خطبة الجمعة من المسجد النبوي.. كيف يخلق الإيمان حياة طيبة مطمئنة
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
ألقى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور أحمد الحذيفي، خطبة اليوم الجمعة من المسجد النبوي، حول تفكر الإنسان العاقل في آثار خطواتِه، ووقوفه يتأمَّلُ طريقَ مسيرتِه، وما في طوايا ذلك من تفويتٍ وتفريط، وتسويفٍ وتضييع، واغتباطاً بما أنجح من مقاصده وحقق من مآربه.
لماذا نقرأ سورة الكهف يوم الجمعة؟.. وهل تكون سرًّا أو جهرًا؟ الاغتسال وسورة الكهف... سنن يوم الجمعة ومشروعية التنفل بعد الصلاة
وقال الحذيفي إن هذه الدنيا رحلةٌ طويلةٌ قصيرةٌ، مفرحةٌ مبكية، فيها انكساراتٌ وانتصارات، ودموعُ حزنٍ وسرور، وراحةٌ ونَصَب، واجتماعٌ وافتراق، إنها سنة الله في هذه الدنيا كما قال جل شأنه (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ).
وذكر فضيلته، التشبيهَ النبويَّ لحال المؤمن مع الدنيا وسرعة انقضائها ، قال عبدالله بن مسعود (نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصيرٍ فقام وقد أثّر في جنبه، قلنا: يا رسول الله، لو اتخذنا لك وِطاءً؟ فقال: ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكبٍ استظلَّ تحتَ شجرةٍ، ثم راح وتركها).
وأبان الشيخ الحذيفي، ان المؤمن في هذه الحياة يعيش حالةً من الاستقرار النفسيِّ والسلامِ الداخلي، لأنه معلَّق القلب بخالق هذا الوجود، ممتلئُ الفؤادِ بحبه، متضلِّعُ الحنايا بتوحيده، مبيناً أن الإيمانَ الصادقَ يتخلَّلُ حنايا النفوسِ المنهَكةِ برداً وسلاماً، ورضاً ويقيناً، وسكينة وثباتاً.
وتابع فضيلته، إن الحياة مع الإيمانِ حياةٌ طيبةٌ كريمةٌ مطمئنة، تتصاغَرُ أمامَها جبالُ المصاعبِ والشدائد، ويتهاوَى ركُامُ اللذائذِ والمطامع، فللإيمان حلاوةٌ يجد طعمَها في نفسه وأَثَرَها في قلبه مَن رسخ الإيمان في قلبه، لا تَصِفُ لذتَها ولا تحُدُّ حقيقتَها العباراتُ والكلمات، بل هي حقائقُ يعرفها أهلُ الإيمان، ويدركُها الصفوةُ من عباد الرحمن.
وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي، أن الإيمان ليس معنى مجرَّداً من الحقائق، أو نظريةً لا تَرْجُمانَ لها في واقع الحياة، إنها عقيدةٌ يمتلئُ بها القلبُ فتفيضُ على النفس طمأنينةً وسكينةً ورضاً وسروراً، ثم تتسِعُ دائرتُها حتى تفيضَ على الإنسانية كلِّها سلاماً وسكينةً وعدلاً.
وختم فضيلته الخطبة قائلاً: إن هذا الدينَ العظيمَ جاء لِيُعِيدَ صياغةَ الإنسانِ عقلاً ونفساً وروحاً وسلوكاً، فيكونَ على قَدْرٍ راسخٍ من القِيَم والأخلاق والسموِّ النفسيِّ والروحيِّ والعقليِّ في هذا الكون، مبيناً أن الإيمان بمعناه الأَرْحَبِ ربطٌ للمخلوق بالخالق، واتصالٌ لعالَم الشهادةِ بعالَم الغيب، مستشهداً بقولة تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإيمان المؤمن خطبة اليوم الجمعة اليوم الجمعة الجمعة إمام وخطيب المسجد النبوي الحذيفي المسجد النبوی
إقرأ أيضاً:
وزير الشؤون الإسلامية يوجه بتخصيص خطبة الجمعة القادمة لخطر نشر الشائعات والغيبة والنميمة
وجَّه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، خطباء الجوامع بتخصيص خطبة الجمعة القادمة، للحديث عن خطر نشر الشائعات والغيبة والنميمة، وبيان آثارها السيئة على الفرد والمجتمع.
وذكرت الوزارة، عبر منصة (إكس)، أن ذلك يأتي امتدادا لرسالتها التي تنهض بها في توظيف المنابر لتعزيز القيم الإسلامية، ببيان وجوب حفظ اللسان من الوقوع في أعراض الناس بما يكرهون، والتحذير من نشر الشائعات أو السماع لها وتصديقها.
وتضمَّن التوجيه بيان عدم جواز السماع لأهل الشائعات والغيبة والنميمة، والإنكار عليهم ونصحهم وتوجيههم وتذكيرهم بالله تعالى، والتحذير من الغيبة والنميمة، وبيان آثارها السيئة على الفرد والمجتمع، ومن ذلك أنها توغر الصدور، وتشحن النفوس، وتذهب الألفة والمودة، وتزرع الضغينة بين المسلمين، وبيان أنها من كبائر الذنوب والمعاصي.
امتدادًا للرسالة التي تنهض بها وزارة الشؤون الإسلامية في توظيف المنابر لتعزيز القيم الإسلامية؛ فقد وجّه معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، خطباء الجوامع، بتخصيص خطبة الجمعة القادمة 16 / 1 / 1447هـ، للحديث عن خطر نشر الشائعات والغيبة والنميمة، وبيان آثارها… pic.twitter.com/7mcZmygEfL
— وزارة الشؤون الإسلامية ???????? (@Saudi_Moia) July 6, 2025 خطبة الجمعةوزير الشؤون الإسلاميةأخبار السعوديةالشائعاتالنميمةآخر أخبار السعوديةالغيبةقد يعجبك أيضاًNo stories found.