غزة أصبحت المكان الأكثر دموية في العالم للعاملين في مجال الإغاثة
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
تعد مدنية غزة الآن هي المكان الأكثر دموية في العالم للعاملين في مجال الإغاثة، الذين يقدمون الرعاية العاجلة لـ 1.9 مليون فلسطيني نازح داخليا، بينما فقد الكثيرون أحباءهم ولكنهم يواصلون دعم الآخرين على الرغم من المخاطر.
وقالت مديرة جمعية وفاق للمرأة والطفل، بثينة صبح، في مقال نشرته عبر صحيفة "الغارديان": "لن أخفي عنكم أنني أعاني من القلق.
وتقول بثينة صبح إنها "واصلت العمل مع بدء الحرب في غزة، بسبب إيمانها بحقوق المرأة كحقوق إنسانية. هذا ما ألهمها في المقام الأول وهو سبب استمرارها. مع ان العاملين في هذا الحقل يواجهون تحديات كبيرة، خاصة بالنسبة للنساء منهن، عند الخروج لتقديم المساعدات الإنسانية. فيعيشن حالة من التوتر. عندما يخرجن من المنزل، يستودعن الله بيوتهن وأولادهن: فالله وحده يعلم هل سيعُدن إليهم أم لا".
وأضافت "عملنا يعرضنا للعديد من الانتهاكات والشعور بعدم التصديق. تخيل أنك ذاهب لمساعدة الناس ولكنك تعتقد أنك لن تعود لرؤية أطفالك وأحبائك. هذا شعور مرعب يجعلك تعيش في صراع: بين حماية نفسك وعائلتك، وواجبك الإنساني الذي يتطلب منك الخروج والمساعدة".
وذكرت أنها على المستوى الشخصي، فهي من سكان رفح، وفي منزلها كانت عائلتها تستضيف 30 إلى 35 شخصا فقدوا منازلهم، وكل شخص كان في حالة نفسية مختلفة. وكان منزلها أيضا مركزا للجمعية لأنهم لا يستطيعون الذهاب إلى المكتب، فكان العمل الإداري يتم من منزلها، وهذا أدى إلى مشاعر مختلطة حول الواجب والمسؤولية - وأيضا الذعر، خاصة وأن الاحتلال يستهدف مقدمي الخدمات الإنسانية.
وذكرت أنها كانت في كل لحظة تتوقع أن يقصفوا المنزل. وبعد الشهر السادس، غلب عليها وعلى أطفالها الخوف بسبب ما يرونه في الخارج وعلى شاشات التلفاز. وهذا ما أجبرها على الرحيل، والذهاب إلى مصر مع ابنتها وتأمين مكان لبقية العائلة. ولكن اجتياح رفح حدث قبل أن ينضم إليها أبناؤها الصغار من غزة إلى مصر. وهذا هو الشهر الخامس لها بدونهم وتشعر بعدم التوازن لأن نصفي في مصر والنصف الآخر في غزة، وخاصة بعد اجتياح رفح.
وبينت في مقالها أن أطفالها وزوجها أُجبروا على الذهاب إلى منطقة المواصي في خانيونس للعيش في الخيام. وقبل شهر دمر منزلها بالكامل. وتصف كيف كان هذا المنزل حلم حياتهم وقد ذهب، ولديهم أقساط مستحقة من ثمن المنزل، وستستمر في سدادها للسنوات الخمس القادمة. "من الصعب أن تشعر أنك فقدت كل شيء. هذا هو شعور كل شخص في غزة فقد منزله وحلمه وأحبائه".
وأشارت إلى أنه في بعض الأحيان، عندما كانت في الميدان، كانت المنازل والسيارات تُقصف على بعد 300 متر مني. وأن متطوعي الوفاق أخبروها عن الاعتداءات الجنسية والتحرشات التي تعرضت لها النساء النازحات من الشمال إلى رفح. وتقول: "عندما رأينا الشباب يُدفنون أحياء في مقابر خانيونس. خشينا أن يتعرض أطفالنا لنفس الشيء".
وقالت: "لقد عانينا ما عانيناه خلال 11 شهرا. إن القول بأن نساء غزة صامدات وإرسال صورة للعالم بأننا أسطورة وأننا أكثر قدرة على الصمود لن يكون صحيحا. نحن صامدون فقط أمام عائلاتنا وأطفالنا حتى لا ينهاروا، لكننا نتعرض للتدمير الداخلي. إن نساء غزة منهكات جسديا ومحطمات نفسيا".
وأوضحت أن المرأة تشعر بأنها مسؤولة عن أطفالها وإخوتها، وبالتالي تتحمل العبء الأكبر من المشاعر والضغوط النفسية. تحاول أن تجعل الآخرين يشعرون بالأمان. وأن نساء غزة بقدر صمودهن، مرتبكات ومتعبات. لقد ازدادت الحاجة إلى الدعم النفسي لدى النساء في الشهرين الماضيين لأن النساء لم يعدن يتحملن الضغوط.
وأكدت أن النساء فقدن خصوصيتهن وكرامتهن وإنسانيتهن في هذه الحرب. وتعرض بعضهن للاعتداء الجنسي والتحرش الجنسي، وبعضهن تعرضن لاعتداءات بذيئة، وبعضهن فقدن أزواجهن وأبنائهن وإخوانهن. وبعضهن فقدن كل شيء. فقدن أسرهن بالكامل ومصادر رزقهن وأصبحن معتمدات كليا على الآخرين.
وقالت "في غزة نسمع عن المفاوضات ولكننا لا نملك إلا الأمل في حدوث هدنة. نحن بين فكي حماس والاحتلال. كل منهما يريد خدمة مصالحه، والشعب هو آخر ما يفكرون فيه. ليس لدينا حلول إلا معجزة من الله. أما الحلول الدولية والإقليمية لوقف الحرب فهي عديمة الفائدة. لو كانت هناك نوايا صادقة لإنهاء الحرب لتوقفت بعد الشهر الأول، ولكن يبدو الأمر وكأنه مؤامرة ضدنا في غزة وضد شعبنا الفلسطيني".
وأضافت "نريد أن نعيش حياة طبيعية بين أطفالنا بأمان ونخطط للمستقبل. كنساء غزة، نحن مدمرات نفسيا بشكل كامل. ليس لدينا أحلام ولا آمال. كل ما نتمناه هو البقاء على قيد الحياة: نحن وأطفالنا".
وختمت مقالها برسالة إلى النساء في كل أنحاء العالم حيث طلبت أن يشكلن تحالفات ويرفعن أصواتهن عاليا من أجل وقف الحرب واحترام الكرامة الإنسانية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة فلسطيني فلسطين غزة الاغاثة حرب غزة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
عاصف حميدي: استهداف صحفيي غزة اعتداء على حق العالم بالمعرفة
أكد عاصف حميدي مدير الأخبار في قناة الجزيرة أن ما تقوم به إسرائيل من استهداف ممنهج للصحفيين في قطاع غزة ليس اعتداء على صحفيين فلسطينيين أفراد فحسب، بل هو "هجوم مباشر على حق الجمهور العالمي بأسره في معرفة الحقيقة".
لافتا إلى أن العالم شهد -قبل أيام- استشهاد الزملاء أنس الشريف، ومحمد قريقع، وإبراهيم ظاهر، ومحمد نوفل، الذين استهدفتهم غارة إسرائيلية مباشرة بينما كانوا داخل خيمة إعلامية قرب مستشفى الشفاء، رغم وضوح هويتهم الصحفية.
وأضاف في مقال له، "في الوقت الذي اعتقدت فيه الأوساط الصحفية في غزة أن الأمور لا يمكن أن تسوء أكثر من ذلك، قامت قوات الاحتلال الوحشية بقيادة بنيامين نتنياهو بارتكاب جريمة قتل أخرى بدم بارد، وهذه المرة ضد الصحفيين في قناة الجزيرة".
وقال: "لم تظهر آلة الحرب الإسرائيلية -التي تسارع في تحقيق هدفها المعلن المتمثل في احتلال غزة- أي ضبط للنفس في استهداف الصحفيين، في انتهاك للاتفاقيات الدولية، ليرتقي -حتى الآن- 238 صحفيا في هذه الحرب، لتصبح أكثر الصراعات دموية للصحفيين والعاملين في مجال الإعلام في الذاكرة الحية".
وبيّن حميدي أن الحرب في غزة سجلت عام 2024 أعلى عدد من الصحفيين الشهداء على يد القوات الإسرائيلية، مشددا على أن الاستهداف المنهجي للقضاء على الصحفيين ليس مجرد مأساة محلية أو إقليمية، بل هو انتهاك كارثي للمعايير الدولية المتعلقة بحماية الصحفيين في مناطق النزاع.
وأرجع ذلك إلى الانهيار العالمي للمسؤولية الأخلاقية في حماية أولئك الذين يخاطرون بكل شيء من أجل تسليط الضوء على حقائق الحرب.
ويرى مدير الأخبار في قناة الجزيرة أن غزة ليست المكان الوحيد الذي يتعرض فيه الصحفيون للحصار، فالتهديدات والترهيب والعنف القاتل ضد الصحفيين آخذة في الازدياد، مضيفا أن ما يميز الجرائم الإسرائيلية هو الإفلات من العقاب الذي تتمتع به قوات الاحتلال في قتل الصحفيين واللامبالاة التي يبديها قادة ما يسمى بالعالم الحر.
إعلانوأعرب عن استغرابه من تكرار بعض المؤسسات الإعلامية لادعاءات النظام الإسرائيلي الكاذبة ضد الصحفيين المستهدفين "دون التحقق منها".
استهداف ممنهجولفت حميدي إلى أننا "نعيش أخطر فترة في التاريخ الحديث بالنسبة للصحفيين، الذين يتعرضون للتهديد والمضايقة والقتل لمجرد أداء واجبهم في نقل الحقيقة في جميع أنحاء العالم"، وأشار إلى أن المخاطر التي يواجهها الصحفيون في مناطق النزاع قد اشتدت عليهم.
وأضاف أن عام 2023، شهد مقتل صحفي أو عامل إعلامي كل 4 أيام في المتوسط، بينما ساءت هذه الإحصائية في العام 2024، لتصل إلى مرة كل 3 أيام، معظمها على يد القوات الإسرائيلية.
وشدد حميدي على أن الصحفيين في غزة ليسوا مراسلين دوليين تم إنزالهم بالمظلات، بل هم صحفيون محليون يعرفون الأرض والشعب أفضل من غيرهم، وقال: "هؤلاء الصحفيون لا يكتفون بتغطية مأساة غزة، بل يعيشونها بأنفسهم".
واعتبر أن تصاعد العنف ضد الصحفيين في قطاع غزة "ليس عرضيا ولا معزولا"، بل هو جزء من اتجاه أوسع نطاقا، وأكثر إثارة للقلق، لافتا إلى أن إسكات وسائل الإعلام بشكل منهجي غالبا ما يتم تنسيقه من قبل المستبدين والأنظمة التي تسعى إلى إخفاء جرائمها في الظلام.
سلاح التجويع
وأكد حميدي على أن إسرائيل تستخدم سلاح التجويع كأداة، حيث يتم دفع الصحفيين إلى حافة الهاوية، بحيث ينهارون من الجوع أثناء عملهم، متحدثا عن صحفيي الجزيرة بالقول إن "الجزيرة فقدت العديد من الزملاء في قطاع غزة، حيث رفع استشهاد أنس الشريف وزملائه عدد الصحفيين الشهداء من شبكة الجزيرة إلى تسعة"، وأضاف "لقد عمل زملاؤنا على تغطية الفظائع التي ترتكب ضد المدنيين".
ليضيف حميدي مستدركا على الرغم من ذلك، نصرّ في شبكة الجزيرة على "مواصلة واجبنا المهني"، وسنبقى ملتزمين بتغطية الإبادة الجماعية الجارية، على الرغم من جهود إسرائيل لتعمية أعيننا وأعين العالم، وسنعمل بلا كلل لتعزيز فرقنا الصحفية والبقاء أوفياء لجمهورنا العالمي، الذي له الحق في الحصول على المعلومات.
في المقابل، دعا حميدي دول العالم للتضامن مع الصحفيين في قطاع غزة، وممارسة الضغوط الكاملة على إسرائيل لوقف استهداف الصحفيين وقتلهم والسماح لوسائل الإعلام الدولية بالوصول إلى قطاع غزة وحرية العمل فيه.
وطالب المجتمع الدولي بالتحرك بسرعة وحزم لحماية الصحفيين وحماية أولئك الذين يخاطرون بكل شيء لاطلاع العالم على الكارثة الإنسانية المستمرة والإبادة الجماعية في غزة، مطالبا بضرورة السماح للصحفيين بأداء واجباتهم دون خوف من العنف، وأي شيء أقل من ذلك هو "خيانة لأبسط مبادئ حرية التعبير".
وأشار إلى أننا "مدينون للصحفيين الشجعان في غزة على ما بذلوه من جهود، فعملهم ليس مجرد توثيق، بل هو المسودة الأولى للتاريخ، التي سيقوم من خلالها مؤرخو المستقبل بدراسة فظائع الإبادة الجماعية الأكثر تغطية تلفزيونية في القرن الـ21".
شبكة الجزيرة:
???? الهجوم على صحفيي #الجزيرة جاء وسط كارثة إنسانية مروعة خلفها العدوان الإسرائيلي والذي يشهد مـجـ ـازر
????قـتـ ـلة الصحفيين استهدفوا بإقرار منهم عبر بيان الجيش الإسرائيلي خيمة صحفيي الجزيرة عند مجمع الشفاء
????اغتيال مراسلينا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي هجوم… pic.twitter.com/XUAMlmCB4l
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) August 11, 2025
حماية الصحفيينوبيّن أن الوصول إلى معلومات موثوقة عن الحروب والصراعات ليس ترفا، بل هو ضروري لرفاهية سكان العالم، وحماية حقوق الإنسان، والجهود العالمية لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب، وقال "عندما يتم إسكات الصحفيين، نصبح جميعا أكثر عرضة للتضليل والدعاية وإساءة استخدام السلطة دون رادع".
إعلانوأضاف حميدي أن العالم إذا ما استمر في التسامح مع قتل الصحفيين وتجويعهم واضطهادهم، فلن تكون الصحافة وحدها التي تعاني، بل ستعاني أيضا المساءلة والديمقراطية، داعيا لتعزيز الإطار القانوني الدولي لحماية الصحفيين في حالات الحرب وإنفاذه على وجه السرعة.
وطالب مدير الأخبار في قناة الجزيرة الأوساط الصحفية الدولية بتحمل مسؤولياتها إزاء ما يجري بحق الصحفيين في قطاع غزة، وقال إن "شجاعة الصحفيين في غزة والتزامهم وتضحياتهم لا تقل عن دعمنا الكامل ودفاعنا المستميت عنهم، كما أن تقاعسنا سيُذكر في التاريخ باعتباره فشلا ذريعا في حماية أولئك الذين وقفوا في طليعة الدفاع عن الحقيقة".