– عندما أخبرني أحد الإخوان وأنا بأمدرمان وقتها في نهاية مايو الماضي بأن الأخ حاتم حيدر اللكندي قد استشهد بجبل موية وهو مقبل غير مدبر مقاتلاً الأوباش مدافعاً عن سنار والسودان في المعارك الأولى.. قبل أن يدخل الجنجويد إلى بعض مناطق جبل موية مؤخراً ونفقد في هذه المعارك خيرة الشباب والأبطال ويفقد ال دقلو كميات مهولة من المرتزقة والملاقيط.

. قلت لمحدثي يا لفقد حاتم الكبير .. لم يترك لنا الجنجويد شيء نحاذر عليه أو نخشاه.. الموت لكل الجنجويد وإن طال الزمن..

-وحاتم حيدر اللكندي أحد شباب السودان الكُثر الذين تركوا حياتهم الهنية الرغيدة وأسرهم واستجابوا لنداء الوطن باذلين أرواحهم لقيم عليا لا يفهمها العملاء والأراذل والسفهاء، كان حاتم (الحاتم) أميراً للكتيبة الرابعة بسنار واستشهد في الصف الأمامي وهو القائد للمعركة لا المختبيء في أبوظبي أو نيروبي أو في بيوت الرجال والنساء!! ولا حاتم هو المنعم بأموال العمالة والسحت والحرام، مات حاتم ميتة الرجال ولحقه بذات البسالة قائد وأمير لواء البراء بن مالك بسنار الأخ الشهيد أحمد عوض بشير ونائبه الشهيد محمد بشير بجبل موية، ثم لحق بهم من بعدهم الأمير الجديد الشهيد قصي بشرى إسماعيل والأمير حذيفة آدم بمايرنو وعدد كبير من الشهداء الأبرار يصعب عدهم ، هكذا هم شباب السودان يتقدمون صفوف المجد والخلود دفاعاً عن الشرف والكرامة وعزة السودانيين ..

– عندما دخل أوباش ومرتزقة ال دقلو لمنطقة اللكندي بمحلية السوكي، الشهر الماضي اعتصرني ألم شديد وحزن عجيب أن هؤلاء المجرمين دخلوا إلى بلد دافع ابنها عن السودان كله، دخلوا إلى بلد ارتبط اسمها باسم الشهيد ودُفن فيها.. قلت كيف سيكون حال حاتم وهؤلاء الأوباش قد نجسوا وجاسوا في أرض أجداده .. يا له من احساس صعب وصعب جداً !!
-وكان الإحساس عندي مختلف أيضاً مساء اليوم وقواتنا المسلحة الباسلة تبسط سيطرتها على منطقة اللكندي وتكبد المليشيا المجرمة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.. لقد قفزت إلى أعيني صورة الشهيد حاتم حيدر اللكندي وأنا أتحدث معه في آخر لقاء جمعني به في سنار رفقة الأخ محمد زيادة وقائد الكتيبة الرابعة وكان محور النقاش هو اجتهاداته في توفير بعض المعينات لكتيبته التي تقاتل في صفوف القوات المسلحة في أصعب الظروف وأحرج الأوقات، يقاتلون ويدفعون من جيوبهم ويسخرون علاقاتهم ومعارفهم لدعم المجاهدين ثم يقدمون أرواحهم رخيصة .. يا لها من قيم ومعانٍ عظيمة تلك التي تُبذل لها كل هذه التضحيات الجسام ..

– بالله عليكم كيف لا ننتصر ونحن بهذا الثبات وهذه التضحيات نواجه حرب دولية منظمة ومفتوحة ضد بلادنا وشعبنا وجيشنا .. نواجه حرب ضروس سُخرت لها أموال وامكانيات وتسهيلات ومرتزقة وواجهناها بصمود اسطوري حتى هزمنا المؤامرة ولا نزال في قلب المعركة ووضعنا أفضل وصفوفنا أقوى وعزيمتنا أمضى الآن لدحر العدو الغاشم ومن خلفه أسياده في أبوظبي وغيرها .. قصص شهداء معارك الكرامة من شباب السودان الخُلص كثيرة ومثيرة ستحكى وتُحفظ بالتأكيد لاحقاً لتكون معين ودافع للأجيال القادمة في حب الأوطان.. ستُحكى روايات عن ملاحم وأبطال ومواقف ستذهل العالم عن عظمة هذا الشعب وفراسة هذا الجيل .. رحم الله الشهيد حاتم حيدر اللكندي وجبر كسر أسرته الكبيرة والصغيرة وتقبل الله شهدائنا جميعهم .. ونحمد الله على نظافة اللكندي وجلقني ومنطقة بنزقة والقرى والمدن الأخرى اليوم واليومين الماضيين .. والفرح قريبا بإذن الله في مدني وسنجة وكل السودان ولا نامت أعين الجبناء والجنجويد.. فلينام اليوم حاتم حيدر اللكندي بسلام..

محمد أبوزيد كروم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

د. حسن محمد صالح: أحمد هارون يا معلم علمهم

أحمد هارون يا معلم علمهم
التصريح الذي أدلى به مولانا أحمد محمد هارون الرئيس المكلف لحزب المؤتمر الوطني لوكالة رويترز مؤخرا وضع النقاط على الحروف حول ماضي الحركة الإسلامية وحاضرها وهي ابجديات السياسة مما هو معلوم بالضرورة ولكن جماعة قحط يتعاملون بعقلية النشطاء وروح الجواسيس وطريقة التمليش السياسي.

من الغريب أن يتحدث سياسي سوداني ووزير وسكرتير عام لحزب المؤتمر السوداني عن عضوية (للحركة الإسلامية في السودان في التنظيم العالمي للإخوان المسلمين)!
من الغرابة بمكان يا خالد عمر يوسف سلك (وسلك ليس جدك ولكنها صفتك) وانت من قادة الحرية والتغيير قحط ووزير مجلس وزراء السودان في حكومة حمدوك الثانية ولا تعرف العلاقة بين الحركة الإسلامية السودانية وتنظيمات الاخوان المسلمين في العالم لا سيما مصر والشام وتركيا وغيرها.

هذه فضيحة سياسية وجهل بما عليه واقع العمل السياسي في السودان يجعلك دون الاهلية واللياقة السياسية والأخلاقية وتحمل المسئولية التي فشلت فيها في السودان من قبل .
وان كنت تدري ولكنك تريد أن تستخدم هذه الفرية لكي تثبت أن الحركة الإسلامية السودانية وحزب المؤتمر الوطني تنظيما ارهابيا فالكذب والتزوير والافتراء علي الجيش والشعب هو ديدنكم ولكن اعلم أن الكذب حبله قصير وان السحر سينقلب على الساحر خاصة عند الشعب السوداني الذي يعلم دعمكم لمليشيا الجنجويد الإرهابية القاتلة المغتصبة للحرائر فالجريمة والإرهاب يا سلك
لابساك من رأسك حتى أخمص قدميك.

استقلال الحركة الإسلامية السودانية عن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ليس لأنه تنظيم ارهابي كما يدعي أعداء الاسلام من امثالكم ولكن الحركة الإسلامية في السودان منذ ستينيات القرن العشرين أرادت أن تكون تنظيما سودانيا خالصا وتتعامل مع الواقع السوداني بكل تحدياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية كغيرها من القوى السياسية في السودان فكانت جبهة الميثاق الاسلامي والجبهة الاسلامية القومية والاتجاه الاسلامي والمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي ‘ طبعا الشعبي لا ينطبق عليه معياركم لأن الشعبي قيادة الدكتور علي الحاج موال لكم في تقدم وصمود مما يجعل حديثكم عن الحركة الإسلامية فقط للاستهلاك السياسي ولا يستند علي حقائق واقعية معلومة((Soled Ground)) كما يقول الإنجليز.

الجانب الثاني من تصريح مولانا أحمد هارون يتعلق بالفترة الانتقالية وهو حديث عن الانتخابات وعن نهاية للفترة الانتقالية وفترة ما بعد الحرب وإحلال السلام وهذا يعتبر (تابو) بالنسبة الحاضنة السياسية للتمرد في حركات صمود وتأسيس لأن الانتخابات كما قال خالد سلك في بداية ثورة ديسمبر ٢٠١٩م الانتخابات ما بتجيبنا فهم يريدونه ملك عضود تقوم الولايات المتحدة واسرائيل بتنصيبهم كما نصبت بريطانيا من قبل حلفائهم في الخليج وغيره.
مولانا أحمد هارون أكد بعبارات واضحة وصريحة أن المؤتمر الوطني لن يشارك في الفترة الانتقالية ولكن من يقنع الديك محمد الفكي سليمان شأنه شأن خالد سلك شأن حمدوك شأن آخرين ممن إصابتهم لوثة الكيزان والمؤتمر الوطني كما قال الدكتور عبد الله علي ابراهيم .
أما دعم القوات المسلحة في معركة الكرامة فهذا شرف لا يديعه الإسلاميون في السودان و تهمة لا ينكرونها وهي سهم وطني وضريبة يدفعها شباب السودان والحركة الإسلامية وهم يتصدون لعدوان من سبعة عشر دولة مدعومة من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة ماليا ولوجستيا بكل الأسلحة والعتاد الحربي المتقدم وقد كسرت القوات المسلحة المسنودة بشعبها شوكة التمرد وهزمته في كل الميادين والمحاور وهناك محاولات لإنقاذ المليشيا من الهلاك تقوم بها الرباعية الدولية.

بترتيب من الامارات غاية ما تسعي له الرباعية هو تدمير الجيش السوداني وإعادة المليشيا للمشهد وعودة الاتفاق الاطاري الذي اشعل الحرب ولكن السودان ليس حقل تجارب الدول الخارجية وقدم الشعب السوداني الشهداء في الخرطوم والجنينة والفاشر ونيالا وزالنجي والجزيرة وكردفان ولا زالت المليشيا المتمردة تمارس قتل المواطنين الأبرياء.
ما قاله مولانا أحمد هارون يقتضي رشدا سياسيا من القوى السياسية الاخرى الصادقة في التحول الديمقراطي وليس الاقصاء السياسي ومن يلوكون لبانة العودة إلى السلطة وهل هناك حزب أو حركة سياسية زاهدة في السلطة ولا تريد الحكم ألم يعد الرئيس الحالي ترامب الى السلطة ويعيد ترشيح نفسه بعد أن سقط في الانتخابات الأمريكية قبل الأخيرة. قحط تقدم صمود البائدة التي أسقطها اعتصام الموز تريد العودة للسلطة بعد أن أسقطها اعتصام الموز ولكنه حلال علي بلابله الدوح حرام علي الطير من كل جنس.

الانتخابات ليست من أجل عودة المؤتمر الوطني أو غيره للسلطة ولكنها استحقاق ديمقراطي حق للشعب السوداني أن يختار ممثليه في البرلمان وان تستقيم مسيرته السياسية وهو شعب يعشق الحرية وله تجارب في العمل السياسي وهو من يختار ومن يحدد من يعود إلي السلطة ومن يذهب الي مذبلة التاريخ و من يبقي في دكة المعارضة انتظارا لانتخابات قادمة.
وختاما: نقول لمولانا أحمد هارون ولقيادة التيار الإسلامي والوطني العريض عليكم مسؤولية وطنية وهي أن يكون البناء السياسي والحزبي جنبا الى جنب مع دعم القوات المسلحة على سنة فإذا فرغت فأنصب وإلى ربك فأرغب.

د. حسن محمد صالح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يخطر بهدم منزل الشهيد عبد الرؤوف المصري في طوباس
  • د. حسن محمد صالح: أحمد هارون يا معلم علمهم
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (نشرة مشاعر)
  • ننشر أسماء 20 مصابًا في حادث تصادم على طريق بورسعيد الإسماعيلية القديم
  • حاتم الصكر يكتب: سمك الغرب وماء الشرق: "صيد السلمون في اليمن" والبعد الاستشراقي
  • السودان بيضة من ذهب
  • “تأسيس” يعلن عن حكومة موازية برئاسة حميدتي.. والتعايشي رئيسًا للوزراء
  • الإنسان بين نعمة الهداية وشهوة الطغيان .. قراءة دلالية في وعي الشهيد القائد رضوان الله عليه
  • نحن أبناؤكم في القوة المشتركة، صامدون كالجبال، مرابطون على الثغور، نحمل أرواحنا على أكفّنا فداءً لهذا الوطن العزيز
  • مباراة ودية اليوم للمنتخب الأولمبي العراقي مع شباب القيروان التونسي