجع أمام المقاومة أو أمام الضغوط الدولية.
هذا التوازن الدقيق، وإن بدا هشًّا، يشير إلى أن قواعد اللعبة السياسية قد تغيرت فعلاً، وأن إسرائيل لم تعد قادرة على المضيّ قُدُماً في سياسة الغلبة العسكرية فقط دون أن تدفع ثمناً دبلوماسياً باهظاً.
رابعاً، النظر إلى الولايات المتحدة من قبل العديد من حلفائها على أنها مسئولة عن هذا الوضع إلي جانب اسرائيل ، ومع تدقيق تصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو خلال الاجتماع الذي عقد الجمعة 25 يوليو2025 إن ادارة ترامب كانت غير داعمة لتنسيق يتعلق بالاتفاق المرحلي في عهد بايدن، والذي تضمن هدن قصيرة مقابل إطلاق سراح بعض الرهائن، لاسيما ان السياق الحالي يفرض استكشاف نهج أكثر شمولية لإنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين.
هذا علي الرغم من أن تصريحات ترامب التي أطلقها أمس بشأن "التخلص" من حماس وإنهاء المهمة"، ربما تفسر كونها "ضوء أخضر" لإسرائيل للاستمرار في القتال، فإن تصريحات روبيو تغير من احتمالية هذا التفسير نظراً لا نه علي الرغم من الدعم الامريكي وخاصة بعد وصول ترامب إلي البيت الابيض لنتنياهو في العديد من المواقف وتشجيعه على استمرار في الحرب، فقد ظلت حماس على وضعها، ولم يستطع الضغط العسكري تحرير الرهائن.
ازاء هذا المشهد المعقد، يمكن القول إننا أمام سيناريوهين محتملين لا ثالث لهما، يحددان ملامح المرحلة المقبلة من الصراع في غزة، ويعكسان في جوهرهما طبيعة التحالفات وتوازنات المصالح بين اللاعبين الرئيسيين، لا سيما الولايات المتحدة واسرائيل
السيناريو الأول: أننا أمام حالة تليين مؤقت تهدف في جوهرها إلى كسب الوقت للمناورة السياسية والميدانية، وذلك في سياق تنسيق غير معلن بين الجانب الأمريكي والإسرائيلي. ويقوم هذا السيناريو على فرضية أن إسرائيل، وبغطاء من واشنطن، تسعى إلى تهدئة الجبهة الإنسانية مؤقتاً، من أجل تشديد الضغط على حركة حماس، سواء عبر تفتيت حاضنتها الشعبية أو بإحداث شرخ داخلي يسبق أي تفاوض محتمل بشأن الرهائن أو التهدئة.
إلا أن هذا السيناريو، رغم وجاهته النظرية، يبدو أقل ترجيحاً عند النظر إلى السلوك العملي على الأرض. فلو كان الغرض هو مجرد المناورة أو الضغط على حماس، لما أقدمت إسرائيل على خطوات ملموسة تمثّلت في فتح المعابر، والتنسيق مع الجانب المصري والمؤسسات الأممية لإدخال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الجوية منها. بالنظر أن مثل هذه الخطوات، في المنطق الإسرائيلي التقليدي، تُعد مكافأة ضمنية للخصم، لا تُمنح إلا تحت ضغط الضرورة أو التحول في التقدير الاستراتيجي.
السيناريو الثاني: أننا أمام بداية تحول استراتيجي محسوب في مقاربة إسرائيل للصراع في غزة، نابع من إدراك متأخر بأن المعادلة العسكرية الصرفة فشلت في تحقيق أهدافها، وبأن الإصرار على الخيار الأمني وحده لم يؤدِّ سوى إلى استنزاف داخلي وعزلة دولية متنامية.
ويقوم هذا السيناريو على افتراض أن إسرائيل، تحت وطأة الضغط الأوروبي، والقلق الأمريكي من توسّع رقعة النزاع، وارتفاع كلفة استمرار الحرب على الصعيد الإنساني والدبلوماسي، بدأت إعادة تموضع تكتيكي يهدف إلى فتح باب المساومة بشكل غير معلن، من خلال تهدئة الجبهة الإنسانية وتخفيف الحصار، ما يسمح بتهيئة بيئة تفاوضية مستقبلية من دون الإعلان الرسمي عن ذلك.
ختاماً: ومع تصدر تساؤلات عدة ابرزها، إلى أين تتجه المعادلة، في ضوء إن انسحاب ترامب من مسار التفاوض لا يُعد نهاية للدور الأمريكي، بقدر ما يفتح الباب أمام انخراط قوى دولية وإقليمية أخرى في رسم معالم التهدئة المقبلة. إلي جانب بالطبع لعب دور يختلف طبيعته وملامحه نسبياً، وفي الوقت ذاته، فإن السلوك الإسرائيلي الذي بدا أكثر انفتاحًا على المسار الإنساني لا يُفهم باعتباره تحوّلاً جذريًا، بل هو انعكاس لمجموعة من الضغوط والتوازنات المؤقتة التي قد تتغير مع أي تطور ميداني أو سياسي.
وبالتالي ، إن ما يجري في غزة اليوم هو أكثر من مجرد استجابة لحالة طارئة؛ إنه فصل جديد من فصول إعادة تعريف معادلة الصراع، حيث لم تعد أدوات القوة وحدها كافية، ولم يعد تجاهل الفلسطينيين خياراً مقبولاً على المستوى الدولي. ويظل السؤال مفتوحًا: هل ينجح هذا التحول – مهما بدا هشاً – في فتح باب حقيقي لتسوية ولو جزئية؟ أم أن اللعبة لا تزال في بدايات إعادة رسم قواعدها؟