مؤرخ إسرائيلي .. سنُبيد المنطقة وأوروبا بالنوويّ ثأرًا للمحرقة
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
سرايا - قبل عدّة سنوات، أحدث وزير الماليّة الإسرائيليّة، الفاشيّ بتساليئيل سموتريتش، ضجّةً عنصريّةً في كيان الاحتلال، عندما طلب من الطاقم الطبيّ في أحد مستشفيات مركز الدولة العبريّة نقل زوجته التي ولدت إلى غرفةٍ أخرى، لأنّ شريكتها في المكان كانت امرأةً عربيّةً فلسطينيّةً من أراضي الـ 48، ولم يُخفِ وقتذاك أنّ السبب في الطلب يعود لخلفيةٍ عنصريّةٍ.
ولكنْ يبدو واضحًا للجميع أنّ ما حدث آنذاك كان بمثابة مقدّمةٍ لما تُقبِل عليه إسرائيل، فالوزيرة أوريت ستروك، من حزب (الصهيونيّة الدّينيّة) بقيادة سموتريتش، قالت في مقابلةٍ مع الإذاعة العبريّة شبه الرسميّة (كان) إنّه من حقّ الطبيب، والقصد اليهوديّ، رفض تقديم العلاج للعرب لكونهم عربًا، على حدّ قولها.
في السياق رأى المُحلّل المُخضرم روغل ألفر في صحيفة (هآرتس) العبريّة أنّ نتنياهو يُخطِّط من خلال حكومته السادسة، التي انطلقت قبل عشرة أيّامٍ لتدمير جميع مؤسسات الكيان، وتحويل إسرائيل، بدعمٍ من الائتلاف الذي يدعمه، إلى مملكة إسرائيل الأولى القائمة على ديكتاتوريّة الفوقيّة اليهوديّة، فيما حذّر المحلل ناحوم بارنيع من صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة من أنّ المجتمع الصهيونيّ اليهوديّ بات منقسمًا على نفسه وإسرائيل ليس مكانًا للطمأنينة، بحسب تعبيره.
إلى ذلك، قال المؤرخ العسكريّ الإسرائيليّ البروفيسور مارتين فان كارفيلد، وهو مُستجلب من هولندا، إنّ الصراع الصهيونيّ ضدّ الفلسطينيين خاسِر وسيُؤدّي إلى زوال إسرائيل في نهاية الأمر.
وأضاف في مقابلةٍ مطولةٍ مع الصحافي غيورا أيالون نشرت تحت عنوان “إسرائيل ستتفكك” إنّ إسرائيل تنتهج إستراتيجيّة محددة تقوم على الطرد الجماعيّ للشعب الفلسطينيّ، مشدّدًا على أنّه يجب طرد جميع الفلسطينيين.
وتابع كارفيلد، وهو أستاذ التاريخ العسكريّ في الجامعة العبريّة بالقدس المُحتلّة، “نحن نملك عدّة مئات من الصواريخ والرؤوس النوويّة التي يُمكن إطلاقها في كلّ الاتجاهات حتى صوب روما ومعظم العواصم الأوروبيّة هي أهداف لسلاحنا الجويّ”، طبقًا لأقواله.
وفيما يتعلق بنشر معلومات عن ترسانة الأسلحة غيرُ التقليديّة التي تملكها إسرائيل، والتي يمنع الاحتلال نشر أيّ شيءٍ عنها بحجة أنّه قد يضُرّ بالأمن القوميّ للدولة العبريّة، قال كارفيلد للمُحلِّل الأمنيّ يوسي ميلمان، في صحيفة (هآرتس) العبريّة، إنّ سياسة الضبابيّة في الموضوع النوويّ لن تتغيَّر في عهد رئيس الموساد الحالي، دافيد بارنيع.
وتابع خلال المقابلة، التي أجراها معه موقع (ليكودنيك) قائلاً قبل عاميْن كان هناك 7-8 بالمائة فقط من الإسرائيليين يؤمنون بهذا الحلّ مع الفلسطينيين، وقبل شهرين فقط ارتفعت النسبة بين أوساط الإسرائيليين لتصل إلى 33 بالمائة، واليوم حسب استطلاع معهد (غالوب) وصلت النسبة إلى 55 بالمائة، مؤكِّدًا أنّه “يجب أنْ نستغل أيّ حادثٍ من شأنه أنْ يُوفِّر لنا فرصةً ذهبيّةً لطرد الفلسطينيين، كما حصل في دير ياسين عام 1948 حين قتل 120 عربيًا، وهرب الآخرون”، على حدّ ادعاءاته.
وحين سئل: ألا تخشى أنْ يتّم تصنيف إسرائيل بأنهّا دولة مجرمة إذا ما قامت بطرد الفلسطينيين؟ ردّ قائلاً: “إنّ إسرائيل دولة لا يهمها ماذا يُقال عنها، ويجب تذكر مقولة وزير الأمن الأسبق موشيه ديان حين قال: (إسرائيل يجب أنْ تتصرف دائمًا على أنها كلب مسعور، لأنّها يجب أنْ تكون خطرة بنظر الآخرين، أفضل من أنْ يتّم إيذاؤها”، على حدّ تعبيره.
وكان البروفيسور فان كريفلد، وهو أحد دعاة التهجير الجماعيّ للفلسطينيين (الترانسفير) صرح لإحدى الصحف الإسرائيلية: “نحن نملك عدّة مئات من الصواريخ والرؤوس النوويّة التي يُمكن إطلاقها في كلّ الاتجاهات حتى صوب روما”. وتابع قائلاً إنّ “معظم العواصم الأوروبيّة هي أهداف لسلاحنا الجوي، إنّ قواتنا المسلحة ليست الرقم ثلاثين في العالم بل ربّما الثانية أو الثالثة”، مُشدّدًا على “أنّه لدينا القدرة على أخذ العالم معنا إلى تحت”، مشيرًا إلى أنّه “بإمكاننا الانتقام للهولوكست بإبادة ملايين الألمان والأوروبيين، وأذكر لكم أنْ ذلك سيحدث قبل أنْ تنزل إسرائيل إلى تحت”، أيْ ستزول، على حدّ قوله.
أمّا فيما يتعلّق بالردع النووي فقال: “إنّ إيران لو امتلكت في يومٍ ما أسلحة نووية فإنّ التأثير سيكون نفسه لأنّ الحرب حينئذ لن تكون متعة بل تصير انتحارًا”، وعبّر عن اعتقاده بأنّ الردع النوويّ، الذي هو أجدى نفعًا في كلّ مكانٍ حول العالم، يمكن أنْ ينفع في الشرق الأوسط أيضًا.
وأورد عدّة مؤشرات على تدهور الجيش الإسرائيليّ بدءًا بقيادته وانتهاءً بجنوده، مثل تفشي الغباء والاستهتار بين القادة، والتهرّب الواسع من الخدمة العسكريّة وتفشي تعاطي المخدرات وتهريبها والمتاجرة بها، وبيع أسلحة الجيش لتنظيمات المقاومة الفلسطينية، وتفكك الجيش عمومًا بما يشجع الإسرائيليين على الهجرة إلى أمريكا وأوروبا وأستراليا، واعتماد عمال أجانب مدنيين من رومانيا والفلبين وسواها لحراسة وبناء قواعد ومستودعات ومنشآت عسكرية وأمنية فائقة السرية، من الباطن، مقابل أجور زهيدة، بدلاً من الجنود الإسرائيليين، على حدّ تعبيره.
جدير بالذكر أنّ البروفيسور فان كيرفلد، أصدر كتابًا في العام 2004، ونشر مقتطفات منه على صفحته الشخصيّة في موقع التواصل الاجتماعيّ (فيسبوك) أيدّ فيه إقامة جدار العزل العنصريّ، وقال إنّه “يجب البناء بشكلٍ لا يسمح حتى للعصافير أنْ تدخل إلى إسرائيل”، على حدّ تعبيره.
وفي الختام، وَجَبَ التأكيد أنّ طروحات اليمين الفاشيّ في دولة الاحتلال، ليست وليدة اليوم أوْ أمس، إنّما تعود جذورها إلى تأسيس الحركة الصهيونيّة وتحقيق حلمها بإقامة مملكة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
إقرأ أيضاً : أطباء بلا حدود: حجم وشدة التوغل "الإسرائيلي" بجنين مفزعإقرأ أيضاً : لبيد: نتنياهو وحكومة "الموت" قررا عدم إنقاذ المختطفينإقرأ أيضاً : إقامة 8 بؤر استيطانية جديدة بالضفة خلال شهر آب
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
بريطانيا وأوروبا تتفقان على ضبط العلاقات التجارية والدفاعية
توصلت بريطانيا الاثنين إلى تفاهم جديد لضبط العلاقات الدفاعية والتجارية مع الاتحاد الأوروبي منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد أن أجبرت قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجانبين على تجاوز آثار انفصالهما.
وبعد ما يقرب من تسع سنوات من تصويتها على الانفصال عن الاتحاد، ستشارك بريطانيا، ذات الثقل الدفاعي، في مشروعات مشتريات مشتركة.
كما اتفق الجانبان على تسهيل وصول الأغذية والسياح البريطانيين إلى الاتحاد الأوروبي ووقعا اتفاقية جديدا للصيد.
وأجبرت رسوم ترامب الجمركية، إلى جانب التحذيرات بضرورة بذل أوروبا المزيد من الجهد لحماية نفسها، الحكومات في جميع أنحاء العالم على إعادة التفكير في العلاقات التجارية والدفاعية والأمنية، ما قرب المسافات بين ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وغيره من القادة الأوروبيين.
وراهن ستارمر، الذي أيد البقاء في الاتحاد الأوروبي في استفتاء خروج بريطانيا من التكتل، على أن تقديم مزايا ملموسة للبريطانيين مثل استخدام بوابات إلكترونية أسرع في مطارات الاتحاد الأوروبي سيعلو على صرخات "الخيانة" التي أطلقها نايجل فاراج، أحد أعضاء حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقالت الحكومة إن الاتفاق مع أكبر شركائها التجاريين من شأنه أن يقلل من الروتين بالنسبة لمنتجي الأغذية والمنتجين الزراعيين، مما يجعل الغذاء أرخص ويحسن أمن الطاقة ويضيف ما يقرب من تسعة مليارات جنيه إسترليني (12.1 مليار دولار) إلى الاقتصاد بحلول عام 2040.
وهذه هي الصفقة الثالثة التي تبرمها بريطانيا هذا الشهر، بعد الاتفاق مع الهند والولايات المتحدة، ورغم أنه من غير المرجح أن تؤدي إلى دفعة اقتصادية ذات مغزى على الفور، فهي قد تزيد ثقة الشركات وتجذب الاستثمارات التي تشتد الحاجة إليها.
وقال ستارمر في بيان "حان وقت التطلع إلى الأمام.. للمضي قدما من المناقشات القديمة البالية والمعارك السياسية لإيجاد حلول عملية منطقية وعملية تحقق الأفضل للشعب البريطاني".