جنرال احتياط إسرائيلي: هل هذا الجيش الذي سأجند فيه أحفادي؟
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
هاجم الرئيس السابق لقسم العمليات في الجيش الإسرائيلي حكومة بنيامين نتنياهو على وقع أخبار استعادة جيش الاحتلال 6 من الأسرى جثثا هامدة من قطاع غزة، متسائلا بشأن تجنيد أحفاده في "الجيش الذي سيتخلى عنهم".
ولم يتمالك الجنرال احتياط يسرائيل زيف نفسه عن البكاء، خلال مقابلة أجرتها معه القناة الـ12 الخاصة -ونقلت صحيفة معاريف العبرية ملخصا عنها- قائلا "هذا صباح فظيع.
وأضاف "في السابع من أكتوبر كان هناك فشل رهيب، ويمكن تفسيره بطريقة أو بأخرى، ولكن ما التفسيرات التي يمكن أن تسوّغ الفشل الذي يجري اليوم، بعد أن كانت مؤسسة الجيش بأكملها ووزير الدفاع يقولان بوضوح لأكثر من شهر إن استمرار الحرب في الوقت الحالي يعرض حياة المختطفين للخطر؟".
كيف تتحدث الأوساط الإسرائيلية والأمريكية بشأن العثور على جثث الأسرى الستة من قطاع #غزة واحد منهم أمريكي؟ التفاصيل مع مدير مكتب الجزيرة وليد العمري ومحمد البقالي#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/Mas3vFgb2i
— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 1, 2024
وتنقل الصحيفة عن المسؤول العسكري السابق أن "هناك أزمة خطيرة للغاية. لقد تم كسر المحرمات هنا، محرمات الثقة الأساسية بين المواطن والجندي والدولة.. ما الذي يجب أن يفكر فيه جندي أو طيار بموقف حكومته عندما يتم إرساله غدا لمهاجمة إيران أو في عمق سوريا وتسقط طائرته".
وأضاف "هل ستتخذ هذه الحكومة الأعذار حتى لا تعيده إلى المنزل؟! أين ثقة كل واحد منا كمواطنين في حكومة تتخذ بوعي قرارا غير أخلاقي وغير مسؤول؟ إنه أمر فظيع".
كما انتقد الجنرال احتياط حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قائلا "إذا كان هناك من ثقة في هذه الحكومة، فقد تلاشت هذا الصباح. ليس لهذه الحكومة الحق في الاستمرار في الوجود واتخاذ القرارات التي كانت بالفعل إشكالية للغاية من الناحية المهنية. لا توجد إستراتيجية، لكن في النهاية تقول إن هناك أسرى نريد تحريرهم.. لقد ثبت هذا الصباح أنهم لم يعودوا موجودين".
"حكومة غير أخلاقية"وفيما يتعلق بمسألة محور فيلادلفيا، قال زيف: "هل تعتقد حقا أننا يجب أن نشرح لنتنياهو أن الأعذار التي تسوقها الحكومة للاستمرار في المحور ليست حقيقية"، وقال "لقد علقوا علما مزعجا (علم إسرائيل) على طريق ترابي (يقصد محور فيلادلفيا)، رئيس الوزراء يكذب على الجمهور وهو يعرف ذلك.
واستشهد زيف بشهادة سابقة من الجنرال المتقاعد إسحاق بريك حينما قال إن نتنياهو أخبره صراحة أن الاستمرار في احتلال المحور لا يعني شيئا. "رئيس الوزراء يعرف ذلك".
وزاد الجنرال احتياط يسرائيل زيف في هجومه على الحكومة الإسرائيلية ورئيسها، مؤكدا أن هناك مشكلة حقيقية تتمثل في حكومة "غير أخلاقية ورئيس وزراء غير أخلاقي" لا تتماشى اعتباراتهما مع قيادة هذا الشعب".
وختم المسؤول المتقاعد المقابلة بالقول "إنها ليست مجرد مشكلة لعائلات المختطفين، إنها مشكلتي. أحتاج إلى تجنيد أحفادي قريبا. ما الجيش الذي سأجندهم فيه؟ الجيش الذي سيتخلى عنهم؟ يجب على إسرائيل هذا الصباح أن تعيد حساباتها.. لقد تم كسر قواعد اللعبة هنا، وأقترح أن يقوم الجميع بالبحث عن الذات بشكل جيد".
وتتعالى أصوات قادة عسكرين سابقين في إسرائيل تهاجم حكومة نتنياهو وطريقة إدارة الحرب في قطاع غزة والمفاوضات بشأن إبرام صفقة تبادل تعيد الأسرى من غزة، ويبرز اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك في مقدمة تلك الأصوات.
فقد قال بريك -في مقال نشرته له صحيفة معاريف العبرية الثلاثاء الماضي أن الجيش الإسرائيلي فشل في قطاع غزة وتحول إلى أشلاء، محذرا من أن انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار سيقود تل أبيب إلى الهاوية.
كما حذر في وقت سابق الشهر الماضي -في مقال نشره بصحيفة هآرتس- من أن إسرائيل ستنهار في غضون عام واحد إذا استمرت حرب الاستنزاف ضد حركة حماس وحزب الله اللبناني.
واليوم، تصاعد حجم الغضب وحدة الانتقادات في إسرائيل ضد نتنياهو عقب إعلان جيش الاحتلال العثور على جثث 6 محتجزين داخل نفق بقطاع غزة، وذهب بعض معارضيه إلى القول إنه "سيؤخر صفقة الأسرى حتى يموت الجميع".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الذی
إقرأ أيضاً:
انسحاب مفاجئ لفاغنر وتعرض الجيش لهجمات قوية.. ما الذي يجري في مالي؟
في تطور مفاجئ وعلى وقع هجمات مكثفة استهدفت العديد من القواعد العسكرية المالية، أعلنت قوات فاغنر الروسية، إنهاء مهمتها بشكل رسمي في مالي.
وقالت "فاغنر" في بيان نشرت مضمونه وكالة "سبوتنيك" الروسية، إن مقاتليها "حاربوا على مدى ثلاث سنوات ونصف، جنبا إلى جنب مع الشعب المالي ضد الإرهاب"، وأنهم ساعدوا "المواطنين المحليين على بناء جيش قوي ومنضبط قادر على الدفاع عن أرضهم".
ونشرت المجموعة الروسية مقطعا مصورا، أعلنت فيه "اكتمال مهمتها في مالي وانسحابها بعد أكثر من 3 سنوات" على وجودها في البلاد.
وأوضحت المجموعة أنها "قضت على آلاف الإرهابيين"، واستعادت "مدنا رئيسية مثل غاو وتمبكتو وأنفيس وكيدال"، وأن "مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة المالية قد تضاعفت".
هجمات مكثفة
لكن كان لافتا أن إعلان فاغنر إنهاء مهامها في مالي، تزامن مع هجمات مكثفة شنتها حركات مسلحة واستهدفت قواعد عسكرية للجيش المالي، وذلك وسط أنباء عن خلافات حادة وانقسام داخل المجلس العسكري الحاكم.
ونشرت منصات إقليمية مقاطع فيديو لسيطرة جماعات مسلحة على عدة قواعد تابعة للجيش المالي، حيث تحدثت تقارير عن سقوط قواعد بينها قاعدة "ماهو" الإستراتيجية جنوب باماكو.
كما أعلنت "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" سيطرتها على ثكنة للجيش المالي في بلدة "ماو" بولاية "سيكاسو"، وتبنت كذلك السيطرة على "مركبة لنقل الأموال تابعة للحكومة المالية بضواحي العاصمة باماكو".
وأوضحت الجماعة التي يقودها إياد أغ غالي، أن الهجوم على المركبة، أسفر عن مقتل عنصر من الجيش المالي و"اغتنام مبلغ مالي ضخم يقدر بمئات الملايين من الفرنك الأفريقي".
وكانت تقارير إعلامية غربية ذكرت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أن مقاتلي "فاغنر" تكبدوا خسائر فادحة في معركة إلى جانب الجيش المالي، ضد المقاتلين الأزواديين بمنطقة "تينزواتين" قرب الحدود مع الجزائر، وهو ما كانت له تداعيات على مكانتها ومصداقيتها لدى الجيش المالي.
وشهدت الحدود المالية الجزائرية منذ أكثر من سنة توترا واشتباكات ضارية بين الجيش المالي مدعوما بقوات "فاغنر"، والحركات المسلحة الأزوادية "الطوارق".
وقد أثارت الهجمات التي شنها الجيش المالي مدعوما بفاغنر، ضد المسلحين الأزواديين قرب الحدود مع الجزائر استياء السلطات الجزائرية.
وتتهم الحركات الأزوادية في شمال مالي، الحكومة المركزية في باماكو، بالاستعانة بخدمات مجموعة "فاغنر" الروسية الخاصة المثيرة للجدل، من أجل تنفيذ هجمات بمناطق الشمال المالي الذي تنشط في فيه العديد من التنظيمات المسلحة، فيما تنفي باماكو ذلك وتتحدث عن تعاون قديم بينها وروسيا.
وتتحدث تقارير غربية عن أن مرتزقة فاغنر الروس "يذبحون المدنيين ويحرقون القرى في منطقة شمال مالي، ويؤججون أزمة لاجئين سريعة النمو".
وتجاوز عدد قوات "فاغنر" في مالي 1000 عنصر، وتتمثل مهامها في "حماية الشخصيات الرسمية"، و"تقديم استشارات أمنية"، و"مواجهة الجماعات المسلحة".
رواية الجيش
الحكومة المالية لم تعلق على قرار انسحاب قوات فاغنر من البلاد، لكن الجيش علق الموضوع المتعلق التطورات المتعلقة بزيادة وتيرة الهجمات التي تشنها الحركات المسلحة.
وقال الجيش المالي، إنه تصدى لهجوم على مركز الأمن "ماهو" بدائرة "يوروسو"ّ بولاية "سيكاسو"، وأجبر المسلحين على الفرار تاركين خلفهم "25 جثة" بأرض المعركة، وحملوا معهم "15 جثة" أخرى.
وأضاف الجيش المالي في بيان أنه استولى على 16 دراجة نارية، إضافة إلى معدات عسكرية بينها بعض الذخائر.
وقال الجيش المالي في بيانه، إنه تم العثور في "مركز تسيت الأمني" في ولاية "غاو" على 41 جثة لمسلحين في ميدان المعركة، مضيفا أن المسلحين أخذوا معهم العديد من الجرحى، قبل أن يفروا إلى وجهة لم تحددها.
وأوضح البيان أن من بين القتلى الذين تم العثور على جثثهم "قيادي إرهابي نيجيري يدعى مامودو آكيلو، و4 من مساعديه".
"زلزال عسكري"
وعلى وقع تسارع وتيرة الهجمات المسلحة أعلنت عدة ولايات مالية حظر تجول يومي، من بينها ولاية "سيكاسو"، حيث يبدأ سيرنان حظر التجول من الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي مساء إلى غاية السادسة والنصف صباحا.
ووصف الصحفي المتابع للشأن المالي، سيد أحمد باب، ما يحصل في مالي بأنه أشبه بـ"زلزال عسكري".
واعتبر في تصريح لـ"عربي21" إن سقوط قاعدة "ماهو" الإستراتيجية بيد الجماعات المسلحة، إن صح يعني حصار باماكو من الجنوب والشمال والغرب، وفي المحصلة ضرب سلاسل التوريد وانعدام الأمن في مناطق الإنتاج والمصانع والطرق التي تربط البلاد بساحل العاج وبوركينا فاسو.
وأشار إلى أن مالي تمر هذه الأيام بظروف صعبة وتطورات متسارعة، قد تكون لها تداعيات على منطقة الساحل الأفريقي بشكل عام.
"آخر مسمار في نعش نظام أغويتا"
في المقابل لم يستبعد المحلل السياسي المختص في الشأن الأفريقي، أحمد محمد المصطفى أن تستغل بعض الحركات المسلحة واقع الإرباك الحاصل وتسيطر على مدن في شمال مالي مثل كغاو وكيدال.
ولفت في تصريح لـ"عربي21" إلى أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية في مالي تزيد من تأجيج الأوضاع الأمنية، ومن الاحتقان الشعبي.
واعتبر أن سقوط المدن، سيعني دق آخر مسمار في نعش نظام أغويتا، الغارق في الأزمات، وسيدفع "لانقلاب داخل الانقلاب الحاصل لتدارك الأوضاع، وتفاديا لانقلاب من خارجه".
انقسام داخل المجلس العسكري
وأوضح محمد المصطفى أنه لم يعد خافيا حجم الانقسام الحاصل أو على الأقل العلاقة غير الودية بين مكونات المجلس الانقلابي الحاكم في مالي.
ولفت في حديثه لـ"عربي21" إلى أن الخلاف يبدو واضحا بين الرئيس عاصيمي غويتا، ووزير دفاعه ساديو كامارا، مشيرا إلى هذا الانقسام، يبرز في تدبير الملفات داخليا وإقليميا ودوليا.
عزلة دولية
ومنذ الانقلاب العسكري في مالي قبل نحو أربع سنوات تعاني مالي عزلة دولية وتوترات أمنية وسياسية.
وتوترت علاقات باماكو مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، كما تفاقمت أزمتها مع الدول الأوروبية بعد طردها للقوات الفرنسية والألمانية، لكن باماكو في المقابل عززت علاقتها مع روسيا وتركيا.
واستولى الجيش على الحكم في مالي سنة 2021 وأعلن رئيس المجلس العسكري أسيمي غويتا، تجريد الرئيس حينها باه نداو، ورئيس الوزراء مختار وان من صلاحياتهما.
ومنذ يونيو 2021، أصبح غويتا رئيساً انتقاليا للبلاد، وتراجع عن تعهده بإعادة السلطة للمدنيين بعد انتخابات وعد بإجرائها في فبراير 2022، لكنها لم تتم حتى الآن.