موقع بريطاني: هكذا تعمل منصة إكس على تأجيج الحرب في السودان
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
اتهم تحليل إخباري في موقع ميدل إيست آي البريطاني منصة إكس، التي يملكها الملياردير الأميركي إيلون ماسك، بتأجيج الصراع المحتدم في السودان بين الجيش الوطني وقوات الدعم السريع.
وقالت الباحثة المقيمة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مرام مهدي والمحلل والكاتب المساهم في مركز ابتكار الحوكمة الدولية الكندي كايل هيبرت، في تحليلهما، إن الحرب الأهلية والكارثة الإنسانية في السودان طغت عليها أخبار الصراع في أوكرانيا وحرب إسرائيل على قطاع غزة.
وأضافا أن ما بدأ في أبريل/نيسان 2023 صراعا عنيفا على السلطة بين قائدي الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أحال البلد برمته إلى خراب.
ووفقا للتحليل، فقد استخدم طرفا الصراع الدعاية الرقمية على نطاق واسع، وعمد كلاهما إلى إخفاء الحقائق بشأن انتهاكاتهما، وسعيا إلى كسب عقول وقلوب الشعب السوداني والمحسنين في أنحاء العالم.
واعتبر الكاتبان أن النهج السلبي القائم على عدم التدخل الذي يتبناه إيلون ماسك، هو الذي مكّن الدعم السريع -وهي قوة شبه عسكرية "وحشية يرأسها أمير الحرب" حميدتي- من اصطناع مظهر زائف بالعطف والرحمة والتستر على الفظائع "الشنيعة" التي ترتكبها قواته.
وبالمقابل، يستعين البرهان بأجهزة الإعلام الحكومية والمنافذ الإعلامية "المتعاطفة معه" في إيصال رسائله الدعائية.
استغلال الشبكات الاجتماعية
وعلى النقيض من ذلك، تستغل قوات الدعم السريع "بمهارة" وسائل التواصل الاجتماعي للظهور بمظهر الممثل للديمقراطية، على حد تعبير المقال الذي يصف منصة إكس بأنها -على وجه الخصوص- تثير المشاكل في قضايا من هذا النوع رغم أن ذلك لا يقتصر عليها بل يمتد إلى منصات أخرى أيضا.
والدليل على براعة قوات الدعم السريع في الدعاية الإعلامية أنها أنشأت عقب اندلاع القتال بوقت قصير، وتحديدا في مايو/أيار 2023، خطا ساخنا على برنامج المراسلات والمكالمات "واتساب" لربط السكان في المناطق التي تسيطر عليها بالمساعدات الإنسانية وبعمليات الإجلاء. كما شكلت فريق عمل شبيها بالشرطة بزعم حماية المدنيين من التعرض للجرائم في ظل انهيار الأمن والنظام.
وبحسب المقال التحليلي، فقد نشر حميدتي مقطع فيديو يوم 12 أغسطس/آب الماضي على منصة إكس أعلن فيه عن إنشاء قوة مدنية جديدة في مناطق سيطرة قواته وتفويضها بحماية أرواح وممتلكات المدنيين، وتسهيل العمليات الإنسانية وضمان سلامة عمال الإغاثة، وتيسير العودة الطوعية للنازحين إلى مجتمعاتهم الأصلية.
وأشار المقال إلى أن مقطع الفيديو حاز على أكثر من 800 ألف مشاهدة في غضون أيام قليلة على صفحته الرسمية وحدها "لإظهار نفسه كزعيم مهتم وملتزم".
غير أن مرام وهيبرت يقولان إن المحللين لا يتوقعون أن تحقق هذه الرؤية الشيء الكثير، مشيرين إلى أنه لا توجد معلومات تذكر حول كيفية تشكيل هذه القوة الجديدة أو كيفية عملها، كما كان متوقعا.
وبينما تصور قوات الدعم السريع نفسها على منصة إكس على أنها تسهل المساعدات الإنسانية والخدمات الاجتماعية وغيرها من الأعمال، أفادت وكالات الأمم المتحدة بأن المجموعة أعاقت تقديم الإغاثة الإنسانية إلى المحتاجين بعرقلتها الشاحنات التي تحمل المساعدات الغذائية من إيصالها إلى المحتاجين.
وقال الكاتبان إن هناك مزاعم بأن مقاتلي الدعم السريع متورطون بارتكاب جرائم تتعلق بالتطهير العرقي والقتل المنهجي والعنف الجنسي ضد الجماعات العرقية غير العربية في إقليم دارفور.
"وما يزيد الطين بلة" أن قوات الدعم السريع تستغل خدمات الإنترنت عبر شبكة الأقمار الصناعية "ستارلينك" المملوكة لإيلون ماسك بهدف الالتفاف على انقطاع الإنترنت والعمل كآلة قتالية أكثر كفاءة.
وجاء في المقال أيضا أن قوات الدعم السريع حصلت على محطات تابعة لستارلينك عبر طرق التهريب غير المشروعة التي تربط السودان بتشاد وجنوب السودان المجاورتين.
وختم الكاتبان بالقول إن وضع قيود على مساعي وقف الحملات الدعائية للحرب في السودان على المنصات الرقمية من شأنه أن يحدث فرقا في الوقت الحالي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات قوات الدعم السریع فی السودان منصة إکس
إقرأ أيضاً:
حميدتي يشكل حكومة موازية ومجلسا رئاسيا غربي السودان
مقدمة 2-ائتلاف سوداني بقيادة قوات الدعم السريع يعلن تشكيل حكومة موازية
أعلن ائتلاف سوداني بقيادة قوات الدعم السريع اليوم السبت أسماء أعضاء حكومة موازية في خطوة يرفضها الجيش، الخصم الرئيسي للقوات شبه العسكرية في الحرب المستمرة منذ 27 شهرا، مما يهدد بدفع البلاد نحو مزيد من التقسيم.
وسيرأس قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف أيضا باسم حميدتي، المجلس الرئاسي في الحكومة الموازية، فيما سيكون عبد العزيز الحلو، قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان–شمال، نائبا له في المجلس المكون من 15 عضوا.
وخلال مؤتمر صحفي في نيالا، كبرى مدن إقليم دارفور الذي تسيطر الدعم السريع على معظمه، جرى الإعلان عن تعيين محمد حسن التعايشي رئيسا للوزراء، إلى جانب الإعلان عن حكام للأقاليم.
وتمكن الجيش السوداني من طرد القوات شبه العسكرية من وسط البلاد، في حين تحتدم الاشتباكات في إقليم كردفان بوسط غرب السودان وفي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وفي شباط/ فبراير الماضي اتفقت قوات الدعم السريع مع قادة جماعات متحالفة معها على تشكيل حكومة من أجل "سودان جديد" علماني في مسعى لتحدي شرعية الحكومة التي يقودها الجيش وتأمين واردات الأسلحة المُتطورة. وتضم الحكومة التي أُعلن عنها اليوم حكاما لمناطق يسيطر عليها الجيش.
وندد الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بفكرة تشكيل قوات الدعم السريع حكومة مُوازية، وتعهد بمواصلة القتال لحين السيطرة على كامل السودان.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على دقلو، بعدما اتهمته بارتكاب إبادة جماعية في وقت سابق من هذا العام.
وأعلنت الولايات المتحدة أيضا فرض عقوبات على البرهان في يناير كانون الثاني متهمة إياه بتفضيل الحرب على المفاوضات الرامية لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف.
وسبق أن تقاسم دقلو السلطة مع البرهان بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير عام 2019. إلا أن انقلابا عسكريا نفذه الطرفان عام 2021 أطاح بسياسيين مدنيين، مما أشعل فتيل حرب حول دمج القوتين خلال فترة انتقالية كانت تهدف لإرساء الديمقراطية.
وعين الجيش قبل أسابيع رئيسا للوزراء وأعضاء دائمين في مجلس الوزراء لأول مرة منذ عام 2021.
وأدى الصراع إلى تدمير السودان وخلف أزمة إنسانية غير مسبوقة في البلاد، حيث تقول الأمم المتحدة إن نصف السكان يواجهون جوعا ومجاعة.