انزعجت إيران، الأربعاء، من تصريحات روسية بشأن "ممر زنغزور" بين أذربيجان وإقليم ناخيشيفان الأذري ذاتي ‏الحكم، الذي كان فتحه جزءا من الاتفاق الذي أنهى الحرب الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا، وإن لم يذكر بالاسم صراحة.

ويقول الاتفاق إن يريفان "ستضمن أمن روابط النقل" بين ناخيشيفان وبقية أذربيجان دون ذكر الممر بالاسم.





ما المزعج في الأمر؟

رغم أن الممر لا يمر في الأراضي الإيرانية، بل يربط الأراضي الأذرية ببعضها برا عبر الأراضي ‏الأرمينية، إلا أن طهران ترى أن الأمر متعلق بـ"تغييرات جيوسياسية في القوقاز، ويهدد بتغيير الحدود المعترف بها ‏دوليا في المنطقة.‏

وتعتبر منطقة الممر المساحة الحدودية الوحيدة بين إيران، وحليفتها أرمينيا، ويتخوف كلا البلدين من فقدان السيطرة عليها، إلى جانب تقويض مصالح إيران.



وفي إيران مقاطعة باسم "أذربيجان" ويشكل السكان من أصول أذرية 16% من سكان إيران وحاول سكانها الانفصال سابقا عن إيران في عهد الشاه محمد رضا بهلوي.

من يقف مع من؟

◾تقف إيران المسلمة (ذات الأغلبية الشيعية) إلى جانب أرمينيا المسيحية في وجه الجارة الأكبر أذربيجان، بينما تقف تركيا المسلمة (ذات الأغلبية السنية) إلى جانب أذربيجان المسلمة (ذات الأغلبية الشيعية) في وجه الجارة الأقرب أرمينيا، بينما تدعم روسيا الأرمن بطبيعة الحال.

◾وأحد أكبر نقاط الخلاف بين طهران وباكو علاقة الأخيرة بدولة الاحتلال الإسرائيلي من بين أمور أخرى، فيما العلاقات التركية الأرمينية متوترة بسبب قضية "مجازر الأرمن" التي تقول يريفيان إنها حدثت إبان الحرب العالمية الأولى في عهد الإمبراطورية العثمانية.

ماذا قالوا؟

◾قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن بلاده تدعم إنشاء ممر زنغزور.

◾قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا إن المناقشات حول فتح الممر جزء من جهد أوسع من قبل مجموعة عمل ثلاثية تتألف من روسيا وأذربيجان وأرمينيا لاستعادة روابط النقل في جنوب القوقاز.

◾قال نائب وزير الخارجية الإيراني مجتبي دميرجي إن طهران تعارض التغييرات الجيوسياسية في المنطقة وإنه يجب أخذ مصالح ومخاوف الدول في الاعتبار.

◾قال وزير الخارجية الإيراني الراحل، أمير عبداللهيان، عام 2023 إن طهران تعارض أي تغيير للحدود في المنطقة وإنها خط أحمر وستتخذ كل الإجراءات الكفيلة بمقاومة ذلك.

◾قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان سأعطي مكافأة مالية لأي شخص يجد مصطلح "ممر زنغزرو" في الاتفاق.

الصورة الأوسع

وفي 27 سبتمبر/ أيلول 2020، أطلق الجيش الأذربيجاني عملية لتحرير أراضيه المحتلة في إقليم قره باغ، وبعد معارك استمرت 44 يوما توصلت أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق وقف إطلاق نار، ينص على استعادة باكو السيطرة على محافظات محتلة.



ومنذ ذلك الحين، تسعى يريفان إلى تعميق علاقاتها مع الدول الغربية، انطلاقا من تأكيدها أنّ موسكو فشلت في حمايتها. ولكنّها لم تقطع نهائيا علاقاتها مع روسيا، حليفها التقليدي.

وتم تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف جميع الأعمال العدائية وتعيد بموجبه أرمينيا أراضي تحتلها منذ التسعينات إلى أذربيجان، إلى جانب فتح الطرق بين البر الرئيسي لأذربيجان وإقليم ناخيشيفان وضمان أمنها.

ماذا ننتظر؟

ينتظر العالم مفاوضات ولقاءات ربما تنتهي بفتح الطريق البري المتفق عليه، وربما تقدم الأطراف لإيران وأرمينيا تعهدات بأن الطريق البري لن يخل بسيادة أرمينيا على حدودها مع إيران، ولا بمصالح إيران في المنطقة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية إيران تركيا روسيا إيران تركيا روسيا اذربيجان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة إلى جانب

إقرأ أيضاً:

محلل سياسي: اجتماع طهران يستهدف استعادة العلاقات بين الرياض وإيران

أكد الدكتور سعد عبد الله الحامد، المحلل السياسي من الرياض، أن الاجتماع السعودي الصيني  الإيراني الذي يُعقد في طهران خلال الفترة الحالية يهدف بالأساس إلى استعادة العلاقات بين الرياض وطهران بشكل كامل، وفتح مسار جديد للتفاهمات في المنطقة.
 

مقترحا دولة محايدة.. وزير خارجية لبنان يرفض زيارة طهرانالتعاون الخليجي يدين تصريحات إيرانية.. ويدعو طهران لوقف الادعاءات المسيئة

وأوضح سعد عبد الله الحامد، خلال مداخلة عبر الإنترنت مع الإعلامية هند الضاوي، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن إيران تواجه مشكلات متصاعدة مع الغرب، لافتًا إلى أن الاتصال الأخير الذي جرى بين الرئيس الإيراني وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تناول ملف البرنامج النووي وسبل تهدئة التوتر مع الدول الغربية.

وأضاف سعد عبد الله الحامد، أن إيران تدرك جيدًا حجم الدور المحوري للسعودية وأهمية ما تقوده من مسار لتحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية في المنطقة، وهو ما يدفعها إلى إبداء رغبة واضحة في التهدئة، رغم كثرة الملفات المعلقة بين الجانبين.

وأشار سعد عبد الله الحامد، إلى أن طهران تحمل ملفات استراتيجية حساسة، وأنها تحاول في المرحلة الحالية تخفيض مستوى التصعيد وتجنب أي صدام، خصوصًا في ظل الأزمات المرتبطة بـ حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، موضحًا أن هذا الاجتماع الثلاثي قد يساهم في تجاوز العديد من العقبات وفتح قنوات أوسع للتنسيق.

وتابع: "لا أعتقد أن المنطقة مقبلة على أي انفجار سياسي، بل على العكس؛ هناك تقارب متنامٍ وانسجام في الرؤى تجاه القضايا المحورية، سواء ما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو الملف اللبناني أو الأزمة السورية".

طباعة شارك طهران إيران لبنان السعودية

مقالات مشابهة

  • محددات العلاقة بين إيران والمقاومة: قراءة في خطاب ظريف حول الهوية الوطنية للفصائل
  • إيران تصادر ناقلة أجنبية محمّلة بستة ملايين لتر من الديزل..ما القصة؟
  • بزشكيان: عازمون على تنفيذ الاتفاقية الشاملة بين إيران وروسيا
  • إيران تطلق 3 أقمار اصطناعية جديدة من قاعدة روسية وسط توتر مع الغرب
  • إيران تطالب بتدخل أممي لتخفيف القيود على دبلوماسييها في نيويورك
  • ممثل حماس في إيران يكشف لـعربي21 واقع العلاقة مع طهران بعد حرب الـ12 يوما (شاهد)
  • محلل سياسي: اجتماع طهران يستهدف استعادة العلاقات بين الرياض وإيران
  • لبنان يرفض دعوة طهران.. هل هجمات إسرائيل على حزب الله مقدمة لهجوم جديد على إيران؟
  • وزير الخارجية اللبناني يعتذر عن عدم قبول دعوة عراقجي لزيارة طهران
  • الصورة الأكثر تداولا في إيران.. “نتنياهو” يقف في طابور أمام مخبز في طهران!