المرض النفسى ملاذ المتهمين بالقتل للهروب من عقوبة الإعدام
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
جرائم قتل بشعة يحاول أصحابها الهروب من عقوبة الإعدام بالادعاء بأنهم مرضى نفسسين أو بهم خلل عقلي، ليتم تخفيف العقوبة الجنائية أو إيداعهم أحد المستشفيات، ولعل أبرز هذه القضايا خلال الفترة الماضية قضية "سفاح التجمع" المتهم بقتل 3 سيدات وإلقاء جثثهن في الطريق العام، وقضية "مضيفة الطيران" المتهمة بقتل ابنتها بعد ممارستها أعمال الدجل والروحنيات، والتي أدعى فيها المتهمين أنهم مرضى يعانون من خلل عقلي ونفسي دفعهم لارتكاب هذه الجرائم.
ويوضح اليوم السابع في النقاط التالية متى يكون الاضطراب النفسى سببًا للإعفاء من المسئولية الجنائية أو ظرفًا مخففًا للعقوبة؟
وينص القانون المصري على أن الإرادة هي أساس القصد الجنائي الخاص بارتكاب الجرائم والقصد الجنائي هو الركن الثاني من أركان ارتكاب الجريمة، فالجريمة لها ركنين مادي ويمثل الفعل الخاص بالجريمة وهو فعل التعدي نفسه وهو المكون المادي، والركن الثاني وهو الركن النفسي وهو القصد أو الغاية التي تستقر في صدر المجرم وعقله وتنشيء رغبته وإصراره على ارتكاب الجريمة، ويستدل القاضي عليها من ظروف وملابسات الواقعه، وتكون هي السبب في تشديد العقوبة من عدمه، فالقتل مع سبق الإصرار يختلف عن القتل العمد ويختلف عن الضرب المفضي إلى الموت، والفرق بينهم في ركن الإرادة والنية، فإذا تأثرت الإرادة أو غابت بسبب علة أو مرض تزعزت هذه الأركان واهتزت وفقدت ثوابتها.
كما أن المرضي النفسيين ليسوا جميعًا معفيين من العقوبة عند ارتكابهم الجرائم، وأن هناك نسبة بسيطة من المرضي النفسيين فقط يتم إعفاءهم من المسئولية الجنائية، ويتم إيداعهم في مستشفي الأمراض العقلية لسنوات طويلة قد تصل إلي مدة العقوبة، وحتي يكتمل شفاءه، أما باقى المرضى النفسيين حتى لو ثبت مرضهم يتم معاقبتهم مثل الأفراد العاديين، ويرجع ذلك إلى نوع المرض النفسى المصاب به المتهم.
و هناك العديد من الشروط الواجب اتباعها حتي يتم إعفاء المريض النفسي من عقوبة الجريمة المرتكبة، وأولها العرض على لجنة طبية متخصصة بعلم النفس الجنائي، مكونة من 3 إلي 5 أطباء تكمن مهمتها في مراقبة تصرفات المتهم ووضع تقرير بحالته الصحية، ووضعه تحت الملاحظة في مستشفى الأمراض النفسية ودراسة تاريخه المرضي منذ 15 عاما وبداية إصابته بالمرض، ومتابعة حالته 6 أشهرعلى الأقل، ثم بعد ذلك يتم تشخيص حالته بالنسبة للسن والظروف قبل الجريمة، ثم يصدر تقرير نهائي للجنة للفصل في مرضه من عدمه، وإن كانت الجريمة ناتجة عن المرض ومرتبطة بالحدث نفسه يتم إعفاؤه، أما إذا كانت الجريمة غير ذات صلة يتم معاقبته مثل أي شخص سوي.
وتعمل اللجنة المسئولة عن المتهم على تحديد طبيعة المرض النفسي للمتهم، وهل يجعله يقبل علي ارتكاب هذه الجريمة، وتحديد طبيعة الأدوية التي تناولها المتهم، وهل تسبب فقدانه للوعي عند ارتكاب جريمته، مشيرا إلى أن نوع المرض النفسي هو الذي يحدد هل يعفى من العقوبة أم لا؟ فلا بد أن يكون مرضًا خطيرًا ومرتبطًا بالعقل بدرجة كبيرة مثل التأخر العقلي، أو انفصام الشخصية، والاضطرابات الشديدة، مشددًا أن ادعاء المرض النفسي يعتبر ظرفًا مشددًا لتوقيع العقوبة ودليل إدانة ضد مدعي المرض، وليس في صالحه، ويجب تشديد العقوبة لأن الادعاء يساوي سبق الإصرار والترصد لارتكاب الجريمة، وليست صدفة.
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: المرض النفسى القتل العمد الطب الشرعى القانون المصرى اخبار الحوادث
إقرأ أيضاً:
الإعدام لعامل قتل شقيقه وزوجة أبيه ببني مزار في المنيا
قضت محكمة جنايات المنيا (الدائرة الثالثة)، اليوم، بإعدام م. ح. أ. ح 23 سنة عامل، مقيم بإحدى قرى مركز بني مزار شمال المنيا، والمتهم بقتل شقيقه أ. ح. ا 34 سنة عامل، وزوجة أبيه ث. ز. أ 52 سنة، ربة منزل، مقيمين بذات القرية، بآلة حادة “سكين” بسبب خلافات أسرية.
وعقد هيئة المحكمة جلستها برئاسة المستشار شريف أحمد سعيد الزاوي، وعضوية المستشارين وائل محمد فريد ومحمد أحمد الشحات ومحمد كمال ضيف الله، وأمانة سر ماهر محمد حسن وخالد محمد عبدالغني، وأصدرت حكمها حضوريا بحق المتهم.
ترجع أحداث القصية، وفقا لأمر الإحالة الصادر عن النيابة العامة، إلى أنه في غضون شهر يوليو 2024، قام المتهم بارتكاب جريمة القتل العمد لشقيقه «أ.» 34 سنة، مع سبق الإصرار وذلك بأن بيت النية وعقد العزم المصمم على قتله وأعد لذلك سكينا متحينا الفرصة لذلك وما أن ظفر به بالمكان الذي أيقن سلفا بتواجده به حتى كال له عدة طعنات استقرت بجسده قاصدا من ذلك إزهاق روحه محدثا به الإصابات الواردة بتقرير الصفة التشريحية.
كما قام بقتل المجني عليها زوجة أبيه ث. ز. أ 52 سنة، عمدا بذات النية والعزم لقتل المجني عليه شقيقه، وقام بطعنها عدة طعنات قاصدا إزهاق روحها بسبب خلافات أسرية.
كان المحامي العام الأول لنيابات شمال المنيا، قد أحال المتهم للمحاكمة الجنائية لاتهامه بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.