يعكف مجموعة من علماء الفلك للوصل إلى تفسير وجود هيكل غامض، بالقرب من مجرة درب التبانة، وذلك بعدما تم الكشف عن وجود هيكل لـ«دائرة راديو غريبة»، وجديدة بالقرب من مركز مجرتنا، إذ أعلن فريق دولي من علماء الفلك عن اكتشاف هذا الهيكل الذي يشبه الحلقة، التي تنبعث منه موجات راديوية، بالقرب من مركز مجرة ​​درب التبانة.

فالمجرات، عادةً تضم عددا لا يمكن حصره يصل لملايين من النجوم والكواكب، والكويكبات والأقمار، فضلًا عن النيازك، والأجرام السماوية، ولكن ماذا عن وجود هيكل غريب بالقرب منها؟ 

وفقًا لما ذكره موقع العلوم «space» فإن هذا الجسم الغامض، يُسمى «Kýklos» الذي تم اكتشافه بالصدفة أثناء مسح يهدف إلى رسم خريطة للمنطقة القريبة من مركز المجرة، وهو مشتق من الكلمة اليونانية «دائرة»، لا يشبه أي تكوينات أخرى تم رصدها سابقا في الفضاء، ما يثير أسئلة جديدة حول أصول وطبيعة مثل هذه الهياكل الغامضة.

ما هو Kýklos؟

ووفقًا للورقة البحثية، التي قدمها العلماء عنه، فإن Kýklos والمسمى أيضا J1802–3353، يقع على بعد 6 درجات تقريبا من المستوى المجري، بحسب ما حدده فريق بورديو، ويبلغ قطره نحو 80 ثانية «قوسية»، والقوسية هي وحدة لقياس الزاوية/ الثانية القوسية الواحدة تساوي 1/3600 من الدرجة) بينما يأتي سمكه 6 ثوان قوسية، ويأتي كحلقة دائرية مثالية تقريبا في الصور الراديوية التي التقطها MeerKAT.

ويتميز المظهر العام لهذا الهيكل بإنه متكتل خافت، ليس له انبعاثات يمكن اكتشافها داخله، ما يمنحه مظهر غلاف لامع.

وفي هذا الصدد، دون العلماء، في ورقتهما البحثية، عنه: «لقد قدمنا ​​الاكتشاف المصادف لجسم جديد يشبه حلقة الراديو يُطلق عليه اسم Kýklos (J1802–3353)، من خلال ملاحظات التردد العالي جدا UHFلتلسكوب MeerKAT ونطاق الترددات في الطيف الراديوي L-band)».

ووفقًا للعلماء، يشترك Kýklos في بعض الأمور المتشابهة مع مصادر الراديو الشبيهة بالحلقة الأخرى المعروفة، مثل «الدوائر الراديوية الغريبة»ORC، التي تم اكتشافها في 2019، على سبيل المثال، يقع Kýklos عند خط عرض مجري أقل بكثير من ORC، ما يجعله فريدا من نوعه في موقعه، كما يأتي  أضعف بمقدار مرتبة من حيث الحجم عند 1.0 جيجاهرتز، مع مؤشر طيفي أكثر تسطحا مقارنة بمجموعة بالدوائر الغريبة ORC.

وبحسب ما أكده علماء الفلك استنادا إلى البيانات التي تم جمعها في ورقتهما البحثية، يمثل Kýklos  نوعا مختلفا من الأجسام الفلكية.

هل الهيكل يؤثر على المجرة؟

وأكد الدكتور أشرف شاكر، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية، لـ«الوطن»، إن كوكب الأرض يدور حول الشمس، والشمس موجودة ضمن حشد نجمي جميعها تدور داخل المجرة ولكن  بشكل حلزوني، موضحًا إن هذا التكوين والنظام الكوني، يؤكد إن اكتشاف الأجسام المجهولة لا يؤثر على حياتنا أو يشكل خطرا على مجرتنا.

وأوضح رئيس قسم الفلك، إن الكون النجمي به 30 مجرة حول مجرة درب التربانة، وجميعها تلف حول بعضها وبيتفاعلون معا: «بيشدوا بعض في الحشد المجري ويتفاعلوا، فمهما كان حجم الجسم أو الهيكل لا يؤثر علينا أو على مجرتنا».

ما هو التفسير العلمي لهذا الهيكل الغريب؟

يعتقد العلماء أن التفسير الأكثر ترجيحا هو أن الهيكل Kýklos  غلاف نجمي يحيط بنجم «وولف-رايت» (WR)، وهو نوع من النجوم بالغة الكتلة حيث تكون كتله النجم منها أكبر من 20 كتلة شمسية، كما تتميز تلك النجوم بفقد كبير في كتلتها ويخرج منها في هيئة ريح نجمية تبلغ سرعتها 2000 كيلومتر في الثانية.

ولتأكيد نظرية ارتباط Kýklos نجم وولف-رايت، يخطط علماء الفلك لإجراء ملاحظات متابعة عبر أطوال موجية متعددة، لتحديد مصدر مركزي محتمل وجمع المزيد من المعلومات حول تكوين الجسم وبنيته وتاريخ تكوينه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: درب التبانة مجرات نجم عملاق ظاهرة فلكية علماء الفلک بالقرب من

إقرأ أيضاً:

العُلا في الصيف.. وجهة مفضّلة للمصورين ومحبي الفلك من أنحاء العالم

تواصل محافظة العُلا ترسيخ مكانتها بصفتها إحدى أبرز الوجهات الصيفية لعشاق التصوير ومحبي الفلك، لما تزخر به من طبيعة استثنائية وسماء صافية تخلو من التلوث الضوئي، ما يجعلها ميدانًا مثاليًا للعدسات والتلسكوبات، وبيئة محفزة على الإبداع والتأمل العلمي والفني.

 

وتُعدّ محمية الغراميل وصخرة القوس، إلى جانب عدد من التكوينات الطبيعية في عمق الصحراء، مواقع فريدة تجذب المصورين من داخل المملكة وخارجها، لتوثيق المشاهد الليلية وتصوير النجوم والمجرات، وتضفي التضاريس الصخرية، حين تتداخل مع ألوان الغروب وسكون الليل، مشاهد آسرة تمزج بين جمالية الأرض واتساع السماء.

 

وفي هذا السياق، تبرز “منارة العُلا” التابعة للهيئة الملكية لمحافظة العُلا، بصفتها مركزًا رائدًا لعلوم الفلك، يجمع بين المعرفة السماوية القديمة والاستكشافات العلمية الحديثة، وتقدّم المنارة برامج وورشًا متخصصة في الرصد الفلكي والتصوير الليلي، إلى جانب جلسات تفاعلية وفعاليات مفتوحة تُسهم في تعزيز الثقافة الفلكية ورفع الوعي بجمال الكون.

وتُوّجت هذه الجهود بحصول “منارة العُلا” ومحمية الغراميل على اعتماد رسمي من منظمة DarkSky International، لتكون أول مواقع “السماء المظلمة” المعتمدة في المملكة والخليج، في خطوة تعكس التزام الهيئة الملكية بتطوير السياحة الفلكية والحد من التلوث الضوئي.

اقرأ أيضاًالمنوعاتالصين تطور مسيّرة تجسس بحجم بعوضة

وفي سياق متصل، التقت وكالة الأنباء السعودية عددًا من المصورين القادمين من دول مختلفة، الذين عبّروا عن إعجابهم الشديد ببيئة العُلا الفريدة، مؤكدين أن ما توفره من ظروف طبيعية وإمكانات تنظيمية، يجعلها من أبرز الوجهات العالمية لتصوير السماء واستكشاف النجوم.

وتُسهم المبادرات السياحية والفنية المتنوعة في العُلا في إثراء تجربة الزائر، عبر تجهيز مواقع للتخييم الليلي، وتوفير مرشدين متخصصين، وتنظيم أنشطة تدمج بين الطبيعة والعلوم الفلكية، ما يمنح الزوار تجربة متكاملة تنطلق من الأرض نحو أعماق السماء.

 

بهذا التلاقي الفريد بين الجغرافيا والفضاء، ترسّخ العُلا حضورها بصفتها وجهة صيفية استثنائية، تجمع بين فتنة المشهد ومتعة الاكتشاف، في تجربة تأسر عشاق العدسة والنجوم على حد سواء.

مقالات مشابهة

  • للمرة الأولى.. علماء الفلك يوثقون "انفجارًا مزدوجًا" لنجم ميت
  • محافظة القدس تحذر من برنامج لجماعات الهيكل المزعوم ضد الأقصى
  • فيديو غامض يشعل الذعر.. هل يهدد تسونامي وشيك سواحل مصر؟
  • ناسا تعرض صورة جديدة لجارتنا الأقرب مجرة المرأة المسلسلة
  • 457 زلزالًا قرب جزر توكارا.. اليابان تواجه واحدة من أعنف موجات الزلازل هذا العام
  • وسط ترجيحات بمقتله.. مصير غامض يكتنف حياة الداعية "صالح حنتوس" في ريمة
  • موجة زلازل وزيادة حرارة المياه .. معهد الفلك يحسم جدل ما يحدث بالبحر المتوسط
  • العُلا في الصيف.. وجهة مفضّلة للمصورين ومحبي الفلك من أنحاء العالم
  • مدبولي: لا بد من اتخاذ خطوات عملية وملموسة لاصلاح هيكل الديون العالمية وتنامي الأوضاع الإقتصادية للدول النامية
  • «مدبولي» يؤكد أهمية اتخاذ خطوات عملية لإصلاح هيكل الديون العالمية