أنا من غامبيا وأنا مسلم بفضل الله تعالى أسأل عن القرآن الكريم إذا كان مكتوبا بلغة غير عربية، ونحن أحيانا نواجه صعوبة في قراءة القرآن الكريم بغير اللغة العربية لكون القراءة شاقة فأنا أصم، فأسأل عن قراءة القرآن بغير العربية في الصلاة وخارج الصلاة هل له أجر قراءة القرآن نفسه بالعربية؟

حيّاه الله وبارك الله فيه وفي كل إخوانه في غامبيا نسأل الله سبحانه وتعالى لهم الخير والهدى والرشد وأن يجمعنا وإياهم دائما على طاعته، والحقيقة أن هذا التنوع وهذه الأسئلة من مختلف الأقطار الإسلامية تبعث على الاستبشار نسأل الله سبحانه وتعالى أن يؤلف بين قلوب المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها دائما، أما ما طرحه فهنا مسألتان المسألة الأولى تتعلق بقراءة القرآن بغير العربية في الصلاة والمسألة الثانية القراءة خارج الصلاة، أما في الصلاة فلا يباح لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين، وهو قرآن لفظا ومعنى ورسما، فبهذا هو قرآن، وهذا مما نبه عليه أهل العلم قديما، فعلماء القراءات وعلماء الرسم وعلماء القرآن وفقهاء الشريعة ينصون على أن القرآن الكريم يصدق على اللفظ والمعنى، حينما يتحدثون عن اللفظ فإنهم يتحدثون عن الرسم وأنه بحرف عربي وعن المعاني التي يشتمل عليها، فلو افترضنا جدلا أن هذه المعاني التي يشتمل عليها يمكن أن تؤدى بلغة أخرى تفسيرا وبيانا وترجمة فإن هذا الشيء الآخر ليس بقرآن.

إذن القرآن هو ما يوجد بين دفتي المصحف هو كلام الله تبارك وتعالى الموحى به إلى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، المتعبد بتلاوته المنقول عنه تواترا، هذا هو القرآن الكريم، كل ما سوى هذا ليس بقرآن، فلا تصح تلاوة ما سوى القرآن الكريم في الصلاة، ولذلك شددوا في أمر المصلي إذ عليه أن يتعلم ما يحسن به صلاته، والآن الذين يتحدثون لغة الإشارة هذا يعني أن عليهم أن يتعلموا إشارات قراءة الفاتحة ولو مع الفاتحة شيئا من قصار السور، باللغة التي تترجم التي تنقل النص العربي للقرآن الكريم لا ما سواه.

يرخص في المسلم حديثا إلى حين أن يتعلم، واختلف هل يمكن أن يؤتى بما يفهم من لغته من القرآن أو أن يأتي بأذكار، لكن هذه المرحلة لا يصح أن تطول تحت كل الأقوال، لماذا هذه القضية ينظر إليها بقدر من الحزم، لأن هناك دعوات في غرب إفريقيا وأخونا من غامبيا أشار إليها لإحلال قراءة القرآن باللغات والألسن واللهجات الموجودة عندهم، وبدأت تنتشر، وتنبه لها دعاة الإسلام أنه يراد فصل المسلمين عن القرآن وعن لغة القرآن الكريم، ولذلك لا يتعامل مع هذه القضية بتساهل، يجب أن يتعامل معها بحزم، وقد صدر فيها قرار من مجمع الفقه الإسلامي في دورته الماضية الدورة الخامسة والعشرين، صدر فيها قرار يتفق مع ما تقدم.

أما خارج الصلاة فلأجل فهم المعاني وتعلم لغة القرآن الكريم فلا مانع أن يتعلم باللغة التي يفهمها، يريد أن يتعلم معاني القرآن الكريم لأجل الدراسة، وفهم المعاني فلا مانع من ذلك، على ألا يكون أيضا هذا الجهد آتيا على أن يحفظوا القرآن وأن يتعلموه بلغته العربية، وسبحان الله في هذا الاجتماع في دورة مجمع الفقه الإسلامي كان هناك علماء وفقهاء مشاركون من هذه البلدان الإسلامية في غرب إفريقيا وذكروا إحصائيات ودراسات إحصائية أن حفظ الذي يدخل في الإسلام حديثا لسور من القرآن الكريم الفاتحة وبعض السور القصار أو الآيات أسرع من حفظهم لترجمة هذه باللغات المحلية، وأن تلاوتهم حينما يتعلمون الحرف العربي أسرع وأسهل لهم حتى ولو نقل لفظ القرآن ولكن كتب بخطوط وبرسم اللغات المحلية، وهذه أيضا من الوسائل للاستدراج، فإن تعلمهم للغة العربية وإحسان تلاوتهم للقرآن الكريم تفوق كثيرا ما لو وجد هذا اللفظ لفظ القرآن الكريم مرسوما باللغة المحلية، ولذلك أيضا أيّدوا هذا القرار أو هذه الفتوى الشرعية الصادرة.

لكن في سياق التعلم والمدارسة وفهم المعاني لا مانع من أن يقرأ باللغة التي يفهمها، أن يقرأ التراجم باللغة التي يفهمها فالتراجم هي على الصحيح تفسير وشرح مختصر بلغة أخرى لمعاني كتاب الله عز وجل وهذا لا حرج فيه. والله تعالى أعلم.

سؤال يتعلق عن واقع الصم أنهم يعلمون يقينا بأن الله سبحانه وتعالى ما أنزل هذا القرآن إلا ليُتعلم ويُعمل به لكن أكثر الصم يجدون صعوبة في فهم النص القرآني، فهم لا يريدون ترك العمل عن قصد وعمد، ولكن بينهم وبين الوصول إلى هدايات القرآن ومعانيه حاجز اللغة، ولا يجدون من يعبر لهم عن هذه المعاني ويفوتهم كثير من الأحكام التي يدعو إليها القرآن الكريم، فهل إذا تعذر عليهم فهم آيات القرآن ومراشده يعذرون بذلك؟

لعل السائل يشير إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «من تعلم القرآن ثم نسيه، حشر يوم القيامة أجذم» فالحديث فيه وعيد لمن تعلم القرآن ثم نسيه، وهو يشير إلى أن ما هم عليه من حالة صحية تمنعهم من تذكر المعاني والأحكام التي يتعلمونها، وهم معذورون بذلك بل هم مأجورون بالمداومة على التعلم وبالحرص على عدم فوات ما تعلموه، هم مأجورون عند الله تبارك وتعالى لأنهم يبذلون جهدا أكبر، ولا يكلفون فوق ما يستطيعون وإنما في حدود ما يستطيعون فهمه واستيعابه، ثم في حدود ما يتمكنون من تذكره، وهم مأجورون عند الله تبارك وتعالى وهذا عمل مبرور، وإنما عليهم تعلم القرآن الكريم وأن يتعهدوه باستمرار ويداوموا عليه وألا يهجروه، وأن يبحثوا عن السبل والوسائل التي تعينهم على ضبط هذه المعاني التي فهموها وعلى تذكرها وحفظها والعمل بها وعلى تذاكرها فيما بينهم ولا يلزمهم فوق هذا، وهم بإذن الله تبارك وتعالى مأجورون على هذا السعي وهذا الجهد، وأنا على يقين أيضا أنهم سيكونون حريصين على تعهد كتاب الله عز وجل وسيجدون من الوسائل ما يعينهم على ذلك. والله تعالى أعلم.

شاب من ذوي إعاقة الصم دخل الإسلام حديثا ثم بسبب هذا القرار الذي يعد منعطفا في حياته فارق كثيرا من رفقائه وأصحابه السابقين الذين لا يوافقونه في الدين إلا أنه شعر بغربة ووحشة في وطنه بعد هذا القرار وبدأت وساوس الشيطان تحيط به في الخروج عن الإسلام لأنه لم يجد أعوانا على الثبات في دينه، فما نصيحتكم له؟

نسأل الله تعالى له الثبات والعون والهدى والسداد ونصيحتي له أولا حتى وإن لم يوجد من هم من الصم المسلمين من حوله

فليرتبط بشيء من المراكز الإسلامية الموجودة المعتدلة التي فيها دعاة صلحاء ولا يقطع نفسه عن إخوانه المسلمين، حتى وإن كانوا لا يحسنون لغة الإشارة فإن الظن بالمسلمين أنهم سيكونون حريصين على احتوائه خاصة في المراكز الإسلامية وفي المساجد الموجودة في ألمانيا وفي عموم أوروبا، فالظن أنهم سيؤدون واجبهم بالوقوف معه وبتثبيته وليسعى إلى إيجاد وسيلة للتخاطب معهم إذا كان يحسن الكتابة فليكتب، وليتواصل كذلك اليوم عبر منصات التواصل الاجتماعي مع المسلمين الذين يتقنون لغة الإشارة ليبث إليهم همومه

وليطرح معهم ما يجول في خاطره، وليتدارس معهم أحواله بما يعينه ويثبته، لكن لا يسلم نفسه إلى هذه الأفكار ولا أن ينعزل عن المسلمين حتى لا يرجع القهقرى كما أشار هو في سؤاله، هذا ابتلاء من الله تبارك و تعالى، والله عز وجل كما بيّن في كتابه الكريم قال «الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ» فعلى المسلم أن يجتهد مهما كانت الظروف صعبة أمامه

ومهما اشتدت الأهوال، ومهما تنكر له الزمان عليه أن يحرص على الثبات على دينه، وأن يوجد الوسائل التي تعينه على ذلك،

ويجب عليه أن يسعى إلى إيجاد هذه الوسائل فليتواصل مع إخوانه، وليتواصل مع المراكز الإسلامية مع المساجد مع جماعة المسلمين ليتواصل عن طريق وسائل التواصل ومن خلال الشبكة العالمية للمعلومات مع سائر إخوانه المسلمين وهم موجودون بحمد الله تبارك وتعالى، تنشأ صلة وصداقات وأخوة فيما بينهم، ليجد معه درعا وردءا يعينه على الثبات على الإسلام وليتذكر أنه حينما دخل في هذا الدين فإنه دخل عن قناعة، لما وجده من إجابة عن أسئلة طرحها ما وجد لها إجابات مقنعة صحيحة، وليتذكر أنه اتخذ هذا القرار بناء على وعي وفهم وإدراك فلا ينبغي له أن يرجع عنه، عليه أن يحرص قدر المستطاع، ستكثر الفتن وستأتيه مغريات أيضا لكن عليه أن يثبت على دين الله تبارك وتعالى، وأن يصبر نفسه بالتواصل مع إخوانه المسلمين وإلحاق نفسه بهم والله تعالى الموفق.

وإذا كانت صلته بأسرته وبأصدقائه السابقين لا تؤثر على دينه، ولا تؤثر على ثباته على الإسلام، بل كان يمكن أن يؤثر هو فيهم فلا يقطع هذه الصلة، إذا كانوا لا يمسون دينه وإنما يريد أن يدخل معهم في شيء من الأحاديث العادية المباحة في هذا الدين من شأن أمور الحياة فهذا أيضا لا حرج فيه، لعله يكون سببا لهدايتهم، لكن دخوله في الدين لا يعني أن يقطع صلته مع أسرته و مع سابق أصدقائه إلا إذا خشي على دينه منهم فقط والله تعالى أعلم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الله تبارک وتعالى القرآن الکریم قراءة القرآن الله تبارک والله تعالى باللغة التی هذا القرار الله تعالى فی الصلاة أن یتعلم إذا کان علیه أن

إقرأ أيضاً:

ما حكم الزوجة التي تمتنع عن الإنجاب؟.. أمين الفتوى يجيب

كتبت -داليا الظنينى:

أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال متصلة تدعى "مريم" تساءلت خلاله عن حكم عدم الإنجاب بعد أن رزقها الله بثلاثة أبناء، قائلة إنها لا ترغب في الإنجاب مرة أخرى، فهل عليها إثم؟.

وأكد عثمان خلال حوار مع الإعلامي مهند السادات، بحلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن القرار بعدم الإنجاب ليس فيه أي إثم أو ذنب، مشيرًا إلى أن الإنسان لا يُحاسب على اختياره أن يكتفي بعدد معين من الأبناء.

وأضاف: "لا يوجد أي مشكلة في هذا، بل هو أمر حسن حتى يكون الزوجان قادرين على رعاية وتعليم الأبناء وتوفير احتياجاتهم بشكل جيد، وهذا أفضل من أن يكون هناك عدد أكبر من الأبناء لا يستطيع الشخص تلبية احتياجاتهم".

وأوضح عثمان أن الفقهاء وعلى رأسهم الإمام الشافعي قد ذكروا أنه في بعض الأحيان، وفي زمن الفتن أو الأوقات الصعبة، يجوز للإنسان أن يقرر عدم الإنجاب، مشيرا إلى أن هذا يعتمد على الظروف الشخصية لكل فرد، وأنه يجب التوازن بين القدرة على الرعاية و الإمكانات.

وفيما يخص استخدام وسائل منع الحمل، أكد أنه لا يوجد مانع شرعي من استخدام وسائل منع الحمل إذا كانت متوافقة مع المشورة الطبية، موضحا: "لا حرج في استخدام الوسائل التي يحددها الطبيب، بشرط أن تكون مناسبة لصحة المرأة ولا تسبب أي ضرر، وهذا يعود إلى تقييم الطبيب المعالج الذي يحدد الأفضل لحالتها الصحية".

اقرأ أيضا:

ممثل المستأجرين يكشف لمصراوي أبرز النقاط الخلافية في قانون الإيجار القديم

هرم جديد.. أحدث 9 صور لمحطة مترو الرماية بالخط الرابع

"الإفتاء" توضح حكم الحج والعمرة عن طريق المسابقات

فرص عمل بالإمارات برواتب تصل لـ 4 آلاف درهم - التخصصات وطريقة التقديم

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الزوجة التي تمتنع عن الإنجاب الشيخ عويضة عثمان دار الإفتاء المصرية حكم عدم الإنجاب برنامج فتاوي الناس

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان

أخبار

ما حكم الزوجة التي تمتنع عن الإنجاب؟.. أمين الفتوى يجيب

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

بعد التراجع الكبير.. هل فقد الذهب بريقه وسيواصل الهبوط الفترة المقبلة؟ 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • من هدي القرآن الكريم: المؤمنون سباقون إلى العمل الصالح بكل ما يمكنهم تقديمه
  • بيان شديد من مجمع القرآن الكريم: الدفاع عن الدين وسام شرف وليس جريمة
  • وزير الأوقاف ينعى الشيخة محاسن عبد الحميد أقدم محفظة للقرآن الكريم بالمنيا
  • فتاوى تشغل الأذهان.. حكم البسملة لمن بدأ القراءة من وسط السورة..لماذا لا يصوم الحاج العشر الأول من ذي الحجة.. هل تقبل توبة من اقترف الفاحشة عدة مرات
  • هل تقبل توبة من اقترف الفاحشة عدة مرات؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم البسملة لمن بدأ القراءة من وسط السورة.. الإفتاء تجيب
  • إرثها سيظل حيًّا في قلوب أبناء قريتها.. قصة الشيخة محاسن أقدم محفظة للقرآن الكريم بالمنيا
  • مدارس الرواد العالمية تحتفي بخاتمات ومجازات القرآن الكريم في حفل روحاني مميز.. صور
  • ما حكم الزوجة التي تمتنع عن الإنجاب؟.. أمين الفتوى يجيب