سياسيون ودبلوماسيون: 4.3 مليون نازح داخليا في الصومال بسبب التصحر وانعدام الأمن
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
يعيش الصومال صراعات ممتدة منذ سنوات بسبب نشاط الفكر المتطرف وعمليات الإرهاب، فضلاً عن أزمات مناخية صعبة أثرت سلباً على الحياة السياسية والاجتماعية، وبالرغم من محاولات الحكومة تحقيق حالة من الاستقرار عبر المصالحة السياسية والقضاء على العناصر الإرهابية والانفصالية، ما زال الصومال يعانى من الصراعات.
«حليمة»: نشاط حركة الشباب يؤثر سلبا على الأوضاع الداخلية ويخلق حالة من عدم الاستقرارالسفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الأفريقية، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود، وضع على رأس أولوياته بعد توليه الرئاسة محاربة النشاط الإرهابى عسكرياً وفكرياً، وتحقيق المصالحة السياسية بين الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع الصومالى من عشائر وقبائل ومناطق جغرافية، وأيضاً معالجة الأوضاع الإنسانية الناتجة عن الإرهاب أو الجفاف أو التغيرات المناخية.
وأكد «حليمة» لـ«الوطن»، أن محاولات الرئيس الصومالى حققت تنمية متواضعة رغم المشاكل، مشيراً إلى أن أبرز ما يواجهه الداخل الصومالى هو مشكلة صوماليلاند، ومحاولاتها الانفصالية لكن التوجه لم يحقق أى اعتراف دُوَلى بالإضافة إلى المباحثات وجهود الوسطاء لعدول أرض الصومال عن التوجه الانفصالى، وإحدى أبرز المشكلات أيضاً المناوشات بين بونتلاند وأرض الصومال على خلاف حدودى مرتبط بأوضاع القبائل: «الصومال يعانى من صراع بين حركة الشباب الصومالية والحكومة المنتخبة بما يؤثر سلباً على الأوضاع الداخلية»، وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الأوضاع الاقتصادية فى الصومال متدهورة كما هو الحال إنسانياً، بسبب الأوضاع غير المستقرة والإرهاب والنزعات الانفصالية.
«حسام»: الحروب الأهلية تسببت في عزلة القبائل وانقسامهاالدكتور حسام الدين محمود، رئيس مركز أفريقيا للتخطيط الاستراتيجى، قال إن الصومال يتمتع بموقع جغرافى متميز وثروات ضخمة، سواء فيما يتعلق بالمعادن مثل اليورانيوم والبترول والغاز، ويضم مناطق زراعية وثروة بحرية ضخمة، إذ يبلغ طول السواحل نحو 3333 كيلومتراً، وهى أطول سواحل فى قارة أفريقيا، فضلاً عن تمتعه بالثروة الحيوانية، ويعد الصومال إحدى أبرز الدول التى عانت من تفشى الإرهاب والصراع المسلح بين أبناء الدولة الواحدة، وما تلا ذلك من مواقف لها تأثيرها وتبعاتها السياسية، وانعكس ذلك على الأمن الغذائى والازدهار الاقتصادى والنمو، كما أثرت حالة الفراغ السياسى على الصومال وأسهمت فى انتشار الجماعات الإرهابية وتمددها.
وأكد «حسام» أن موقع الصومال على ساحل خليج عدن والبحر الأحمر جعلها مطمعاً، مشيراً إلى أن حالة الإرهاب الموجودة حالياً الهدف منها إضعاف الدولة وهيمنة دول أخرى، لافتاً إلى أن الحرب الأهلية التى وقعت فى الصومال منذ سنوات، فرضت حالة من العزلة على القبائل، وزادت من الفساد السياسى والاقتصادى.
وأوضح رئيس مركز أفريقيا للتخطيط الاستراتيجى أن الحرب الأهلية والإرهاب أديا إلى إضعاف الجيش الوطنى الذى كان يستطيع فى الماضى أن يبسط نفوذه ويحقق الأمن فى البلاد، كما أسهم غيابه بشكل كبير فى إشعال الحرب الأهلية التى شهدت سقوط الكثير من الضحايا، وأصبح الصومال أرضاً خصبة لتدريب العناصر الإجرامية والإرهابية.
وتناول «حسام» الأزمة الإنسانية فى الصومال، وطرق حلها، إذ تحتاج الدولة الأفريقية إلى الشركاء الإقليميين ومساهماتهم فى تحقيق التنمية، إذ يمتلك الصومال ثروات هائلة يجب استثمارها، مؤكداً أن مصر ستسهم فى الاستثمار داخل الصومال فى وقت قريب، لما تملكه من موارد فاعلة وخبرة كبيرة فى التصنيع والإنتاج، وبالتالى ستكون حريصة على أن يصب الاستثمار فى مصلحة الصومال أولاً.
كما يعانى الصومال من أزمة مناخية كبرى، وهى أكثر الدول تأثراً بالتغير المناخى، ومن بينها مشكلة التصحر، التى تؤثر على الزراعة والثروة الحيوانية، وندرة المياه، وهى نتيجة مباشرة للتغيرات المناخية، كما أن هناك حالة من النزوح من جانب الصوماليين بسبب الأزمة المناخية وخاصة الجفاف والتصحر من مكان إلى آخر، مما يؤدى إلى صعوبة فى توفير الغذاء، وبحسب الأمم المتحدة هناك نحو 4.3 مليون نازح داخلياً فى الصومال بسبب الجفاف وانعدام الأمن.
وأضاف «حسام» أن ملايين الصوماليين يعانون من أزمة فى الغذاء والجفاف، ونصف مليون طفل صومالى يعانون من الجوع، مؤكداً أنه يجب أن تتحمل دول العالم والدول الصناعية الكبرى مسئوليتها تجاه نزوح الصوماليين الذين تأثروا بالتصحر والجفاف، مشيراً إلى أن النزوح سببه الرئيسى التغيرات المناخية التى أدت إلى انعدام الأمن الغذائى وأثرت على الحياة العامة بالصومال.
وأوضح «حسام» أن الصومال من بين الدول التى رضخت تحت نير الاستعمار، الذى تسبب فى صراع داخلى أفضى إلى نزاعات قبلية وحروب أهلية، فضلاً عن انتشار الأفكار المتطرفة وما نتج عنها من إرهاب وعنف مسلح، وبالرغم من وحدة الصومال الدينية واللغوية والعرقية فإن الأفكار المتطرفة الدخيلة انتهت إلى حروب أهلية تسببت فى عزلة القبائل وانقسامها، تزامناً مع انتشار الفساد الناتج عن غياب الرقابة والقبلية والتعصب، وما يقابلها من حركات معارضة بدأت تنفيذ هجمات عسكرية ضد الحكومة المركزية، فى محاولة للاستيلاء على السلطة، ومن وقتها دخلت الصومال نفقاً مظلماً.
وأضاف أن الصراع فى الصومال بين حركة الشباب الصومالية ذات التوجه المتطرف والحكومة الفيدرالية، يخفى خلفه صراعاً أيديولوجياً أدى إلى الأوضاع السياسية المتأزمة والإنسانية الصعبة، مؤكداً أن الحل فيما يتعلق بالأزمة المناخية التى تعانى منها الصومال مرتبط ببرنامج الأمم المتحدة الخاص بالمناخ، فى إطار اتفاقية الأطراف، باعتبار أن القارة الأفريقية أكثر الدول تأثراً بالتغيرات المناخية، ومعالجتها من خلال مؤتمرات المناخ والدول المتقدمة بما تقدمه من مساعدات والتزامات تصل إلى 100 مليار دولار، ورغم كل ذلك، لم يتم الوفاء بشكل كامل بالمساعدات لكن مصر من خلال المؤتمرات المناخية الماضية حققت قدراً كبيراً من النجاح فى هذا الصدد.
وما يشير إلى استمرار معاناة الصومال مع أعمال العنف هو ما وقع خلال أيام شهر أغسطس بعد مقتل عشرة أشخاص، بينهم سبعة من أفراد قوات الأمن ومدنيان وانتحارى، إثر انفجار سيارة مفخخة عند نقطة تفتيش فى مقديشو، كما تم تفجير قنبلة عن بُعد، أسفرت عن مقتل 11 شخصاً فى مطعم مقديشو، وأعلنت حركة الشباب مسئوليتها عن جميع تلك الهجمات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: شابيلا معاناة الصومال حرکة الشباب فى الصومال حالة من إلى أن
إقرأ أيضاً:
اليونيسف: انتشار الكوليرا في الخرطوم يعرض أكثر من مليون طفل للخطر
اليونيسف نبهت إلى ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في الخرطوم من 90 حالة يومياً إلى 815 حالة يومياً في الفترة بين 15 و25 مايو الحالي.
بورتسودان: التغيير
حذرت منظمة اليونيسف، من أن أكثر من مليون طفل معرضون للخطر مع انتشار الكوليرا في ولاية الخرطوم بالسودان، حيث يعيشون في المناطق المتضررة.
وأشارت إلى أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 7700 حالة إصابة بالكوليرا- بما في ذلك أكثر من 1000 حالة في أطفال دون سن الخامسة- و185 حالة وفاة مرتبطة بالمرض في الخرطوم منذ يناير 2025، وفقاً للسلطات الصحية.
وأوضحت المنظمة أنها وشركاؤها يعملون بالتعاون مع وزارة الصحة الاتحادية للحد من انتشار هذا المرض القاتل وإنقاذ الأرواح.
مسابقة الزمنوقال ممثل اليونيسف في السودان شيلدون يت في بيان صحفي الأربعاء: “نحن نُسابق الزمن مع شركائنا لتوفير الرعاية الصحية الأساسية، والمياه النظيفة، والتغذية الجيدة، وغيرها من الخدمات المنقذة للحياة للأطفال الذين يُعتبرون من بين الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض القاتلة وسوء التغذية الحاد الوخيم”.
وأضاف: “فكل يوم يمر، يتعرّض المزيد من الأطفال لهذا الخطر المزدوج، لكن كلاهما- الكوليرا وسوء التغذية- يمكن الوقاية منهما وعلاجهما إذا تمكنا من الوصول إلى الأطفال في الوقت المناسب.”
وذكر بيان المنظمة أنه منذ بداية النزاع، اضطر أكثر من 3 ملايين شخص إلى الفرار من منازلهم في ولاية الخرطوم، وتضررت حياة الملايين.
وقال: “مع تحسن إمكانية الوصول إلى أجزاء واسعة من الولاية، عاد أكثر من 34.000 شخص إلى ولاية الخرطوم منذ بداية عام 2025. ويعود معظمهم إلى منازل مدمّرة في مناطق تفتقر إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه والصرف الصحي، والتي تُعدّ ضرورية للوقاية من الأمراض. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون طفل يعيشون في المناطق المتضررة في جميع أنحاء ولاية الخرطوم”.
وأضاف أن الهجمات المتكررة على محطات الطاقة في الخرطوم خلال الشهر الماضي تسببت في انقطاع التيار الكهربائي وزيادة حدة نقص المياه، مما أثّر بشكل كبير على إمكانية الوصول إلى المياه الآمنة والنظيفة.
وتابع بأن العديد من الأسر اضطرت إلى جمع المياه من مصادر غير آمنة وملوّثة، مما زاد من خطر الإصابة بالكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه، لا سيما في الأحياء المكتظة ومواقع النزوح.
وأشارت المنظمة إلى ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا بشكل كبير من 90 حالة يومياً إلى 815 حالة يومياً في الفترة بين 15 و25 مايو- أي بزيادة تسعة أضعاف خلال عشرة أيام فقط.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه اثنتان من محليات الولاية- جبل أولياء والخرطوم- خطر المجاعة، وتمثلان 33% من إجمالي 307.000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في الولاية.
ويُقدّر أن 26.500 من هؤلاء الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهو أخطر أشكال سوء التغذية.
وبالنسبة للأطفال الذين أضعفهم نقص الغذاء، يمكن أن تكون الكوليرا أو أي سبب آخر للإسهال الحاد مميتاً إذا لم يُعالج على الفور.
استجابة متعددةوأعلنت اليونيسف أنها تنفذ استجابة متعددة الأوجه للكوليرا في ولاية الخرطوم، تستهدف المجتمعات المعرضة للخطر وتدعم البنية التحتية الحيوية للمياه، بما في ذلك توفير المواد الكيميائية لمعالجة المياه (البوليمر والكلور) ومولّد كهربائي بقوة 1000 كيلوفولت أمبير لضمان استمرار تشغيل محطة معالجة مياه المنارة التي تخدم أكثر من مليون شخص في كرري وأم درمان القديمة.
وقالت إنها وشركاؤها يقومون بتوزيع مواد معالجة المياه المنزلية للحد من انتقال العدوى في المجتمع، ونشر أجهزة تعقيم المياه في نقاط توزيع المياه لتوفير مياه شرب آمنة، بالإضافة إلى تعبئة فرق الاستجابة السريعة لدعم كلورة المياه وتنفيذ أنشطة التعقيم.
وتعمل اليونيسف أيضاً على إشراك المجتمعات المحلية، من خلال الحوارات ووسائل التواصل الاجتماعي، لنشر رسائل توعوية حول أسباب وأعراض وطرق الوقاية من الكوليرا.
وأشارت المنظمة إلى أنها سلّمت حتى الآن هذا العام، أكثر من 1.6 مليون جرعة من لقاح الكوليرا الفموي إلى السودان وتدعم حملات التطعيم في المناطق المتأثرة. كما وفّرت مجموعات علاج الكوليرا وتدعم نشر العاملين في الخطوط الأمامية في مراكز علاج الكوليرا لتعزيز الاستجابة.
وتقوم اليونيسف أيضاً بتدريب موظفي الصحة العامة على الوقاية من العدوى والسيطرة عليها، وتدريب أفراد من المجتمعات المحلية على رصد الوضع ميدانياً.
وأكدت اليونيسف مواصلة دعم تقديم خدمات التغذية المنقذة للحياة من خلال 105 برامج لإدارة المرضى الخارجيين في المرافق الصحية و4 مراكز استقرار في ولاية الخرطوم.
وتحتاج اليونيسف بشكل عاجل إلى 3.2 مليون دولار أمريكي إضافية لتمويل استجابة طارئة للكوليرا في ولاية الخرطوم، في مجالات الصحة، والمياه، والنظافة، والصرف الصحي، وتغيير الاجتماعي والسلوكي، للحد من انتشار المرض ومنع فقدان الأرواح.
الوسومأم درمان السودان الكوليرا النزاع اليونيسف جبل أولياء كرري محطة مياه المنارة ولاية الخرطوم