محمية جورونجوسا.. رحلات سفاري وسط الحيوانات البرية
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
جورونجوسا "د.ب.أ": تشتهر موزمبيق بسياحة السفاري، وتزخر بمجموعة واسعة من البيئات الطبيعية الغنية بالحيوانات البرية والطيور، أبرزها محمية جورونجوسا الطبيعية.
قردة وأفيال
ويقابل المرء الكثير من الحيوانات البرية في محمية جورونجوسا يوميا، سواء كان ذلك قردة البابون أو الظباء أو أفراس النهر أو الأفيال أو الجاموس، ويعتبر التعايش الخالي من الصراعات تقريبا بين الإنسان والطبيعة هو المبدأ الأساسي في أكبر محمية طبيعية في موزمبيق الواقعة في جنوب شرق إفريقيا.
ولا تتمتع هذه الجنة الطبيعية بشهرة كبيرة على خريطة السياحة العالمية، ويمكن الوصول إليها بعد ساعة طيران من جوهانسبرج في جنوب إفريقيا، ويمكن للسياح الجمع بين جولة لعدة أيام في محمية جورونجوسا وزيارة محمية كروجر الطبيعية، والتي تتمتع بشهرة عالمية في سياحة السفاري، بالإضافة إلى الاستمتاع بعطلة مريحة على شاطئ المحيط الهندي.
وتعتبر محمية جورونجوسا المقصد السياحي المناسب للأشخاص، الذين لا يفضلون السياحة الجماعية بأعداد كبيرة؛ حيث تنطلق سيارات الجيب الخمسة في الصباح الباكر لتجوب المحمية، التي تبلغ مساحتها 3800 كيلومتر مربع.
غابات كثيفة
وعادة ما يرغب المسؤولون بمحمية جورونجوسا الطبيعية في التأكيد على أن هذه المحمية تعتبر واحدة من آخر المناطق البرية حقا في إفريقيا؛ حيث تنتشر الغابات الكثيفة من أشجار الأكاسيا أو أشجار النخيل، وسرعان ما يشعر السياح بأنهم في نوع من المشاهد الطبيعية البدائية.
وتضم هذه المحمية الطبيعية أيضا بحيرة "أوريما" وأعداد لا حصر لها من الأنهار، بالإضافة إلى المناطق الغرينية وأشجار السافانا الواسعة. وتعترض غزلان الإمبالة طريق المجموعة السياحية بقفزات عالية متعرجة، وتهتز ذيولها مثل الهوائيات.
ويضم المشهد الطبيعي أيضا طيور اللقلق وهي تتجول خلال العشب العالي، وتطلق أفراس النهر نوافير صغيرة من المياه عندما تطفو على سطح النهر، بينما تشرب الأفيال على الضفة المقابلة.
أول محمية في موزمبيق
وقد تم الإعلان عن هذه المنطقة أول محمية طبيعية في موزمبيق في عام 1960 خلال فترة الاستعمار البرتغالي، وعلى مدار عقدين من الزمن كانت محمية جورونجوسا الطبيعية واحدة من أجمل المحميات الطبيعية في موزمبيق، وجذبت الآلاف من السياح.
وكانت محمية جورونجوسا الطبيعية تضم أعدادا كبيرة من الحيوانات، ومنها 10 آلاف من الجاموس و2000 فيل وعدة مئات من الأسود والحيوانات البرية الأخرى مثل الحمير الوحشية وأفراس النهر والتماسيح. وأوضح بيدرو موجورا، رئيس حراس المحمية الطبيعية، قائلا: "كانت تسمى محمية كروجر الطبيعية في موزمبيق".
ولكن بعد سنوات الازدهار حلت فترة الانهيار؛ حيث اندلعت حرب أهلية بعد حصول البلاد على استقلالها من البرتغال في منتصف السبعينيات، وقد راح ضحية هذه الحرب مئات الآلاف من الأشخاص، وخلال هذه الفترة كان يتم اصطياد الحيوانات بواسطة الجنود والصيادين الجائعين حتى تم إحلال السلام في عام 1992.
ولقد انزعج المليونير الأمريكي "جريج كار" عند زيارة المحمية الطبيعية لأول مرة في عام 2004 بناءً على دعوة سفير الأمم المتحدة في موزمبيق؛ حيث لم يشاهد سوى الخنازير في المحمية الطبيعية، ولذلك فإنه قرر استعمال أمواله لإعادة بناء المحمية الطبيعية وإعادة توطين الحيوانات البرية فيها.
وأضاف موجورا قائلا: "تنتمي النباتات والحيوانات والأشخاص إلى نفس النظام البيئي؛ حيث يجب أن تحترم حماية الطبيعة أيضا حقوق السكان المحليين وتوجيه الأشخاص إلى مساعدة أنفسهم، للتخلص من العوامل التي تؤدي إلى الفقر والصيد الجائر للحيوانات".
أكثر من مجرد محمية
وأضاف فاسكو جالانت، من إدارة المحمية الطبيعية أن جورونجوسا أكثر من مجرد محمية طبيعية؛ حيث إنها أكبر مصدر أعمال في وسط موزمبيق؛ حيث تساعد الوظائف في المحمية الطبيعية على الاستقرار السياسي، بالإضافة إلى أنها ركيزة علمية في المنطقة.
علاوة على توافر تعايش جيد في المحمية الطبيعية وحولها؛ حيث يحظى الأشخاص، الذين يعيشون هنا بالحماية أيضا، ويتم تزويد الحيوانات البرية مثل الأفيال والأسود بأشرطة تتبع، وهي الطريقة، التي يعرف بها الحراس أماكن الحيوانات.
وتظهر أهمية أشرطة التتبع في إبلاغ الفلاحين إذا اقترب أحد الأفيال من الحقول، وهو ما يساعدهم في إخافة الحيوانات من أجل العودة مرة أخرى إلى داخل حدود المحمية الطبيعية والحفاظ على الحقول والمحاصيل.
وأضاف المدير العلمي للمحمية الطبيعية "مارك ستالمانز" أنه يأمل بالطبع في استمرار تكاثر الحيوانات، ومن ثم سوف يستدعى الأمر بناء سياج في المنطقة الجنوبية من المحمية الطبيعية، ولكن في الوقت الحالي لا يزال من الممكن التعايش مع حيوانات المحمية الطبيعية بدون سياح.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الكوارث الطبيعية تهدد ألفي نوع من الكائنات بالانقراض
يواجه أكثر من ألفي نوع من الفقاريات الأرضية خطر الانقراض بسبب الأخطار الطبيعية التي تشمل الأعاصير والزلازل والانفجارات البركانية وأمواج تسونامي، وفقًا لدراسة جديدة تعد الأولى من نوعها في هذا السياق.
وقام فريق البحث بدراسة 34 ألفا و35 نوعا من الفقاريات الأرضية حول العالم، مع التركيز على تلك التي تعيش في مجموعات صغيرة (أقل من 1100 فرد بالغ) أو تلك التي تعيش في نطاقات محدودة (أقل من 2500 كيلومتر مربع)، ومن بين هذه الفقاريات، تتداخل 42% منها مع مناطق شهدت كوارث طبيعية كبرى خلال العقود الـ5 الماضية.
اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3الصيد الجائر والتغير المناخي يعرّضان الفهود لخطر الانقراضlist 2 of 3"حذاء النيل الأبيض".. طائر فريد يتهدده الانقراضlist 3 of 3انقراض صامت.. الصيد الجائر يهدد الزرافات بأفريقياend of listوتشير الدراسة إلى أن ما يقرب من 70% من الأنواع المعرضة للخطر تعيش حصريا على الجزر، مما يسلط الضوء على مدى الضعف الشديد الذي تعاني منه النظم البيئية الجزرية.
كما أن 15% فقط من الأنواع المعرضة للخطر -حسب الدراسة- تشملها خطط حفظ محددة، في حين أن نحو 30% منها تقع كامل نطاقها المعروف خارج المناطق المحمية.
وحددت الدراسة 2001 نوع معرضة بشدة لخطر الانقراض، وتشمل 834 من الزواحف، و617 من البرمائيات، و302 من الطيور، و248 من الثدييات التي يوجد ما لا يقل عن 25% من مواطنها في مناطق تعاني من تأثيرات عالية من الأعاصير، والزلازل، والانفجارات البركانية، وأمواج تسونامي.
وحللت الدراسة بيانات تاريخية على مدى نحو 50 عاما عن هذه الأنواع الـ4 من الأخطار الطبيعية. وتُشكل الأعاصير التهديد الأكبر، إذ تؤثر على 983 نوعا من الأنواع الأكثر عرضة للخطر، تليها الزلازل التي تهدد 868 نوعا، فأمواج تسونامي التي تهدد 272 نوعًا، ثم الثورات البركانية التي تهدد171 نوعا.
كما وجدت الدراسة أن أعلى تركيزات للأنواع المعرضة للخطر توجد على طول حلقة النار في المحيط الهادي، وهي منطقة ذات نشاط زلزالي مرتفع. وتركزت الأنواع المعرضة للأعاصير بشكل رئيسي في البحر الكاريبي وخليج المكسيك وشمال غرب المحيط الهادي.
إعلانوإجمالا، يعيش ما يقرب من 70% من الأنواع التي تهددها أخطار عالية حصريا في الجزر. ورغم أن الأنواع المتوطنة في الجزر تطورت في الغالب لمقاومة الأخطار الطبيعية، فإن الباحثين يحذّرون من أن هذه التكيفات ربما لا تكون كافية عندما تجتمع الأخطار الطبيعية مع التهديدات البشرية.
وقال جوناس غيلدمان وبو دالسغارد، المؤلفان الرئيسيان للدراسة من جامعة كوبنهاغن في الدانمارك، إن "نصف هذه الأنواع هي ما نصنفه على أنه معرض لخطر الانقراض بسبب الأخطار الطبيعية، وتوجد غالبية هذه الأنواع في المناطق الاستوائية وخاصة في الجزر، التي شهدت بالفعل عديدا من الانقراضات مع استيطان البشر فيها".
وتتوقع الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة وتيرة وشدة الأعاصير، مما قد يُرهق آليات التكيف الطبيعية للأنواع، حيث ستكون المشكلة في هذا المزيج من الأخطار الطبيعية والأخطار البشرية، مثل إزالة الغابات.
كما ترجح أن يكون إعصار ماريا عام 2017 في الدومينيكان قد قضى على 239 من أصل 250 من ببغاوات الأمازون الإمبراطوري المتبقية، وهي من الأنواع المهددة بالانقراض، وقبل الإعصار، كان هذا النوع على وشك الانقراض بسبب فقدان موطنه.
وتشير الدراسة إلى أن الكوارث الطبيعية المدمرة نادرة، وغالبا ما تكون غير متوقعة من حيث موقعها وشدتها، لكنها عندما تكون شديدة، قد يصل تأثيرها على الأنواع النادرة، خاصةً على مجموعات محدودة إلى حد الانقراض أو الإبادة.
وقال فرناندو غونسالفيس المؤلف الرئيس للدراسة لموقع مونغاباي إن الأمر الأكثر إثارة للقلق ربما هو أن 15% فقط من الأنواع المعرضة للخطر لديها خطط محددة للحفاظ عليها، في حين أن نحو 30% منها تقع كامل نطاقها المعروف خارج المناطق المحمية.
وتُسلّط الدراسة الضوء على التدخلات الناجحة للحفاظ على الأنواع المعرضة لخطر الانقراض مثل تلك المُتعلّقة بببغاء بورتوريكو، إذ كان هذا الطائر على وشك الانقراض بسبب الأعاصير والأنشطة البشرية، ولكنه بدأ يتعافى من خلال برامج التربية في الأسر وإنشاء مجموعات برية متعددة في جميع أنحاء بورتوريكو.
وتدعو الدراسة إلى زيادة الاستثمار في حماية الموائل واستعادتها وبرامج التربية في الأسر ونقل الأنواع لمساعدة الأنواع المعرضة للخطر على البقاء في عصر تتزايد فيه الأخطار الطبيعية.
واستشهدت الدراسة أيضا بحالات قرد الأسد الذهبي في البرازيل، والكاكابو في نيوزيلندا، وضفدع مايوركا القابل، وسلحفاة ألدابرا العملاقة في سيشل، وإغوانا فيجي المتوجة، التي تم نقلها لإنقاذها.
ومع ذلك، فإن العمل على إنقاذ كل نوع أمر يستحق العناء، كما قال ماورو غاليتي، أحد المشاركين في تأليف الدراسة من جامعة ولاية ساو باولو في البرازيل، "نحن لا نخسر نوعا واحدا فحسب، بل نخسر عديدا من وظائف النظام البيئي التي توفرها هذه الأنواع".
ويؤكد الباحثون أن فهم الأنواع التي تواجه أعلى الأخطار الناجمة عن الكوارث الطبيعية أمر بالغ الأهمية لإعطاء الأولوية لجهود الحفاظ على البيئة ومنع الانقراض.
إعلانوتقدم الدراسة معلومات مهمة بشأن الأنواع المعرضة للخطر بسبب الأخطار الطبيعية ويمكن أن تساعد في توجيه الاهتمام بالحفاظ عليها وجهود حماية بقائها.