وادي السيليكون ينقسم بين هاريس وترامب
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
يشهد وادي السيليكون “انقساما غير مسبوق” في الآراء السياسية بين القادة والشخصيات البارزة في عالم التكنولوجيا، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، حسبما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى تصاعد حدة الاتهامات والانتقادات العلنية بين قادة الصناعات التكنولوجيا، معتبرة أن هذا النوع من الصراع الداخلي كان “نادرا” في الانتخابات الرئاسية السابقة، إذ كان القطاع يميل تاريخيا إلى اليسار.
وخلال هذه الانتخابات، دعمت مجموعة صغيرة ومؤثرة من القادة، بمن فيهم إيلون ماسك، المرشح الجمهوري دونالد ترامب وأصبحوا أكثر صراحة بشأن تغيير ولاءاتهم الحزبية، مما أثار ردود فعل قوية من آخرين كانوا عادة يحتفظون بصمت بشأن آرائهم السياسية.
وأكدت الصحيفة، أن هذا الانقسام السياسي يؤدي إلى تدهور العلاقات التجارية، ويهدد حتى بعض الصداقات القديمة بين رواد القطاع.
ومن بين أبرز حوادث التجاذبات السياسية خلال الأيام الأخيرة، وَصفُ إيلون ماسك، الداعم البارز لدونالد ترامب، للمستثمر التقني الديمقراطي، فينود خوسلا، بـ”المختل” على منصة “إكس” بعد انتقاد الأخير للرئيس السابق.
وفي المقابل، سخر آرون ليفي، الرئيس التنفيذي لشركة “Box” ومؤيد كامالا هاريس، من المستثمر ديفيد ساكس، مشيرا إلى أنه ربما يكون تحت تأثير الأدوية لدعمه ترامب.
وامتدت التوترات أيضا إلى قضايا البيئة، حيث انتقد بعض المستثمرين في مجال الطاقة الخضراء موقف إيلون ماسك الداعم لترامب.
كما وجد الصديقان السابقان ريد هوفمان وبيتر ثيل اللذين عملا معا سابقا في “بايبال”، نفسيهما على طرفي النقيض، إذ أصبح هوفمان مؤسس “LinkedIn”، داعما قويا للحزب الديمقراطي، وتبرع بملايين الدولارات لحملة بايدن وهاريس. بينما أعلن ثيل دعمه لترامب والحزب الجمهوري.
وأدى هذا الخلاف في المواقف إلى قطع العلاقات الشخصية بينهما. وقد كشف هوفمان علنا في مؤتمر “صن فالي” أنهما لم يعودا يتحدثان بسبب آراء ثيل السياسية.
وفي منتصف أغسطس، شهد وادي السيليكون تصعيدا آخر في التوترات بسبب الخلافات السياسية، بعد أن وجه المستثمر البارز، بن هوروفيتز، المؤسس المشارك لشركة “Andreessen Horowitz” الاستثمارية، اتهامات حادة إلى مايكل موريتز، الرئيس السابق لشركة “Sequoia Capital”.
وكانت نقطة الخلاف مقالا نشر على موقع “The San Francisco Standard”، الذي يموله موريتز جزئيا وتناول تحول هوروفيتز وزوجته السياسي من الحزب الديمقراطي إلى الجمهوري، واصفا إياه بـ”اللغز”، قبل أن يتهم الثاني موريتز بتوجيه الموقع لنشر “مقالات تشهيرية” ضده.
ورغم أن الرجلين تربطهما علاقات تجارية، حيث استثمرت شركتاهما في بعض المشاريع المشتركة، تقول الصحيفة إن الخلاف السياسي بين الرجلين “بدا أعمق من أي روابط مهنية”.
اقرأ أيضاًالعالم“البديوي” يدين ويستنكر تصريح وزيرٍ حكومة الاحتلال الإسرائيليّ
وكان قادة التكنولوجيا من بين كبار المتبرعين لكلا الجانبين، حيث جمعت لجنة حملة هاريس (وبايدن سابقا) حوالي 204 ملايين دولار، بينما جمعت لجنة حملة ترامب 47.5 مليون دولار.
وذكرت الصحيفة، أن المعسكر الديمقراطي تلقى دفعة قوية مع ترشيح كامالا هاريس، ابنة منطقة خليج سان فرانسيسكو، لمنصب نائب الرئيس، إذ نجحت في جمع تبرعات ضخمة من قطاع التكنولوجيا.
وبحسب المصدر ذاته، فقد أثار خطابها في المؤتمر الوطني الديمقراطي إعجاب الكثيرين في القطاع لما تضمنه من إشارات إيجابية تجاه الابتكار والريادة التكنولوجية.
في المقابل، يخشى مؤيدو ترامب في القطاع التكنولوجي من أن فوز هاريس قد يؤدي إلى زيادة الضرائب وفرض عقبات تنظيمية على الصناعات الناشئة مثل العملات المشفرة، ويعتبرون أن ترامب سيخفف الضغط على عمليات الاندماج والاستحواذ التي جاءت في عهد الرئيس بايدن، وفقا لما قالته هارميت دهيلون، عضو اللجنة الوطنية الجمهورية لكاليفورنيا.
ومع تواصل حملات الدعم وتبادل الاتهامات، ذكرت الصحيفة أن أصوات متصاعدة بين بعض التنفيذيين في القطاع التكنولوجي، تدعو إلى وقف هذا الصراع العلني.
ومن أبرز هذه الأصوات مارك بينكوس، المؤسس المشارك لشركة ألعاب الفيديو “Zynga”. فرغم تاريخه في دعم القضايا الديمقراطية، أعلن بينكوس أنه لن يدعم أيا من المرشحين في هذه الانتخابات.
وفي منشور له على لينكدإن، عبر بينكوس عن قلقه من حدة الاستقطاب قائلا: “نحن نؤمن بعمق أن جانبنا صالح لدرجة أننا نحكم أخلاقيا على الجانب الآخر”. وأضاف محذرا: “لقد ذهبنا جميعا بعيدا جدا”.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
روسيا تشن أكبر هجوم بالمسيّرات على أوكرانيا وترامب يتهم بوتين بـالجنون
هاجمت روسيا أوكرانيا بأكبر سرب من المسيّرات منذ بدء الحرب، في حين أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن على البلدان الغربية وأوكرانيا تحديد "مهلة نهائية" جديدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للموافقة على وقف إطلاق النار، مع فرض "عقوبات ضخمة" على موسكو ما لم تحترم الموعد.
ولليلة الثالثة على التوالي تعرّضت أوكرانيا لقصف روسي كثيف، وقال مسؤولون إن الهجوم أدى إلى إغراق دفاعاتها الجوية ومقتل 13 شخصا على الأقل.
وفي منطقة سومي (شمال شرق) المحاذية لروسيا حيث تريد موسكو إقامة منطقة عازلة لمنع توغل الجيش الأوكراني في أراضيها أعلن الجيش الروسي اليوم الاثنين السيطرة على بلدتين.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي بأن قواتها سيطرت على بلدتي فولوديميريفكا وبيلوفودي الواقعتين على مسافة بضعة كيلومترات عن الحدود مع روسيا، وكانت الوزارة أعلنت أول أمس السبت السيطرة على بلدة لوكنيا في المنطقة.
وأفاد سلاح الجو الأوكراني في بيان بأن "العدو شن هجوما ضد أوكرانيا باستخدام 364 قذيفة هجومية جوية" -بما فيها "355 مسيّرة من طراز "شاهد"، بينها مسيّرات تمويه، بالإضافة إلى 9 صواريخ كروز– ليلة الاثنين.
إعلانوقال الناطق باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إغنات إنه أكبر هجوم بمسيّرات يستهدف أوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
وفي منطقة خميلنيتسكي الغربية ألحقت الضربات الجوية أضرارا بـ18 مبنى سكنيا، بحسب السلطات.
وقال حاكم منطقة أوديسا الجنوبية إن هجوما روسيا أدى أيضا إلى إصابة صبي يبلغ 14 عاما.
استياء غربيوأمس الأحد، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن "الاستياء" من الهجمات الروسية الأخيرة على أوكرانيا.
وفي انتقاد نادر من نوعه للرئيس الروسي، كتب ترامب في ساعة متأخرة من مساء الأحد على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" "كانت لدي دائما علاقة جيدة جدا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن شيئا ما أصابه، لقد جن جنونه".
وأضاف "قلت دائما إنه يريد أوكرانيا كلها وليس جزءا منها فقط، وقد يتضح أن هذا صحيح، ولكنه إن فعل ذلك فسيؤدي الأمر إلى سقوط روسيا".
من جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن ترامب أدرك أخيرا "كذب" بوتين بشأن نيته التوصل إلى هدنة في أوكرانيا.
وطالب بأن يترجم استياء ترامب من نظيره الروسي إلى أفعال، داعيا إلى تحديد مهلة نهائية مقرونة بعقوبات ضخمة لروسيا بغية دفعها إلى القبول بوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وردّ الكرملين على انتقادات ترامب اليوم الاثنين، قائلا إن بوتين يتخذ التدابير "اللازمة لضمان أمن روسيا"، وقال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف في إحاطة إعلامية "هي مرحلة حرجة جديدة مشحونة".
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فاستنكر من جانبه ما وصفها بحالة "الإفلات من العقاب" السائدة بالنسبة إلى روسيا.
وأكد زيلينسكي عبر شبكات التواصل الاجتماعي على ضرورة أن يُقابل "تكثيف الضربات الروسية بتشديد العقوبات".
ويطالب ترامب بنهاية سريعة للحرب في أوكرانيا، لكنه فشل في انتزاع أي تنازلات كبيرة من الكرملين رغم المفاوضات المتكررة بين إدارته وروسيا والعديد من المكالمات الهاتفية بينه وبين بوتين.
إعلانوفي السياق نفسه، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم الاثنين أن "لا قيود بعد الآن على مدى الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا"، في إشارة إلى الأسلحة التي يوردها حلفاء غربيون رئيسيون لأوكرانيا، مما يسمح لكييف بمهاجمة "مواقع عسكرية في روسيا".
وفي فبراير/شباط 2022 شنت روسيا هجوما عسكريا واسع النطاق على أوكرانيا، وباتت اليوم تسيطر على نحو 20% من أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو إلى أقاليمها بقرار أحادي الجانب عام 2014.
وتسبب النزاع في مقتل أو إصابة عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين من الجانبين وفرار الملايين، ودمرت مدن وبلدات في شرق أوكرانيا وجنوبها، وكذلك أثار النزاع أكبر أزمة في العلاقات بين الغرب وروسيا منذ الحرب الباردة.